كوراث السيول بوابة ربح حوثية للاستحواذ على المساعدات
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
تضيف الأضرار الكبيرة التي خلفتها سيول الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدة محافظات يمنية خلال الأيام الماضية، مزيداً من المعاناة لحياة المواطنين، خصوصاً النازحين، لما خلفته من خسائر بشرية ومادية وتدمير للممتلكات العامة والخاصة.
ما يزيد أوجاع المتضررين من كوارث السيول هو التجاهل والإهمال المتعمد من قبل سلطات الميليشيات الحوثية والتي تسعى إلى استغلال هذه المعاناة للاستحواذ على أموال المساعدات الإغاثية المقدمة من منظمات وهيئات دولية وأممية لصالح المتضررين من كوارث تغيرات المناخ.
وسارعت الميليشيات الحوثية عبر ما يسمى "المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية" إلى عقد اجتماع عاجل مع المنسق المقيم للأمم المتحدة- منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جوليان هارنيس في صنعاء، تحت غطاء "تدارس التدخلات العاجلة لمواجهة أضرار السيول في المحافظات المتضررة بالحديدة".
>> ذراع إيران تبدأ المتاجرة بنكبة ومعاناة أبناء الحديدة
وبحسب تصريحات القيادي الحوثي المعين كرئيس لهذا المجلس، إبراهيم الحملي، دعا المنظمات الأممية والمحلية إلى التدخل العاجل عبر المجلس، لمواجهة تداعيات وأضرار كارثة السيول التي ضربت الحديدة ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرتهم. كما طالب القيادي الحوثي من المسؤول الأممي بتوفير التدخلات العاجلة من مساعدات غذائية وإيوائية ونقدية وتعزيز قدرات الدفاع المدني على الاستجابة.
وقال القيادي الحوثي إن اللجوء للمنظمات سببه عجز سلطتهم على مواجهة الكارثة التي حلت في تهامة إثر السيول التي جرفت المنازل وتسببت في أضرار بشرية ومادية كبيرة.
يشير مراقبون إلى ازدواجية التعامل الحوثي مع المنظمات الدولية والأممية في مناطق سيطرتها، في الوقت الذي تدعي الميليشيات استغناءها التام عن المنظمات من خلال اختطاف موظفيها وإغلاق مقراتها وعرقلة مشاريعها الإنسانية والإغاثية، تجدها في أوقات الكوارث تبحث عن أموال تلك المنظمات باسم المتضررين والمحتاجين تحت خانة "المساعدات الإنسانية" التي تصفها في إعلامها بأنها مشاريع تجسسية لصالح أميركيا وإسرائيل.
وقدمت السلطات الحوثية إحصائية أولية بشأن الأضرار التي لحقت بتهامة خلال اليومين الماضيين جراء الأمطار الغزيرة التي تحولت لسيول وفيضانات. وبحسب تصريحات لجنة الطوارئ التي شكلتها الميليشيات في محافظة الحديدة بلغ عدد المتوفين جراء هذه الكارثة نحو 30 شخصا و5 مفقودين، كما تسببت السيول في نزوح الأهالي من نحو 500 منزل إلى جانب نفوق المواشي وتدمير المنازل وجرف الأراضي الزارعية، وفقاً لما نشرته وكالة "سبأ" الحوثية.
وادعت اللجنة التي عقدت اجتماعها في الحديدة أن فرقها باشرت أعمال فتح الطرقات وإيواء الأسر المتضررة من السيول، في حين بدأت الفرق الميدانية رفع المخلفات من الطرق المتضررة وعمل معالجات لقنوات تصريف السيول وفتح الانسدادات وتنفيذ التدابير لتذليل حركة مرور المركبات في مدينة الحديدة والمديريات المتضررة. إلا أن هذه التصريحات والأرقام لقيت تشكيكا كبيرا من قبل النشطاء المحليين في الحديدة. مرجحين عدم وجود إحصائيات فعلية، لعدم اكتراث الانقلابيين الحوثيين بمعاناة السكان إلا من حيث الحصول على مساعدات إغاثية للاستيلاء عليها، خصوصاً أن الكيانات الحوثية التي تصدر الإحصائيات أعلنت صراحة عن حاجتها للمساعدات من أجل التعامل مع تلك الأضرار.
وبحسب مصادر إغاثية في الحديدة، فإن ميليشيا الحوثي تمنع أية مبادرات إغاثية وإنسانية لتقديم المساعدات الطارئة للأسر المتضررة، وتشترط أن تكون الأعمال الإغاثية تحت إشراف جهاتهم المتمثلة بـ"المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، أو لجنة الطوارئ الرئاسية في الحديدة، أو هيئة الزكاة التابعة لهم". مشيرة إلى أن هذه الجهات الحوثية بدأت فعلياً بإرسال الخطابات إلى المنظمات الدولية والوكالات الإغاثية للحصول على مساعدات للمتضررين من السيول.
بحسب المصادر الإغاثية، إن المواطنين المتضررين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، يشكون من الإهمال المتعمد والتسبب في مفاقمة الآثار الكارثية للأمطار والسيول الغزيرة التي جرفت منازلهم ودمرت ممتلكاتهم وأصبحوا يعيشون في العراء. ورغم المناشدات المتكررة التي يرفعها الأهالي إلا إن السلطات الحوثية في الحديدة تتجاهلها وتكتفي بتدخلات بسيطة في مدينة الحديدة مركز المحافظة في حين أن القرى الريفية الأشد تضررا لا تزال الأسر فيها محرومة من أبسط المساعدات.
>> "إنسانية" المقاومة تغيث منكوبي تهامة المحررة وتعرض المساعدة على المحتلة
في المقابل، سارعت خلية الأعمال الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية بالمناطق المحررة في الحديدة، إلى مد يد العون والمساعدة للأسر المتضررة من جراء الأمطار والسيول. وسيرت قوافل مساعدات عاجلة لإيواء الأسر المحتاجة في عموم المديريات المحررة بالساحل الغربي، تنفيذًا لتوجيهات عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح.
وأبلغت الخلية الإنسانية بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة، والمنظمات الدولية ووكالات الإغاثة، باستعدادها التدخل لإغاثة المنكوبين بسيول الأمطار في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في محافظة الحديدة.
هذا التحرك الإنساني أكد حرص المقاومة الوطنية على المسارعة لرفع المعاناة عن المتضررين في كافة مناطق الحديدة بعيداً عن أية حسابات سياسية، كون المحافظة منكوبة بكارثة السيول.
ولقي التدخل الإنساني السريع للمقاومة الوطنية تفاعلاً وإشادة كبيرة من الأسر المتضررة التي قدمت شكرها وتقديرها للجهود الإغاثية الطارئة، وسرعة تلمس احتياجاتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها. وكذا من العاملين في المجال الإغاثي والإنساني الذين طالبوا الجهات الإغاثية في مناطق الحوثي بالنزول الميداني إلى أماكن المتضررين وتسليمهم المساعدات بشكل مباشر ودون أي جهات وسيطة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی الحدیدة
إقرأ أيضاً:
برلماني: تدفق المساعدات الإنسانية لغزة يكشف دور مصر في مساندة الفلسطينيين
قال النائب عمرو القماطي، عضو مجلس الشيوخ، إن مصر حريصة تماما على دعم الشعب الفلسطيني في مختلف الظروف، ومساعداتها تتنوع بين دعم سياسي وإنساني ومناصرة للقضية في مختلف المحافل الدولية.
لفت القماطي، في تصريح صحفي له اليوم، بتدفق مئات الشاحنات والمساعدات الى قطاع غزة بعد سريان وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها مصر إلى قطاع غزة تعكس الموقف الثابت للقيادة السياسية في دعم الشعب الفلسطيني.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، أن إرسال القوافل الإغاثية إلى غزة، يأتي في إطار الجهود المستمرة لمصر في مساعدة المتضررين من الأزمة الحالية، مع ضمان وصول المساعدات بشكل آمن إلى المحتاجين، موضحا أن ما حدث في غزة كارثة مروعة بكل المقاييس.
وأوضح عمرو القماطي، أن مصر لم تتوقف يوما سواء قبل 7 أكتوبر أو بعدها في مساندة الشعب الفلسطيني ومد يد العون له، سواء عبر التحالف الوطني للعمل الأهلي أو الهلال الأحمر المصري أو غيرها وبتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية.
وشدد نائب الجيزه، على أهمية تعزيز التعاون مع الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية لضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة، مع توفير الرعاية الطبية الطارئة للمصابين، والتنسيق مع الجهات الفلسطينية المعنية لتأمين وصول المواد الإغاثية بشكل فعال وآمن، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.
واختتم النائب عمرو القماطي، أن المساعدات المصرية تشمل مواد غذائية، أدوية، مستلزمات طبية، بالإضافة إلى توفير الوقود لتشغيل المستشفيات والمرافق الحيوية في غزة، وتتدفق في وقت حساس حيث يعاني فيه سكان القطاع من نقص حاد في الغذاء، المياه، الكهرباء، والرعاية الصحية الأساسية، وهو ما يبرز دور مصر باعتبارها الشقيقة الكبرى.