امريكا .. غيرت لهجتها و لم تغير منهجها
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
*المبعوث الامريكى و منذ تعيينه فى فبراير الماضى لم يقابل وزير خارجيته بلنكن او يلتقى الرئيس بايدن*
*من الضرورى معرفة وزن و قيمة هذه التصريحات لدى الادارة الامريكية ، و عما اذا كانت تعبر عن سياسة امريكا تجاه السودان*
*اذا كانت امريكا جادة فى الوصول لاى اتفاق فى جنيف يبنى على ما تم فى جدة ، عليها ان تطالب المليشيا باعلان الالتزام باتفاق جدة*
*مراقبون : تصريحات بيرليو لا تمثل رؤية الادارة الامريكية للصراع فى السودان*
*محللون : تصريحات بيرليو تهدف الى استدراج المسؤولين السودانيين الى جنيف*
*السيد بيرليو مع احترامنا له، و بحكم وضعه الوظيفى لا يستطيع الايفاء بمثل هذه التعهدات*
المبعوث الامريكى للسودان السيد توم بيرليو ، هو موظف صغير فى سلم الخارجية الامريكية ، تم تسميته فى فبراير الماضى باعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تعيينه كمبعوث أمريكي خاص للسودان ( احيانآ يسمى مبعوث الرئيس الامريكى )، على أن يقوم في إطار هذا المنصب بتنسيق السياسة الأمريكية بشأن السودان وتعزيز الجهود الرامية إلى إنهاء الأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية ، و الحقيقة لا احد يعلم الى اى جهة يتبع المستر بيرليو ،هل هو موظف فى الخارجية الامريكية ، ام البيت الابيض؟ ، وهل هو منسق ام لديه صلاحيات اتخاذ القرار ،؟ و على كل حال فلم يرشح فى الاخبار فى اى وقت انه قابل وزير خارجية بلاده بلنكن ، او قابل الرئيس الامريكى بايدن ،
امريكيآ ظهر بيرليو مرة واحدة فى مايو الماضى و قدم احاطة امام لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس ، نال على اثرها توبيخآ من اعضاء اللجنة لعدم وضوح سياساته و خطته ، بيرليو زار كل الدول ما عدا الدولة التى عين مبعوثآ اليها ،
بعد تصريحات بيرليو الاخيرة ، التى وصفها البعض بالايجابية ، يجب معرفة وزن و قيمة هذه التصريحات لدى الادارة الامريكية ، و عما اذا كانت تعبر عن سياسة امريكا تجاه السودان ، خاصة و ان بعض التصريحات ربما تقتضى قرارات تنفيذية لتأكيد جدية الادارة الامريكية ، فلم تكن هناك ايضاحات ملموسة لتعهدات بيرليو بدعم ( السودانيين الذين لا يرغبون فى اى دور سياسى للدعم السريع فى المستقبل ) ، و لا كيف ستتصرف ادارته مع اقراره ان ( الدعم السريع تاريخه مرتبط بالابادة الجماعية و التطهير العرقى فى دارفور) ، فضلا عن اعترافه بان ( الدعم السريع لا مستقبل له فى السودان ، وان الجيش مؤسسة لها تاريخ فى السودان ) ،
مراقبون يميلون الى ان تصريحات بيرليو لا تمثل رؤية الادارة الامريكية للصراع فى السودان ، و تحليلات تذهب الى ان هذه التصريحات الهدف منها استدراج المسؤولين السودانيين الى جنيف ، لضرورات انتخابية ، مع تقديم وعود شفاهية بأن مفاوات جنيف ستعتبر ان اتفاق جدة هو الاساس ، و تبريرات واهية لاشراك الامارات فى جنيف لضمان تنفيذ ما يتفق عليه ،
الجدية فى اعتبار جدة هى الاساس و بعد موافقة المليشيا على حضور جنيف ، تقتضى ان تبدأ المليشيا فورآ بتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق ، وعلى سبيل المثال فان الخروج من منازل المواطنين و اخلاء الاعيان المدنية لا يتطلب اى اجراءات او ترتيبات ، ايقاف قصف المدنيين فى الفاشر و الخرطوم هو احد اهم بنود اتفاق جدة وهو لا يستدعى اى ترتيبات اضافية ، فقط على مليشيا الدعم السريع التوقف عن ذلك ، الافراج عن شاحنات برنامج الغذاء العالمى لا يتطلب اى اجراءات او مفاوضات ، هذه التزامات بموجب القانون الدولى الانسانى و قانون حقوق الانسان ، فضلآ عن النص عليها صراحة فى اتفاق جدة ،
اذا كانت امريكا جادة فى الوصول لاى اتفاق فى جنيف يبنى على ما تم فى جدة ، عليها ان تطالب المليشيا باعلان التزامها به ، و الالتزام بالقانون الدولى الانسانى ،بما فى ذلك حقوق المدنيين اثناء الحرب، علي امريكا ابلاغ الامارات، الراعى الرسمى لعدوان المليشيا ان تكف عن توريد الاسلحة و المعدات الحربية لان هذا يتعارض مع نص القرار (1591 ) ، ومع تقرير لجنة الخبراء ،
السيد بيرليو مع احترامنا له، و بحكم وضعه الوظيفى لا يستطيع الايفاء بمثل هذه الالتزامات ، ربما عليه الطلب الى ادارته تعهدات ملموسة و مكتوبة لطمأنة الجانب السودانى بان تصريحاته تمثل السياسة الامريكية تجاه السودان ، حتى الان لم تتسلم الخارجية السودانية ردآ على الاستفسارات حول الاجندة و الاطراف المشاركة فى جنيف و الموقف من اتفاق جدة ، و طلب الاجتماع مع الجانب الامريكى، هل يستطيع السيد بيرليو استعجال رد خارجية بلاده ؟ امريكا غيرت لهجتها و لم تغير منهجها .
محمد وداعة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الادارة الامریکیة فى السودان اتفاق جدة اذا کانت
إقرأ أيضاً:
التحالف الوطني يشيد بالمشاركة الدولية بالاستعراض الدوري لملف حقوق الإنسان في جنيف
أشاد التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، بالمشاركة الدولية الرفيعة في الاستعراض الدوري الشامل "UPR" لملف حقوق الإنسان في جنيف، والتي ألقت خلالها الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، كلمة افتتاحية متميزة في الحدث الجانبي الذي نظمته وزارة التضامن الاجتماعي بالتنسيق مع بعثة مصر في الأمم المتحدة.
يحمل الحدث عنوان "الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في مصر بين الإنجازات والتحديات"، شهد حضوراً أممياً ضخماً، مما يمثل صورة مشرفة لمصر ويعكس التزامها الراسخ بتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز حقوق الإنسان.
وسلطت الدكتورة مايا مرسي الضوء في كلمتها على الإنجازات الكبيرة التي حققتها مصر في مجال الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى التحديات التي لا تزال قائمة، مشيرة إلى الجهود المستمرة لتطوير السياسات والبرامج الاجتماعية لتلبية احتياجات المواطنين.
وأكدت الوزيرة على أهمية التعاون بين الحكومة والمجتمع المدني لتحقيق رؤية شاملة للعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
وثمن التحالف الوطني العمل المتميز للدكتورة مايا مرسي ويؤكد دعمه المستمر للجهود الحكومية في تعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين في مصر، مع التأكيد على أهمية الشراكة الفعالة بين كافة الأطراف لتحقيق مستقبل أفضل.
ويؤكد التحالف الوطني التزامه الدائم بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي والمؤسسات الحكومية الأخرى من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوفير حياة كريمة لجميع المواطنين.