بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 10 أشهر، يواصل جيش الاحتلال تصعيد عملياته العسكرية في الضفة الغربية، مركزا على مخيمات النازحين، خاصة مدينة طولكرم ومخيميها نور شمس وطولكرم، والتي كان لها نصيب الأسد من الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية خلال الشهرين الماضيين.

والسبت الماضي، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي 9 فلسطينيين في قصف جوي لمركبتين بطولكرم، أشفعهما بعملية عسكرية في المدينة، التي كان قد انسحب منها قبل أيام معدودة.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 39 شهداء في غارتين إسرائيليتين بطولكرمlist 2 of 3قتل بالجملة.. لهذه الأسباب صعّدت إسرائيل اغتيالاتها بطولكرم؟list 3 of 3اشتباكات بمخيم بلاطة والاحتلال يعتقل 10 آلاف بالضفةend of list

العملية الأخيرة تأتي ضمن سلسلة عمليات عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها بالتزامن مع بدء حربه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأدت لاستشهاد 131 فلسطينيا وإصابة العشرات واعتقال المئات، وفق أرقام رسمية فلسطينية.

بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، بدت شوارع وأزقة مخيمي طولكرم مدمرة، رغم أعمال الترميم بعد انتهاء العمليات.

عن ذلك، قال سكان محليون إن مخيمي طولكرم تحولا إلى ما يشبه كومة من الأنقاض، وكأن زلزالا ضربهما.

ولفت هؤلاء السكان إلى أن الكثير من البيوت في المخيم تضررت أو هدمت كليا، فيما تبدو الشوارع مدمرة، ويعاني السكان من انقطاعات في خدمات المياه والكهرباء وشبكات الهاتف وتعطل الصرف الصحي.

جانب من الدمار الذي ألحقه جيش الاحتلال بمخيم نور شمس بطولكرم خلال أحد اقتحاماته الكثيرة (الجزيرة) خاصرة رخوة

وعن أسباب الاقتحامات والاستهداف المتكرر من قبل الجيش الإسرائيلي لطولكرم، قال الباحث الفلسطيني رئيس مجلس إدارة جامعة خضوري في طولكرم سليمان الزهيري إن طولكرم تعد بمثابة الخاصرة الرخوة لإسرائيل.

وأوضح "تعد طولكرم ومخيماها الأقرب إلى العمق الإسرائيلي، فهي تقع بمحاذاة الجدار الفاصل مع إسرائيل، الأمر الذي جعلها دوما في حالة مقاومة".

وأضاف "من هنا بدأ الاحتلال ومستوطنوه بشيطنة طولكرم، حيث نسمع بين الحين والآخر دعوات لتحويل طولكرم إلى خراب ودمار".

وأشار الزهيري إلى أن السلطات الإسرائيلية تخشى تكرار ما حدث يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في مدن ومستوطنات إسرائيلية أخرى انطلاقا من طولكرم، لذلك تسعى تل أبيب لقتل المقاومين هناك، في محاولة منها لوأد نضال سكانها ضد الاحتلال.

وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة هجوما على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية قرب القطاع ضمن عملية أطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى" بغية إنهاء الحصار الجائر على غزة وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى.

وأشار الزهيري إلى أن الحالة النضالية العسكرية للمقاومة، التي بدأت في مخيم جنين شمالي الضفة، وانتقلت إلى طولكرم -بالتزامن مع الحرب على غزة- تصاعدت بصورة كبيرة، حيث انخرطت فيها مجموعات شبابية وجيل لا يخشى المواجهة.

واعتبر أن السكان في طولكرم تربطهم روح الوحدة، ويشكلون حاضنة شعبية للمقاومة، التي تتكاتف كافة فصائلها معا.

وتابع "شكل السكان في مخيمي نور شمس وطولكرم حاضنة شعبية للمقاومة، الأمر الذي صعب على الاحتلال التخلص منها وإنهاء الحالة النضالية هناك".

منطقة عازلة

ويفصل جدار الفصل الإسرائيلي بين طولكرم وإسرائيل، حيث تنتشر في امتداده بوابات ونقاط عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي باتت هدفا لعمليات المقاومة من حين لآخر.

وبمواجهة ذلك، كما يقول الزهيري، بدأ الاحتلال بإنشاء منطقة عازلة بين طولكرم والجدار الفاصل بعمق 400 متر في بعض الأحيان يقتطعها من أراضي المواطنين الفلسطينيين.

ولفت إلى أن الاحتلال جرف مناطق واسعة في تلك الأراضي، ويطلق النار على من يقترب منها، حيث لا يسمح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم.

وأرجع ذلك إلى محاولة إسرائيل منع أي هجوم أو تنفيذ عمليات إطلاق نار ضد مدنها ومستوطناتها القريبة من طولكرم.

وقال إن الاحتلال الإسرائيلي بات يعيش حالة خوف من تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقاومة لا تخشى المواجهة

ورغم التنكيل الإسرائيلي في طولكرم، فإن المقاومين من شتى الفصائل الفلسطينية الذين ينشطون هناك لا يخشون مواجهة الاحتلال.

وعن ذلك، قال مقاوم من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ينشط في مخيم طولكرم، إن "العمل الجهادي متواصل ما دام الاحتلال موجودا، وعندما يُقتل منا قائد يأتي من يكمل الطريق، وهذا واجب علينا".

المقاوم، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، أضاف "نعد للاحتلال كل ما يمكن من العبوات الناسفة المستخدمة في الكمائن، والقنابل اليدوية المحلية الصنع، والاشتباك المباشر مع القوات".

ورغم قلة الإمكانيات، يؤكد المقاوم "نحن ننتصر أو نستشهد، كلنا على هذا الطريق، لا تخيفنا المسيرات الإسرائيلية أو غيرها، نتربص بالعدو بين الزقاق وفي كل مكان لا يتوقعه".

وأشار إلى أن سر قوتهم تكمن في الحاضنة الشعبية في المخيمات التي تحتضنهم وتوفر لهم الملجأ.

وفي المخيم ذاته، قال مقاوم من سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي يُدعى غيث رضوان "لا يمكن لهذا الجيش أن يقتحم المخيمات دون آليات مدرعة وبغطاء جوي، ورغم ذلك فإن العبوات تنتظرهم، ونحقق إصابات مباشرة في الآليات وفي صفوف القوات".

وأضاف "يعتمد الاحتلال سياسة القصف الجوي، وضرب الحاضنة الشعبية عبر تجريف البنية التحتية والمنازل، لكنه يفشل في كل مرة ونزداد قوة".

وتابع "نمضي على قاعدة ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".

وعن استهداف طولكرم، قال رضوان إن طولكرم ومخيماتها كانت دائما شوكة في حلق الاحتلال.

وأكد أن "المقاوم لا يخشى المواجهة، فكلما ذهب شهيد أتى مكانه آخرون، وكلنا مشاريع شهداء".

والشهر الماضي، بثت كتائب القسام مقطع فيديو يوثق تنفيذ 3 عمليات إطلاق نار وتفجير ضد مركبات وحافلات إسرائيلية في محيط طولكرم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أکتوبر تشرین الأول فی طولکرم إلى أن

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم الدهيشة في الضفة الغربية

أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» خلال نبأ عاجل، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية، حيث اندلعت مواجهات مع الفلسطينيين في المنطقة.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في “سويسة” بريف القنيطرة السوريةالسعودية تدين قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق في سورياقوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف يستهدف معابر غير رسمية بين سوريا ولبنانعدد المعتقلين في الضفة الغربية

وأوضح مراسل القناة أن قوات الاحتلال اعتقلت حوالي 50 فلسطينيا في بلدة عرابة الواقعة جنوب جنين في الضفة الغربية، في إطار الحملة العسكرية المستمرة في مختلف المناطق الفلسطينية.

 العدوان الإسرائيلي

 أما فيما يخص الأوضاع في قطاع غزة، فقد كشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن أحدث أعداد الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 48 ألفا و515 شهيدًا، بالإضافة إلى إصابة 111 ألفا و941 شخصًا منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، مؤكدة أن مستشفيات غزة استقبلت في الساعات الأخيرة 12 شهيدًا و14 مصابًا آخرين.

 وحذر الدكتور هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد، في ظل استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم من قبل إسرائيل، الذي يُعد الشريان الرئيسي لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

مقالات مشابهة

  • التكفيريون.. خنجرٌ مسموم في خاصرة الأُمَّــة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم الدهيشة في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصار واقتحام طولكرم ونور شمس لليوم الـ45
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها
  • تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • رابطة العالم الإسلامي تدين قطع حكومة الاحتلال الإسرائيلي الكهرباء عن قطاع غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة مناطق شمال رام الله
  • قائد الحرس الثوري الإيراني يؤكد أن اليمن نموذج واضح للمقاومة
  • الاحتلال ينفذ عمليات هدم في قرية فرعون جنوبي طولكرم بالضفة الغربية
  • الاحتلال يهدم منشأة في طولكرم دون إنذار مسبق