مدارس «ابدأ».. الطريق نحو إعداد جيل صناعي قادر على رفع شعار صنع في مصر
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
كشفت البيانات الصادرة عن مبادرة ابدأ لتطوير الصناعة الوطني، عن أنه خلال عامين من عمل المبادرة الرئاسية «ابدأ» التي انطلقت بهدف دعم وتعميق الصناعات الوطنية والاعتماد على المنتج المحلي نجحت المبادرة في تقديم الحلول للعديد من مشاكل الصناعة.
وأوضحت أنّه جاء إطلاق المبادرة لتكون شعاع نور للصناعة الوطنية، مشيرة إلى أنّ دور «ابدأ» لا يكتفي على دعم الصناعة والمستثمرين فقط لكن عملت المبادرة على إنشاء مدارس ابدأ الوطنية للعلوم التقنية والذكاء الاصطناعي، من أجل إعداد جيل مميز يتماشى مع متطلبات سوق العمل حيث يتضمن الآتي «العلوم الأساسية والثقافية»، «لعلوم الفنية في مجال التخصص».
وترصد «الوطن» من خلال السطور التالية مميزات للالتحاق بمدرسة ابدأ الوطنية للعلوم التقنية ببدر، وفقا لما تم إعلانه من قبل المبادرة
- مدة الدراسة بالمدرسة 3 سنوات.
- يحصل الطالب على شهادة الدبلوم للتكنولوجيا التطبيقية في العلوم التقنية / تخصص ذكاء اصطناعي.
- الدراسة في بيئة تعليمية تتمتع بالانضباط وتواكب التطور التكنولوجي وتطبق معايير الجودة العالمية.
- توفير الزي المدرسي وملابس الوقاية الشخصية والزي الخاص بالتدريب العملي لجميع الطلاب.
- توفير فرص تدريب ميداني للطلاب بالمناطق الجغرافية المحيطة.
- توفير شهادات الدبلومة الدولية لنسبة 10% من الخريجين من جهات اعتماد دولية.
- توفير برامج إرشاد وتوجيه وتتبع وظيفي لجميع الخريجين.
- توفير ملتقيات توظيف بشكل دوري لجميع الخريجين.
- مساعدة الخريجين في إيجاد فرص عمل داخل وخارج مصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: توفير فرص عمل مبادرة ابدأ
إقرأ أيضاً:
مصر لن تحارب لأجل أحد!
تظاهر الملايين في مختلف مدن العالم دعما للفلسطينيين، في مظاهرات منظّمة على مستويات راقية جدّا ومعبّرة عن نبض الشعوب، كذلك شارك مئات آلاف المصريين في مختلف مناطق مصر خلال أيام زيارة الرئيس الفرنسي كجزء من الاحتفاء بالضيف تحت شعار «لا للتّهجير»، أطلقها المتظاهرون وبتنظيم من النظام، حيث أبرزت المظاهرات دور الرئيس المصري القائد «البطل»، الذي يرفض التهجير رغم الضغوط التي يتعرّض لها. بهذا أكد ما ليس بحاجة إلى تأكيد أكثر، وهو أنّ شعب مصر يرى في شعب فلسطين شعبا شقيقا ويتعاطف معه إلى أبعد الحدود، ولكن كما بدا من المظاهرات أنّ النظام نفسه، الذي سمح ونظّم المظاهرات هو نفسه، التي كان قد منعها لمساندة شعب قطاع غزة، وأنّ من حاول التظاهر قبل هذا التنظيم عرَّض نفسه للاعتقال والعقوبة.
سادت شعارات «لا للتّهجير»، و»من يحاول أن يمسَّ تراب مصر سوف ندوسه» و»لن نفرّط بحبّةٍ من رمال سيناء»، ووصل آلاف من المصريين إلى الجدار العازل في منطقة معبر رفح، وهتفوا لا للتهجير، وكلّنا وراء سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. نجحت السلطات المصرية إلى حد ما في تنفيس مساحات واسعة من الاحتقان والغضب الشّعبي، من خلال الإعلان عن إصرارها على رفض التهجير، لكنها في الوقت ذاته نجحت في إزاحة المشهد الكارثي في قطاع غزّة من حرب الإبادة وجرائم الحرب إلى شعار «لا للتهجير» و»لا ذرة من تراب سيناء».
«لا للتّهجير» هو الشّعار الممتاز والأرقى الذي يتقدّم على جميع الشعارات عندما يكون التّهجير فكرة تطرح للنقاش، ومن غير عنف ومجازر لفرض الفكرة، عندما يكون اقتراحا يناقَش في برلمان ما، ويجري استفتاء الشعب المُقترح تهجيره من غير ضغوط، واستفتاء الشعوب، التي سوف تستقبل هؤلاء المهجّرين، «هل أنت موافق على الهجرة من وطنك إلى دولة أخرى أم البقاء في وطنك». مثل سؤال استفتاء الدول الأوروبية، هل تريد البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي أم تؤيّد الانفصال عنها؟ حينئذ إذا رُفع شعار «لا للتهجير» تكون له قيمته المعنوية والفعلية. أما شعار «لا للتهجير» تحت ضغط الحصار والتجويع والترحيل الداخلي، مرّة تلو مرّة وتحت وابل من القنابل العملاقة، وتجريف المساكن والطرق، وإحراق الناس في المخيمات وتطاير الجثث على ارتفاع عشرات الأمتار، ودفن المسعفين مع سيارات الإسعاف، ثم الزعم السادي الحقير، بأنّهم يريدون هجرة اختيارية للناس من قطاع غزّة، فهذا يصبح تجاهلا واحتيالا على الحقيقة التي تجري على أرض الواقع، بل إن شعارات «لا للتهجير» و»عدم التنازل عن ذرّة من رمال سيناء» إنما يقصد بها إزاحة الاهتمام والتفاعل عن حرب الإبادة، ويصبح شعار «لا للتهجير» في وادٍ، وما يحدث على أرض الواقع في وادٍ آخر، بل حتى مساهمة في عملية التهجير القسرية، فأي شعب وأي إنسان كان، سيفضّل الحياة مع الهجرة على الموت حرقا وأشلاء تحت الردم، فالحياة مطلب إنساني أوّلا، وضروري وشرعي ليس فيه خيارات كثيرة. هذا يعني أن تضع خيارين أمام النّاس، لا ثالث لهما، القبول بالتهجير لأيّ جهة كانت، أو الموت جوعا أو حرقا، أو الاعتقال الذي قد يكون الموت أرحم منه. بعد تسعة عشر ألف طفل شهيد، قضوا تحت ركام بيوتهم وآلاف من المفقودين، وعشرات آلاف الأيتام يصبح الشّعار الوحيد الذي يجب أن يطرح للتظاهر هو مليونيات تدعو إلى وقف فوري لحرب الإبادة. يصبح العمل على وقف الإبادة واجبا أخلاقيا ليس على جيران غزّة العرب فقط، ولا على المسلمين، ولا على أوروبا القريبة التي ينعمُ معظمها بأنظمة ديمقراطية فقط، بل هو واجب أخلاقي على البشرية كلها، لا يعارضه إلا القتلة المجرمون في هيئات الأمم المتحدة.
شهدت مدن كثيرة حول العالم مسيرات ضد الإبادة ورفعت صور الأطفال الشّهداء، وتجسيدات للضحايا، وليس فقط يوم الإثنين الأخير، بل في أيام وأسابيع وأشهر سابقة، بينما اعتقل في مصر من حاولوا الاحتجاج على حرب الإبادة منذ بداياتها، وتمكّن النظام من فرض قبضته ومنَع التظاهرات التي كان يُفترض أن تظهر في ميادين مصر ليس ببضع مئات، بل بمئات آلاف البشر الرافضين للحصار والحرب، فالمدن في أوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية وكندا وفي الشرق الأقصى وفي افريقيا وغيرها ليست أولى من القاهرة والإسكندرية والعريش بالتّظاهر بمئات الآلاف ضد الإبادة. كان بإمكان النظام نفسه تنظيم مظاهرات شعبية من ملايين الناس ضد الإبادة، وهو ما ظهر في ميادين دول عربية أخرى بصورة منظّمة ومُبهرة مثل المغرب واليمن، وكذلك بتفاوت بين مدينة وأخرى في دول عربية أخرى، خصوصا بعد الصّلاة في أيام الجمعة، كما في الأردن والكويت وتونس والجزائر وسوريا الجديدة ولبنان والبحرين وقطر والعراق وعُمان وموريتانيا وليبيا والسّودان والصومال وجيبوتي وجزر القمر. فحيث سُمح بالتظاهر المنظم خرج الناس بتفاوت بين هذه وتلك من حيث أعداد المشاركين، رغم القمع في بعض الأماكن، خصوصا عندما يقترب المتظاهرون من سفارات الدول الأجنبية الداعمة للاحتلال. صرّح وضرب الطاولة بقبضته بعضُ إعلاميي النظام في مصر، صرخوا بأنّ مصر لا تريد أن تحارب مكان أحد، ويلاحظ أن هنالك ردودا منظّمة مما يسمى الذباب الإلكتروني بشعارات مثل «يا أخي أنت روح حارب». «ليه عايزين مصر تحارب عن غيرها». لماذا تريدون من مصر أن تحارب حروبكم. أين كنتم عندما حاربت مصر لوحدها؟ نحن ملتزمون باتفاقات كامب ديفيد، ونحن دولة عريقة نحترم الاتفاقات. سبق لبعض هؤلاء الإعلاميين أن اتهموا الفلسطينيين ببيع أراضيهم للحركة الصهيونية، وأن هؤلاء البائعين يطلبون من مصر أن تحارب لإعادة أراضيهم. على فكرة هؤلاء مستعدون للعودة إلى هذه الأسطوانة الصهيونية في مناسبات مقبلة، حسب حاجة النظام.
لم يتِح النظام في مصر لشعب مصر أكبر دولة عربية، أكثر من مئة وخمسة ملايين، التعبير عن مشاعرهم الحقيقية لوقف حرب الإبادة، بل إنّه أسهم في إزاحة الانتباه عن الحصار والإبادة، من خلال الصمت على منع دخول المساعدات الإنسانية، وكأنّ المواد الغذائية حمولات إسمنت وبلاستيك ومواد بناء، يمكن للناس الاستغناء عنها لسنوات، وإعلان عجزه عن إدخالها وتبادل الاتهامات بينه وبين الاحتلال عن مسؤولية إغلاق المعابر. «مصر مش حتحارب» هو شعار ديماغوجي يحاول تصوير أن هنالك من يريد توريط مصر في حرب ضد إسرائيل وأمريكا، كي يدمّر جيشها واقتصادها، بل إنّ بعضهم صرّح بأنّ ما قامت به حماس في أكتوبر 2023 هو مخطّط لتهجير أهالي القطاع إلى سيناء وتوريط مصر في الحرب للقضاء على جيشها العظيم وضرب اقتصادها. يرافق هذا الادعاء التّلويح للمصريين بالجوع وتذكيرهم بعدد الولادات الجديدة كل بضعة أيام، والفوضى التي قد تحصل كما حصل في دول عربية أخرى في حال زعزعة النظام، ثم تصوير الحصول على قروض جديدة من دول مانحة كإنجازات عظيمة يجب عدم التفريط بها. تصريحات عبد الفتاح السّيسي منذ بداية حرب الإبادة خلال لقائه بالمستشار الألماني أولف شولتس في شرم الشيخ في 18 أكتوبر 2023، حملت موافقة ضمنية لما جرى ويجري، حيث أعلن أنه «بإمكان نتنياهو نقل السّكان الفلسطينيين إلى النقب ثم إعادتهم إذا شاء بعد تصفية المقاومة والجماعات المسلّحة»، إضافة لهذا تظهر بين حين وآخر تصريحات للسّيسي ولوزير خارجيته عن ضرورة وقف الحرب والعودة إلى المسار التفاوضي، لأن استمرار الحرب قد يؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة، ثم الحديث عن دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 67 وعاصمتها القدس! قدس إيه يا عم؟ إذا كنتم تعترفون بأنفسكم بعجزكم عن إدخال الماء والدواء والخيام والطّحين لأنّ السّلطات الإسرائيلية أغلقت المعبر، وتطالبون العالم بأن يعمل جهوداً لإدخال المساعدات الإنسانية، فعن أيّ قدسٍ تتحدّثون! الحقيقة أن شعار الدّولة الفلسطينية وحدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس، صار واحدا من شعارات الإزاحة عن ضرورة عمل حقيقي لوقف الإبادة والتهجير، وهي شعارات تمنح المزيد من الوقت لنتنياهو وعصابته لتنفيذ ما يحلمون به ويمارسونه.
لم يطلب أحدٌ من مصر أو غيرها أن تحارب، وليس من حقِّ أحدٍ أن يطالب بهذا، وهذه ليست سوى جعجعة من أبواق النظام لتبرير التخاذل والتواطؤ على ما يجري.. لو كان النظام صادقا لأتاح لشعب مصر أن يعبّر من خلال مظاهرات مليونية عن رفض الإبادة، والتركيز أوّلا على وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، قبل الحديث عن أي شيء آخر.
(القدس العربي)