ما آثار صعود السنوار على علاقات حماس مع إيران ومحور المقاومة؟
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير، أن صعود زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، لقيادة المكتب السياسي للحركة خلفا لرئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب الشهيد إسماعيل هنية، يعزز من علاقات حماس مع إيران.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن اختيار الحركة للسنوار كرئيس لمكتبها السياسي يقوي علاقة الحركة الإستراتيجية مع إيران ويرسل رسالة عن الجبهة الموحدة بين طهران وقوى محور المقاومة في الصراع ضد "إسرائيل" والولايات المتحدة.
وأضافت أن "إيران دعمت حماس ولسنوات ماليا وعسكريا، لكن العلاقة بين إيران الشيعية والحركة الفلسطينية السنية ظلت محلا للتوترات. فقد ابتعدت إيران عن حماس بسبب دعم الأخيرة الثورة السورية، ولم تنضم للقتال بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر كما كانت تعول حماس".
ولفت التقرير إلى أنه "في داخل الحركة كانت هناك انقسامات حول درجة الثقة بطهران. ولقد وضع السنوار حدا لهذا النقاش وفي الساعات التي أعقبت مقتل هنية في طهران. وعندما اجتمع قادة الحركة للتداول في اختيار رئيس جديد للمكتب السياسي، قاطع السنوار المداولات برسالة مفادها: يجب أن يكون الزعيم الجديد رجلا مقربا من إيران"، وذلك وفقا ما ذكرته الصحيفة نقلا عن مسؤولين عرب وفي حماس على معرفة بالأمر.
وبحلول يوم الثلاثاء، أعلنت حماس عن زعيمها الجديد. وقد أدى القرار لاستبعاد قادة في حماس يقودون المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، بمن فيهم خالد مشعل، الذي تدعمه القوى السنية مثل تركيا وقطر. ومن هنا فانتصار السنوار على مشعل، يؤكد حسب الصحيفة "التأثير الإيراني المتزايد في العالم السني".
ونقلت الصحيفة عن هيو لوفات، الزميل في السياسات بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية والذي سمع أن الحركة وصلت إلى طريق مسدود بشأن القرار، قوله إنه " من الواضح أن هذا يضع على رأس الجماعة شخصا يبدو أنه قريبا جدا من إيران".
وعلقت الصحيفة أن قرار "قادة الحركة البارزين دعم السنوار يعني أن حماس تدعم استراتيجيته لشن حرب ضد إسرائيل إلى جانب الميليشيات المسلحة الأخرى الموالية لإيران".
وتضيف الصحيفة أن "السنوار يريد دولة فلسطينية ويشترك مع الهدف الإيراني المتمثل بتدمير دولة إسرائيل لتحقيقه".
وبحسب المحلل الفلسطيني في غزة، يونس الزريعي، فإن "السنوار هو رجل عسكري" و "العلاقات العسكرية بالمنطقة مرتبطة بإيران فقط".
وفي داخل حماس، رأت الصحيفة أن صعود السنوار "يشير إلى تغير مهم في علاقات حماس- إيران".
وقالت إن "صعود السنوار إلى قيادة حماس يأتي في وقت تقف فيه المنطقة على الحافة، بعد استشهاد هنية واغتيال إسرائيل الرجل الثاني في حزب الله، فؤاد شكر، حيث تعهدت إيران وحزب الله بالرد على اغتيال القائدين"، مضيفة أن "السنوار يدير الحرب في غزة منذ 10 أشهر ويريد حربا إقليمية لتحقيق دولة فلسطينية"، حسب ادعاءات الصحيفة.
ولفتت الصحيفة، إلى أن "صعود السنوار يعقد من الجهود الأمريكية للتوصل إلى صفقة إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس".
وبالمقابل، فلن يوافق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاءه في اليمين المتطرف على صفقة وقف إطلاق النار، وبخاصة أنهم يريدون تفكيك قدرات حماس العسكرية والسياسية واغتيال السنوار المتهم بتدبير عملية 7 تشرين الأول /أكتوبر، حسب التقرير.
وقالت الصحيفة، إنه "لكون السنوار هو المطلوب الأول على قائمة القتل الإسرائيلية، فلا يعرف كيف سيدير الحركة والمفاوضات لوقف إطلاق النار".
وكان السنوار "من أشد الداعين لإصلاح العلاقات مع إيران بعد الربيع العربي". وخرج السنوار الذي كان يقضي حكما بعدة مؤبدات من السجن في صفقة تحرير المجند الإسرائيلي جيلعاد شاليط، عام 2011، في وقت كانت فيه العلاقات بين حماس وإيران متوترة.
وفي الوقت الذي دعمت فيه إيران وحزب الله بشار الأسد في سوريا، دعمت حماس التي كانت تتخذ حينها من دمشق مركزا لها الثورة ضده، حيث نقلت مقرها فيما بعد إلى الدوحة.
وفي عام 2012، انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي وكلف بمتابعة الجناح العسكري وبعد 5 أعوام أصبح زعيم حماس في غزة، حيث بدأ محاولات إصلاح العلاقات مع إيران، حسب التقرير.
وبعد حرب 2021 التي استمرت 11 يوما، قال السنوار للصحافيين "هناك شيء يجب أن يقال" حيث شكر إيران على الدعم المالي والعسكري والخبرات في قتال إسرائيل.
وأضاف "لم يكونوا معنا على الأرض ولكنهم وقفوا معنا".
وقالت الصحيفة إن "السنوار يبدو أنه أخطأ في تقدير الدعم الذي يمكن لإيران والجماعات الموالية لها بالمنطقة، عندما خطط للهجمات على إسرائيل في تشرين الأول /أكتوبر العام الماضي. ولكنه استمر بالتواصل مع حلفائه في الجماعات الموالية لإيران، فقد صور مرة في رسالة المعركة في غزة بأنها مثل معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين، حفيد النبي محمد، والتي تعتبر لحظة مهمة في التاريخ الشيعي".
ونقلت الصحيفة عن غسان الخطيب، المحاضر بجامعة بيرزيت، قوله إن صعود السنوار كزعيم "قوبل بين الفلسطينيين بطريقة إيجابية"، فهو "من كان يتخذ القرارات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية حماس السنوار إيران الاحتلال إيران حماس الاحتلال السنوار صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق النار مع إیران فی غزة
إقرأ أيضاً:
محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل
#سواليف
رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) رمت بـ” #كرة_من_نار ” على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي #عيدان_ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام #الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن #حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد #ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.
مقالات ذات صلة 130 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى 2025/03/14وأوضح أن “موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلان
وبينما أعرب عن اعتقاده بأن “موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين”، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو
وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.
وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن “مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات”.
وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد “رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن “التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة”، ولأن “مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين”.
إعلان
وكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.