الاتحاد (دبي) 
دائماً ما كانت أسرة الأطفال أصحاب الهمم هي الداعم الأول والمنطلق لرعاية وتأهيل أبنائها، حيث يقع عليها العاتق الأكبر في احتوائهم واستيعاب حالتهم، بل وتعلم كيفية إدارة وضعهم الصحي، بالتعاون مع الجهة التعليمية التي ينتسب إليها، ولمّا كانت فئة «الإعاقة السمعية» تحتاج إلى اهتمام مختلف لكون أصحابها يتطلعون إلى وسيلة تواصل مع العالم، كان لزاماً على المجتمع الذي يتعامل معهم، تعلم «لغة الإشارة» وإجادتها بما يسهم في تعزيز التواصل معهم.



دعم عائلي
علي أحمد الخالدي، من أصحاب «الإعاقة السمعية»، استطاع بمساعدة أفراد عائلته الذين تعلموا لغة الإشارة، أن يجتاز المراحل التعليمية بتفوق، وصولاً إلى مرحلة التميز الرياضي والمهني، بعدما انضم للعمل في إحدى الجهات الحكومية، ليبدأ تحقيق طموحاته وأحلامه. وتقول شيخة المطوع والدة علي، إن ابنها مر بمراحل كثيرة من التحديات والمصاعب، حتى استطاعت الأسرة أن تترجم ذلك إلى فرص له بهدف دعمه وتأهيله، وخصوصاً خلال المراحل التعليمية الأولى، إضافة إلى التحديات التي واجهها علي في تقبله من المحيطين به من المجتمع، كونه يحتاج إلى أجهزة مساعدة، وهو ما تم من خلال زراعة «قوقعة إلكترونية» له، لتبدأ مرحلة مهمة من التواصل والتفاعل في حياته.
وتوضح أم علي بالقول إن تعلم أفراد الأسرة «لغة الإشارة» كان أمراً لابد منه، حيث حصل الجميع على دورات تأهيلية، إلا أن خديجة وهي الأخت الصغرى، قد أرادت أن تدعم علي بشكل أكبر وتعلمت اللغة ببراعة، وحصلت على المستوى الأول فيها عن طريق الدورات والورش التي توفرها وزارة تنمية المجتمع، التي قدمت كامل الدعم لمساعدة علي، مبينةً أنه ومع تعلم الأسرة لغة الإشارة أصبحت حلقة الوصل بينه وبين المجتمع، نظراً لأنه لا يستطيع النطق الصحيح بشكل تام.

تحديات وفرص
وذكرت الأم أن الأسرة واجهت صعوبات عدة خلال المرحلة الدراسية التي استمرت 12 عاماً، كعدم معرفتها في البداية باحتياجات علي، وما الذي يؤلمه أو يضايقه. وأوضحت أنه من خلال تأهيله المتواصل والاستمرار في تلقيه جلسات في عدة مراكز متخصصة في النطق واللغة، ومتابعة عملية تعليمه المليئة بالتحديات مع المعلمين، استطاع علي التخرج بمعدل مرتفع وصل إلى نسبة 86‎%‎، لتبدأ مرحلة أخرى من التميز والالتحاق بالوظيفة المناسبة.
أما أخته خديجة، فقد أخذت على عاتقها مساعدته بكمختلف السبل، بدءاً من إجادتها للغة الإشارة، والحصول على شهادة مترجم لها، حتى أصبحت ناشطة مجتمعياً لإلقاء الضوء على قضايا هذه الفئة وتحدياتها. وانطلاقاً من ذلك شاركت في الدورة السابعة من مجلس شباب شورى الشارقة، حيث أهلتها رسالتها التي وجهتها خلال مرحلة الانتخاب لشقيقها بلغة الإشارة للفوز بالعضوية، كما أنها كانت أول فتاة تترأس المجلس، وكان انضمامها تلبية لرغبة علي لتعريف المجتمع بقضايا هذه الفئة، فيما تواصل خديجة حالياً مسيرتها الجامعية بتخصص «الطفولة المبكرة» حيث تطمح بأن تخدم هذه الفئة مستقبلاً.

أخبار ذات صلة طلاب الإمارات يبدعون في برنامج «جيل العلوم» فيكتوري ينعى أحمد الهاملي

تحقيق طموحات
وفيما يخص التحاق علي بوظيفته في إحدى الجهات الحكومية، فقد واجهته بعض الصعوبات في التعامل مع زملائه، كونهم لا يجيدون لغة الإشارة، واستطاع بمساعدة شقيقته أن يتجاوز هذه الصعوبات من خلال بعض التعليمات لزملائه في العمل، ما شجعهم على تعلم لغة الإشارة لمساعدته.
واستمراراً نحو تعزيز دمجه مجتمعياً، بدأ علي تنمية هوايته الرياضية، حيث يمارس لعب كرة السلة حالياً في نادي خورفكان للمعاقين، وحصل على العديد من الميداليات في مختلف بطولات هذا الموسم، ليصبح أحد اللاعبين الرياضيين المجتهدين، وليواصل رحلة تميزه في الحياة، ويحقق نجاحات أكبر في المستقبل.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: لغة الإشارة

إقرأ أيضاً:

نائبة وزيرة التضامن تشهد فعاليات الحفل السنوي لمؤسسة «مصر بلا مرض»

شهدت المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي فعاليات الحفل السنوي لمؤسسة مصر بلا مرض للرعاية الصحية، والذى عقد تحت عنوان "عمل واحد من العطاء يفتح أبوابًا لا نهائية من الفرص"، وذلك بحضور المهندسة مني البطراوي نائب محافظ القاهرة، والسفيرة نبيلة مكرم رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والسفيرة سها جندي وزيرة الهجرة السابقة، والدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، ودكتورة لمياء كمال، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر بلا مرض، و سفير دولة جنوب السودان في مصر، ولفيف من الشخصيات العامة.

وأعربت نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها بالمشاركة في الاحتفال، والذي يأتي تتويجا لجهود عظيمة ومبادرات رائدة تسعى لتغيير حياة الكثيرين في مصر وتقديراً للمؤسسة التي تعمل لتقديم رؤية نحو مجتمع صحي خالٍ من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، مثمنة دور المجتمع المدني في تحقيق التنمية المستدامة وتعبئة الموارد عبر العديد من المبادرات والأنشطة التي تتكامل وتتشارك بها الجهود مع القطاع الحكومي والخاص لخدمة المجتمع.

وأشارت صاروفيم إلى أن الدولة المصرية بذلت جهودًا كبيرة ومتسارعة لتحسين النظام الصحي، سواء من خلال تطوير البنية التحتية الصحية أو من خلال توفير خدمات صحية متطورة لكافة المواطنين، وهي تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في الخدمات الصحية المتاحة للمواطنين، وضمان الوصول إلى خدمات طبية عالية الجودة لجميع المواطنين، خاصة في المناطق الأكثر احتياجًا

وأوضحت صاروفيم أن وزارة التضامن الاجتماعي تعمل على العديد من الملفات التي تتشابك وترتبط مع جميع فئات المجتمع خاصة الأولى بالرعاية والأكثر احتياجا وبما يعمل على تحقيق شمولية التدخلات التي تتضمن الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والصحية ومن خلال رؤية استراتيجية تعمل على تحسين جودة الحياة، فمن خلال برنامج الدعم النقدي المشروط "تكافل وكرامة" كانت المشروطية الصحية التي تستهدف تحسين صحة الأطفال والأمهات ومنها التزام الأسر المستفيدة من الدعم المالي بالعديد من السلوكيات الصحية التي تساهم في تحسين صحتهم، و تحسين نوعية حياتهم من الكشف الدوري على الأطفال والتطعيمات ورفع معدل استخدام خدمات رعاية النساء الحوامل من الوحدات الصحية، ورفع معدل الاستهلاك في الإنفاق الغذائي للأسر الفقيرة، وخفض نسبة الإصابة بأمراض سوء التغذية بين الأطفال والأمهات

ومن خلال برنامج مودة الذي أطلقته وزارة التضامن الاجتماعي بتكليف من رئيس الجمهورية عام 2019 يهدف إلى تأهيل وتمكين المقبلين على الزواج من خلال تطوير مهاراتهم الحياتية الأساسية لبناء علاقات زوجية سوية وآمنة، ويتم تنفيذه بشراكة واسعة مع مختلف القطاعات الحكومية والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني.

ومن جانبها أكدت الدكتورة لمياء كمال، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر بلا مرض، أن المؤسسة تؤمن بأن العطاء هو المحرك الأساسي للتغيير، قائلةً: "من خلال هذا الحفل، نحتفي بالشراكات المؤثرة التي دعمت مسيرتنا نحو توفير رعاية صحية شاملة تحفظ كرامة الإنسان وتعزز إنسانيته.. نواصل جهودنا في تطوير خدماتنا الصحية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمجتمع المصري، مع التركيز على ضمان الاستدامة لتأثير إيجابي.

اقرأ أيضاًتسليم سماعات طبية لذوي الهمم بأسوان بالتعاون بين جمعية الأورمان والتضامن الاجتماعي

وزيرة التضامن تتابع تداعيات عقار كرداسة المنهار.. وتوجه بصرف التعويضات اللازمة

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي للغة الأم.. نصائح لتعليم الطفل اللغة العربية
  • تداعيات حرب السودان خلال العام 2024 …. عدم وجود الاستجابة من المجتمع الدولي
  • كيف يساهم تفسير القرآن للأطفال غير الناطقين بالعربية في تحسين فهمهم للأحكام الشرعية؟
  • خبير استراتيجي: واشنطن لو كانت تعلم مكان الأسرى لأنهت الحرب من بدايتها
  • لجنة السياسات بالقومي للمرأة تستهدف نشر الوعي بين المجتمع
  • المسبحي: محمد علي ياسر نفذ مئات المشروعات التي أحدثت نقلة نوعية في المهرة
  • ما نوع القنابل التي عرضتها المقاومة خلال تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين؟
  • 250 فرصة عمل للمواطنين خلال 3 أعوام في رأس الخيمة
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد فعاليات الحفل السنوي لمؤسسة «مصر بلا مرض»
  • باحث: منظمة الإغاثة الإسلامية في السويد تحصل على تمويل حكومي 20 مليون دولار سنويًا