نظم فرع القليوبية للتأمين الصحي ندوة توعوية عن «الرضاعة الطبيعية وأهميتها للأم والطفل»، تحت رعاية الدكتور، سيد جلال مدير الفرع، وذلك بقاعة تدريب مستشفي بنها النموذجي، وبحضور 45  مشاركا، وتناولت الندوة الجانب النفسي للرضاعة الطبيعية وأهميتها للأم والطفل خصوصاً في المراحل الأولي، ودور الزوج والأسرة والمجتمع في هذه المرحلة، ودعم الأم نفسياً ومساعدتها علي القيام بواجبها.

الرضاعة الطبيعية تحفز نمو الطفل 

حاضر بالندوة الدكتورة عفت عسر، أستاذ طب الأطفال بجامعة بنها، والدكتورة مروة جمال أستاذ مساعد التغذية وطب الأطفال بمستشفي بنها التعليمي.

وأشار المحاضران في الندوة، إلى أن الرضاعة الطبيعية تحفز نمو الطفل وتقيه من الأمراض وتمده بكافة العناصر التي يحتاجها، لأنها مرحلة مهمة بالنسبة لصحة الأم والطفل، حيث تساعد على تعزيز جهاز المناعة للطفل، إضافة إلى الفوائد الكثيرة والمتعددة للرضاعة الطبيعية، حيث أن حليب الأم ملئ بآلاف الأجسام المضادة، وهو المصدر الأول والوحيد لتغذية الطفل في الأشهر الأولى من عمره.

الرضاعة الطبيعية تساعد على تحسين أداء الجهاز الهضمي  

وأكدا أن الرضاعة الطبيعية تساعد على تحسين آداء الجهاز الهضمي للطفل الرضيع، لأن حليب الأم يحتوي على الأنسولين والكورتيزول، إضافة إلى الأحماض الأمينية، التي لها دور كبير في تطور الجهاز الهضمي للطفل، مما يحد من الإصابة بالالتهابات المختلفة بالجهاز الهضمي، والتقليل من حالات الإمساك والإسهال والاضطرابات المختلفة التى يواجهها الطفل أثناء مرحلة نموه في الأشهر الأولى من عمره، كما أن الرضاعة الطبيعية تساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة، وأمراض القلب والسكري في مرحلة الطفولة وباقى مراحل العمر إلى جانب الحماية من الأمراض المناعية مثل أمراض الحساسية المختلفة ومرض الربو و لها دور كبير في تطور دماغ الطفل، وزيادة نسبة ذكاء الأطفال مقارنة بالرضاعة الصناعية، وتطور الأجهزة السمعية والبصرية عند الأطفال.

وأضافا أن الرضاعة الطبيعية هامة للأم أيضا لأن الرضاعة الطبيعية تساعد على إفراز هرمون الأوكسيتوسين، والذي يعيد الرحم إلى وضعه الطبيعي ويسهم في الوقاية من الإصابة بمرض سرطان الرحم والمبيض والثدي، وتساعد أيضاً على التقليل من حالات الاكتئاب والتوتر والقلق التي تمر بها الأم بعد مرحلة الحمل ومروراً بالرضاعة، إلى جانب المساعدة على التقليل من الوزن الزائد الذى اكتستبته المرأة أثناء فترة الحمل، لأن الرضاعة الطبيعية تساعد على زيادة معدل حرق الدهون والسعرات الحرارية، إضافة إلى أنها تساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وهشاشة العظام.

الرضاعة الطبيعية تخلق ترابطا بين الأم وطفلها

ولفت الدكتور سيد جلال، مدير الفرع، إلى أن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية الطفل بل هي عملية طبيعية تخلق ترابط بين الأم وطفلها، وتحمل في طياتها فوائد صحية ونفسية لكل من الأم والطفل والأسرة، وهي حق من حقوق الطفل يجب احترامه وحمايته وإعماله للحفاظ على صحته الجسدية والنفسية والسلوكية، ونموه ونشأته وتطور قدراته، مما يجعل منه فرداً سليماً سوياً منتجاً في مجتمعه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القليوبية التأمين القليوبية مستشفي بنها بنها النموذجي من الأم

إقرأ أيضاً:

هل تعزز التربية بالإهمال الحميد استقلالية الطفل أم تهدد نموه؟

تلعب أنماط التربية دورا محوريا في بناء شخصية الطفل وتشكيل سلوكه وسماته العامة. لذلك من المهم إيجاد التوازن الصحيح بين التدخل المفرط والتجاهل المحدود والمتعمّد لتربية أفراد مستقلين لديهم ما يكفي من الاعتماد على الذات، وفي نفس الوقت يتمتعون بالمرونة في التفاعل مع ما حولهم.

ولكن أسلوب ما بات يُعرف في علوم التربية باسم "الإهمال الحميد"، لاقى العديد من الانتقادات والجدل حول مدى فعاليته وفوائده في التعامل مع الأطفال.

تروّج هذه المدرسة لأهمية خفض سقف السلطة الأبوية والعناية المفرطة، وترك المساحة للطفل لكي يحظى ببعض الاستقلالية في التعلُّم والتجربة.. فما هذا النمط التربوي، وهل "الإهمال الحميد" مفيد فعلا كما يزعم مؤيدوه؟

"الإهمال الحميد"

غالبًا ما يُساء فهم مدرسة "الإهمال الحميد" في التربية، لكن هذه المدرسة قد توفر أحيانا فوائد عديدة لنضوج الطفل. فهي تنطوي على توفير بيئة آمنة للصغار مع منحهم الحرية لاكتشاف العالم والتفاعل معه بأنفسهم لتشجيعهم على الاستقلالية.

يعتمد هذا النهج على الحد الأدنى من تدخُّل الوالدين، مما يسمح للأطفال بمواجهة المشكلات وحلها بشكل مستقل. كما يخلق بيئة يتم فيها تشجيع الأطفال على اتخاذ الخيارات بأنفسهم والمجازفة والتعلُّم من النتائج، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

يؤمن الآباء الذين يتبعون أسلوب "الإهمال الحميد" بضرورة اكتشاف الذات وأهمية النمو الشخصي من خلال التجارب. فهم يضعون إطارًا للسلامة والأخلاق العامة الذي لا يجب تجاوزه، ولكن في هذا الإطار، يكون الأطفال أحرارًا في استكشاف اهتماماتهم ومواجهة التحديات وتطوير آليات التأقلم بأنفسهم مع أي مشكلات محتملة.

تهدف هذه الطريقة إلى "إعداد الأطفال للعالم الحقيقي من خلال غرس شعور قوي بالمسؤولية والقدرة على التكيُّف منذ سن مبكرة".

بطبيعة الحال، يكمُن السر هنا في التوازن؛ إذ يحرص الآباء في هذا النهج على معرفة متى يجب التدخُّل، ومتى تسمح لطفلك باتخاذ قراراته بمفرده والتعامل مع النتائج بمفرده أيضا.

يتضمن ذلك "المتابعة من مسافة بعيدة"، والاستعداد لتقديم الدعم والتوجيه عند الضرورة، مع الثقة بقدرة الطفل على تطوير آليات لحل مشكلاته بنفسه.

وبحسب الخبراء، يتعلم الأطفال من خلال "التربية بالإهمال الحميد" قيمة الاستقلال، وتأثير اختياراتهم، وقوة أفعالهم، والمرونة مع النتائج بصورة مستقلة ومسؤولة.

جدل وتباين

بالرغم من فوائده المحتملة، يثير هذا النهج الكثير من الجدل والانتقادات.

يقول عالم النفس الأميركي بارتون غولدسميث في مقال بموقع "سيكولوجي توداي" المختص في علم النفس والصحة العقلية، إن "الإهمال لا يمكن له أن يكون حميدا أبدا، فهو مؤذ ومسيء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال".

ويلفت إلى أنه عندما يتم إهمالك كطفل، سيصبح لديك دائمًا شعور بالتهديد والقلق ممن حولك، وقد يخلق لديك ميول تعلُّق، وميلا للمعاناة من نمط الارتباط القَلِق والخوف من الهُجران في المستقبل.

في المقابل، يرى خبراء في علم النفس أيضا أن عدم السماح للأطفال بالاستكشاف والإخفاق بمفردهم يحرمهم من قدرتهم على تحمُّل مسؤولية أنفسهم وأفعالهم، والأهم من ذلك، تحمُّل النتائج أيضا.

خاصة وأن هذا الافتقار إلى امتلاك المسؤولية الذاتية يمكن أن يكون له تأثير مدمّر في شخصية الطفل، ويمكنه أن يستمر إلى أن يصبح الشخص بالغا، ويُصبح غير قادر على اتخاذ القرارات الحاسمة والحساسة.

معايير أساسية

ومع ذلك، يشدد منتهجو هذه المدرسة في التربية على سوء فهم مصطلح "الإهمال الحميد"، باعتبار أن الأمر أبعد ما يكون عن الإهمال.

وتلفت الكاتبة الأميركية الخبيرة في التربية والأمومة تريسي بيريمان إلى أنه من المهم مساعدة الأطفال على تعلُّم كيفية تحديد متى تكون المساعدة مطلوبة حقا، بدلا من نظر الأبناء إلى أحد الوالدين لحل جميع مشاكلهم وإكمال جميع المهام المطلوبة عوضا عنهم.

كما تحذّر من ميل الآباء والأمهات الجدد لهذا النهج في التعامل مع الأبناء بشكل متطرف، وذلك من أجل التنصُّل من مسؤوليات التربية بدعوى تحقيق الأهداف الشخصية، لأن ذلك من شأنه أن يخلّ بمفهوم الأسرة، ويؤثر على نضج الأبناء بصورة سوية.

ومع ضرورة الوضع في الاعتبار أن الإهمال الحميد لا يعني إهمال احتياجات الطفل؛ بل يتعلق الأمر بالتخفُّف من بعض الضغوط التي يفرضها الأبوان على الطفل، وعلى نفسيهما في اتخاذ كافة القرارات بدلا عن طفلهما.

خطوات فعّالة

التربية الجيدة تتلخص في تلبية احتياجين أساسيين لأطفالنا؛ هما الراحة، والاستكشاف. ولكن عندما نبذل الكثير من الجهد من أجل أطفالنا، فإننا نوصل لهم عن غير قصد رسالة مفادها أنهم غير قادرين على القيام بالأشياء بأنفسهم.

يقول الرئيس التنفيذي لشركة "بارنت لاب" للاستشارات في الأمومة والأبوة جوشوا إيواتا، إن "السماح للأطفال بالتغلب على التحديات، سواء كانت إحساسهم بالملل أو تعلم ربط أحذيتهم، يبني احترام الذات. نريد لأطفالنا أن يرونا كمصدر للراحة عند الحاجة، وليس كعكاز يعيق رحلتهم نحو الاكتفاء الذاتي".

إذن، كيف يمكن تطبيق التربية بـ"الإهمال الحميد" في الحياة الواقعية؟

يوضح المتخصص أنه بالنسبة للأطفال الأكبر سنًّا مثلاً، يتعلق الأمر بالابتعاد قليلاً وتوفير الفرص لهم لإدارة وقتهم وأنشطتهم، سواء كان ذلك بالسماح لهم بالسير إلى المكتبة بمفردهم لإعادة كتاب، أو مقاومة الرغبة في التحقق من واجباتهم المدرسية كل ليلة.

كذلك من المهم مقاومة الرغبة في تسلية أطفالك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وذلك بالطبع بعد بلوغهم أعمار متقدمة كفاية للتعامل بمفردهم مع رغباتهم، أي حوالي في عُمر الثالثة أو الرابعة فما فوق.

أما بالنسبة للأطفال الأصغر سنا، هذا يعني تشجيع اللعب المستقل وعنصر الاختيار. لذلك شجعهم ودعهم يرتدون ملابسهم بأنفسهم، حتى لو كان ذلك يعني ارتداء جوارب غير متطابقة قبل اللقاء العائلي.

مقالات مشابهة

  • جمعية مكتبة الأطفال العمومية باللاذقية تطلق المعرض الخامس لكتاب الطفل 2024
  • كيف يكون الطفل سعيداً وناجحاً في المدرسة؟
  • ندوة تعريفية عن أهمية المشروع القومي لمشتقات البلازما بجامعة المنصورة
  • بنك نزوى يسلط الضوء على تطورات الخدمات المالية في ندوة "مجلة أخبار الصيرفة الإسلامية"
  • هل تعزز التربية بالإهمال الحميد استقلالية الطفل أم تهدد نموه؟
  • هدى علام تشرح مراحل النوم لدى الأطفال وطرق التغلب على اضطراباته
  • عقوبة يسنها القانون على تصوير الأطفال المتهمين في قضايا.. تفاصيل
  • معلومة قانونية.. نشر صور الأطفال المتهمين يعرضك لغرامة تصل لـ50 ألف جنيه
  • عُمان تؤكد أهمية الشراكات الدولية لدعم التنمية
  • « مهارات التخطيط الجيد» في ندوة توعوية ضمن خطة الأنشطة الصيفية بمنطقة البحيرة الأزهرية