عربي21:
2024-09-10@02:32:16 GMT

عصفور الشمس.. رمز الجمال والحرية وطائر فلسطين الوطني

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

عصفور الشمس.. رمز الجمال والحرية وطائر فلسطين الوطني

يعكس عصفور الشمس الفلسطيني رغم صغر حجمه هوية الشعب الفلسطيني وكفاحه لإثبات هويته الوطنية والذي أصبح رمزًا وطنيًا فلسطينًا، حيث باتت فلسطين تتميز بطائرها الوطني الجميل.

تحوّل هذا الطائر إلى رمز فلسطيني اخترق كل الحدود وطار عاليا بعدما أصبح طابعا بريديا فلسطينيا، حيث وظف قدرته على خلق الرمز لخدمة القضية الفلسطينية، ليؤكد حضور فلسطين ومصداقية الرواية الفلسطينية أمام حجم التزييف الذي تواجهه من الآلة الإعلامية الإسرائيلية ومناصريها في المجتمع الأوروبي ليبقى هذا الطائر مغردا في أجواء أوروبا.



وفي خطوة لتحدي الممارسات الإسرائيلية تجاه هذا الطائر الفلسطيني، أصدر مجلس الوزراء الفلسطيني قرارا في سنة 2015 باعتماد يوم الخامس من آذار/ مارس من كل عام يوما وطنيا للبيئة الفلسطينية، واعتبار عصفور الشمس الفلسطيني طائرا وطنيا لفلسطين.

وقال الكاتب والباحث ناهـض زقـوت لـ "عربي21": "تعتبر الطيور وكل الأشكال المرتبطة بالبيئة المحلية لدى أي مجتمع ما، جزءا من ثقافة الإنسان الشعبية والوطنية، وتعبر عن سلوكه الاجتماعي المرتبط بالعادات والتقاليد والممارسات والأشكال التعبيرية كالفن والغناء مثلا".


                                             ناهض زقوت.. كاتب وباحث فلسطيني

وأضاف: "منذ آلاف السنين استخدم المجتمع الإنساني الطيور كدلالات رمزية مرتبطة بالأساطير والديانات في العديد من الثقافات الشعبية القديمة، مثلا في مصر القديمة كان طائر الدويري يحمل دلالة الجنس والشهوة. كما تعطي الطيور مؤشرات بيولوجية على صحة البيئة وتغير المناخ وقدوم فصل الربيع".

وتابع: "لم تكن فلسطين بعيدة عن كل هذه الدلالات الرمزية المرتبطة بالبيئة من زهور وأشجار ونباتات وطيور، لما تحمله من أبعاد ذات صلة بالهوية الوطنية، وترسيخ وجود الشعب الفلسطيني على هذه الأرض، لما عبر عنه من اهتمام كبير بزراعة الاشجار والنباتات والزهور، كذلك الاهتمام بالطيور والحيوانات".

وأوضح أن البيئة الفلسطينية تحتضن ما يزيد عن 500 نوع من الطيور التي تعيش في فلسطين سواء بشكل دائم أو مهاجرة.

وقال زقوت: "يعد طائر الشمس من الطيور التي أثارت الاهتمام والعناية الفلسطينية، لما يحمله من مميزات ودلالات ذات أبعاد وطنية، فهو طائر مقيم وذو أهمية كبيرة في تلقيح الأشجار والزهور، مما يعني قدرته على التخصيب وتجدد الحياة وتطورها".

وأضاف: "قد بدأ الاهتمام بهذا الطائر كطائر فلسطيني بألوانه الزاهية منذ سنة 1865 حيث تم تسجيله باسم (تمير فلسطين) أو (طائر الشمس الفلسطيني) من قبل المجلس العالمي لحماية الطيور.

وشدد على أن الفلسطيني بات لا يستطيع أن يستغني عن رمزية هذا الطائر لما يمثله من حرية ومقاومة وتحدي للعنصرية الاسرائيلية.

وقال: "ولكل هذه الصفات والمميزات والدلالات المعبرة عن ارتباط طائر الشمس بالأرض، التي يتشكل منها ويعبر عن هويتها ومكوناتها الحضارية والثقافية، وارتباط اسمه بفلسطين. بدأت الدوائر والمؤسسات الاسرائيلية بالعمل على تهويده وطمس رمزيته المرتبطة بفلسطين، وذلك من خلال تغيير اسمه أكثر من مرة فاقترحت اسم (الطائر الوردي) أو (بير إسرائيل)، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل".

وأضاف: "في خطوة لتحدي الممارسات الاسرائيلية تجاه هذا الطائر الفلسطيني، أصدر مجلس الوزراء الفلسطيني قرارا في سنة 2015 باعتماد يوم الخامس من آذار من كل سنة يوما وطنيا للبيئة الفلسطينية، واعتبار عصفور الشمس الفلسطيني طيرا وطنيا لفلسطين".

وتابع: "تأكيدا لأهمية هذا الطائر ورمزيته المرتبطة بالأرض والهوية، قام الفنان الفلسطيني خالد جرار انطلاقا من رؤية وطنية قائمة على ترسيخ الرواية الفلسطينية والحق الفلسطيني في الأرض، بالدفاع عن الانتماء الفلسطيني لطائر الشمس، وجعله رمزا فلسطينيا يطوف العالم من خلال الطوابع البريدية والاختام الرسمية".

واعتبر زقوت أن طوابع البريد والاختام الرسمية على جوازات السفر تعد رموزا سياديا للدول، وتحمل ثقافة الدولة ومكونات هويتها وعناصر ذاكرتها، كما تمثل تراثها المادي والمعنوي الذي تعرف به خارج حدودها.

وقال: "انطلاقا من هذه الرؤية بدأ الفنان الفلسطيني خالد جرار في رسم طائر الشمس على طوابع بريدية، وتنقل بين عدة دول اوروبية ينقب في قوانينها بهدف البحث عن اعتراف دولي بهذا الطابع البريدي، حتى وصل إلى ألمانيا وبلجيكا وهناك روج لنحو ثلاثين ألف طابع بريدي باسم دولة فلسطين، وتم اعتماده في دولتي ألمانيا وبلجيكا، لأن قانونهما يسمح للأفراد بابتكار طوابعهم البريدية واعتمادها في المراسلات الرسمية".

ومن جهته أكد د.غسان الشامي، أستاذ الإعلام في الجامعات الفلسطينية أن عصفور الشمس يتميز بحجمه الصغير جدا، بل هو أصغر طائر فلسطيني، وهو جزء من عائلة كبيرة تنتشر في أجزاء من الوطن العربي وافريقيا، وينتمي إلى فصيلة التمريات.



وقال الشامي لـ "عربي21": "يتغذى عصفور الشمس على الحشرات ورحيق الأزهار، ويساعده منقاره الملتو للأسفل (معكوف) على استخراج طعامه. ويبني عشه على شكل محفظة نسائية من أعشاب وبقايا نباتات يربطها بخيوط من بيت العنكبوت".

وأضاف: "أشد ما يتميز به هذا الطائر ألوان ريشه الزاهية المبهجة الجميلة، فنجد لون الذكر منه يختلف عن لون الأنثى. يميل لون الذكر إلى الأزرق أو الأخضر اللامع، أما أنثاه فلونها البني الرمادي".

ويصدح عصفور الشمس بأغاني ذات نغمات مرتفعة بحسب الشامي فهو ينتمي إلى فئة الطيور الطنانة، وقد وجد الباحثون أن لعصفور الشمس لهجات متعددة، مرتبطة بالبيئة الجغرافية المقيم فيها، فأغانيه في المدينة تختلف عن القرية، حتى بين الاحياء المختلفة في المدينة نفسها.

وأشار إلى تعدد الاماكن التي يتواجد فيها طائر الشمس، بحيث يمكن العثور عليه في المدن والقرى. وتعد منطقة وادي عربة من أكثر الاماكن التي يتواجد فيها حيث تكثر أشجار الأكاسيا ذات الزهور الحمراء الكبيرة المليئة بالرحيق التي ينجذب إليها هذا الطائر، ويستمتع برحيق الأزهار، ويساهم في تلقيح الزهرات.

وقال الشامي: "هذا الاسم (عصفور الشمس) لم يأت اعتباطا بل ثمة دلالات تحملها الشمس تعبر عن وجود هذا الطائر ودلالته. تحمل الشمس مكانة وأهمية كبيرة منذ فجر التاريخ وتكوين الأرض، فالشمس هي مصدر الطاقة الأساسي حيث توفر الحرارة والضوء للأرض".

 وأضاف: "كانت الشمس في الأساطير القديمة مصدر عبادة، وشكلا من أشكال التنجيم، والارتباط بالميلاد والحياة. وللشمس فوائد صحية جمة، وهذه حقيقة علمية ثابتة، لكن ما هو غير معروف للكثيرين أن ضوء الشمس يجلب السعادة النفسية، وعلى العكس من ذلك يتسبب احتجاب الشمس بالكآبة والإحباط والخمول. كما تتميز أشعة الشمس بالتمازج بين الألوان من الأحمر إلى البنفسجي وصولا إلى تشكل قوس قزح، كما يعكسها النظر الى هذا الطائر الجميل".

ومن جهته أكد محمد الشعيبي المصور المختص تصور البيئة الفلسطينية على أن عصفور الشمس الفلسطيني هو رمز الجمال والحرية وطائر وطني فلسطيني فريد من نوعه.


                                      محمد الشعيبي.. مصور فلسطيني

وقال الشعيبي لـ "عربي21": "عصفور الشمس الفلسطيني، المعروف أيضًا باسم التمير الفلسطيني، واسمه العلمي Nectarinia osea.  يتميز هذا الطائر الجميل بريشه الملون، وسرعته الفائقة، وحجمه الصغير".

 وأضاف: "يتواجد عصفور الشمس الفلسطيني في مختلف مناطق فلسطين، من الجبال الشمالية إلى صحراء النقب، ويشكل جزءًا هامًا من التنوع البيولوجي الغني لفلسطين".

وعن رمزية عصفور الشمس الفلسطيني أكد الشعيبي انه تم اختيار عصفور الشمس الفلسطيني ليكون رمزًا وطنيًا لفلسطين لعدة أسباب: جماله: يتميز بريشه بألوانه الزاهية، مما يجعله رمزًا للجمال والحيوية. انتشاره: يتواجد عصفور الشمس الفلسطيني في جميع أنحاء فلسطين، مما يجعله رمزًا للوحدة الوطنية. صموده: على الرغم من التحديات التي تواجهها البيئة الفلسطينية، إلا أن عصفور الشمس الفلسطيني لا يزال موجودًا، مما يجعله رمزًا للصمود والأمل.

وأوضح أن حجم عصفور الشمس الفلسطيني يتراوح طوله ما بين 8 و 12 سم، ووزنه ما بين 6 و 8 جرام.

ويتغذى عصفور الشمس الفلسطيني بحسب المصور البيئي على رحيق الأزهار والحشرات الصغيرة، مشيرا إلى أن هذا الطائر يتميز بقدرته على الطيران السريع والتحليق في الهواء.

وحذر من أن عصفور الشمس الفلسطيني يواجه العديد من التحديات، مثل فقدان الموائل الطبيعية واستخدام المبيدات الحشرية، مطالبا اتخاذ خطوات لحماية هذا الطائر الجميل، مثل: زراعة المزيد من الأشجار والنباتات، وتوفر هذه الموائل الطبيعية مأوى وغذاءً لعصفور الشمس الفلسطيني، وتقليل استخدام المبيدات الحشرية التي يمكن أن تضر بعصفور الشمس الفلسطيني وبغيره من الحيوانات، ونشر الوعي حول أهمية حماية عصفور الشمس الفلسطيني، ونشر الوعي حول أهمية هذا الطائر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير عصفور الشمس الفلسطيني هوية فلسطين هوية خصائص عصفور الشمس تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا الطائر

إقرأ أيضاً:

كائنات بحرية وجبال من الزمرد.. محمية وادى الجمال تحفة طبيعية تتألق بسحرها

 محمية وادي الجمال هي محمية صحارى تقع جنوب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر في مصر وتبلغ مساحتها الإجمالية 7450 كم².

 وتضم قطاعاً من ساحل البحر الأحمر طوله 60 كم، وعرضه 60 كم، منها 50 كم في جبال الصحراء الشرقية، و العشرة كيلومترات الباقية في البحر الأحمر.

تتألف محمية وادي الجمال من عناصر بيئية متعددة أهمها حوض وادي الجمال، وهو أحد أكبر وأغنى أودية الصحراء الشرقية بالكائنات الحية، وتحتوي على جبل حماطة أحد أعلى جبال الصحراء الشرقية، ويأوي تنوعاً أحيائياً كبيراً.

وتحتوي على أحراش المانجروف (الشورى)، تمتد على طول أجزاء من سواحل المنطقة، وتوجد الشعاب المرجانية على طول الشاطئ، أو توجد كجزر مغمورة في وسط البحر، ولا تزال تحتفظ بطبيعتها البكر.

محمية وادي الجمال تضم الحشائش البحرية ولها أهمية خاصة لبعض الكائنات النادرة؛ ولتكاثر الأسماك أيضاً، تتميز الشواطئ البحرية في عدة جزر تتكاثر بها الطيور والسلاحف البحرية، فضلاًا عن الشواطئ الرملية التي تتميز بكثرة السلاحف البحرية عليها.
التنوع الأحيائي: يتمثل في تعدد النظم البيئية وما بها من كائنات أحيائية سواء كانت برية أو بحرية.

وتتميز الملامح الطبيعية والمعالم الجيولوجية: تمثلها تراكيب جيولوجية ومناظر ذات قيمة جمالية، وتم إعلان منطقة وادي الجمال ، التي يعني اسمها “وادي الجمال” ، محمية طبيعية ( حديقة وطنية ) في عام 2003 ، وذلك من أجل الحفاظ على نظام إيكولوجي أرضي وعالمي رائع، غني بالمناظر الطبيعية والنباتية والحياة البرية، ويشمل العديد من المواقع الأثرية ذات الأهمية الكبرى. وفي جبال المحمية، يمكنك أن تستمع باستكشاف مناجم الزمرد الشهيرة للفراعنة والتي تعتبر المناجم الأقدم في العالم، والاكتشاف الوحيد المعروف قبل المناجم في العصر الحديث.
وتعتبر محمية وادي الجمال، التي لا تزال غير معروفة نسبياً، موطناً لمجتمع مهم من أبناء البدو، الذين يحاولون الحفاظ على تقاليدهم القديمة. 

وتزخر المحمية بمجموعة متنوعة من المواقع ذات الأهمية السياحية الكبيرة، ومنها الشواطئ الرملية، و البيئة البحرية الزاخرة بالشعاب المرجانية الفريدة في جمالها.
 كما تتميز المحمية بالطبيعة الصخرية في الجزء الغربي منها ، في حين تصبح ذات طبيعة رملية مع اقترابها من الساحل والذي يتمتع بشواطئ طويلة مناسبة للسباحة. 

نمت في مناطق عديدة على الساحل، أشجار المانجروف (النباتات التي يطلق عليها اسم Avicenia marina) والتي تشكل نظام بيئي فريد من البحر الأحمر. وخصوصية أشجار المانجروف هي أنها تقوم بتصفية مياه البحر ثم طرد الملح من خلال أوراقها كما أنها مهمة جدًا كمناطق ملائمة كحاضانات للعديد من أنواع أسماك، لأنواع عديدة من الطيور، فضلاً عن توفير الاستقرار الميكانيكي للتربة وبالتالي حماية الساحل من التآكل البحري. 

 كما أن جذور المانجروف بمثابة موطن لكثير من اللافقاريات، ولا سيما العديد من القشريات، من بينها السلطعونات ذوي المخالب المتطورة والذين يحفرون جحورهم في الرمال والتي يلجأون إليها عند أصغر علامة خطر، والمناطق التي تكثر فيها أشجار المانجروف هي جزيرة وادي الجمال ومناطق قلعان وحماطة، ومع ذلك ليست أشجار المانجروف هي النباتات الوحيدة التي تنمو في المنطقة الساحلية

ويوجد مناطق مختلفة يمكن للمرء أن يلاحظ العديد من الشجيرات التي تشكل جذورها كثبان ساحلية صغيرة، مثل أشجار التماريكس، قصب الأهوار، ونخيل التمر.

محمية وادى الجمالمحمية وادى الجمال 

 

مقالات مشابهة

  • بينها منتخبنا الوطني اليمني ...فيفا يُعلن المنتخبات التي فشلت في التأهل لكأس العالم 2026
  • القُبح الوهمي
  • العمل الوطني: اليوم بداية العام الدراسي في فلسطين.. والمدارس تحولت لمراكز إيواء
  • «العمل الوطني الفلسطيني»: ما تبقى من مدارس غزة تحول إلى مراكز إيواء النازحين
  • تحضير طاجن لسان عصفور بخطوات بسيطة ولذيذة
  • المجلس الوطني الفلسطيني يُدين تصريحات كاتس بتفكيك السلطة
  • العمل الوطني الفلسطيني: تؤكد ضرورة توحيد الصف لمواجهة العنجهية الإسرائيلية
  • الحضارة المصرية تأسر قلوب ملكات جمال العالم | صور
  • كائنات بحرية وجبال من الزمرد.. محمية وادى الجمال تحفة طبيعية تتألق بسحرها
  • 2.5 مليون درهم حصاد «مزاد الهجن» في «الصيد والفروسية»