قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن السلطات التابعة للحوثيين والأطراف الأخرى، تعرقل أعمال الإغاثة وتُفاقم تفشي الكوليرا القاتل في أنحاء البلاد.

وأضافت في تقرير حديث، أن كل الأطراف، بما فيها الحوثيون و"المجلس الانتقالي الجنوبي"، عرقلوا المساعدات والوصول إلى المعلومات، ولم تتخذ تدابير وقائية كافية للتخفيف من انتشار الكوليرا.

وتابعت "احتجز الحوثيون موظفي المجتمع المدني وهددوهم، بمن فيهم عمال الإغاثة الإنسانية، ضمن حملة اعتقالات أخيرة".

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

التضامن الإنساني بوجه الكوارث: دروس من حملة مؤسسة السنة الخيرية ببنغلاديش

تأتي الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات لتُظهر الوجه الحقيقي للإنسانية وتكشف عن مستوى التضامن والتكافل بين البشر. في ظل الأزمات، يتبين أن العمل الجماعي والمساهمة الفردية لهما الدور الأكبر في مواجهة التحديات التي تفرضها هذه الكوارث. هذا ما يظهر بوضوح من خلال حملة الإغاثة الضخمة التي أطلقتها مؤسسة السنة الخيرية لدعم ضحايا الفيضانات في بنغلاديش، والتي تستهدف مساعدة 75 ألف أسرة متضررة.

أهمية المبادرات المجتمعية:

لقد أثبتت تجربة مؤسسة السنة الخيرية أهمية المبادرات المجتمعية في تقديم الإغاثة السريعة والفعالة للمتضررين. في كثير من الأحيان، لا تستطيع الحكومات وحدها مواجهة الأزمات الكبرى، وهنا يأتي دور المؤسسات الخيرية والمبادرات الفردية والجماعية. جهود مؤسسة السنة لا تقتصر فقط على توزيع المواد الغذائية الأساسية، بل تمتد إلى توفير احتياجات أكثر تعقيدا، مثل تأمين المياه النقية والشموع والمواد اللازمة للطهي، مما يعكس تفكيرا شاملا وتخطيطا بعيد المدى يركز على تحقيق أكبر فائدة للمحتاجين.

أهمية الدعم الدولي والتضامن بين الشعوب:

إن زيارة السفير الفلسطيني يوسف رمضان للاطلاع على عمليات الإغاثة التي تقوم بها مؤسسة السنة هي مثال ساطع على التضامن الدولي والأخوّة الإسلامية في أبهى صورها. عندما يتعاون الناس من مختلف الخلفيات والجنسيات لدعم بعضهم البعض في أوقات الحاجة، يظهر جوهر الإنسانية المشتركة. هذا النوع من التضامن لا يقتصر على الدعم المادي، بل يمتد ليشمل الدعم المعنوي والرمزي، وهو ما يعزز الروابط بين الشعوب ويساهم في بناء عالم أكثر إنسانية.

التحديات والفرص:

رغم الجهود الجبارة التي تبذلها مؤسسة السنة وغيرها من الجهات، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه عمليات الإغاثة. من أهم هذه التحديات توفير الموارد الكافية والمستدامة لمواجهة الاحتياجات المتزايدة، بالإضافة إلى الحاجة إلى تدريب المتطوعين وتأهيلهم للتعامل مع الكوارث بكفاءة. وهنا تأتي الفرصة لتعزيز ثقافة التطوع والتكافل في المجتمع، وتشجيع الأفراد على المشاركة في جهود الإغاثة والمساهمة بوقتهم ومواردهم.

نحو بناء ثقافة مستدامة للإغاثة والتضامن:

لا يمكن النظر إلى حملات الإغاثة على أنها جهود مؤقتة تتوقف بانتهاء الكارثة، بل يجب أن تكون جزءا من ثقافة مستدامة تعزز من قدرة المجتمع على التعامل مع الكوارث قبل وقوعها، وأثناء وقوعها، وبعد انتهاء الأزمة. يتطلب هذا التعاون المستمر بين الحكومات والمؤسسات الخيرية والمجتمعات المحلية، والعمل على بناء نظم إغاثة متكاملة تعتمد على التحضير المسبق والتنسيق الفعال.

في النهاية، تُظهر حملات الإغاثة مثل تلك التي أطلقتها مؤسسة السنة الخيرية أن الإنسان، بمفرده أو من خلال مؤسساته، يمتلك القدرة على مواجهة التحديات الكبرى إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة والتضامن. إن بناء مجتمع أكثر تعاضدا وتكافلا ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة تفرضها التحديات العالمية المتزايدة. وفي هذا السياق، يبقى الأمل معقودا على تعزيز التعاون والتآزر بين الأفراد والمؤسسات لمواجهة الكوارث وتحقيق الاستقرار والرفاه للجميع.

مقالات مشابهة

  • احصائية جديدة لضحايا السيول بذمار
  • التضامن الإنساني بوجه الكوارث: دروس من حملة مؤسسة السنة الخيرية ببنغلاديش
  • التضامن الإنساني في وجه الكوارث: دروس من حملة مؤسسة السنة الخيرية في بنغلاديش
  • اتهمها بالتسيس.. السودان يرفض قوة تدخل اقترحتها بعثة حقوقية أممية
  • الدفاع المدني وعاملو الإغاثة في مرمى رصاص الاحتلال الإسرائيلي بغزة
  • منظمة حقوقية تدين مقتل رجل مُسن تعذيباً على أيدي مليشيات الحوثي
  • السودان: إصابات الكوليرا تتجاوز الـ5 آلاف وتأثر 11 ولاية بالخريف
  • أبين.. تظاهرة حاشدة في مليونية عشال تطالب التحالف والإنتقالي بالكشف عن "الجعدني" وتحملهما المسؤولية
  • عائشة نور.. ناشطة حقوقية غادرت أمريكا لدعم فلسطين فقتلتها إسرائيل
  • تقرير أمريكي يتحدث عن مخاطر حرمان 625 ألف طفل في غزة من التعليم