ماذا تعرف عن حملتي «المعلمين والصحفيين» لوقف الحرب في السودان؟
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
برزت جهود لجنة المعلمين ونقابة الصحفيين السودانيين التي تسعى لوقف الحرب، وتزامن ذلك مع توقيت حساس يواجه فيه الشعب السوداني أزمات متعددة لاسيما الانسانية
التغيير: فتح الرحمن حمودة
مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان ودخول البلاد إلى دائرة خطر المجاعة نتيجة للحرب الدائرة حاليا أطلقت العديد من الأجسام النقابية والمهنية حملات مناصرة تهدف لإنهاء الصراع ودعوة أطراف الاقتتال للدخول في عمليات تفاوض بهدف التوصل إلى سلام دائم.
من بين هذه الحملات برزت جهود لجنة المعلمين ونقابة الصحفيين السودانيين التي تسعى بكل جد لوقف الحرب في السودان، وتزامن ذلك مع توقيت حساس يواجه فيه الشعب السوداني أزمات متعددة لاسيما الانسانية التي تتطلب تضافر جهود القوى المدنية والمهنية لوضع حد لمعاناة المدنيين بإنهاء القتال.
المعلمون دعاة سلام وبناة حضارة
انطلقت حملة المعلمين السودانيين في 27 يوليو الماضي تحت شعار “المعلمون دعاة سلام وبناة حضارة” حيث تهدف الحملة الى تسليط الضوء على صوت المعلمين الرافض للحرب والمطالب بالسلام.
وتسعى الحملة لجمع اكبر عدد ممكن من الرافضين للحرب في جانب واحد بهدف الضغط على طرفي النزاع لايقافها كما تهدف الى ايصال صوت الشعب السوداني إلى المجتمعين الدولي والإقليمي وحثهم على اتخاذ مواقف أكثر جدية لوقف الحرب.
المتحدث باسم لجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر قال لـ”التغيير” ان للحملة رسائل متعددة للمتحاربين مفادها أن الشعب السوداني يرغب في السلام وأن هذه الحرب ليس لها أي شرعية ولا تترتب عليها أي نتائج مشروعة، داعيا جميع الفاعلين داخليا وخارجيا ان يدركوا ان الحرب يجب ان تتوقف اليوم وليس غدا.
وجاء في بيان الحملة أنها ستستمر حتى تحقق غايتها من خلال تنظيم فعاليات متعددة ومتنوعة، كما دعا البيان السودانيين للمشاركة الفعالة من أجل إيقاف الحرب في البلاد .
عضو المكتب التنفيذي للجنة المعلمين عمر يوسف قال لـ”التغيير” إن على جماهير الشعب السوداني ان تلعب دورا فعالا في إيقاف الحرب وذلك من خلال رفع صوتها عاليا للأطراف المتقاتلة وتوضيح موقفها منها.
وشدد على اهمية عدم السماح بسرقة صوتها والتحدث باسمها وعدم الانجرار وراء الدعوات التي تهدف إلى خلق الفتنة وإحداث انقسام حاد بين مكونات الشعب وضرورة عدم الاستجابة لهذه الدعوات.
وأوضح يوسف ان الحملة حققت انتشارا واسعا لاقى قبولا يعكس رغبات الشعب في وقف الحرب والعودة إلى التعليم، مضيفا ان دعم الحملة جاء ايضا من الأطفال الراغبين في العودة الى ديارهم و مدارسهم.
وكشف يوسف أن عدد البيانات الصحفية الداعمة للحملة تجاوز “90” بيانا من شخصيات وطنية واجسام مهنية ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية ولجان المقاومة والتجمعات النسائية وحركات الكفاح المسلح وما يزال الدعم متواصلا حتى الآن.
بينما أوضح الباقر ان ردود الافعال والترحيب الذي وجدته الحملة يظهر بوضوح في بيانات التأييد والتضامن المنشورة على صفحة اللجنة في “فيسبوك” وهذا يعد دليلا كافيا على أن الحملة تعبر عن صوت الشعب ورغبته في استعادة الحياة الطبيعية وإسكات صوت البنادق والمدافع.
وانضمت نقابات وأجسام مهنية وأحزاب لحملة “المعلمين دعاة السلام” من بينها نقابة الصحفيين السودانيين ومبادرة استعادة نقابة المهندسين ولجنة صيادلة السودان المركزية.
لا تنسوا السودان
وتحت شعار “لا تنسوا السودان” انطلقت حملة نقابة الصحفيين السودانيين في الثالث من أغسطس الجاري لتلحق بحملة المعلمين بهدف حشد الرأي العام السوداني والإقليمي والدولي ضد استمرار الحرب.
وقالت عضو سكرتارية الحملة نضال عجيب لـ” التغيير” إن الحملة لا تنفصل عن الدور الوطني للنقابة بل هي جزء أساسي من التزامنا المهني كصحفيين تجاه قضايا الوطن.
وأكدت انه تم تحذير الجميع من نشوب الحرب قبل قيامها حيث دعت النقابة الاجسام المهنية للاجتماع في 14 أبريل 2023 وحذرت الطرفين من مغبة الحرب وآثارها المدمرة.
وتسلط الحملة الضوء على فظائع الحرب وآثارها المدمرة على الشعب وتهدف الى زيادة الوعي بالازمة الانسانية بالاضافة الى ايصال معاناة الشعب الى الرأي العام العالمي وحشد الدعم الانساني اللازم للتخفيف من حدة الأزمة.
وصرح سكرتير النقابة محمد عبد العزيز لـ” التغيير” بأن هذه الحملة تهدف إلى تعزيز دور النقابة وشركائها في الدفاع عن خيار السودانيين في ثورة ديسمبر المجيدة ونشر ثقافة السلام والعدالة وإعادة بناء السودان على اسس جديدة وقوية وأن الهدف الأساسي للحملة هو إنقاذ السودان وشعبه من ويلات الحرب.
وأضاف ان الحملة ستكون لا مركزية وهي دعوة لعضوية النقابة والصحفيين والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي للمساهمة بما يرونه مناسبا لتحقيق أهداف الحملة بالإضافة إلى ذلك ستركز الحملة على تعزيز التنسيق بين الحملات الاعلامية الاخرى لتحقيق السلام.
ووجدت حملة الصحفيين بمساراتها المتعددة التي تهدف إلى بدء وفتح نقاشات عامة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والفعاليات وجدت ردود أفعال ايجابية وتفاعلا جيدا ليس فقط للصحفيين بل من جميع فئات المجتمع.
وأوضحت نضال ان احد الاهداف الرئيسية للحملة إلى جانب وقف الحرب هو توفير الدعم والمساندة للصحفيين السودانيين الذين يتعرضون للمخاطر والتهديدات أثناء ممارسة عملهم.
وبسبب الحرب تعرضت العديد من وسائل الإعلام للتعطيل مما أدى إلى هيمنة الدعاية الاعلامية لطرفي القتال مع انتشار خطاب الكراهية والاخبار المضللة.
وفي 15 أبريل 2023، اندلع قتال عنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وفي معظم أنحاء السودان، ومنذ ذلك الحين، أسفر القتال عن مئات القتلى وآلاف الجرحى والنازحين واللاجئين.
وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن 5 ملايين سوداني قد يواجهون في غضون بضعة أشهر “انعدام أمن غذائي كارثيا” بسبب الحرب الدائرة في بلادهم منذ قرابة عام.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون لمساعدات، وإن حوالي 8 ملايين شخص فروا من منازلهم، بينما تقول الولايات المتحدة إن الأطراف المتحاربة ارتكبت جرائم حرب.
وقد شهدت معظم المناطق في السودان عنفًا متواصلًا بما في ذلك حرب المدن المكثّفة وإطلاق النار والقصف والغارات الجوية.
الوسومإنهاء الحرب حرب السودان حملة المعلمين لوقف الحرب نقابة الصحفيين
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إنهاء الحرب حرب السودان حملة المعلمين لوقف الحرب نقابة الصحفيين
إقرأ أيضاً:
الحرب تحرم آلاف الطلاب السودانيين من امتحانات “الثانوية” .. تنطلق السبت المقبل في مناطق سيطرة الجيش وفي مصر
أعلنت الحكومة السودانية، التي تتخذ من مدينة بورتسودان مقراً مؤقتاً لها، عن عزمها عقد امتحانات الشهادة الثانوية، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، لأول مرة منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل (نيسان) 2023. ويجلس للامتحانات أكثر من 343 ألف طالب وطالبة، في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني (الولايات الشمالية والشرقية) ومصر، يمثلون 67 في المائة من الطلاب عموماً.
وكانت «قوات الدعم السريع» التي تسيطر على مناطق واسعة في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة ومناطق أخرى، رفضت عقد الامتحانات، ووصفت الخطوة بأنها تأتي ضمن سياسات مدروسة تهدف إلى تقسيم البلاد، وحرمان عشرات الآلاف من الطلاب في مناطق القتال. كما رفضت تشاد إقامة الامتحانات على أراضيها باعتبارهم لاجئين.
اكتمال الترتيبات
وأعلن وزير التعليم المكلف، أحمد خليفة، في مؤتمر صحافي بمدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، اكتمال الترتيبات كافة، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها تغيير المواقيت الزمنية للامتحانات، إذ تقرر عقد الجلسات في الساعة الثانية والنصف ظهراً بتوقيت البلاد، بدلاً من الثامنة صباحاً، تقديراً لظروف الطلاب الذين يجلسون في مصر وعددهم أكثر من 27 ألف طالب وطالبة في 25 مركزاً، من جملة 49 ألف طالب وطالبة يجلسون للامتحانات من خارج السودان. وقال إن الحكومة المصرية ذكرت أنها لا تستطيع عقد الامتحانات في الفترة الصباحية.
وأشار الوزير إلى أنه تم تجهيز مركزين للطوارئ في مدينتي عطبرة والدامر (شمال البلاد)، يمكن أن يلتحق بهما الطلاب قبل 24 ساعة من بداية الامتحانات. وأكد أن جميع الترتيبات الأمنية مطمئنة لعقد الامتحانات، وأضاف: «لدينا خطط بديلة في حال حدث أمر طارئ... لكن المخاوف والتهديدات قليلة».
وأوضح أيضاً أن الامتحانات ستقام في 12 ولاية نزح إليها 120724 طالباً وطالبة من الولايات غير الآمنة، رافضاً الاتهامات الموجهة لهم بأن تنظيم الامتحانات في ظل هذه الظروف يحرم آلاف الطلاب في مناطق القتال من فرصة الجلوس للامتحانات.
تشاد ترفض
وقال الوزير: «لم نظلم الطلاب في إقليم دارفور أو غيره... هناك 35 في المائة من الطلاب الممتحنين وافدون. وزاد عدد الطلاب النازحين بنسبة 100 في المائة في ولايتي القضارف ونهر النيل». وأضاف: «استطعنا تلبية رغبة 67 في المائة من الطلاب الذين سجلوا للامتحانات قبل الحرب».
وقال خليفة إن الحكومة التشادية لا تزال متمسكة بعدم إقامة امتحانات الشهادة السودانية على أراضيها، بحجة أنهم لاجئون وعليهم دراسة المنهج التشادي، ما يحرم 13 ألف طالب وطالبة، مؤكداً جاهزية الوزارة لإرسال الامتحانات حال وافقت دولة تشاد.
وكشف وزير التربية والتعليم في السودان عن إكمال الأجهزة الأمنية لكل الترتيبات الأمنية اللازمة لعقد الامتحانات، موضحاً أن هناك لجاناً أمنية على مستوى عالٍ من الخبرة والدراية أنجزت عملها بأفضل ما يكون.
وذكر أن أوراق الامتحانات تمت طباعتها داخل السودان بجودة عالية وبأجهزة حديثة ومتقدمة في وقت وجيز لم يتجاوز 15 يوماً.
وفقاً للجنة المعلمين السودانيين (نقابة مستقلة)، فإن أكثر من 60 في المائة من الطلاب المؤهلين للجلوس للامتحانات سيحرمون منها، وعلى وجه الخصوص في دارفور وكردفان الكبرى، وأجزاء من العاصمة الخرطوم والجزيرة ومناطق أخرى تعاني من انعدام الأمن.
وتشير إحصائيات منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) إلى أن استمرار الحرب منع 12 مليوناً من الطلاب السودانيين في مراحل دراسية مختلفة من مواصلة التعليم.
الشرق الأوسط: