الشيعة والمقاومة الإسلامية.. وتشغيبات لا تنتهي!!
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
يبدو أنه أصبح أمرا لازما في الحديث، كلما تم ذكر الشيعة، والمقاومة الفلسطينية الإسلامية، أن تثار نفس الكلمات، ونفس الاتهامات، ونفس الرؤى والتوجهات، دون مراعاة لسياق، أو أحداث، أو ما يستدعيه الموقف، ومهما أتت التوضيحات والردود، تظل التوجهات لا تراوح موضعها، وكأن الحياة لا تتحرك، وكأن الأحداث والمواقف لا يحدث من جرائها أي حراك أو تطور في المواقف أو الأفهام.
ومن آخر هذه المواقف: وقت استشهاد إسماعيل هنية، فكانت فرصة اغتنمها أصحاب توجه ورأي معين ـ نحترمه ونقدره في إطاره بلا شك ـ لطرح الموضوع، وبدل أن يحصر الحديث في وفاة الرجل بهذه الطريقة المجرمة، يتحول النقاش لمساحات أخرى تبتعد كثيرا عن جوهر الموضوع، ومهما كانت الذريعة التي يرفعها من أثاروا النقاش، فهي ذريعة زائدة عن الحد المعقول، وغير مناسبة تماما للحديث، أو السياق.
فراح البعض يناقش قضية الصلاة عليه في إيران، وكيف يصلي عليه مخالفون للرجل في المذهب، رغم أنه نقاش كان يمكن أن يؤجل لوقت آخر، وهو نفس ما يحدث في مواقف مماثلة، نترك جريمة الاحتلال ونمسك بقضايا فرعية، وتحتمل التأجيل، كما حدث من قبل مع وفاة الإعلامية شيرين أبو عاقلة، تركت جريمة قتل صحفية، وسيدة، وراح النقاش حول ديانتها، وهي معارك تفتعل مع كل قضية مهمة، تحت ذريعة الحفاظ على العقيدة.
فبعض من أثاروا الموضوع، في علاقة الشيعة بالمقاومة، ومن مارس دور التركيز والتنبيه على ضرورة النقاء العقدي، فظلوا يرددون أنهم كثيرا ما نصحوا المقاومة بقطع علاقتهم مع إيران وحلفائها، لأنه لا يمكن أن يأتي الخير من قوم تختلف عقيدتهم عن عقيدتك، وتصورهم عن تصورك، كما يلح المعترضون، وكان منهم أشخاص صمتوا تماما عندما تقاربت حكوماتهم من الشيعة، ولم ينبسوا ببنت شفة.
في مصر هاجم برهامي هذا التوجه، تعليقا منه على استشهاد هنية، بينما لم ينبس ببنت شفة لا هو ولا المداخلة في السعودية أو مصر، عندما تقاربت السعودية مع إيران الشيعية، بوساطة من الصين الشيوعية، وعندما تقارب السيسي مع طائفة (البهرة) الشيعية، وقبل منهم تبرعا، ومساهمات في تطوير مساجد آل البيت في مصر، لم نجد أي اعتراض، أو نصح من هذه الجهات التي ما تركت أي فرصة للهجوم على حماس، في علاقتها بالشيعة.
بعض من أثاروا الموضوع، في علاقة الشيعة بالمقاومة، ومن مارس دور التركيز والتنبيه على ضرورة النقاء العقدي، فظلوا يرددون أنهم كثيرا ما نصحوا المقاومة بقطع علاقتهم مع إيران وحلفائها، لأنه لا يمكن أن يأتي الخير من قوم تختلف عقيدتهم عن عقيدتك، وتصورهم عن تصورك، كما يلح المعترضون، وكان منهم أشخاص صمتوا تماما عندما تقاربت حكوماتهم من الشيعة، ولم ينبسوا ببنت شفة.وعلى مستوى الإخوة السوريين رأينا بعضا من هذه الممارسات أيضا، مع كل من مارس لونا من العمل السياسي، أو الدبلوماسية السياسية مع إيران، منذ بضع أسابيع عندما توفي الرئيس الإيراني، وكتب الإخوان المسلمون المصريون رسالة تعزية نشروها على الإنترنت، وقد هوجموا عليها من بعض الإخوة السوريين، وكان أحدهم حادا وشديدا في الهجوم، وكلمني أحد قيادات الإخوان يشكو من مثل هذه النبرات الحادة، قلت له: انتظر، وتمهل على هذا الأخ الكاتب، فقريبا سوف تفتح السعودية سفارة لها في سوريا بشار، وسترى صمته المطبق، وكيانات أخرى إسلامية، ولن تجد حرفا واحدا يكتب إنكارا لذلك، وهو ما حدث بالفعل بعد حادثة كتابة عزاء في الرئيس الإيراني بأسبوع، ولم نجد كيانا إسلاميا سوريا واحدا يستنكر، ولا الأخ الكاتب الذي سلق إخوانه المصريين بقلمه لكتابة تعزية على موقعهم!!
وأكثر ما نتعجب منه، هو ما يريده بعض المعلقين على هذه الحالة، وكأنها حالة جديدة في التاريخ الإسلامي، أو ليست لها سوابق تاريخية، يمكن أن نتعامل معها من خلالها، أو في تراثنا الإسلامي والفقهي، فهي حالة موجودة، وليست مستحدثة، وهي مسألة مركبة بالفعل، حين تجد شخصا يقترف جرما في مكان، ويؤدي واجبا في مكان آخر. وهو ما أطلق عليه القرآن قوله: (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) التوبة: 102.
فوجدنا في تاريخنا حكاما وجماعات وفصائل، قدموا الخير والشر، وفعلوا الحلال والحرام، والكبائر والفرائض، بداية من الخوارج وانتهاء بزماننا، فرأينا الحجاج حافظ القرآن ومن قسمه لأرباع وأجزاء، وغيره، ومن قتل معارضي الحاكم، ومعارضيه، ومنهم صحابة، وعلى مر التاريخ وجد هذا النموذج، فكانت كلمة التاريخ من المؤرخين المنصفين يذكرون خيره وشره.
مثل هذه التقييمات لا تؤخذ بالجملة، وبخاصة في الشخصيات والهيئات المركبة فيما تقوم به من أعمال، تخلط بين الصلاح والفساد، بل تقيم بالدور والحالة، فالميزان الذي ستوزن به أعمال الناس يوم القيامة، له كفتان، وهو نموذج للمسلم في حكمه على الناس، بأن يزنهم بالكفتين معا، لا بكفة واحدة، فلا نغفل السيئات لوجود الحسنات، ولا نغفل الحسنات لوجود السيئات، وهذا معيار عادل ومنصف.
نعم المدح المفرط الذي يقوم به البعض لإيران أو للشيعة المعاونين للمقاومة مرفوض، وينبغي أن يكون على قدر المطلوب، وعلى قدر الدور، وهو في إطار الإشادة التي لا تسقط الحقوق، ولا تسقط الحساب عما يقترفه الإنسان من اعتداء على حقوق الآخرين، فإسقاط الحقوق لا يملكه إلا صاحبها، سواء كان الصاحب هنا المولى جل وعلا، إذا كانت الحقوق متعلقة به، أو الإنسان المظلوم، وهو مرهون بعفوه، أو بأخذه حقه.
للأسف أصبحنا مضطرين في كل مناسبة أن ننوه بهذا الكلام، وإن بصيغ مختلفة، ودلائل مختلفة، لكن الحالة أصبحت متكررة، والتشغيب على الأحداث الكبار، بقضايا فرعية زاد عن حده بشكل ملحوظ، ولكن يظل واجبا علينا أن نقوم به، كلما فتح مجال للتشغيب، أو لصرف البوصلة عن جهتها الصحيحة.
[email protected]
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران المقاومة إيران مقاومة علاقات رأي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع إیران یمکن أن
إقرأ أيضاً:
«حمايا بيتحرش بي».. صرخة هدير في «بيت العائلة» تنتهي بين جدران محكمة الأسرة
عاشت هدير، ابنة محافظة الشرقية، أجمل قصة حب، تسطر في روايات العشاق، مع شاب يدعى أحمد، صاحب الثلاثين عامًا، فهو «حب الطفولة»، حسبما قامت هدير لنا بنقل الصورة.
تقول هدير إن فتى أحلامها كافح وتغرب من أجل إتمام زواجهما، وتوفير حياة كريمة لهما، لكن وقف والده كالشوك الذي حوّل حياتهما لمرار دائم، وجعل هدير تواجه مصير حطّم كل أحلامها وآمالها المبنية مع «حبيبها وشريك حياتها»، ومن شدة جبروته، استولى على كل أموال نجله المرسلة لزوجته من الخارج، فضلًا عن تعديه على حُرمة نجله في غيابه، وتحرشه بها جسديًا، فلم تجد الزوجة مفرًا أمامها سوى هدم «عش الزوجية» وتشريد طفلها الوحيد، ورفع دعوى خلع ضد زوجها.
تعرفت هدير. م، البالغة من العمر 27 عامًا، حاصلة على ليسانس آداب، على أحمد.ع، الحاصل على بكالوريوس تجارة، ووقعت في غرامه منذ زمن بعيد، معتقدة أنه عوض الله لها على الأرض، وأنها ستعيش برفقته حياة هادئة مستقرة تعمها المودة والرحمة، وينشأ بينهما أبناء صالحين بارين بوالديهما في الكبر، ولكي يوثق أحمد حبه لهدير بعقد زواج، كافح واجتهد لدرجة أنه اضطر أن يسافر إلى دبي للعمل بالخارج وأخذ عهدًا على نفسه بأن يلبي كل متطلبات حبيبته هدير.
وقبل نحو 4 سنوات، عاد أحمد من سفره، وتقدم لخطبة هدير، وكانت الفرحة لا تسعها بذلك الحين، وأخذت تهيئ نفسها للحياة التي تحلم بها برفقة «حب الطفولة»، وتمت مراسم الزواج وفقًا لعادات وتقاليد أهالي القرية، وسط فرحة عامرة من الزوجين، وانتقلت هدير للعيش في «بيت العائلة»، وأنجبا طفلهما الوحيد الذي لم يتجاوز عمره العامين.
وهناك، وبعد سفر أحمد ليستأنف عمله بالخارج، تحولت حياة هدير لكابوس أليم تعيشه يوميًا، وواجهت مصيرها المفجع، بعد اكتشافها حقيقة «حماها» الذي حاول مرارًا وتكرارًا ألا يتم زواج ابنه منها، وسط اعتقادات منه بأنها ستسلب كل ممتلكات وأموال نجله الوحيد.
سافر أحمد، واتفق مع هدير بأن يرسل لها مبلغ مالي شهريًا يقدر بنحو 6 آلاف جنيه، حتى تنفق على نفسها وعلى طفلهما، وتلبي جميع احتياجاته، وتوفر له حياة هنية، وعلم والد الزوج بقيمة المبلغ المالي، ورأى أن هدير وطفلها لا يستحقان الأموال.
ونظرًا لأن والد الزوج هو من يسحب تلك الأموال من الجهات المختصة، فقبل إعطاءها لهدير، كان يسلب منها نصف قيمتها، ويكتفي بإعطاءها 3 آلاف جنيه فقط لا غير، وبمعاتبتها إياه كان يوبخها قائلًا لها: «أنتي تحمدي ربنا إني سايبك قاعدة في بيتي وموفر عليكي فلوس إيجار شقة ومياه ونور وغاز.. ».
محكمة الأسرةوحينما اشتكت هدير لزوجها أحمد من والده، عاتبه طالبًا منه أن يعطيها المبلغ كاملًا محاولًا إقناعه لمعاملة زوجته برفق ولين، لكن لم يرضى الأب بتصرفات نجله، وحاول استعطافه حتى لا يتمرد عليه، فضلًا عن خوضه في عرض زوجته، مخبرًا إياه: «مراتك بتتكلم مع رجالة وأنت مسافر.. ».
على النقيض الآخر، لم يصدق أحمد ما لفظه والده، وحاول تهدئة هدير حتى يجعلها تتحمل العيشة برفقة أسرته، لكن وصل بـ «حماها» الحال إلى ضرب طفلها الوحيد لكثرة بكائه حينما كان يشعر بالجوع أحيانا، وهرعت هدير إلى غرفتها تحتضن طفلها بين يديها وأصوات شهقاتهما وبكائهما يهز قلوب أهالي القرية.
وبيوم أخر، شعر الطفل بحالة إعياء شديدة، فتوسلت هدير إلى والد زوجها حتى يساعدها في نقل طفلها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، لكنه رفض قائلًا لها: «مش هصرف فلوس وبنزين عشانك أنتي وابنك.. روحي مواصلات.. ».
بالرغم من كل ذلك، تحملت هدير بطش وقهر «حماها» لها، من أجل الحفاظ على «حب طفولتها»، لكن حينما وصل بها الحال إلى تحرش والد زوجها بها وتعمده ملامسة مناطق بجسدها بالتجمعات العائلية، ونظراته التي تفحص أدق مفاتن جسدها، على حد قول الزوجة.
لم تطيق هدير ذلك التصرف، واتصلت بزوجها حتى تخبره بأفعال والده، لكن أحمد لم يصدق أنه من الممكن أن يتعدى والده على عرضه في غيابه، ونشبت بينهما مشادة كلامية وصلت لحد طلب الطلاق، ورفض أحمد التخلي عن حبيبته معتقدًا أنها ستأخذ قسطًا من الراحة عند أسرتها ومن ثم تعود إلى بيتها من جديد.
بتلك المدة، حاولت أسرة هدير أن تهدئها حتى لا تهدم بيتها وتتسبب في تشريد طفلها، قائلين لها إنها سُنة الحياة، ومن عادات وتقاليد أهالي القرية، عدم طلاق بناتهن وأن تتحمل ما يجرى في منزل زوجها، وكانوا ينفقون عليها وعلى طفلها، حتى قررت هدير أن تنزل الشوارع باحثة عن فرصة عمل تجعلها لا تمد يدها لأحد، وتلبي بنفسها احتياجات طفلها، خاصة بعدما رأت طفلها على صرخة واحدة لعدم قدرتها على جلب الحليب له.
مرّت شهور، وزادت فترة خلاف هدير وأحمد، ولم يحاول الزوج أن يراضي زوجته، خاصة بعد اتهامها لوالده بتحرشه بها، وظلت هدير واقفة حائرة مصدومة في موقف حبيب طفولتها معها، وعادت شريط حياتها أمام أعينها غير مصدقة أن ذلك الشخص التي حاربت العالم من أجل إتمام زواجهما، فهو غير واثقٍ بما تلفظه، ولم يقف بجوارها ويحميها من بطش وقهر أسرته.
المستشارة نهى الجنديقررت هدير اللجوء إلى ساحات محكمة الأسرة، لتحتمي بعدالة القضاء المصري، وتوجهت إلى المحامية نهى الجندي، المتخصصة بقضايا محكمة الأسرة، وروت لها مأساتها، والتي بدورها قامت برفع دعوى خلع ضد زوجها.
اقرأ أيضاًتاجروا في المخدرات والأسلحة.. الجنايات تعاقب 7 متهمين بالسجن المؤبد وغرامة 500 ألف جنيه
«سحر» مؤمن زكريا وخطف الفتيات لسرقة أعضائهن.. أبرز 10 شائعات رصدتها «الداخلية» في 2024