تظاهر آلاف المحتجين المناهضين للعنصرية في مدن وبلدات مختلفة  بإنجلترا بعد أسبوع من أعمال الشغب والاضطرابات المناهضة للمهاجرين.

ومرت التظاهرات التي نظمت في نفس المناطق التي كانت تتوقع الشرطة أن تعرف احتجاجات مناهضة للهجرة بشكل سلمي، وفقا لشبكة "بي بي سي" التي أشارت إلى أن المتظاهرين المؤيدين للاجئين شكلوا الغالبية العظمى من الحشود المتجمعة.

وبحسب وكالة "بلومبرغ"، فقد منح هذا المشهد "بعض الراحة" لبلد عانى مؤخرا من أسوأ موجة أعمال شغب شهدها منذ ما يزيد عن عقد.

وكانت الشرطة تستعد لمزيد من أعمال العنف، واستبقت المظاهرات بنشر آلاف الضباط، لحراسة المناطق المحيطة بالمنشآت المتعلقة بالهجرة، بعد أن نشر المحرضون عبر الإنترنت رسائل تحث المؤيدين على التجمع فيها.

واندلعت المظاهرات بأنحاء مختلفة من إنجلترا بسبب معلومات مضللة على الإنترنت تفيد بأن المشتبه به في حادثة الطعن المميتة لثلاث فتيات صغيرات في ساوثبورت في 29 يوليو كان طالب لجوء مسلم، قبل أن تتحول إلى اضطرابات معادية للهجرة وعنصرية.

وكانت المساجد والفنادق التي تأوي طالبي اللجوء من بين الأماكن المستهدفة خلال الاضطرابات، حيث تم حرق بعض المتاجر ونهبها، وفقا لـ"بي بي سي".

والأربعاء، غطّى أصحاب المتاجر في الشوارع الرئيسية في جميع أنحاء إنجلترا نوافذ محلاتهم بالألواح الخشبية وأغلقوها مبكرا تحسبا لمزيد من أعمال العنف.

وأخبرت الشرطة عدد من محامي الهجرة بالعمل من المنزل بعد مشاركة قوائم بأسماء مكاتب المحامين ووكالات المشورة في مجموعات الدردشة كأهداف محتملة.

لكن لم يتم الإبلاغ سوى عن عدد قليل من الاعتقالات، خلال المساء، حيث مرت المظاهرات بسلام إلى حد كبير في أجزاء من إنجلترا.

"الرادع"

وإجمالا، تم إجراء أكثر من 400 اعتقال فيما يتعلق بأعمال الشغب التي بدأت الأسبوع الماضي. وتم توجيه الاتهام إلى أكثر من 140 شخصاً وتمت إدانة البعض والحكم عليهم بالفعل.

وبحسب بلومبرغ، فقد عملت الحكومة على تسريع اعتقالات وإدانات مثيري الشغب والأشخاص المحرضين على العنف عبر الإنترنت، مع صدور أحكام السجن الأولى في أقل من أسبوع لمحاولة خلق رادع.

وتثير المشاهد السلمية إلى حد كبير مساء الأربعاء السؤال عما إذا كانت تلك الاعتقالات والأحكام السابقة بالسجن، ورغبة الآخرين في اتخاذ موقف ضد العنف، قد أثرت على أي شخص ينوي بدء أعمال شغب جديدة، وفقا لـ"بي بي سي".

وقالت وزيرة الشرطة، ديانا جونسون، في مقابلة مع إذاعة تايم: "أنا حذرة جدا، ولكن الليلة الماضية لم نشهد مستويات الإجرام التي كان من الممكن أن نراها بعد أحداث الأيام الأخيرة".

وبحسب المصدر ذاته، سيوفر الهدوء النسبي بعض الراحة للشرطة وأيضا لرئيس الوزراء كير ستارمر، الذي تواجه إدارته التي لم يمض على تشكيلها شهر أول اختبار رئيسي لها في التعامل مع الاضطرابات.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، زارت نائبة رئيس الوزراء، أنجيلا راينر، فندق هوليداي إن إكسبريس في روثرهام، وهو فندق آخر يأوي طالبي اللجوء تعرض للهجوم من قبل المشاغبين، الأحد.

وتعهدت بأن أولئك المتورطين في أعمال الشغب سيواجهون "القانون"، وحثت الناس على "الابتعاد عنها".

وعندما سُئلت عما إذا كان لدى المتظاهرين مخاوف مشروعة بشأن الهجرة، قالت: "النزول إلى الشوارع، ورمي القذائف على الشرطة، ومهاجمة الفنادق مثل هذا ليس تظلما مشروعا. هذه ليست الطريقة التي نمارس بها السياسة في هذا البلد. ولا ينبغي لأحد أن يتغاضى عن ذلك. هذا بلطجة. هذا عنف."

ومن المتوقع أن تبقى شرطة مكافحة الشغب في حالة تأهب "للمستقبل المنظور" بما في ذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع "وما بعدها"، وفقاً لمساعد رئيس الشرطة، مارك ويليامز.

ويتم إطلاع الملك تشارلز يومياً على الاضطرابات العامة في جميع أنحاء البلاد، وفقا لقصر باكنغهام، لكن من غير المتوقع أن يقوم بأي تدخلات أو زيارات وشيكة لمناطق الاضطرابات، حسبما ذكرته "بي بي سي"..

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بی بی سی

إقرأ أيضاً:

جنوب السودان يعاني من تصاعد العنف العرقي والتوترات رغم تعهدات السلام

كشف تقرير لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن جنوب السودان لا يزال يعاني من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، غالبا بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى.

ورغم الوعود المتكررة بتحقيق السلام بعد سنوات من الحرب الأهلية الدامية، تواجه البلاد استمرار النزاعات العنيفة والتوترات العرقية المتصاعدة، مما يعكس فشلا ذريعا في تحقيق الاستقرار والعدالة.

وأكدت رئيسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ياسمين سوكا، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أن "الزعماء السياسيين في جنوب السودان يواصلون، بعد سنوات من الاستقلال، تأجيج العنف في جميع أنحاء البلاد، مما يشكل خيانة لشعبهم".

وأشارت إلى أن النخب السياسية، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، تلعب دورا مباشرا في إشعال النزاعات من أجل البقاء في السلطة، رغم تورطها في جرائم سابقة.

تصاعد العنف العرقي

وأظهر التقرير عن تصاعد أعمال العنف ذات الطابع العرقي في منطقة تامبورا خلال عام 2024، حيث ارتكبت القوات المسلحة والمليشيات جرائم خطيرة، مما أعاد إشعال التوترات التي نشأت عن صراع عام 2021.

وأشار التقرير إلى أن هذه الأعمال العنيفة تمت بتواطؤ من النخب السياسية، التي استغلت الوضع لتعزيز نفوذها.

إعلان

كذلك، لفت التقرير الأممي إلى مخاوف حقوقية بشأن قانون "الكتاب الأخضر"، الذي تم اعتماده في ولاية واراب عام 2024. ويسمح هذا القانون بتنفيذ عمليات قتل خارج نطاق القضاء في حالات الاشتباه بغارات الماشية والعنف الطائفي، مما يهدد بشرعنة الإعدامات دون محاكمة عادلة.

ووصفت اللجنة هذا القانون بأنه انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ودعت إلى إلغائه.

من جانبها، قالت سوكا إن استمرار العنف والفساد في جنوب السودان يمثل "خيانة لشعب عانى طويلا من ويلات الحرب. يجب أن تتحمل النخب السياسية المسؤولية وتعمل من أجل تحقيق السلام الحقيقي والتنمية المستدامة".

فساد مالي

وسوء الإدارة المالية وغياب الشفافية في إنفاق الموارد العامة كان من أحد المحاور الرئيسية المذكورة في التقرير، ففي سبتمبر/أيلول الماضي، وافق زعماء جنوب السودان على تمديد المرحلة الانتقالية لمدة عامين، متذرعين بقيود مالية.

ومع ذلك، كشف التقرير أن الحكومة حققت إيرادات بلغت 3.5 مليارات دولار بين سبتمبر/أيلول 2022 وأغسطس/آب 2024.

ورغم هذه الإيرادات الضخمة، تعاني المؤسسات الحيوية مثل المحاكم والمدارس والمستشفيات من نقص حاد في التمويل، بينما يُحرم الموظفون المدنيون من رواتبهم.

وأكد كارلوس كاستريسانا فرنانديز، أحد أعضاء اللجنة الأممية، أن تمويل الخدمات الأساسية ومؤسسات سيادة القانون يتطلب القضاء على الفساد، إذ إن "سرقة الثروة الوطنية تحرم المواطنين من العدالة والتعليم والرعاية الصحية".

ويخلص التقرير إلى أن الأوضاع في جنوب السودان ما زالت تتدهور، مع استمرار القادة السياسيين في خيانة ثقة شعبهم عبر إذكاء النزاعات ونهب الثروات.

وأكدت اللجنة أن تحقيق السلام الحقيقي يتطلب جهودا حازمة لمكافحة الفساد وضمان المساءلة، مشددة على أن مستقبل البلاد يعتمد على إرادة المجتمع الدولي في فرض إصلاحات جوهرية وصون حقوق الإنسان.

إعلان

ودعت اللجنة المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على حكومة جنوب السودان لتحقيق الإصلاحات الضرورية، وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

كما طالبت بوقف تمويل الجهات المتورطة في الفساد والعنف، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة والمساواة لشعب جنوب السودان.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل القبض على روان بن حسين في دبي بتهمة إثارة الشغب والسكر في مكان عام
  • دبي.. إحالة خليجية إلى محكمة الجنايات بتهمة السكر وإثارة الشغب والاعتداء على رجال الأمن
  • بيان غاضب من رابطة البريميرليغ بعد تعرض لاعب فولهام للإساءة العنصرية
  • دعوات في بريطانيا لإلغاء زيارة ترامب.. ورئيس الوزراء البريطاني يرفض
  • حدث للناجين من مجزرة حماة.. العنف يغير الجينات البشرية لأجيال
  • جنوب السودان يعاني من تصاعد العنف العرقي والتوترات رغم تعهدات السلام
  • دعوات أممية لإطلاق سراح موظفي الإغاثة المعتقلين في سجون الحوثيين
  • عدن.. دعوات لإحتجاجات للمطالبة بإقالة مدير صندوق صيانة الطرق
  • دعوات إلى وقف الحرب في أوكرانيا والتفاوض مع روسيا
  • دعوات لمقاطعة منتجات مشهورة في شهر رمضان