8 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: ترفض الحكومة العراقية التورّط المجاني في صراع تركيا مع حزب العمال الكردستاني، إذ إن هذا الملف لا يخلو من محاذير سياسية وأمنية.

ورغم الضغوط التركية للتعاون في مواجهتها مع الحزب، فإن العراق يحاول الحفاظ على توازن دقيق في هذا الصراع المعقد.

وقرار القضاء العراقي بحل أحزاب سياسية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني جاء بمثابة تأكيد جديد من بغداد لمضيها في التعاون مع أنقرة، رغم معارضة قوى وشخصيات سياسية عراقية لهذا التعاون بسبب التدخل العسكري التركي السافر في مناطق شمال العراق وعدم تعاون أنقرة في ملف المياه.

تمسك الحكومة العراقية بملف “طريق التنمية المشترك” يعكس توازنًا دقيقًا، حيث يُنتظر أن يربط هذا الطريق أقصى جنوب العراق عند النقطة المطلة على مياه الخليج بالأراضي التركية، مما يحقق فوائد اقتصادية مهمة للطرفين.

ومع ذلك، تُحذَّر بغداد من أن تركيا قد تجرها إلى تقديم تنازلات كبيرة ومواجهة مع حزب العمال وقوى تابعة له في سنجار، وهو ما يعقد الوضع أكثر. وتلك القوى رفضت قرار القضاء العراقي بحل الأحزاب الثلاثة المرتبطة بحزب العمال، ودعت السلطات العراقية إلى التراجع الفوري عن القرار، ما يظهر حجم التحديات الداخلية التي تواجهها بغداد في هذا السياق.

وتأمل الحكومة العراقية في حلحلة مشكلة المياه الناتجة عن احتجاز تركيا لكميات متزايدة من مياه نهري دجلة والفرات، وهو ملف حيوي يثير توترًا مستمرًا بين البلدين، فيما مدى العملية العسكرية التركية في شمال العراق يثير أسئلة حول الموقف الرسمي العراقي، حيث أصبح الصمت الحكومي مثار تكهنات بوجود ضوء أخضر غير معلن من حكومة محمد شياع السوداني للأتراك للتحرك بحرية داخل الأراضي العراقية، أملاً في طي ملف حزب العمال الذي قد تُعتبره بغداد عقبة أمام تطوير الشراكة والتعاون الاقتصادي مع الجانب التركي.

وفي تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف بعض المعلقين قرار القضاء العراقي بحل الأحزاب المرتبطة بحزب العمال الكردستاني بأنه “عين الصواب والحكمة”، معتبرين أن هذه الأحزاب تمثل غدة سرطانية في جسد الإقليم والعراق بأجمعه، وعاملاً لعدم الاستقرار والفوضى.

وهذا الموقف يعكس رؤية بعض الأوساط العراقية التي ترى في التخلص من النفوذ الكردي المتشدد خطوة نحو استقرار أكبر وتحسين العلاقات مع تركيا، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الحكومة العراقية في تحقيق هذا الهدف.

في النهاية، يبقى الملف مفتوحًا على كل الاحتمالات، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية مع الأوضاع الداخلية في العراق، ما يجعل من الصعب التنبؤ بمسار الأمور في المستقبل القريب.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الحکومة العراقیة

إقرأ أيضاً:

العراق على خطى جيرانه.. توازن جيوسياسي دقيق بين الشرق والغرب

العراق على خطى جيرانه.. توازن جيوسياسي دقيق بين الشرق والغرب

مقالات مشابهة

  • الاطار يحذر: الاتفاقية مع واشنطن ستكون على المحك اذا قصف العراق
  • نائب:وزارة الخارجية فاشلة تجاه الانتهاك التركي ويطالب الحكومة بموقف حازم من ذلك
  • الجيش العراقي: الحكومة صاحبة السلطة لاستخدام أراضينا في تنفيذ أي عمليات عسكرية
  • بين الاتهامات الإسرائيلية وموقف بغداد: هل يتجه العراق إلى مواجهة دولية؟
  • الفصائل العراقية تؤكد الجهوزية لأي تصعيد إسرائيلي مرتقب ضدها
  • الفصائل العراقية تؤكد الجهوزية لأي تصعيد إسرائيلي مرتقب ضدها - عاجل
  • العراق على خطى جيرانه.. توازن جيوسياسي دقيق بين الشرق والغرب
  • الحكومة العراقية تعقد اجتماعًا أمنيًا طارئًا بعد التهديدات الإسرائيلية
  • وزير التجارة التركي:علاقتنا مع العراق شملت الاقتصاد بشكل كامل وواسع
  • وزير النقل يلتقي وزير التجارة التركي في بغداد: طريق التنمية يمهد لعلاقات تجارية ستراتيجية بين البلدين