دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— تم تأكيد حالات الإصابة بسلالة أكثر فتكًا من جدري القردة (إمبوكس) في أربع دول أفريقية، ما أثار قلق مسؤولي الصحة في جميع أنحاء العالم.

ووصلت مستويات هذا المرض إلى أكثر من 14 ألف حالة معلن عنها، و511 حالة وفاة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتفشى المرض في أربع دول مجاورة لم يسبق أن أعلنت عن إصابات، بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، وهي بوروندي، وكينيا، ورواندا، وأوغندا.

وأفاد مسؤولو منظمة الصحة العالمية الأربعاء أنّهم يخططون لعقد لجنة طوارئ قريبًا بغية تحديد ما إذا كان تفشي المرض يمثل حالة طارئة صحية عامة تثير قلقًا دوليًا.

كما أصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) الأربعاء أيضًا، تحذيرًا صحيًا لمعالجة "مخاطر الانتشار الإضافي"، وأوصت الأطباء بالحفاظ على "مؤشر مرتفع للاشتباه في الإصابة بفيروس جدري القردة" لدى الأشخاص الذين عادوا من جمهورية الكونغو الديمقراطية أو البلدان المجاورة، في الآونة الأخيرة.

وجدري القردة مرض فيروسي يمكنه الانتشار بسهولة بين البشر، ومن الحيوانات المصابة، ويستطيع أن ينتشر من خلال الاتصال الوثيق مثل اللمس، أو التقبيل، أو ممارسة الجنس، وكذلك من خلال المواد الملوثة، مثل الملاءات، والملابس، والإبر، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. 

وتشمل الأعراض الحرارة، والطفح الجلدي المؤلم، والصداع، وآلام العضلات، والظهر، وانخفاض الطاقة، وتضخم الغدد الليمفاوية.

ولعقود، تم رصد المرض إلى حدٍ كبير وسط وغرب أفريقيا، لكنه بدأ ينتشر أيضًا في أوروبا وأمريكا الشمالية، في عام 2022.

ويوجد لجدري القردة فرعان حيويان وراثيان، هما: الفرع الحيوي الأول (I)، والفرع الحيوي الثاني (II).

والفرع الحيوي عبارة عن مجموعة واسعة من الفيروسات التي تطورت على مر عقود، وهي مجموعة متميزة وراثيًا وسريريًا.

ويُسبب فرع " Ib" من الفيروس، الذي ينتشر في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ سنوات، مرضًا أكثر خطورة، وهو مسؤول عن تفشي المرض الحالي هناك.

ومع أنه أكثر فتكًا، إلا أنه لا يوجد دليل يُشير إلى أنه أسرع انتشارًا، بحسب الدكتورة روزاموند لويس، المسؤولة التقنية للاستجابة العالمية لجدري القردة، لدى منظمة الصحة العالمية.

وكان الفرع "II" مسؤولاً عن التفشي العالمي للمرض الذي بدأ في عام 2022، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض.

ومنذ يناير/ كانون الثاني من عام 2023، أبلغت جمهورية الكونغو الديمقراطية عن أكبر عدد من حالات الفرع "I" المشتبه بها للمرض، والتي تجاوزت 22 ألف حالة، مع وجود أكثر من 1،200 حالة وفاة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبرييسوس، في مؤتمر صحفي الأربعاء، إنّ عدد الحالات المبلّغ عنها في الأشهر الستة الأولى من هذا العام يطابق عدد الحالات المبلغ عنها في العام الماضي بأكمله.

كما ذكرت لويس أنّ خطر انتشار المرض في المنطقة معتدل بالنسبة لعامة السكان، ومرتفع في جمهورية الكونغو الديمقراطية. 

وتقيِّم منظمة الصحة العالمية المخاطر على مقياس منخفض، أو متوسط، ​​أو مرتفع، أو مرتفع جدًا، ولم توصِ بفرض قيود على السفر للبلدان المتضررة في الوقت الحالي.

ولم يتم الإبلاغ عن أي من حالات جدري القردة (من الفرع "I") خارج وسط وشرق أفريقيا، وتصنف مراكز مكافحة الأمراض احتمال وصولها إلى الولايات المتحدة على أنه "منخفض للغاية".

ومع ذلك، تواصل الوكالة التوصية بالتحصين ضد المرض للأشخاص المعرضين للفيروس، أو المعرضين لخطر الإصابة به.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أوغندا أفريقيا أمراض إفريقيا جدري القردة فيروسات منظمة الصحة العالمية جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة منظمة الصحة العالمیة جدری القردة

إقرأ أيضاً:

"مرض البكاء" الغامض يحصد المزيد من الأرواح.. ما القصة؟

تعمق منظمة الصحة العالمية تحقيقاتها في تفشٍ لمرض غامض في الكونغو، يعرف بـ "مرض البكاء"، والذي أثار حالة من الذعر على المستوى الدولي.

وكشف تقرير جديد عن وجود ما لا يقل عن 1096 حالة مرضية في غرب الكونغو، وهو ضعف العدد في الأسبوع السابق، و60 حالة وفاة، في ارتفاع ملحوظ، ويموت العديد من المرضى في غضون 48 ساعة من ظهور الأعراض، فيما تم استبعاد الفيروسات المعروفة مثل الإيبولا وماربورغ، وفق "دايلي ميل".
وتم الإبلاغ عن أوائل المرضى في أواخر يناير (كانون الثاني) في مقاطعة إكواتور، في شمال غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع اكتشاف مئات الحالات منذ ذلك الحين، ولا يزال السبب الدقيق للمرض غير معروف ولكن حوالي نصف المرضى أثبتت الاختبارات إصابتهم بالملاريا.
كما يقوم المسؤولون بمسح الطعام والماء المحليين بحثاً عن علامات سم ما، وشملت أعراض الضحايا الحمى والقيء والإسهال وآلام الجسم والعطش الشديد، من بين أمور أخرى، كما أصيب الأطفال الذين لقوا حتفهم بسبب المرض بنزيف من الأنف والقيء الدموي وسط بكاء متواصل.

وهذا هو ثاني تفش غامض يضرب الكونغو في غضون ثلاثة أشهر، بعد إصابة أكثر من 400 شخص في أواخر ديسمبر (كانون الأول) في تفش غامض ارتبط فيما بعد بالملاريا وسوء التغذية.

وحذر طبيب سابق في البيت الأبيض أخيراً من أن تخفيضات إدارة الرئيس دونالد ترامب للتمويل، تركت العديد من المقاطعات تكافح لتأمين الموارد للسيطرة على تفشي المرض.
وتم الإبلاغ عن الحالات الغامضة لأول مرة في 21 يناير (كانون الثاني)، في بولوكو، في شمال غرب البلاد، بعد أن قيل إن ثلاثة أطفال أكلوا خفاشا ميتاً.
وانتشر المرض في منطقة لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الطريق أو نهر الكونغو، مما يحد من الوصول إلى الرعاية الصحية والاختبار والعلاج.

ووصف المسؤولون المحليون تفشي المرض بأنه أمر "مقلق حقاً"، في حين دق الأطباء خارج البلاد ناقوس الخطر أيضاً، بسبب نافذة 48 ساعة بين ظهور الأعراض والوفاة لدى العديد من المرضى.
وليس من الواضح كيف ينتشر المرض، على الرغم من أن الأطباء يقولون إن حالات سابقة من الأمراض النزفية انتشرت عن طريق الاتصال بسوائل المرضى.

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوتر في الكونغو الديمقراطية وسط تحركات إقليمية لمواجهة متمردي أم 23
  • ثاني وفاة بإيبولا في أوغندا
  • الصحة العالمية: تسجيل ثاني حالة وفاة بفيروس «الإيبولا» في أوغندا
  • أوغندا تسجل ثاني حالة وفاة بسبب تفشي الإيبولا وسط جهود احتواء الفيروس
  • علّقوا صلاة التراويح.. القتال بشرق الكونغو الديمقراطية يعمّق معاناة المسلمين
  • العنف يهدد بحرب إقليمية في الكونغو الديمقراطية
  • «الحصبة» تواصل انتشارها في أمريكا.. آخر تطورات المرض!
  • "مرض البكاء" الغامض يحصد المزيد من الأرواح.. ما القصة؟
  • وكالات الإغاثة تطلب 2.54 مليار دولار لدعم وحماية 11 مليون شخص في الكونغو الديمقراطية
  • الكونغو الديمقراطية: مصرع أكثر من 8500 شخص في جوما منذ نهاية يناير