الإيمان بالبعث والجزاء ركن من أركان الإيمان وأصل من أصوله، حيث أنّ الإيمان بيوم القيامة يتضمن الإيمان بالبعث بعد الموت، والإيمان بالحساب على الأعمال، والإيمان بوجود الجنة والنار لمجازاة الناس على أعمالهم، وذلك بعد إرسال الرسل بالرسالة وإقامة الحجة عليهم، حيث أن حكمة الله عز وجل تقتضي بعدم تساوي المؤمنين والكافرين في الجزاء.
وقال الشيخ عطية صقر رحمه الله الأدلة على البعث عديدة منها ما ورد في الكتاب والسنة النبوية، كما في قوله -تعالى-: (ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) "بعثناكم" أي أحييناكم، وحقيقة البعث أن الله -تعالى- يعيد إحياء الأجساد التي تحللت، ويعيد الأرواح إليها، وذلك دليل على عظمة قدرته -عز وجل-، فهو من خلق الخلق في المرة الأولى من العدم ولم يعجزه ذلك فكيف بإعادة الخلق مرة أخرى إلى حالته الأولى بعد فناءه.
تعريف الإيمان بالبعث والحساب الإيمان بالبعث: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى سوف يحيي جميع المخلوقات بعد موتها ويبعثها من قبورها يوم القيامة لحسابهم وجزائهم، قال تعالى: (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ).الإيمان بالحساب: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى سوف يحاسب عباده على أعمالهم يوم القيامة بعد بعثهم، ليجزي الذين أحسنوا بالجنة، ويجزي الذين أساءوا بعقابهم على إساءتهم، قال تعالى: (وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَ.
الإيمان بالبعث له ثمرات عديدة، منها:زيادة إيمان العبد، والأخذ بأسباب حسن الخاتمة، وذلك بالاستعداد التام والتحضير ليوم القيامة وأهواله العظيمة، وذلك بالإكثار من الأعمال الصالحة، ففي هذا اليوم يتحدد مصير العبد إما في الجنة، أو في النار.
استشعار مراقبة الله عز وجل وضبط ما يصدر من العبد من أقوال وأفعال، فيكون حريصاً على تجنب المعاصي والسيئات خوفاً ورهبة من العقوبة عليها. الاجتهاد والحرص على المحافظة على الطاعات والأعمال الصالحة، رجاءً وطمعاً في رحمة الله عز وجل، ورفعٍ الدرجات. تسلية المؤمن والتخفيف عنه عما يفوته من نعيم الدنيا، فلا يتأثر بالمصائب التي تصيبه، فيُؤْثِر نعيم الآخرة وثوابها على نعيم الدنيا.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: لا حرج في تركيب طرف صناعي إذا ولد الشخص بعِلة
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان وأحسنه وخلقه من طين وسوَّاه ونفخ فيه من روحه، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، قال تبارك وتعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ • ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ • ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [السجدة: 7-9].
وأوضحت الإفتاء أن الله تبارك وتعالى يعلم ما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار؛ قال عز وجل: ﴿اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ • عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ [الرعد: 8-9].
وأضافت إذا وُلد إنسان من بطن أمه وبه علَّة بأحد أعضائه فإنه يجب معالجته كما بيَّن ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً» رواه ابن ماجه. فإذا لم يمكن علاجه لسبب أو لآخر، ولكن يمكن تركيب جهاز تعويضي للطرف المبتور أو المصاب فلا حرج في تركيبه؛ لما رُوِيَ "أن عرفجة بن أسعد رضي الله عنه أصيب يوم الكُلَاب في الجاهلية فاتخذ أنفًا من وَرِق، فأنتن عليه، فأمره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتخذ أنفًا من ذهب" رواه أبو داود والنسائي والترمذي.
وأكدت الإفتاء، قائلة: هو سبحانه العالم بخلقه؛ لأنه خالقهم ويخلق ما يشاء ويتصرف في خلقه كما يريد؛ قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القصص: 68]، فيخلق الذكرَ والأنثى والصحيحَ والسقيمَ والطويلَ والقصيرَ والأبيضَ والأسودَ، وذلك لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا هو، قال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام: 59]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: 34].