تصاعدت حدة الخلافات في الداخل الإسرائيلي، وسط حالة استنفار تشهدها إسرائيل انتظاراً للرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية.

اتهامات لـ «نتنياهو»

وقال أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، إنّ إسرائيل دخلت حرب استنزاف بعد «طوفان الأقصى»، متهمًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان على منصة «إكس»، بعدم الاهتمام إلا ببقاء حكومته، محذرًا من عدم امتلاك الحكومة استراتيجية للخروج من الأزمة الحالية.

وأشار إلى تداعيات الحرب الحالية على مصالح الاحتلال، مطالبا بوضع استراتيجية لإنهاء التوترات والأعمال العسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان، تبدأ بإيران، مشيرًا إلى إن زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله يدمر منطقة بأكملها.

وفي الوقت الذي تحدث فيه «ليبرمان» عن عدم وجود خطى لدى إسرائيل لمواجهة إيران، خرجت وسائل إعلام إسرائيلية، تقول بأنّ سلاح الجو يشهد حالة من الاستنفار على كل الجبهات، تحسبًا لتطور المناورات العسكرية التي يجريها الجيش والحرس الثوري الإيرانيين.

وأعربت تقارير إعلامية إسرائيلية، عن مخاوفها من أنَّ تتحول المناورة الإيرانية إلى هجوم واسع النطاق، مشيرة إلى أنّ طهران قادرة على إطلاق 11 ألف صاروخ، خلال دقائق معدودة.

إيران تجري مناورات عسكرية 

وتجري إيران مناورات عسكرية على مدار يومين، وسط تواتر أنباء عن اختبار صواريخ «جو-جو»، بعيدة المدى، وهناك خطر إطلاق النار في بعض المناطق، وقد تم تحديد منطقة الخطر حتى ارتفاع 12 ألف قدم، بحسب ما جاء في قناة «القاهرة الإخبارية».

وكشفت وكالة «إرنا» الإيرانية، خلال الساعات القليلة الماضية، عن إجراءات اتخذتها القيادة العسكرية لتحديث أنظمة الدفاع الجوي على الحدود الشرقية، برادارات وصواريخ اعتراضية، موضحة أنّه تم تزوید مواقع منطقة الدفاع الجوي شرقي البلاد بأنظمة الرادار والصواريخ والمسیرات محلية الصنع، بحضور قائد قوات الدفاع الجوي في الجيش الإيراني علي رضا صباحي فرد.

ضغوطات لحرب شاملة 

وفي ظل المخاوف من الرد الإيراني، كشفت تقارير صحفية أمريكية عن احتمال تراجع إيران عن تهديداتها بالرد على إسرائيل بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، في ظل جهود دبلوماسية مكثفة تقودها الولايات المتحدة لتهدئة التوتر وتجنب اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية، يعتقد مسؤولون في البيت الأبيض أن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها الإدارة الأمريكية لتخفيف حدة ردّ فعل إيران على مقتل هنية بدأت تحقق نتائج إيجابية، إذ صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن تواصلت مع كل من إسرائيل وإيران لتأكيد ضرورة عدم تصعيد الصراع، مشددًا على أهمية اتخاذ قرارات من شأنها تهدئة التوترات وليس تفاقمها.

وقال «بلينكن»: «من المُلِح أن يقيّم الجميع في المنطقة الوضع، وأن يدركوا مخاطر سوء التقدير، وأن يتخذوا قرارات من شأنها تهدئة التوترات، لا تصعيدها»، مضيفا: «انخرطنا في دبلوماسية مكثفة مع الحلفاء والشركاء، وأوصلنا تلك الرسالة مباشرة إلى إيران، كما أوصلنا تلك الرسالة إلى إسرائيل».

كما كشفت مصادر مطلعة في البيت الأبيض، لصحيفة «واشنطن بوست»، عن تطور مهم قد يؤثر على قرار إيران بشأن الرد على اغتيال إسماعيل هنية، ووفقًا للمصادر، توصلت طهران سرًا إلى استنتاج مفاده بأن هنية لم يُقتل بصاروخ دقيق التوجيه كما كان يُعتقد في البداية، وترجح السلطات الإيرانية أن الهجوم تم تنفيذه بواسطة قنبلة تم تهريبها مسبقًا إلى الغرفة التي كان يقيم فيها هنية في طهران، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن هذه القنبلة تم تفجيرها عن بُعد، مما يشير إلى عملية استخباراتية معقدة ودقيقة.

من جانبه، أكد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، أن استعداد واشنطن لإظهار قوتها العسكرية في المنطقة قد يجعل إيران تفكر مرتين قبل الإقدام على أي عمل عدائي، قائلاً: «إيران تدرك بوضوح أن الولايات المتحدة لن تتراجع في دفاعها عن مصالحها وشركائها وشعبها».

وفي هذا السياق، اتخذ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عدة خطوات عسكرية خلال الأيام الأخيرة للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات المحتملة من قبل إيران وحلفائها، وحماية القوات الأمريكية، شملت نشر طائرات مقاتلة إضافية وإعلان استبدال حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» بـ«ثيودور روزفلت» في المنطقة، في وقت لاحق من هذا الشهر. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إيران صواريخ أرض أرض رد إيران إسرائيل

إقرأ أيضاً:

محاكمة رجلين في واشنطن بتهمة التخطيط لقتل معارضة إيرانية

يمثل شخصان متهمان بالانتماء إلى جماعة جريمة منظمة روسية أمام محكمة في الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، بسبب ما وصفه ممثلو الادعاء بمحاولة مدعومة من طهران لقتل معارضة إيرانية تعيش في نيويورك.

ويقول ممثلو ادعاء اتحاديون إن الحرس الثوري الإيراني استأجر في 2021 رأفت أميروف وبولاد عمروف، وهما عضوان في جماعة تابعة "للمافيا الروسية"، لقتل صحافية وناشطة إيرانية أمريكية انتقدت معاملة الحكومة الإيرانية للنساء.

دفع أميروف (45 عاماً) وعمروف (40 عاماً) ببراءتهما من تهمتي القتل مقابل أجر والشروع في القتل بغرض الابتزاز.

Brooklyn-based Iranian dissident activist Masih Alinejad says she will testify in a Manhattan federal court against three men accused of plotting to assassinate her on behalf of the Islamic Republic.https://t.co/XwiS1z7cG4 pic.twitter.com/KGO8q0Y4ln

— Iran International English (@IranIntl_En) March 9, 2025

وقالت إيلينا فاست، محامية عمروف، في بيان "يُفترض أن السيد عمروف بريء". ولم يرد محامو أميروف على طلب للتعليق. وفي وثائق المحكمة، قال محامو الرجلين إن الإشارة إليهما باعتبارهما عضوين في المافيا الروسية "غير دقيقة".

ولم يكشف الادعاء عن هوية المستهدفة من هذه المؤامرة المزعومة، لكنه قال في وثائق المحكمة إنها ستدلي على الأرجح بشهادتها أمام المحكمة.

وقالت الصحافية مسيح علي نجاد، التي غادرت إيران في عام 2009، إنها كانت هدفاً لمؤامرة القتل المزعومة ومحاولة سابقة مزعومة لخطفها ونقلها إلى إيران على يد ضباط من المخابرات الإيرانية.

وسلطت مسيح الضوء على احتجاجات النساء في إيران على القوانين  التي تشترط ارتداء الحجاب، فضلا عن روايات عن قتلى المظاهرات في عام 2019.

وقالت مسيح في مقابلة، الجمعة،: "أنا متحمسة جداً للانضمام إلى المحاكمة العلنية للإدلاء بشهادتي ضد أولئك الذين استأجرتهم الجمهورية الإسلامية لقتلي، الأمر أشبه بمنحي حياة ثانية".

كانت هذه الاتهامات جزءً من حملة أوسع نطاقاً، نفذتها وزارة العدل خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لمواجهة القمع العابر للحدود الوطنية أو جهود خصوم الولايات المتحدة، مثل إيران والصين، لإسكات معارضي حكومات تلك البلدان على الأراضي الأمريكية.

وربما تكشف هذه المحاكمة على مدى أسبوعين عن علاقات مزعومة بين الحكومة الإيرانية ومنظمات إجرامية، ويقول الادعاء إن الحكومة تكلف تلك المنظمات بالقيام "بأعمالها القذرة".

Two men accused of being members of a Russian organized crime group will face trial in the United States on Monday over what prosecutors call an unsuccessful Tehran-backed attempt to kill an Iranian dissident living in New York. https://t.co/uIn2RycK8y pic.twitter.com/VlpHjSeXYx

— Reuters Legal (@ReutersLegal) March 10, 2025

وفي عام 2021، وجه مدعون عامون أمريكيون اتهامات إلى 4 ضباط مخابرات إيرانيين بشأن مخطط الخطف المزعوم، لكنهم ما زالوا طلقاء.

وتكشفت مؤامرة القتل المزعومة في 2022 عندما أُلقي القبض على خالد مهدييف أمام منزل مسيح في نيويورك، وبحوزته بندقية كلاشنيكوف.

وقال ممثلو الادعاء إن ضابطا في الحرس الثوري برتبة بريغادير جنرال، يدعى روح الله بازغاندي، بدأ مراقبة مسيح في يوليو (تموز) 2021.

وأضافوا أن بازغاندي استأجر لاحقاً أميروف لقتلها. ويشتبه بأن أميروف كان عضواً كبيراً بالمافيا الروسية، لكنه كان يعيش في إيران في ذلك الوقت.

وقالوا إن عمروف ومهدييف أيضاً من أعضاء المافيا.

وجرى توجيه اتهامات أيضاً إلى بازغاندي، لكنه ليس محتجزاً في الولايات المتحدة.

وفي فبراير (شباط) 2023 دفع مهدييف (26 عاماً) ببراءته من تهمة القتل مقابل أجر، لكن وضعه في هذه القضية غير واضح.

وتظهر سجلات السجن إطلاق سراحه في الولايات المتحدة في 19 مايو (أيار) 2023.

مقالات مشابهة

  • FA: هذه فرصة واشنطن لسحب العراق من تحت عباءة إيران
  • رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب في حوار لـ«البوابة نيوز»: مقترح إدارة مصر قطاع غزة «فخ» لن نقع فيه.. تهديدات ترامب بإيقاف المعونة العسكرية لا يمس اتفاقية السلام مع إسرائيل
  • فضيحة في إسرائيل.. يديعوت أحرونوت تكشف حيل الحريديم للتهرب من الخدمة العسكرية
  • سلاح الجو بجيش الاحتلال يستهدف رادارات ووسائل رصد جنوبي سوريا الليلة الماضية
  • أمريكا تحاكم رجلين بتهمة التخطيط لقتل معارضة إيرانية بدعم من طهران
  • محاكمة رجلين في واشنطن بتهمة التخطيط لقتل معارضة إيرانية
  • إيران توافق على "جانب واحد" للتفاوض النووي مع واشنطن
  • إيران تدرس محادثات مع واشنطن بشأن برنامجها النووي
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سنسمح بدخول العمال الدروز من سوريا إلى الجولان
  • إسرائيل تطرح منظومة "أرو" المتقدمة على"القبة الذهبية" الأمريكية