تعرف على مفهوم الإيمان بالقدر خيره وشره
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
الإيمان بالغيب من صفات المتقين والقَدَر في اللغة يأتي بمعانٍ عدّةٍ، فيُشير إلى مبلغ الشيء ومنتهاه، كما يأتي بمعنى الحُكم أو الفَصْل، وتقدير الشيء كذلك؛ قياسه وحسابه، أمّا الإيمان بالقضاء والقدر في الاصطلاح الشرعيّ؛ فهو: التصديق بأنّ الله -تعالى- قد قدّر كلّ ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة منذ القدم، وأنّه -سُبحانه- عالمٌ بكلّ ما سيكون ويحدث، مع كتابة جميع ما قدّر الله حصوله على الصورة التي يريدها، وأنّ كلّ ما يقدّره يكون بمشيئته ورضاه وتكوينه، ومن الأدلّة على القَدَر قَوْله -عزّ زجلّ-: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)،فالآية تُشير إلى أنّ الله -تعالى- خلق جميع المخلوقات، وقدّر خلقها بمشيئته وحكمته.
أهمية الإيمان بالقدر خيره وشره تتجلّى أهميّة الإيمان بالقَدَر في علاقته الوثيقة بالإيمان بالله -تعالى-، فالإيمان بالقَدَر يعني التصديق بمراتب القَدَر التي تُثبت قدرة الله، وعلمه، وإرادته، ومشيئته، فإذا أثبت العبد تلك الصفات لله، وآمن بها؛ فإنّ ذلك يعني إيمانه بالله -تعالى-، واعتقاده بوحدانيّة الله في الربوبيّة والألوهيّة.
كما أنّ الإيمان بالقَدَر يعدّ سبيل معرفة العقيدة الصحيحة، وحصول الطمأنينة، والرضا بِما قدّره الله، فالمسلم مُوقنٌ بأنّ كلّ ما يحصل ويقع له من تقلبّاتٍ في الحياة الإنسانيّة، وكلّ ما يُعاينه العباد من آلامٍ وابتلاءاتٍ؛ إنّما هي من قِسمة الله وتدبيره. وذلك يبعث في نَفْس العبد الطمأنينة والسكينة؛ لأنّه يؤمن بقَدَر الله -تعالى- الذي يعدّ بمثابة محكٍّ لاختبار إيمان العباد، دون التعرّض لأيٍ من الشُبهات والغوايات، وإنّما يضع المسلم حدّاً لكلّ ذلك بإيمانه ويقينه الذين لا يتسلّل إليه أي شكٍّ، بثقته بربّه، وما قدّر له من أمور حياته الدُّنيا.
إنّ للإيمان أركان ستة؛ هي الإيمان بالله وأنّه وحده المستحق للعبادة، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب السماوية كلها، والإيمان بالرسل والأنبياء، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشرّه.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً: