موقع النيلين:
2024-09-10@03:02:06 GMT

عادل الباز: الأفاعي بانتظار غودو

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

1 منذ الأمس، تلقيت أطناناً من الشتائم عبر كل الأسافير، وبقدر ما أسعدتني حيرتني، مصدر سعادتي أنني أصبت الهدف الذي وجهت له الرسالة، وهذه غاية كل كاتب، فبقدر ما يتعالى فحيح الأفاعي فإعلم أن سمها قد فسد أو أنه ارتجع في دماغها فأصابته في مقتل واتلفته، ولذا تتصرف بجنون وتلدغ بلا هدف. وهذا هو حال متاعيس الأفاعي بالأمس.


2
ما حيرني أنني لم أقل شيئاً جديداً في مقال الأمس (الرئيس وألاعيب المتاعيس) فقط طالبت الرئيس بأنه إذا كان لابد من الذهاب إلى جنيف فليذهب موفور الكرامة كحكومة، وأن تلتزم المليشيات قبل أي شيء بما وقعت عليه في اتفاق جدة، ترى ما الجديد في هذا الكلام لتثور كل تلك الضجة؟. لا شيء جديد ولكن يبدو أن المقال جاء في توقيت غير مناسب وهو توقيت الهرولة نحو جنيف بأسرع ما ينبغي ودفع الحكومة باتجاهها تحت أي ظرف وشرط، لأنهم لا يرغبون أن يُذكر أحد بتعهدات المليشيا لأن ذلك يعتبرونه تحريضاً للحكومة وقد يشكل رأياً عاماً يؤثر في مفاوضات جنيف. هكذا قدرتُ سبباً من أسباب العاصفة ولكن لا أظن أن ذلك كل شيء، فهؤلاء يطمعون لتحقيق أجندة تخصهم في مفاوضات جنيف. كيف؟.
3
كتائب الأفاعي خلف الكواليس التي تضرب الكواريك، تارة تحذرنا من مخاطر التقسيم ومرة أخرى تتوعدنا بالحرب الأهلية وأخيراً بالمجاعة، والآن يتعالى صياحها للضغط على الحكومة أن تذهب لجنيف وترضخ لشروط الأمريكان. لماذا؟.

هؤلاء يعلمون ألا مستقبل لهم في الوصول للسلطة إلا عبر تاتشرات الجنجويد، ولذا يريدون أي اتفاق يعيد الجنجويد بكامل قوتهم للساحة السياسية والعسكرية ويعتقدون أن مفاوضات جنيف يمكن أن تنتج صفقة مع الدعم السريع تسمح لهم باعتلاء التأشيرات للوصول إلى السلطة مردوفين معه.
ولكن خاب ظنهم .. كيف؟. إن أي اتفاق يعيد الجنجويد إلى الساحة السياسية أو العسكرية مستحيل، لن يقبل به الجيش ولا الشعب السوداني ولا أظن أن هناك قيادة في الجيش بإمكانها أن توقع على اتفاق يعيد الدعم السريع إلى الساحة العسكرية. مهما تعاظمت الضغوط، لن تجد شخصاً واحداً (ماعدا الجنجويد والعملاء) يقبل أن يعود الدعم السريع بأي شكل للسلطة في السودان ولا بمجرد وجود شكلي. إذا ظن هؤلاء المتعايس أن وفداً سيذهب لجنيف يوقع اتفاق وقف إطلاق نار بينما الجنجويد يحتلون منازل الناس ومستشفياتهم وطرقاتهم ويعود يسوق هذا الاتفاق المسخرة للشعب السوداني فذلك محض وهم. لا أعرف تحديداً يومها ماذا سيحدث، لكن الذي أعرفه أن اتفاقاً كهذا لن يمر ولو وصلت بوارج أمريكا بورتسودان.
4
الذين كانوا يعتمدون على الأمريكان في إرجاع الدعم السريع للمشهد السياسي والعسكري لابد أنهم أحبطوا من تصريحات السيد المبعوث الأمريكي توم بيريلو (لا مستقبل للدعم السريع في السودان)، اذا كان هذا رأي الأمريكان، فكيف يكون رأي الشعب السوداني الذي فعل فيه الجنجويد الأفاعيل؟.
5
كلما برق في الأفق مؤتمر أو لقاء أو مفاوضات، هرعوا إليها ممنين النفس بأحلام العودة للكراسي التي لم يحافظوا عليها وقت أن جاءتهم باردة، والآن يطمعون ويطمحون بالعودة إليها والبلاد تسبح في بحر من الدم بسببهم. ليس لديهم أي فعل يؤهلهم للعب دور سياسي.كل ما نضالهم الآن ينحصر في اقامة الندوات وعقد ورش العمل الفارغة وإصدار التوصيات والأوراق الهراء.. تحولت حركتهم وفعلهم السياسي إلى مجرد تغريدات في الأسافير وإصدار البيانات السخيفة كتلك التي يصدرها كل يوم المسحلب بكري الجاك… كل ذلك ضجيج بلا طحين..

فعلهم الحقيقي هو الانتظار.. انتظار الدعم السريع لينتصر لهم.. انتظار الاتحاد الأفريقي ليعقد لهم مؤتمراً.. انتظار الأمريكان ليضغطوا على الحكومة… انتظار تمويل الإمارات.. انتظار ماتسفر عنه مفاوضات جنيف… سينتظرون طويلاً.. وسيصبح انتظارهم مثل انتظار فلاديمير” و”إستراجون بطلا مسرحية (في انتظار غودو) للكاتب الإيرلندي “صموئيل بيكيت..”لغودو” الذي لا يأتي أبداً.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: مفاوضات جنیف الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش يحبط أكبر هجوم بمسيرات الدعم السريع على الفاشر

الفاشر- أعلنت القوة المشتركة لـ"حركات الكفاح المسلح" في دارفور عن تنفيذ قوات الدعم السريع هجوما جويا على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، مساء الأحد، حيث أطلقت خلالها حوالي 30 طائرة مسيرة بعيدة المدى. وفي المقابل، تمكنت القوات المشتركة والجيش السوداني من إسقاط 26 من هذه المسيرات.

وقال المتحدث العسكري للقوة المشتركة، الرائد أحمد حسين مصطفى، في تغريدة على حسابه في فيسبوك، إن الجيش السوداني والقوة المشتركة أحبطا "أكبر هجوم" بالطائرات المسيرة على المدينة، مشيرا إلى أن الدفاعات تصدت لهذا الهجوم بكفاءة.

ومنذ عدة أشهر، تفرض قوات الدعم السريع حصارا على المدينة التاريخية. وفي مايو/أيار الماضي، تصاعدت المعارك بشكل حاد في محاولة للسيطرة على الفاشر، ولكنها واجهت صمودا قويا من الجيش وحلفائه.

وبحسب شهود عيان، واصلت الطائرات الحربية للجيش السوداني استهداف مواقع قوات الدعم السريع في الأجزاء الشرقية والشمالية والجنوبية من المدينة. وقد سمع السكان دوي انفجارات قوية وتصاعد أعمدة الدخان نتيجة القصف الذي استهدف أهدافا ثابتة ومتحركة في المنطقة الشرقية، حيث توجد قوات الدعم السريع.

وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، زادت الغارات الجوية على المدن التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في دارفور، بالإضافة إلى مناطق في مناطق الجزيرة وسنار وولاية الخرطوم، مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى.

مقالات مشابهة

  • مناوي: شهدت الفاشر هجوماً عنيفا بسرب مسيرات “درون” من قبل مليشيات الدعم السريع
  • قوات الدعم السريع تقتل 31 شخص في مدينة سنار السودانية
  • الدعم السريع يستهدف سوق سنار ويخلف عشرات القتلى
  • الجيش يحبط أكبر هجوم بمسيرات الدعم السريع على الفاشر
  • 21 قتيلا في السودان جراء قصف نُسب لقوات الدعم السريع
  • في قصف نُسب لقوات الدعم السريع.. 21 قتيلا في سنار السودانية
  • تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتحذيرات للمواطنين
  • حميدتي يصدر أوامر لقواته بوقف الانتهاكات ضد المدنيين .. بعث بنسخة من «قواعد السلوك والاشتباك» إلى الوسطاء في محادثات جنيف
  • قتلى وإصابات في مواجهات بين قوات من الدعم السريع فيما بينها
  • صحيفة: الجيش الأميركي يضع خططا بشأن ما قد يحدث إذا انهارت مفاوضات غزة