انتقدت وزارة الخارجية السودانية مطالبة أبو ظبي بتمكين الوكالات الأممية من إيصال المساعدات إلى النازحين في السودان، بينما هي من تذكي الصراع في البلاد، من خلال دعمها لأحد الأطراف.

وقال الوزارة في بيان لها، إن مطالبة أبوظبي لمجلس الأمن بمنح الوكالات الأممية تفويضًا لإيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين عبر خطوط النزاع، "تمثل محاولة بائسة للتنصل من مسؤولية الإمارات عن الحرب التي تشنها المليشيا بتخطيط وتسليح وتمويل كامل منها".



وقالت الوزارة، "إن كانت الإمارات حريصة على دماء السودانيين، فلتتوقف عن تزويد المليشيا بالأسلحة". في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي تخوض صراعا ضد قوات الجيش منذ نيسان/ أبريل الماضي.

ومساء الثلاثاء، أكدت الخارجية الإماراتية في بيان أن "الأزمة الإنسانية في السودان تتطلب استجابةً طارئة تساعد في تأمين وقف إطلاق النار وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية بشكل سريع"، معربة عن إدانتها "استخدام المجاعة كسلاح في الحرب".

واعتبرت الخارجية السودانية ذلك "انتهاكا لسيادة السودان، باسم إدخال المساعدات الإنسانية".

ودعت إلى "وقف عن تزويد المليشيا (الدعم السريع) بالأسلحة التي يقتل بها الشعب السوداني، ويحرم من إنتاج غذائه، ووصول المساعدات إليه، وعندها سيتحقق السلام وتنتهي المعاناة الإنسانية".


وفيما لم يصدر تعقيب فوري من الإمارات على بيان الخارجية السودانية.

وفي نيسان/ أبريل الماضي، أعلن السودان، تقدمه رسميا بشكوى لمجلس الأمن الدولي ضد الإمارات، واتهمها بـ"العدوان على شعب السودان وسيادته وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي".

ورفضت الإمارات ادّعاء السودان بزعزعة استقراره وأكدت أنها "ستظل ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان، وستواصل العمل مع جميع المعنيين، ودعم أي عملية تهدف إلى وضع السودان على المسار السياسي للتوصل إلى تسوية دائمة".

وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، طلب السودان، من 15 شخصا من الدبلوماسيين الإماراتيين مغادرة البلاد، عقب استدعاء القائم بأعمال سفارة أبوظبي بالإنابة.

ومنذ منتصف نيسان/ أبريل عام 2023، يخوض الجيش و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتزايد دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية السودانية الدعم السريع المجاعة السودان ابو ظبي المجاعة الدعم السريع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

السودان: الأزمة الإنسانية والصحية غير مسبوقة

في ظل الأزمات المتلاحقة التي يمر بها السودان، كشف وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم عن التحديات الجسيمة التي تواجه القطاع الصحي بسبب الاشتباكات المسلحة. وأوضح أن القطاع الصحي تكبد خسائر هائلة تجاوزت 11 مليار دولار، مع فقدان أكثر من 60 من الكوادر الطبية..

التغيير: وكالات

ورغم هذه الظروف القاسية، أكد الوزير أن الكوادر الطبية نجحت في تفادي انهيار كامل للنظام الصحي، مشيرًا إلى أن الوضع استقر نسبيًا بعد نحو عامين من بدء الاشتباكات. كما شدد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين السودان وتركيا، خاصة في المجال الصحي.

أكد وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم، أن المواجهات المستمرة منذ قرابة 20 شهرا بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، تسببت في انهيار النظام الصحي بالبلاد.

ويستمر القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العديد من الولايات في السودان، مما يعرّض السكان لصعوبات متعددة.

وأدت الاشتباكات إلى دمار كبير في البنية التحتية والاقتصاد والتعليم والصحة، وأسفرت عن واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم.

وبدأت المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023 بسبب خلافات بين الطرفين بشأن الإصلاح العسكري والدمج.

وانتهت كافة المبادرات المطروحة لاحتواء الأزمة وإنهاء المواجهات بالفشل ولم تسفر عن أي نتائج إيجابية.

وبحسب معطيات الأمم المتحدة، أسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وفرار أكثر من 3 ملايين شخص خارج البلاد، ونزوح نحو 9 ملايين آخرين داخليًا واعتماد أكثر من 25 مليون شخص على المساعدات الإنسانية لإدامة حياتهم.

 أزمة انسانية وصحية

وفي تصريحات للأناضول، أكد وزير الصحة السوداني إبراهيم، أن الأزمة الإنسانية والصحية التي يمر بها السودان غير مسبوقة.

وأشار إلى أن “الميليشيات” (قوات الدعم السريع) انتهكت المعايير والقوانين والأخلاق الدولية من خلال استهداف المواطنين والمنازل والمرافق الخدمية وشبكات المياه والطاقة والكهرباء والمحاصيل والمستشفيات والإمدادات الطبية.

وأوضح إبراهيم أن شرارة الاشتباكات بدأت في العاصمة الخرطوم، مما أدى إلى أزمة نزوح كبيرة، حيث اضطر بعض الناس إلى النزوح أكثر من مرة.

وأشار إلى أن النظام الصحي تأثر بشكل مباشر وغير مباشر بالمواجهات الدائرة، وأن المستشفيات تعرضت للهجمات واستُخدمت كثكنات عسكرية.

وتابع قائلا: “في اليوم الرابع من الحرب، كنت في مستشفى الخرطوم عندما تم احتلاله من قبل قوات الدعم السريع، وقد أصبحت عدة مستشفيات خارج الخدمة. هذه المستشفيات ليست عادية، بل تشمل مراكز متخصصة في جراحة القلب وزراعة الأعضاء وعلاج الأورام”.

وأضاف أن مخازن تحتوي على أدوية ومستلزمات طبية بقيمة 600 مليون دولار تعرضت للنهب والتدمير، مما أدى إلى نقص حاد في الأدوية.

 الخسائر في القطاع الصحي بلغت 11 مليار دولار

وأوضح إبراهيم أنه تم نهب أكثر من 200 سيارة إسعاف ومركبة طبية، مضيفاً: “وفق التقديرات الأولية، بلغت خسائر القطاع الصحي 11 مليار دولار. كما فقدنا أكثر من 60 من الكوادر الصحية”.

وأردف: “لكننا لم نتوقف عن العمل رغم هذه الظروف لان شعارنا، يجب أن نستمر رغم ما يحدث، ووضعنا استراتيجيات واضحة تشمل خمس أولويات هي، إنقاذ الأرواح وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية وتشغيل المستشفيات ومكافحة الأوبئة ودعم صحة النساء والأطفال”.

 تجنبنا الانهيار الكامل

ولفت إبراهيم إلى أن الاشتباكات أدت إلى انهيار النظام الصحي، لكن الكوادر الطبية نجحت في تجنب الانهيار الكامل، وأن الوضع استقر نسبيا بعد نحو عامين.

واستطرد: “أعدنا تشغيل معظم المستشفيات وأصلحنا العديد من المستشفيات في ولايات مختلفة. لدينا الآن مستشفيات تقدم خدمات جراحة القلب المفتوح والأورام، باستثناء خدمات زراعة الأعضاء التي لم نتمكن من استعادتها”.

وأشار إلى أنه تم استيراد أدوية ومستلزمات طبية بقيمة 200 مليون دولار.

وأوضح أنهم واجهوا أوبئة خطيرة مثل حمى الضنك والكوليرا، وأنهم بالتعاون مع المنظمات الدولية تمكنوا من السيطرة عليها.

وأكد أنه تم توفير أكثر من 12 مليون جرعة من اللقاح المضاد لمرض الكوليرا.

وأضاف إبراهيم أن التحديات الرئيسية تتمثل في صعوبة الوصول إلى جميع مناطق السودان بسبب الأوضاع الأمنية.

وأكد أن هناك تحدٍ آخر يتمثل في نقص التمويل، حيث لا يتجاوز الدعم المقدم 20 بالمئة من الاحتياجات التي تتطلب 4.7 مليار دولار على الأقل.

وشدد إبراهيم على عمق العلاقات بين السودان وتركيا خاصة في المجال الصحي، مشيراً إلى المستشفيات التي أسستها تركيا مثل مستشفى نيالا السوداني التركي ومستشفى الخرطوم التركي، إضافة إلى دعم تركيا في تدريب الكوادر الطبية. وقال إن تركيا قدمت دعماً طبياً وأدوية خلال فترة الحرب.

نقلا عن الأناضول

الوسومالقطاع الصحي في السودان حرب الجيش والدعم السريع وزير الصحة السوداني

مقالات مشابهة

  • «الدقير»: وصول قافلة مساعدات إنسانية إلى الخرطوم خطوة إيجابية لتعزيز الحياد الإنساني
  • الجيش السوداني يتوغل في وسط الخرطوم بحري، والمبعوث الأممي إلى السودان ينهي زيارته لبورتسودان دون تحقيق اختراق
  • وزير الخارجية السوداني: وساطة أردوغان بين الخرطوم وأبو ظبي واعدة وإيجابية
  • تلفزيون السودان يقحم الكنيسه فى الصراع بين الكيزان والدعم السريع
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم ودارفور
  • مطابع العملة السودانية تدفع بقافلة دعما لمواطني شرق الجزيرة وتوتي
  • الأمم المتحدة: "من المستحيل تقريبًا" إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • مسؤول أممي: بات من المستحيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • الإعلام الحكومي في غزة يدعو للضغط على إسرائيل لوقف سرقة المساعدات الإنسانية
  • السودان: الأزمة الإنسانية والصحية غير مسبوقة