يواجه القطاع الزراعي في محافظة إب، وسط اليمن، أوضاعاً متدهورة جراء ارتفاع أسعار البذور والسماد والمحروقات. وسط عزوف الكثيرين عن زراعة مزيد من المحاصيل في ظل التجاهل المستمر والمتعمد من قبل قيادة مكتب الزراعة المختطف من قبل ميليشيا الحوثي.

يقول عدد من مزارعي مديرية كتاب في إب، إنهم قاموا بتقليل المساحات الزراعية للمحاصيل خصوصاً محصول "البطاط" وذلك بسبب الارتفاع المفاجئ والكبير في أسعار البذور هذا العام.

موضحين: "ارتفاع البذور ترافق أيضا مع ارتفاع أسعار السماد وهو ما يثقل كاهل المزارع ويدفعه إلى الإفلاس لأجل شراء هذه الاحتياجات الزراعية".

وبحسب المصادر المحلية في إب فإن شركات جديدة مدعومة من قبل قيادات حوثية تحتكر عملية بيع البذور والأسمدة الزراعية، ورغم الشكاوى المتكررة من المزارعين إلا أن مكتب وزارة الزراعة في إب لا يزال يتجاهل هذه المعاناة ويرفض التدخل لتسهيل حصول المزارعين على هذه الاحتياجات.

وتعد محافظة إب، سلة غذائية هامة لتحقيق الأمن الغذائي في اليمن، وهي من المحافظات الرئيسية التي يكثر فيها زراعة الكثير من محاصيل الخضروات والفواكه، لما تمتاز به مناطقها من خصوبة في التربة وأجواء ماطرة طوال العام. 

إفلاس متعمد 

ويقول الخبير الاقتصادي، علي أحمد التويتي، إن القطاع الزراعي في اليمن يواجه أوضاعا سيئة جداً بكل المجالات المرتبطة به. لافتاً إلى أن المنغصات التي يواجهها المزارعون كثيرة، أولها ارتفاع البذور وأيضا الأسمدة، ناهيك عن ارتفاع أسعار المحروقات. موضحا أن هذه القضايا تهدد بإفلاس وشيك للمزارعين الذين يجدون صعوبة في تعويض الخسارة التي يتكبدونها لزراعة المحصول. 

وأضاف التويتي في منشور على صفحته على موقع فيسبوك: "قال لي مزارع بطاط من قاع الحقل كتاب إن المزارعين على وشك الإفلاس بسبب غلاء البذور". وأضاف إن المزارعين "يشترون البودي البذور بـ900 ألف ريال، بالإضافة إلى السماد والمحروقات وغيره، بينما يبيعون البودي ما بين 70 إلى 100 ألف ريال"، مستغربا بالقول: "ونحن كنا نعتقد أنهم الوحيدون من المزارعين الذين يكسبون".

وتابع: "للأسف، الوضع للأسوأ بكل المجالات، غلاء المحروقات هو الأساس لكل القطاعات".

ويقول خبراء في التسويق الزراعي إن الميليشيات الحوثية المسيطرة على وزارة الزراعة والري في صنعاء تنتهج سياسة تسويقية تدميرية تضر بالمزارعين ولا تدعم القطاع كما تحاول الترويج له. مشيرين إلى أن المنتجات الزراعية أصبحت سلعة رخيصة بيد القيادات الحوثية التي تصدر القرارات العشوائية وعلى رأسها قرار منع التصدير.

وأشار الخبير التويتي في منشور سابق: هناك تلف في محصول الرمان وسبقه محصول المانجو بفعل تكدسه وعدم تصدير المنتجين إلى الخارج بسبب خلافات لا مبرر لها. مضيفاً إن المزارعين يطالبون بتنظيم العملية ومساعدتهم على تصدير بضاعتهم لكي لا يتكبدون الخسارة، ويستفيد المزارع والمصدر والوطن.

مغالطات حوثية

بحسب كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2020م، تبلغ المساحة الصالحة للزراعة بمحافظة إب (53224) هكتارا، في حين أن المساحة المزروعة فقط نحو (70493) هكتاراً موزعة على الحبوب والخضروات والفواكه والأعلاف، وشجرة القات. إلا أن المصادر الزراعية في إب أكدت أن هذه المساحة تتراجع سنوياً بشكل كبير في ظل عزوف المزارعين عن توسيع إنتاج المحاصيل بسبب الغلاء الفاحش في البذور والأسمدة.

تحاول الميليشيات الحوثية تقديم المغالطات على التدهور المستمر لقطاع الزراعة في إب، حيث تروج قيادة المكتب الموالية لهم أن أسباب تدني الإنتاج النباتي وتدهور الأراضي الزراعية يعود إلى عدم استغلال مقومات المحافظة وعدم الاهتمام الجاد من قبل الحكومات والقيادات الزراعية السابقة. مدعين أن الزراعة في إب ارتهنت للخارج ودول العدوان، على حد تعبير القيادات الحوثية المشرفة على مكتب الزراعة.

وأواخر العام الماضي، أعلنت الميليشيات الحوثية المسيطرة على محافظة إب، تدشين ما أسموه مشروع التوسع في زراعة الأولويات من المحاصيل الأساسية (قمح- ذرة شامية- بقوليات) والذي ينفذه مكتب الزراعة والري بالمحافظة والمديريات. بحسب ما روجت له الميليشيات أن المشروع الممول من الوحدة التنفيذية لتمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية، بالشراكة مع مؤسسة بنيان التنموية، والجمعيات الزراعية، يهدف إلى التوسع في زيادة الرقعة الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي.

وبحسب مزارعين فإن المشروع الحوثي يحمل شعار دعم قطاع الزراعة، ولكن بعيداً عن المشاكل الحقيقية التي يواجهها المزارعون؛ فالكثير من المشاكل مرتبطة بالبذور والأسمدة المرتفعة، وليس في الأرض أو استصلاحها أو تأهيل المزارع. 

ويقول المزارعون إنهم قدموا الكثير من الشكاوى لمكتب الزراعة بشأن المشاكل التي يواجهونها لتوسيع رقعة الأرض الزراعية والاستمرار في إنتاج المحاصيل إلا أن المكتب يتجاهل ذلك ويخلي مسؤوليته، كون الشركات المستوردة للبذور والأسمدة تابعة للحوثيين أو يتم إدارتها لصالحهم.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: مکتب الزراعة من قبل

إقرأ أيضاً:

وزير الزراعة: ضرورة مواجهة التعديات على الأراضي الزراعية بكل حزم

أكد علاء فاروق وزير الزراعة  على ضرورة مواصلة المرور على الحقول والأحواض، ومواجهة التعديات على الأراضي الزراعية بكل حزم، واتخاذ الاجراءات اللازمة حيالها، لافتا إلى أن الحفاظ على الأراضي الزراعية، هو هدف أساسي للحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، وتأمين الغذاء.

وأشار إلى أن وزارة الزراعة والعاملين فيها  امناء على الأرض الزراعية، وقضية الأمن الغذائي، ويجب توعيتهم  بأهمية ما يقدمونه للمزارع.

النهوض بالقطاع الزراعي

وجه   وزير الزراعة، الشكر الى كافة العاملين بالوزارة وقطاعاتها وهيئاتها المختلفة، بجهودهم وتحركاتهم من أجل دعم المزارعين، والنهوض بالقطاع الزراعي بمحافظات الجمهورية.

وزير الزراعة يطلق قوافل إرشادية وبيطرية احتفالًا بعيد الفلاح

واستعرض وزير الزراعة عددا من التقارير، الخاصة بالقطاعات والمراكز البحثية والهيئات ومديريات الزراعة بالمحافظات، والخاصة بمواجهة التعدي على الأراضي الزراعية، وحملات الارشاد الزراعي، والانتاج الحيواني والبيطري، فضلا عن عن تطهير المساقي الخصوصية لدى المزارعين، ومكافحة الآفات، ومدى تقدم الأعمال في القطاع الزراعي.

وزير الزراعة ومحافظ المنوفية يتفقدان الجمعية الزراعية بالمصيلحة وميت خلف

وشدد  فاروق على الاستمرار في جهود دعم المزارعين، والاسراع في معدلات الانجاز، لتنفيذ خطط واستراتيجيات الدولة لتحقيق التنمية الزراعية، خاصة فيما يتعلق بتكثيف الإرشاد الزراعي، والتواصل الدائم والمستمر مع المزارعين، في الحقول والمراكز الإرشادية والجمعيات الزراعية، وكافة التجمعات المختلفة.

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة: تقتت الملكية الزراعية أهدر 10% من الأراضي
  • تكريم بعض المزارعين المتميزين تزامنًا مع الاحتفال بعيد الفلاح ببني سويف
  • محافظ الفيوم يشهد الاحتفال بــ «عيد الفلاح» ويكرم عدداً من المزارعين المتميزين
  • وزير الزراعة يفتتح فعاليات ورشة عمل تدريبية لدعم صغار المزارعين
  • الزراعة: الحفاظ على الرقعة الزراعية من أولويات الدولة
  • الزراعة تواصل مكافحة التعديات على الأراضي الزراعية
  • تذمر واستياء بين المغاربة بسبب غلاء اللحوم ووصول أسعارها لمستويات قياسية
  • وزير الزراعة: ضرورة مواجهة التعديات على الأراضي الزراعية بكل حزم
  • العقار المصري: رأس الحكمة دافع قوي للاستثمار العقاري في مصر
  • وزير الزراعة يوجه بمضاعفة انتاج المشروعات والمنافذ التسويقية وزيادة عدد القوافل لدعم المزارعين