كشفت تركيا النقاب عن مشروع جديد تحت اسم "القبة الفولاذية"، يهدف إلى إنشاء نظام دفاع جوي محلي الصنع، متعدد الطبقات، يتكون من درع متعدد المنصات ومتكامل ومدعوم بالذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار مساعي أنقرة لتأمين دفاع لا يمكن اختراقه فوق المجال الجوي التركي.

جاء الإعلان في أعقاب اجتماع اللجنة التنفيذية للصناعة الدفاعية التركية بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، الثلاثاء الماضي.





ما المهم في ذلك؟
بمشروع "القبة الفولاذية"، تمضي تركيا قدما في مساعيها الرامية إلى التحول من دولة تعتمد بشكل كبير استيراد المعدات الدفاعية من الخارج، إلى دولة تتمتع بقدر جيد من القدرة على تلبية احتياجاتها المحلية في الصناعات الدفاعية.

ومنذ سنوات، تعمل تركيا على تقليل اعتمادها على الأسلحة الغربية من خلال تعزيز المبادرة المبتكرة والتقنيات المطورة محليا، الأمر الذي وضع أنقرة في مقدمة الدول المطورة للطائرات المسيرة في المنطقة، وساهم في تطوير مجموعة من المنصات الجوية والبرية والبحرية المحلية.


وبحسب صحيفة "ديلي صباح" التركية، فإن أنقرة تمكنت من خفض اعتمادها الخارجي على الدفاع من من حوالي 80 بالمئة في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، إلى نحو 20 بالمئة في الوقت الراهن.

ماذا نعرف عن "القبة الفولاذية"؟

◼ يهدف إلى تمكين أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات وجميع أجهزة الاستشعار للعمل بشكل متكامل مع بعضها البعض ضمن هيكل شبكي لإنشاء دفاع جوي مشترك.

◼ يتضمن تسليم كافة الإشعارات إلى مراكز العمليات وتقديمها إلى صناع القرار بدعم من الذكاء الاصطناعي.

◼ يضم أنظمة الدفاع الجوية التركية "سيبار" و "حصار- أو" وحصار- آه" و"كوركوت" و"سونغور" في نظام دفاعي واحد تحت اسم "القبة الفولاذية".

◼ يتميز بأربع طبقات: المدى القصير جدا، والمدى القصير، والمدى المتوسط، والمدى الطويل.

◼ تتعامل القبة مع العديد من التهديدات مثل صواريخ كروز، والطائرات المسيرة، والدرون (طائرات صغيرة دون طيار)، والمروحيات.

◼ تعمل شركات محلية على تطوير القبة، وهي شركة صناعة الإلكترونيات العسكرية "أسلسان" (ASELSAN)، وشركة صناعة الآلات والمواد الكيميائية "إم كيه إي" (MKE)، ومعهد أبحاث وتطوير الصناعات الدفاعية "توبيتاك" (SAGE)، وشركة شركة إنتاج الصواريخ الموجهة وغير الموجهة "روكستان" (ROKETSAN).

ماذا قالوا:
نائب الرئيس التركي، جودت يلماز: "بينما تستخدم تركيا كل إمكانيات الدبلوماسية من أجل الاستقرار والسلام على المستوى الإقليمي والعالمي، فإنها تسعى في الوقت ذاته للانتقال إلى موقع أقوى بكثير في مواجهة جميع أنواع التهديدات".

"صناعة الدفاع لا تضمن أمننا فحسب، بل تقلل أيضا من وارداتنا وتدعم أهدافنا في الإنتاج والتصدير عالي القيمة المضافة. في العام الماضي، بلغت صادراتنا 5.5 مليار دولار، وهذا العام، هدفنا هو 7 مليارات دولار".

رئيس صناعة الدفاع هالوك غورغون: "سنواصل بدعم من أمتنا ودولتنا، عملنا بتصميم أكبر في المستقبل، سوف ننفذ أنشطتنا باستخدام التقنيات المحلية والوطنية".

الصورة الأوسع
تسعى تركيا عبر تعزيز الصناعات الدفاعية محليا إلى الاعتماد على نفسها في هذا المجال، الذي طالما تسبب في تعرضها لضغوط خارجية. 

وسبق أن ساءت العلاقات بين أنقرة وواشنطن على خلفية استبعاد تركيا عام 2020 من برنامج مقاتلات "إف-35"، بسبب شرائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس-400".

ومؤخرا، برز اسم تركيا بقوة في صناعة الطائرات دون طيار المقاتلة، حيث تمتلك أنقرة ترسانة كبيرة من الطائرات المسيرة، وتحرص دائما على استعراض قدراتها من أجل تعزيز وجودهما في أسواق التصدير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا أردوغان تركيا أردوغان سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إليك ما نعرفه عن شقيق إيلون ماسك المعارض البارز لسياسات ترامب

سلطت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، الضوء على كيمبال ماسك، شقيق إيلون ماسك، والذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، ويعد من المعارضين البارزين لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويُعرف بدعمه للزراعة التجديدية ودفاعه عن الغذاء الحقيقي.

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن كيمبال ماسك، البالغ من العمر 52 عاماً، يبدو كبطل إحدى الروايات الأمريكية، بقبعته المثبتة بإحكام على رأسه وقميصه المنقوش، وهو يجسد نسخة عصرية من رعاة البقر، حيث يجمع بين ريادة الأعمال والأنشطة الخيرية والنشاط المجتمعي وممارسة فن الطبخ.

وكيمبال هو الشقيق الأصغر لـ إيلون ماسك (يفصله عنه 14 شهراً فقط)، وقد بقي لفترة في ظل أخيه الذي حقق شهرة واسعة كواحد من أبرز رجال الأعمال في العالم وأكثرهم ثراء.

وحسب الصحيفة، فقد بات كيمبال ماسك محط اهتمام في الفترة الحالية بسبب انتقاداته العلنية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ففي تغريدة له على حسابه في منصة إكس، كتب كيمبال تعليقا على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على دول العالم: "ترامب الرئيس الأمريكي الذي حطم الرقم القياسي في فرض ضرائب على مر عقود"، مضيفا أن هذه الرسوم ما هي إلا "ضريبة هيكلية ودائمة على المستهلك".

تتابع الصحيفة أن هذا الموقف ليس مجرد حادث عابرة، بل يأتي ضمن سلسلة من الانتقادات التي وجهها كيمبال ماسك لسياسات ترامب، لاسيما رؤيته القومية للتجارة، والتي يراها كيمبال تهديدًا اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا في آنٍ واحد.

اختلاف وتكامل
وُلد كيمبال ماسك سنة 1972 في بريتوريا بجنوب إفريقيا، ونشأ مع شقيقه إيلون في كنف عائلة من الطبقة المتوسطة العليا، بين أم تعمل عارضة أزياء وخبيرة تغذية، وأب مهندس. ومنذ صغره، أظهر كيمبال فضولًا شديدًا وحبًا للعمل، وتميّز بشخصية اجتماعية مقارنة بشقيقه الأكبر.

وتقول الصحيفة إن كيمبال اختار طريقا مختلفا عن إيلون الذي يُوصف كثيرًا بأنه انطوائي ومهووس بالتكنولوجيا والآلات، حيث نما لديه شغف مبكر بتطوير العلاقات الإنسانية، وحنين إلى عالم أكثر بساطة وإنسانية، وقد لخّص الفارق بينه وبين أخيه بعبارة لافتة: "كان إيلون في طفولته كأنه من المريخ، أما أنا فكنت من الأرض".

تضيف الصحيفة أنه على مرّ السنوات، زاد الاختلاف بين الشقيقين، رغم أنهما يؤكدان دومًا أنهما يُكملان بعضهما البعض. فبعد أن أنهيا دراستهما في جامعة كوينز في كندا، أسسا معًا شركة "زيب 2"، وهي شركة ناشئة متخصصة في برمجيات الخرائط.



لكن في سنة 1999، تم بيع الشركة لشركة كومباك مقابل 307 ملايين دولار، ما أتاح لكل منهما تمويل طموحاته الخاصة. أطلق إيلون شركة "إكس.كوم" التي تحولت لاحقا إلى "باي بال"، بينما اتّجه كيمبال نحو شغفه الحقيقي عالم الطبخ.

مبادرات اجتماعية
التحق كيمبال ماسك بمدرسة بيتر كومب لفنون الطهي في نيويورك، قبل أن يفتتح مطعمه "ذا كيتشن" في مدينة بولدر بولاية كولورادو. يرتكز مفهوم المطعم على دعم سلاسل الإمداد القصيرة وتعزيز التفاعل المجتمعي، ويرى كيمبال أن تقديم الطعام لا يقتصر على تلبية حاجيات رواد المطعم، بل يمكن أن يلعب دورًا تعليميًا.

وفي سنة 2011، أطلق مشروع "ليرنينغ غاردنز"، وهو شبكة من الحدائق التعليمية داخل المدارس، تهدف إلى تعليم الأطفال أصول الزراعة والتغذية الصحية. وفي وقت لاحق، أسس شركة "سكوير روتس"، وهي مبادرة للزراعة الحضرية داخل حاويات شحن بحرية.

وترى الصحيفة أن هذه المشاريع تنبع من رؤى ذات طابع مثالي، لكنها تعكس أيضًا رغبة حقيقية في تحدي نموذج الزراعة الصناعية الأمريكية، التي يعتبرها كيمبال ماسك ضارة بالصحة وملوثة للبيئة، وقد صرّح سنة 2015 مؤكدًا هذه القناعة الراسخة: "الغذاء الحقيقي هو حق أساسي. وكل وجبة هي فعل سياسي".

لكن رسائله المثالية وخطابه المناصر للمساواة لم يجعله بعيدا عن انتقادات بعض المراقبين الذين أشاروا إلى التناقضات بين ما يروّج له وبين ثروته كمليونير، حيث يرى منتقدوه أن وراء الشعارات البراقة والمبادرات التربوية، هناك مستثمر محنّك محاط بفريق علاقات عامة محترف يستثمر في صورته أمام الجمهور.



في هذا الصدد، يقول أحد الصحفيين الأمريكيين المختصين بريادة الأعمال الاجتماعية: "خلف مظهر راعي البقر المحب للبيئة، يبقى كيمبال ماسك مستثمرًا مغامرا تقليديًا يمارس الزراعة العضوية كما يمارس البعض تجارة العقارات".

مواقف سياسية غير ثابتة
على المستوى السياسي، يبرز كيمبال ماسك كوجه مغاير تمامًا لشقيقه، ففي حين يدعم إيلون الحزب الجمهوري، يُعلن كيمبال بكل وضوح انتمائه للديمقراطيين، وقد دعم هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية سنة 2016، ثم ساند جو بايدن في حملة 2020.

وفي إحدى المواجهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي الحالي، عبّر كيمبال عن استيائه بلهجة لاذعة قائلًا: "الجمهوريون يؤيدون ارتفاع الأسعار"، مضيفا: "التضخم يطال الجميع، لكنه يُثقل كاهل الفئات المحرومة أكثر من غيرها".

وتؤكد الصحيفة أن خطابه السياسي لا يتسم بالثبات رغم نبرته النقدية، فعقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تجميد بعض الرسوم الجمركية مؤقتا لمدة 90 يوما، لم يتردد كيمبال في توجيه الشكر العلني له عبر حسابه على منصة اكس، قائلًا: "باسم جميع الأمريكيين والعالم بأسره شكرًا للرئيس ترامب على هذا التجميد لمدة 90 يومًا. الهدف هو التوصّل إلى نتيجة تفاوضية سليمة تضعنا جميعًا على طريق النجاح".

وفي حين اعتبر البعض أن تغير الموقف سببه توبيخ من شقيقه إيلون ماسك، وصف آخرون هذا التغير بالتحول الاستراتيجيً المدفوع بالانتهازية السياسية.

رؤيتان للمستقبل
أوضحت الصحيفة أن كيمبال ماسك يحظى باحترام ملحوظ داخل دوائر الابتكار الاجتماعي في الولايات المتحدة، بيد أن شهرته على المستوى الدولي لا تزال محدودة.

وأضافت أن أوروبا ولا سيما ألمانيا وهولندا تتابع مشاريعه المبتكرة في مجال الزراعة الحضرية، وفي المقابل تصفه بعض المنظمات غير الحكومية في جنوب إفريقيا بـ"رائد الأعمال المنسلخ عن جذوره"، حيث أنه يتحدث عن الزراعة المستدامة من دون أن يتطرق للتحديات الزراعية في القارة التي ينحدر منها.

وترى الصحيفة أن الرؤى المستقبلية المختلفة بين الشقيقين تعكس إيمانًا مشتركًا بالتقدّم، مضيفة أن العلاقة بينهما تتسم بالاستقرار، إذ لا يزال كيمبال يشغل مقعدًا في مجلس إدارة شركة تسلا، وهو ما أثار انتقادات تتعلق بإمكانية تعارض المصالح. وفي سنة 2022، طعن بعض المساهمين في استمرار وجوده داخل المجلس، مشيرين إلى أنه لا يمكن أن يشكل قوة مضادة لشقيقه، حيث يُعبّر عن دعمه العلني له رغم اختلاف الأيديولوجيات.

وعلى الصعيد الشخصي، فإن كيمبال متزوج من كريستيانا وايلي، ابنة ملياردير من تكساس، وهو ارتباط عزّز من مكانته في أوساط النخبة البيئية والمالية، لكنه زاد في الآن ذاته من الانتقادات بشأن امتيازاته الطبقية، وفقا للصحيفة.

مقالات مشابهة

  • أحمد ياسر يكتب: مثلث التوترات (إسرائيل - سوريا - تركيا)
  • تركيا: اتفقنا مع سوريا على إنشاء مركز عمليات مشترك
  • «ساب».. ابتكارات كبيرة للحلول الدفاعية بمستوى عالمي
  • وزير الدفاع عرض مع اليكو برامج دعم الجيش والتقى سفير تركيا
  • محلية النواب تكشف سبب إغلاق محلات بلبن: مخالفات بـ 135 مليون جنيه
  • بالأرقام .. أوكرانيا تكشف خسائر الجيش الروسي منذ بداية الحرب
  • هل يجب أن أكون مؤدبا مع ChatGPT؟.. نخبرك ما نعرفه عمّا يترتب على ذلك
  • أفضل الأعمال التي تقدمها لشخص عزيز توفى.. دينا أبو الخير تكشف عنها
  • إليك ما نعرفه عن شقيق إيلون ماسك المعارض البارز لسياسات ترامب
  • تويوتا تكشف النقاب عن ياريس GR موديل 2026