غلاء البذور وارتفاع المحروقات والسماد.. مزارعو إب يواجهون الإفلاس
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
يواجه القطاع الزراعي في محافظة إب، وسط اليمن، أوضاعاً متدهورة جراء ارتفاع أسعار البذور والسماد والمحروقات. وسط عزوف الكثيرين عن زراعة مزيد من المحاصيل في ظل التجاهل المستمر والمتعمد من قبل قيادة مكتب الزراعة المختطف من قبل ميليشيا الحوثي.
يقول عدد من مزارعي مديرية كتاب في إب، إنهم قاموا بتقليل المساحات الزراعية للمحاصيل خصوصاً محصول "البطاط" وذلك بسبب الارتفاع المفاجئ والكبير في أسعار البذور هذا العام.
وبحسب المصادر المحلية في إب فإن شركات جديدة مدعومة من قبل قيادات حوثية تحتكر عملية بيع البذور والأسمدة الزراعية، ورغم الشكاوى المتكررة من المزارعين إلا أن مكتب وزارة الزراعة في إب لا يزال يتجاهل هذه المعاناة ويرفض التدخل لتسهيل حصول المزارعين على هذه الاحتياجات.
وتعد محافظة إب، سلة غذائية هامة لتحقيق الأمن الغذائي في اليمن، وهي من المحافظات الرئيسية التي يكثر فيها زراعة الكثير من محاصيل الخضروات والفواكه، لما تمتاز به مناطقها من خصوبة في التربة وأجواء ماطرة طوال العام.
إفلاس متعمد
ويقول الخبير الاقتصادي، علي أحمد التويتي، إن القطاع الزراعي في اليمن يواجه أوضاعا سيئة جداً بكل المجالات المرتبطة به. لافتاً إلى أن المنغصات التي يواجهها المزارعون كثيرة، أولها ارتفاع البذور وأيضا الأسمدة، ناهيك عن ارتفاع أسعار المحروقات. موضحا أن هذه القضايا تهدد بإفلاس وشيك للمزارعين الذين يجدون صعوبة في تعويض الخسارة التي يتكبدونها لزراعة المحصول.
وأضاف التويتي في منشور على صفحته على موقع فيسبوك: "قال لي مزارع بطاط من قاع الحقل كتاب إن المزارعين على وشك الإفلاس بسبب غلاء البذور". وأضاف إن المزارعين "يشترون البودي البذور بـ900 ألف ريال، بالإضافة إلى السماد والمحروقات وغيره، بينما يبيعون البودي ما بين 70 إلى 100 ألف ريال"، مستغربا بالقول: "ونحن كنا نعتقد أنهم الوحيدون من المزارعين الذين يكسبون".
وتابع: "للأسف، الوضع للأسوأ بكل المجالات، غلاء المحروقات هو الأساس لكل القطاعات".
ويقول خبراء في التسويق الزراعي إن الميليشيات الحوثية المسيطرة على وزارة الزراعة والري في صنعاء تنتهج سياسة تسويقية تدميرية تضر بالمزارعين ولا تدعم القطاع كما تحاول الترويج له. مشيرين إلى أن المنتجات الزراعية أصبحت سلعة رخيصة بيد القيادات الحوثية التي تصدر القرارات العشوائية وعلى رأسها قرار منع التصدير.
وأشار الخبير التويتي في منشور سابق: هناك تلف في محصول الرمان وسبقه محصول المانجو بفعل تكدسه وعدم تصدير المنتجين إلى الخارج بسبب خلافات لا مبرر لها. مضيفاً إن المزارعين يطالبون بتنظيم العملية ومساعدتهم على تصدير بضاعتهم لكي لا يتكبدون الخسارة، ويستفيد المزارع والمصدر والوطن.
مغالطات حوثية
بحسب كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2020م، تبلغ المساحة الصالحة للزراعة بمحافظة إب (53224) هكتارا، في حين أن المساحة المزروعة فقط نحو (70493) هكتاراً موزعة على الحبوب والخضروات والفواكه والأعلاف، وشجرة القات. إلا أن المصادر الزراعية في إب أكدت أن هذه المساحة تتراجع سنوياً بشكل كبير في ظل عزوف المزارعين عن توسيع إنتاج المحاصيل بسبب الغلاء الفاحش في البذور والأسمدة.
تحاول الميليشيات الحوثية تقديم المغالطات على التدهور المستمر لقطاع الزراعة في إب، حيث تروج قيادة المكتب الموالية لهم أن أسباب تدني الإنتاج النباتي وتدهور الأراضي الزراعية يعود إلى عدم استغلال مقومات المحافظة وعدم الاهتمام الجاد من قبل الحكومات والقيادات الزراعية السابقة. مدعين أن الزراعة في إب ارتهنت للخارج ودول العدوان، على حد تعبير القيادات الحوثية المشرفة على مكتب الزراعة.
وأواخر العام الماضي، أعلنت الميليشيات الحوثية المسيطرة على محافظة إب، تدشين ما أسموه مشروع التوسع في زراعة الأولويات من المحاصيل الأساسية (قمح- ذرة شامية- بقوليات) والذي ينفذه مكتب الزراعة والري بالمحافظة والمديريات. بحسب ما روجت له الميليشيات أن المشروع الممول من الوحدة التنفيذية لتمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية، بالشراكة مع مؤسسة بنيان التنموية، والجمعيات الزراعية، يهدف إلى التوسع في زيادة الرقعة الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي.
وبحسب مزارعين فإن المشروع الحوثي يحمل شعار دعم قطاع الزراعة، ولكن بعيداً عن المشاكل الحقيقية التي يواجهها المزارعون؛ فالكثير من المشاكل مرتبطة بالبذور والأسمدة المرتفعة، وليس في الأرض أو استصلاحها أو تأهيل المزارع.
ويقول المزارعون إنهم قدموا الكثير من الشكاوى لمكتب الزراعة بشأن المشاكل التي يواجهونها لتوسيع رقعة الأرض الزراعية والاستمرار في إنتاج المحاصيل إلا أن المكتب يتجاهل ذلك ويخلي مسؤوليته، كون الشركات المستوردة للبذور والأسمدة تابعة للحوثيين أو يتم إدارتها لصالحهم.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: مکتب الزراعة من قبل
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات المؤتمر الدولى الثامن لشباب الباحثين فى العلوم الزراعية
شهد الدكتور أحمد عكاوى، رئيس جامعة جنوب الوادى، انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثامن لشباب الباحثين في العلوم الزراعية فى" الزراعة المستدامة والأمن الغذائى"، الذي تنظمه كلية الزراعة بالجامعة في الفترة من 15- 16 ديسمبر 2024.
جاء ذلك بحضور الدكتور عباس منصور، رئيس الجامعة الأسبق، والدكتور محمد وائل عبد العظيم، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور عصام الدين عبد الهادى، عميد كلية الزراعة ورئيس المؤتمر، والدكتور عبد الحليم الشعينى، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث ومقرر المؤتمر، ووكلاء الكلية ورؤساء الاقسام وأعضاء هيئة التدريس بالكلية.
رئيس جامعة جنوب الوادي يشهد حفل ختام مبادرة دعم وتمكين ذوي الهممرئيس جامعة جنوب الوادي يفتتح المعرض الفنى لطلاب كلية الطب البيطرى
وأشار الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادى، إلى أن هذا المؤتمر يهدف إلى إتاحة الفرصة للباحثين نحو المشاركة بالأوراق البحثية وأيضاً بيئة داعمة لشباب الباحثين نحو العمل والابتكار، في إطار الدور المجتمعى للجامعة، وتحقيقا للاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي لتحقيق رؤية مصر 2030.
ووجه عكاوى، عدة رسائل لشباب الباحثين المشاركين فى المؤتمر لبذل مزيد من الجهد في البحث عن المعلومات وأيضاً الحصول على الدورات التدريبية المختلفة وذلك لإجادة كافة الامور المتعلقة بالبحث العلمى.
وأشاد الدكتور محمد وائل عبد العظيم، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، بما تشهده جامعة جنوب الوادي من تطور في جميع القطاعات عامة وفي قطاع الدراسات العليا على وجه الخصوص والذي ما زال يقدم كل جديد وتطور ملموس، كما قامت الجامعة بتحديث لوائح النشر العلمي لتعزيز المنافسة بين شباب الباحثين وتدريب طلاب الدراسات العليا في مجال البحث العلمي من خلال من خلال إقامة مثل هذه المؤتمرات المتخصصة على مدار العام وذلك لتعزيز مهارات الباحثين في التركيز على النشر العلمي والارتقاء بالسمعة الاكاديمية للجامعة.
وأشار الدكتور عصام الدين عبد الهادى، عميد كلية الزراعة، إلى أن المؤتمر يهدف لتعزيز التعاون العلمي لتبادل الخبرات والآراء والتجارب لشباب الباحثين وتوحيد الجهود بين الجامعات ومراكز البحوث الزراعية ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة والامن الغذائى، بالإضافة إلى توفير منصة لعرض نتائج الأبحاث وتطبيقاتها في مختلف المجالات الزراعية وتشجيع شباب الباحثين وطلاب الدراسات العليا على تقديم نتائجهم في المؤتمرات العلمية وذلك يأتي متوافقاً مع توجهات الدولة المصرية فى تحقيق اهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأضاف الدكتور عبد الحليم الشعينى، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، بأن المؤتمر يشارك فيه 135 باحث منهم باحثين من الصين وتركيا، كما يناقش عدة محاور ومنها علم البيئة والتلوث ووقاية النبات والنانو تكنولوجي وتطبيقاته في الزراعة وتقنيات الأحياء وعلم الأحياء الجزيئي والتكنولوجيا الحيوية والبستنة والمحاصيل الحقلية وتطبيقاتها الحديثة في التنمية المستدامة واستدامة الأمن الغذائى وتقنيات الإنتاج الحيواني والتربة والموارد المائية وموارد الطاقة المتجددة والتغيرات المناخية وأثرها على الزراعة.