عربي21:
2024-07-07@01:19:09 GMT

التحامل على ترمب يزيد من شعبيته!

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

خطابه أمام الكونغرس، بعد أسبوع تقريباً من وقوع هجمات مدينتي نيويورك وواشنطن، تساءل الرئيس الأميركي جورج بوش الابن قائلاً: لماذا يكرهوننا؟ وقد بدا وقتها كأنه يحيل أسباب الكراهية لبلاده إلى العوامل الاقتصادية، لاعتقاده أن الإرهاب هو وليد ثقافة الحرمان.

هل يتكرر التساؤل عينه اليوم في الداخل الأميركي؟
مؤكد أن هذا يحدث بالفعل، غير أن محور التساؤل هذه المرة هو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي بات ملايين الأميركيين يتساءلون عن سر المطاردة التي يتعرض لها، وبإصرار شديد، ما يقطع بأن هناك من يحاول؛ لا الدفع بالرجل خارج سياق الحملة الانتخابية الرئاسية فحسب؛ بل خارج التاريخ الأميركي، بوصفه أول رئيس يحاكَم جنائياً، بينما تبلغ عقوبات الاتهامات عدة عقود من السنين.


للمرة الثالثة خلال 4 أشهر، يواجه ترمب اتهامات، بعضها في نيويورك وتتعلق بالسجلات التجارية وهي قضية فنية، وأخرى في فلوريدا من جراء الاتهام بالاحتفاظ بوثائق رئاسية لم يسلمها لدار المحفوظات بعد رحيله، بينما اتهامات واشنطن الأخيرة هي الأخطر، وذلك لأنها تتعلق بالاحتيال على الدولة الأميركية، ومحاولة حرمان الناخبين من حقهم في انتخابات نزيهة، عطفاً على القول بوجود مؤامرة منسقة في عدة ولايات حول الهدف نفسه.

ويتساءل الأميركيون عن مدى دقة هذه الاتهامات.

من هنا، يبدأ الشقاق والفراق يتعمقان، ويكاد الشرخ في نسيج المجتمع الأميركي يتحول إلى فالق لا يمكن مداواته، لا في الحال ولا مستقبلاً.

يحتدم الجدل بداية من موقف ترمب من انتخابات الرئاسة 2020، ورأيه فيها، واعتبارها -في تقديره- انتخابات مزورة.

وبالعودة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، نجد هيلاري كلينتون قد وجهت اتهامات قاسية للجمهوريين ولحملة ترمب، بأنهم سرقوا منها فوزاً مؤكداً؛ بل إن الأمر وصل إلى حد اتهام ترمب وحملته الرئاسية بالتآمر مع الروس لإسقاطها، وهي التهمة التي طاردت ترمب حتى بعد أن دخل البيت الأبيض، وإن لم تثبت طويلاً لعدم صدقيتها. بينما لم تثُر ثائرة الجمهوريين، ولم يسارعوا إلى توجيه اتهامات بالاحتيال لهيلاري، وانتهى الأمر.

قبل ذلك وفي انتخابات عام 2000، شككت قيادات ديمقراطية عدة في فوز بوش الابن، ووقتها كان من الممكن بالفعل تصديق وجود تلاعب في صناديق الاقتراع، لا سيما في ولاية فلوريدا؛ حيث كان حاكم الولاية هو جيب بوش، الأخ الأصغر للمرشح المنتخب، وقد جرى الحديث حول عدة مئات من الأصوات وليس أكثر.

لماذا لم يسعَ الديمقراطيون إلى توجيه اتهامات مماثلة لبوش الابن؟
من هنا يتحول المشهد إلى نوع من الثأر الشخصي تجاه ترمب؛ لأن ذلك يخالف المتفق عليه، وهو حماية حرية الرأي والتعبير لكل مواطن أميركي، والقناعة الراسخة بأنه لا تتوجب محاكمة أحد بسبب رؤاه وقناعاته.

يحاجج الجمهوريون بأنهم لم يوجهوا اتهامات فيدرالية جنائية للديمقراطيين، حين شككوا في نزاهة الانتخابات النصفية بولاية جورجيا عام 2018، فهل باتت القصة تمضي في سياق توفير الديمقراطيين من أي اتهام، وتوجيه أصابع الاتهام دفعة واحدة للجمهوريين؟

ما يحدث بين جنبات الولايات المتحدة الأميركية أمر خطير، ولا يتهدد الرئيس ترمب فحسب؛ بل سياقات كل انتخابات أميركية، من عند أصغر عمدة، وصولاً إلى مقام الرئاسة.

ليس سراً القول إن نسباً عالية من الأميركيين بات يساورها القلق لجهة حدوث أزمة انتخابية أخرى في عام 2024، ومردّ ذلك إلى ما خلفته حملة انتخابات 2020 من آثار هادمة.

بتفكيك أكثر للمشهد، فإن غالبية الجمهوريين لديهم شكوك حول ما إذا كانت انتخابات الرئاسة القادمة سوف تفرز فائزاً شرعياً، بينما الديمقراطيون يعتقدون مسبقاً أن الجمهوريين سيطعنون في النتائج، في حال لم تأتِ كما يرغبون.

وبالعودة إلى التساؤل عن جوهر هذه القراءة، يخطر لنا التفكير في الماورائيات التي تجعل ترمب مكروهاً مطارداً من الدولة الأميركية العميقة.

هل يكرهونه لأنه يمثل عقبة أمام التيار اليساري الديمقرطي، المغرق في علمانية تكاد تصل إلى حد تقديس الإلحاد؟

نعم، ترمب ليس ولياً أو قديساً؛ لكن أحداً لا ينكر أن الرجل لديه رؤية قيمية محافظة للولايات المتحدة الأميركية، تنافي وتجافي الانحلال الحادث والمتصاعد في أعلى عليين؛ سواء على صعيد الأسرة الأميركية أو المجتمع برمته.

يقف ترمب حجر عثرة أمام التفسخ الجنسي المخالف للناموس الطبيعي، ويتحدث في العلن عن نيته توقيع قانون يحظر تشويه الأطفال جنسياً في جميع الولايات الخمسين، حال عودته إلى البيت الأبيض ثانية.

ترمب يسعى إلى أن تكون أميركا عظيمة مرة جديدة، وذلك من خلال الانتصار لكل ما هو أخلاقي، فيعد بإعادة جميع الأطفال الذين تم الاتجار بهم إلى عائلاتهم.

هل يكرهونه لأنه يعمل في اتجاه مغاير لجماعة المجمع الصناعي العسكري الأميركي، والتي تغذي نيران الصراع الروسي- الأوكراني، لضمان دوران عجلة مصانع الموت، حتى وإن كلف الأمر العالم سلامه، وزج بالجميع في أتون الحرب العالمية الثالثة، بملامحها النووية الكارثية على البشر والحجر؟
المثير في مشهد ترمب، أنه كلما يشتد عليه خناق المحقق الخاص جاك سميث، تزداد شعبيته بين الجمهوريين، ولهذا تحدّث متهكماً بالقول: «اتهام آخر جديد، وسأضمن الرئاسة القادمة حكماً».
يتقدم ترمب قائمة المرشحين للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة القادمة، والفارق بينه وبين أقربهم إليه، حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، يتجاوز الـ30 نقطة.

يخاطب باراك أوباما، رئيس الظل الحالي، ساكن البيت الأبيض، جو بايدن، قائلاً: «لا ينبغي التقليل من شأن ترمب، فعلى الرغم من المشكلات القانونية التي واجهها، فإنه قد يكون خصماً قوياً في الانتخابات القادمة».

الخلاصة: مشهد مطاردة ترمب انتقص كثيراً جداً من أميركا «الاستثنائية»، و«المدينة فوق جبل» في أعين الأميركيين بخاصة، وشعوب المسكونة بعامة، والبقية تأتي.

(عن صحيفة الشرق الأوسط)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الكونغرس الاتهامات بايدن الكونغرس بايدن ترامب الاتهامات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات اقتصاد مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

فوز مسعود بزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية

طهران-سانا

فاز مسعود بزشكيان بالجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الإيرانية التي جرت أمس.

وأعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية محسن إسلامي أن الحصيلة الثامنة والأخيرة لنتائج الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية في دورتها الرابعة عشرة أظهرت حصول مسعود بزشكيان على 16 مليوناً و384 ألفا و403 أصوات، فيما حصل سعيد جليلي على 13 مليوناً و538 ألفا و179 صوتاً، بعد فرز 30 مليوناً و530 ألفاً و157 صوتاً من مراكز الاقتراع في البلاد وخارجها.
وأوضح إسلامي أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بلغت 49.8 بالمئة.

وكانت الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الإيرانية جرت يوم أمس في أنحاء إيران ونحو 100 دولة في العالم لانتخاب الرئيس الإيراني التاسع في الجمهورية الإسلامية، حيث تنافس مسعود بزشكيان وسعيد جليلي.

يشار إلى أن الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة جرت يوم الجمعة 28 حزيران الماضي، وتنافس فيها أربعة مرشحين هم سعيد جليلي ومسعود بزشكيان ومحمد باقر قاليباف ومصطفى بورمحمدي، حيث لم يستطع أي منهم الفوز بالغالبية المطلقة، مما استوجب خوض جولة ثانية بين المرشحين الحائزين على أعلى عدد من الأصوات وهما بزشكيان وجليلي.

يذكر أن مسعود بزشكيان البالغ من العمر /70 عاماً/ ولد في مدينة مهاباد التابعة لمحافظة أذربيجان الغربية شمال غرب إيران من أب آذري وأمّ كردية، وهو اختصاصي جراحة القلب، ومثّل أهالي مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران في 5 دورات بمجلس الشورى الإسلامي، وكان نائباً لرئيس المجلس في دورته العاشرة، كما تولى منصب وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي خلال الفترة 2001-2005.

انتخابات الرئاسة الإيرانية مسعود بزشكيان 2024-07-06bdrossmanسابق بدء فرز الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية انظر ايضاً بدء فرز الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية

طهران-سانا بدأت عملية فرز الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية التي تنافس فيها …

آخر الأخبار 2024-07-06فوز مسعود بزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية 2024-07-05بدء فرز الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية 2024-07-05الأمم المتحدة: التهجير القسري أجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح مجدداً من خان يونس 2024-07-05استشهاد فلسطيني متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال في طولكرم 2024-07-05سورية تشارك في الأولمبياد الدولي لجامعة موسكو للفيزياء والتكنولوجيا 2024-07-05وزير الخارجية الهنغاري: لا خروج من الأزمة الأوكرانية دون الحوار 2024-07-05بيسكوف يستبعد تغير السياسة البريطانية تجاه العلاقات مع روسيا 2024-07-05رئاسة الجمهورية العربية السورية تنعي المستشارة لونا الشبل 2024-07-05وزير الخارجية البريطاني الجديد يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في قطاع غزة 2024-07-05بوتين: إنهاء الأزمة الأوكرانية يتطلب الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من أراضي روسيا الجديدة

مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث المؤسسة العامة للدم والصناعات الطبية 2024-07-02 الرئيس الأسد يصدر قانوناً يقضي بالتشدد في عقوبات وغرامات سرقة مكونات شبكتي الكهرباء والاتصالات 2024-06-13 الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث “الشركة العامة للصناعات الغذائية” 2024-06-11الأحداث على حقيقتها استشهاد شخصين وإصابة عسكري جراء عدوان إسرائيلي استهدف نقاطاً بريف دمشق 2024-06-26 استشهاد طفلين وإصابة ثلاثة أشخاص جراء انفجار لغم من مخلفات الإرهابيين بريف حماة 2024-06-18صور من سورية منوعات بعد اختفائها 24 ساعة… العثور على امرأة ببطن ثعبان في إندونيسيا 2024-07-03 عقار روسي جديد لعلاج سرطان البروستاتا النقيلي المقاوم 2024-07-03فرص عمل السورية للاتصالات تعلن عن مسابقة توظيف بفرعها بحمص 2024-06-27 السورية للاتصالات تعلن عن مسابقة توظيف بفرعها باللاذقية 2024-05-12الصحافة كاتب أمريكي: جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة جزء رئيس من سياسة الولايات المتحدة 2024-07-04 وجهان أساسيان للحرب على فلسطين.. أ.د. بثينة شعبان 2024-07-01حدث في مثل هذا اليوم 2024-07-055 تموز 1962- استقلال الجزائر عن فرنسا 2024-07-044 تموز 1946- الفلبين تحصل على استقلالها من الولايات المتحدة 2024-07-033 تموز.. عيد الاستقلال في بيلاروس 2024-07-022 تموز 1966 – فرنسا تجري أول تجربة نووية رسمية بتفجير قنبلة في المحيط الهادي 2024-07-011 تموز 1968 – 60 دولة توقع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية في جنيف بسويسرا 2024-06-2929 تموز1996-  السورية غادة شعاع تفوز بالميدالية الذهبية لسباعي ألعاب القوى
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • أوكيناوا.. احتجاجات بسبب جرائم جنسية ارتكبها جنود أميركيون
  • فوز مسعود بزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية
  •  الداخلية الإيرانية: نسبة المشاركة في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة بلغت 49.8%
  • الداخلية الإيرانية: فوز مسعود بزشكيان في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة
  • الداخلية الإيرانية: تقدم بزشيكان على جليلي في سباق انتخابات الرئاسة حتى الآن
  • مسعود بزشكيان يتقدم في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية
  • الجيش الأميركي يعلن تدمير قاربين مسيّرين وموقع رادار للحوثيين
  • «القاهرة الإخبارية»: بايدن يؤكد استمراره في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية
  • زيلينسكي يطالب ترامب بالكشف عن خطتك لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون الرئيس الأميركي بذكرى استقلال بلاده