سواليف:
2025-01-11@02:30:47 GMT

شذرات عجلونية (57)

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

#شذرات_عجلونية (57)

ألا حيّها عجلون من بُرْدَةِ الهوى              أسامرها بدرًا؛ فترسمني شمســا

الدكتور: علي منعم محمد القضاة

القراء الأعزاء؛ أسعد الله أوقاتكم بكل خير، أينما كُنتُم، وحيثما بِنتُم، نتذاكر سويًّا في شذراتي العجلونية، ففي كل شذرة منها فكرة في شأنٍ ذي شأن، ننطلق من عجلون العنب والذَّهب، عجلون الحُبِّ والعتب؛ لنطوف العالم بشذراتنا، راجيًا أن تستمتعوا بها.

مقالات ذات صلة في أسبوع الموت أصبح لكُلٍ ثأره 2024/08/06

وما ينبئك مثل خبير

سبق وأن كتبت سلسلة مقالات تتعلق بأطماع إيران في بلاد العرب؛ لنشر الوعي بخطرها الحقيقي وبيان أنها تشكل مع أعداء الإسلام؛ ثالوثاً قذراً (صادات ثلاثة) صفوية، صهيونية، صليبية لتفريغ حقدها الدفين على الإسلام والمسلمين.

وينبغي أن أشير المقصودين بها هم الفرس، المجوس، وما تبعهم من تسميات لاحقاً مثل القرامطة، الفاطميين، الصفويين، والذين يتبعونهم بغباء، وقد كان التشيع المقصود في مقالاتي؛ هو التشيع الفارسي المقيت، الذي يحقد على العرب والإسلام، وليس المقصود بها التشيع لآل البيت، أو شيعة العرب الذين تضطهدهم إيران، وتنكل بهم لأنهم يعارضون وجودها، ولا يقبلون باحتلالها لبلدانهم في كل البلدان العربية.

مصطلح الـ(صادات ثلاثة) هذا، هو مقولة لأحد أكبر أئمة الشيعة الذي انشق عنهم؛ وهو (آية الله) الشيخ حسين المؤيد؛ زوج ابنة عبد العزيز الحكيم، من أبرز قادة حزب الدعوة الإيراني في العراق؛ وهي شقيقة عمار الحكيم زعيم حزب الدعوة الإيراني في العراق حالياً، الشيخ حسين المؤيد هو الخبير بخفايا الفرس المجوس والتشيع الصفوي .

https://www.facebook.com/share/r/rNxt6miY5LDnC4G8

انحراف بوصلة أم عمى بصيرة؟

         شكلت حادثة اغتيال الشهيد بإذن الله إسماعيل هنية ومرافقه في إيران صدمة للعالم الحر، وتباينت آراء الناس حول هوية المجرم الحقيقي، ولا شك أن الخبر بالنسبة للحكومات الغربية، وللصهيونية العالمية لا يعادله فرح. يشير كثير من الناس إلى إسرائيل والصهيونية العالمية، وقد جرى اغتيال «اسماعيل هنية» بعد تحديد مكان إقامته في طهران استناداً إلى إشارات هاتفه الخلوي الذي يعمل عبر الأقمار الصناعية، و/أو هاتف مرافقه الذي استُشهد معه، رحمهما الله وتقبلها في الصالحين!

         وجهة نظري أن من لا يرى كل جرائم إيران في الدول العربية المحيطة بالأردن، إلا أنه أعمى البصيرة، وليس منحرف البوصلة، أو إنه مأجور تم شراؤه بدراهم معدودة من قبل إيران وأتباعها، بأموال المتعة، أو أموال الخمس التي يجنيها ملالي إيران ظلماً وعدواناً، “البراطيل بتحل السراويل” ويأكلونها بالباطل من عوام الشيعة الأبرياء الأوفياء لآل بيت النبوة، وخاصة من الشيعة العرب الأشراف الذين يعانون من ويلات الفرس المجوس كما يعاني إخوانهم من كل مكونات الشعبين العراقي والسوري.

ملة الكفر واحدة

         لا يمنع أن تكون إسرائيل مشاركة في الجريمة مع إيران، سواء مشاركة بالتخطيط، أو بالتنفيذ، ولا غرابة في ذلك أبداً فهما وجهان لعملة واحدة، وقد حدث التفجير داخل المبنى، بل فقط داخل الغرفة التي كان من المفترض أن يقيم فيها إسماعيل هنية، ولم يكن صاروخا موجها من الغرب، ولم تكن طائرة مسيرة، كما تناقلت الوكالات الخبر، حيث شاهدنا مقاطع فيديو لعملية الاغتيال والتفجير الذي حصل داخل المقر، والتي قيل إنها جرت بالاعتماد على قمر صناعي إسرائيلي يعتمد على نظام الرادار.

         إن من يعرف إيران ومدى إجرامها بحق الإسلام والمسلمين، ومدى كرهها للعرب والمسلمين لا يخالطه الشك أنها من كانت وراء الجريمة، التي حصلت على أرضها في مركز من مراكزها العسكرية (بيت لقدامى المحاربين)، يديره الجيش وليس شركة فندقية، وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها إسماعيل هنية رحمه الله إيران، أو قادة المقاومة ولا يكونون في أماكن محصنة، وحراسة مشددة….

صلافة إيران وغباء العربان

         بمنتهى الصلف صرح الرئيس الإيراني متحدثاً باسم الجمهورية الإيرانية اللإسلامية غير مرة، قائلاً: نحن لسنا إلا تكملة لمشروع الإمبراطورية الفارسية، ولسنا بحاجة إلى إذن منكم أيها العرب لنحتل بلادكم من جديد، ونفتخر أننا قمنا باحتلال سوريا ولبنان والعراق واليمن، وسوف يمتد توسعنا حتى القارة الهندية، ومع ذلك ينظر السذج من أبناء قومي إلى أن محاولة دخول إيران إلى بلادنا بمئات الألوف على أنها سياحة دينية، أي دين هذا، وهل رأيت أياً من أتباع الديانات الأخرى يفعل ما يفعله المجوس، بمنتهى الصلافة منهم، وقمة الغباء من عرباننا.

وقاحة ملالي إيران توازي صلافة حكامها

         يقول كبار ملالي المجوس صراحة في كل وادي، وفي كل نادي أن دينهم خليط مجوسي يهودي بوذي، وثلاثة أرباع عقيدتهم، ومذهبهم هي عقيدة سياسية، ومذهب سياسي وليس دين؛ ولهذا السبب يتم وضع الحيدري في الإقامة الجبرية وهو من كبار آيات الله لديهم، لأنه صرح بهذه المقولة. ولكن سفهاء العرب يصرون على قول إنهم مسلمون يصلون في مساجدنا، نعم أيها الـ …، إنهم يدخلون مساجدكم، لينالوا من عرض نبيكم أيها الجاهلون، وأنتم غافلون، ليسخروا من نبيكم وأنتم متغابون عن الحقيقة، تباً لمن لا يرون أكثر من أرنبة أنوفهم، ولا يتعظون بكل ما يحيط بهم، ولا يتعظون بغيرهم، رغم أن الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار؛ بل يريدون أن يكونوا هم العبر لمن خلفهم، “ابن الفار حفار”.

التاريخ حِكَمْ وعِبَرْ

يقول المثل عدو جدك ما يودك، ويقول بعض الحكماء: إن إسداء المعروف إلى الكرام يُعَقِبُ خيراً، وإلى اللئام يُعَقِبُ شراً، ومَثَلُ ذلك مَثَلُ المطر، يشرب منه الصدفُ فَيُعَقِبُ لؤلؤاً، وتشربُ منه الأفاعي فتعقبُ سماً زُعافاً، وكذلك الحالُ في المطرِ العذبِ الزلال الذي تَصبهُ السماءُ في البحارِ، إلا أن ماء البحر يبقى مالحاً أجاجاً.

حقيقتهم الغدر وطبيعتهم الغدر

الغدر والتقيا، والتلون والكذب والنفاق هي حقيقة المجتمع المجوسي الفارسي، ومن لا يرى الشمس في رابعة النهار فليعد لنفسه ويعرضها على الحق والتاريخ والدين والسيرة، ثم ليحكم على نفسه بنفسه، الإسلام هو من حطم عروشهم، وليس لهم حلم إلا إقامة إمبراطوريتهم الفارسية، ومد نفوذها في الدول العربية، وخاصة دول آسيا العربية.

قال حكيم آخر: دخلت البادية فإذا أنا بعجوز بين يديها شاة مقتولة، وإلى جانبها جرو ذئب، فقالت: أتدري ما هذا؟ فقلتُ: لا، قالت: هذا جرو ذئبٍ أخذناه صغيراً، وأدخلناه بيتنا، وربيناه، فلما كبر فعل بشاتي ما ترى؟؟!!! وأنشدت قائلةً:

         بقرتَ شويهتي وفجعتَ قومي                           وأنت لشاتنا ابنٌ ربيبُ

         غُذيتَ بدرها ونشأتَ معها                      فمن أنباك أن أباك ذيبُ

         إذا كان الطباعُ طباع سوءٍ                      فلا أدبٌ يفيد ولا أديبُ

الدكتور علي منعم القضاة

أستاذ مشارك في الصحافة والإعلام الرقمي

E-mail:dralialqudah2@gmail.com

Mob: +962 77 77 29 878

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

المصور الذي فقد عائلته ووثق الإبادة الإسرائيلية

لم يكن مصور الأناضول علي جاد الله (35 عاما)، بمنأى عن أهوال الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أفقدته عائلته ودمرت منزله، لتدفعه إلى معاناة النزوح والتشرد وسط نقص حاد في الماء والغذاء والعلاج.

وعلى مدى 15 شهرا من الحرب الضارية، حمل جاد الله عدسته ليكون شاهدا على المأساة، ناقلا معاناة أهل غزة إلى العالم.

وفي يوم الصحفيين العاملين في تركيا الموافق 10 يناير/ كانون الثاني من كل عام، يذكر جاد الله العالم بمعاناة الصحفيين في غزة، الذين لم يسلموا من الاستهداف الإسرائيلي، إذ ترتكب بحقهم أبشع الجرائم في محاولة لإسكات أصواتهم ومنعهم من نقل الحقيقة.

يجدر بالذكر أن جاد الله، فقد العديد من أفراد عائله بمن فيهم والده وأربعة من أشقائه جراء قصف إسرائيلي طال منزلهم شمال غزة يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقال جاد الله للأناضول: "غطيت عدة حروب على غزة ومارست التصوير في شتى المجالات، لكن هذه الحرب مختلفة، إنها حرب إبادة ضروس لم ترحم بشرا ولا شجرا ولا حجرا".

وأضاف: "باعتباري مصورا صحفيا في غزة، أعيش وضعا مأساويا تمارس فيه الإبادة الجماعية علينا كأفراد لنا حق في الحياة".

وتابع: "حرمنا من أبسط مقومات الحياة من مسكن وطعام وشراب، وفقدت عائلتي وأصدقائي، لا توجد كلمات تعبر عن حجم الألم الذي أشعر به".

وأردف: "حتى اليوم قتل 202 صحفي فلسطيني خلال الإبادة، ومن أصعب اللحظات لي باعتباري صحفيا أن أجد نفسي في جنازة زميل، شخص كان له حقوق كأي صحفي في العالم، لكنه حُرم منها فقط لأنه فلسطيني".

وأشار جاد الله إلى أن السترة الواقية التي تحمل كلمة "PRESS" فقدت معناها، فأصبحنا كصحفيين نواجه الإبادة بصدورنا العارية، حيث ارتدى 202 صحفي فلسطيني هذه السترة، لكنهم قتلوا على يد الاحتلال الإسرائيلي.

وعن أصعب اللحظات التي مر بها، أوضح جاد الله: "منذ اليوم الأول للإبادة، كان أصعب موقف هو قصف منزلي واستشهاد عائلتي بعد ذلك، جاءت الصعوبات واحدة تلو أخرى فقدان زملائي وأصدقائي، ونقص المياه والطعام والدواء".

وأضاف: "أمضي يومي في التصوير والبحث عن الماء والطعام".

وأعرب جاد الله عن خيبة أمله من صمت العالم تجاه ما يحدث من إبادة في غزة.

ووجه رسالة إلى صحفيي العالم: "نحن حرمنا من حقوقنا كصحفيين رسالتي لكم أن تقفوا معنا وقفة جادة ضد الجيش الإسرائيلي الذي قتلنا ومارس بحقنا الإبادة".

وأسفرت الإبادة الإسرائيلية عن مقتل 202 صحفي، وإصابة 399 آخرين، واعتقال 43، بحسب إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في تصريح للأناضول.

ووصف الثوابتة عام 2024 بأنه "الأسوأ في تاريخ الصحافة الفلسطينية والعالمية"، في ظل استمرار استهداف إسرائيل المباشر والممنهج للصحفيين الفلسطينيين، بهدف إسكات الحقيقة ومنع نقل معاناة شعبهم.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 155 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة

 

مقالات مشابهة

  • ما الذي تريده إيران من العراق؟
  • المصور الذي فقد عائلته ووثق الإبادة الإسرائيلية
  • ذكرى عبد الفتاح بركة: عالِم الأزهر الذي حمل رسالة الإسلام للعالم
  • نحن مع سوريا و فلسطين … نحن مع الله و رجال الله
  • أقوال العلماء في بيان المراد بمصرف "في سبيل الله" من مصارف الزكاة
  • عضو بالأزهر العالمي للفتوى: السمت الحسن جوهره الأخلاق وليس المظهر
  • حكم صلاة تارك الزكاة.. الإفتاء توضح
  • خالد الجندي ينتقد سيكيولوجية المتعصبين كرويا: اللاعبون يرحلون من نادٍ لآخر
  • الإسلاميون في السودان: لم تعثروا وكيف ينهضون (١-٦)
  • قريبًا.. الجزء الثاني من «رقت عيناي شوقًا» بمعرض الكتاب