عربي21:
2024-11-24@11:16:00 GMT

الشيعة والمقاومة الإسلامية.. وتشغيبات لا تنتهي!!

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

يبدو أنه أصبح أمرا لازما في الحديث، كلما تم ذكر الشيعة، والمقاومة الفلسطينية الإسلامية، أن تثار نفس الكلمات، ونفس الاتهامات، ونفس الرؤى والتوجهات، دون مراعاة لسياق، أو أحداث، أو ما يستدعيه الموقف، ومهما أتت التوضيحات والردود، تظل التوجهات لا تراوح موضعها، وكأن الحياة لا تتحرك، وكأن الأحداث والمواقف لا يحدث من جرائها أي حراك أو تطور في المواقف أو الأفهام.



ومن آخر هذه المواقف: وقت استشهاد إسماعيل هنية، فكانت فرصة اغتنمها أصحاب توجه ورأي معين ـ نحترمه ونقدره في إطاره بلا شك ـ لطرح الموضوع، وبدل أن يحصر الحديث في وفاة الرجل بهذه الطريقة المجرمة، يتحول النقاش لمساحات أخرى تبتعد كثيرا عن جوهر الموضوع، ومهما كانت الذريعة التي يرفعها من أثاروا النقاش، فهي ذريعة زائدة عن الحد المعقول، وغير مناسبة تماما للحديث، أو السياق.

فراح البعض يناقش قضية الصلاة عليه في إيران، وكيف يصلي عليه مخالفون للرجل في المذهب، رغم أنه نقاش كان يمكن أن يؤجل لوقت آخر، وهو نفس ما يحدث في مواقف مماثلة، نترك جريمة الاحتلال ونمسك بقضايا فرعية، وتحتمل التأجيل، كما حدث من قبل مع وفاة الإعلامية شيرين أبو عاقلة، تركت جريمة قتل صحفية، وسيدة، وراح النقاش حول ديانتها، وهي معارك تفتعل مع كل قضية مهمة، تحت ذريعة الحفاظ على العقيدة.

فبعض من أثاروا الموضوع، في علاقة الشيعة بالمقاومة، ومن مارس دور التركيز والتنبيه على ضرورة النقاء العقدي، فظلوا يرددون أنهم كثيرا ما نصحوا المقاومة بقطع علاقتهم مع إيران وحلفائها، لأنه لا يمكن أن يأتي الخير من قوم تختلف عقيدتهم عن عقيدتك، وتصورهم عن تصورك، كما يلح المعترضون، وكان منهم أشخاص صمتوا تماما عندما تقاربت حكوماتهم من الشيعة، ولم ينبسوا ببنت شفة.

في مصر هاجم برهامي هذا التوجه، تعليقا منه على استشهاد هنية، بينما لم ينبس ببنت شفة لا هو ولا المداخلة في السعودية أو مصر، عندما تقاربت السعودية مع إيران الشيعية، بوساطة من الصين الشيوعية، وعندما تقارب السيسي مع طائفة (البهرة) الشيعية، وقبل منهم تبرعا، ومساهمات في تطوير مساجد آل البيت في مصر، لم نجد أي اعتراض، أو نصح من هذه الجهات التي ما تركت أي فرصة للهجوم على حماس، في علاقتها بالشيعة.

بعض من أثاروا الموضوع، في علاقة الشيعة بالمقاومة، ومن مارس دور التركيز والتنبيه على ضرورة النقاء العقدي، فظلوا يرددون أنهم كثيرا ما نصحوا المقاومة بقطع علاقتهم مع إيران وحلفائها، لأنه لا يمكن أن يأتي الخير من قوم تختلف عقيدتهم عن عقيدتك، وتصورهم عن تصورك، كما يلح المعترضون، وكان منهم أشخاص صمتوا تماما عندما تقاربت حكوماتهم من الشيعة، ولم ينبسوا ببنت شفة.وعلى مستوى الإخوة السوريين رأينا بعضا من هذه الممارسات أيضا، مع كل من مارس لونا من العمل السياسي، أو الدبلوماسية السياسية مع إيران، منذ بضع أسابيع عندما توفي الرئيس الإيراني، وكتب الإخوان المسلمون المصريون رسالة تعزية نشروها على الإنترنت، وقد هوجموا عليها من بعض الإخوة السوريين، وكان أحدهم حادا وشديدا في الهجوم، وكلمني أحد قيادات الإخوان يشكو من مثل هذه النبرات الحادة، قلت له: انتظر، وتمهل على هذا الأخ الكاتب، فقريبا سوف تفتح السعودية سفارة لها في سوريا بشار، وسترى صمته المطبق، وكيانات أخرى إسلامية، ولن تجد حرفا واحدا يكتب إنكارا لذلك، وهو ما حدث بالفعل بعد حادثة كتابة عزاء في الرئيس الإيراني بأسبوع، ولم نجد كيانا إسلاميا سوريا واحدا يستنكر، ولا الأخ الكاتب الذي سلق إخوانه المصريين بقلمه لكتابة تعزية على موقعهم!!

وأكثر ما نتعجب منه، هو ما يريده بعض المعلقين على هذه الحالة، وكأنها حالة جديدة في التاريخ الإسلامي، أو ليست لها سوابق تاريخية، يمكن أن نتعامل معها من خلالها، أو في تراثنا الإسلامي والفقهي، فهي حالة موجودة، وليست مستحدثة، وهي مسألة مركبة بالفعل، حين تجد شخصا يقترف جرما في مكان، ويؤدي واجبا في مكان آخر. وهو ما أطلق عليه القرآن قوله: (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) التوبة: 102.

فوجدنا في تاريخنا حكاما وجماعات وفصائل، قدموا الخير والشر، وفعلوا الحلال والحرام، والكبائر والفرائض، بداية من الخوارج وانتهاء بزماننا، فرأينا الحجاج حافظ القرآن ومن قسمه لأرباع وأجزاء، وغيره، ومن قتل معارضي الحاكم، ومعارضيه، ومنهم صحابة، وعلى مر التاريخ وجد هذا النموذج، فكانت كلمة التاريخ من المؤرخين المنصفين يذكرون خيره وشره.

مثل هذه التقييمات لا تؤخذ بالجملة، وبخاصة في الشخصيات والهيئات المركبة فيما تقوم به من أعمال، تخلط بين الصلاح والفساد، بل تقيم بالدور والحالة، فالميزان الذي ستوزن به أعمال الناس يوم القيامة، له كفتان، وهو نموذج للمسلم في حكمه على الناس، بأن يزنهم بالكفتين معا، لا بكفة واحدة، فلا نغفل السيئات لوجود الحسنات، ولا نغفل الحسنات لوجود السيئات، وهذا معيار عادل ومنصف.

نعم المدح المفرط الذي يقوم به البعض لإيران أو للشيعة المعاونين للمقاومة مرفوض، وينبغي أن يكون على قدر المطلوب، وعلى قدر الدور، وهو في إطار الإشادة التي لا تسقط الحقوق، ولا تسقط الحساب عما يقترفه الإنسان من اعتداء على حقوق الآخرين، فإسقاط الحقوق لا يملكه إلا صاحبها، سواء كان الصاحب هنا المولى جل وعلا، إذا كانت الحقوق متعلقة به، أو الإنسان المظلوم، وهو مرهون بعفوه، أو بأخذه حقه.

للأسف أصبحنا مضطرين في كل مناسبة أن ننوه بهذا الكلام، وإن بصيغ مختلفة، ودلائل مختلفة، لكن الحالة أصبحت متكررة، والتشغيب على الأحداث الكبار، بقضايا فرعية زاد عن حده بشكل ملحوظ، ولكن يظل واجبا علينا أن نقوم به، كلما فتح مجال للتشغيب، أو لصرف البوصلة عن جهتها الصحيحة.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران المقاومة إيران مقاومة علاقات رأي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع إیران یمکن أن

إقرأ أيضاً:

أميرة بدر عن الاعتداء على الطفلة سلمى في حضانة الغربية: الموضوع تجاوز كل الحدود

كتب- حسن مرسي:

علقت الإعلامية أميرة بدر على واقعة الاعتداء بالضرب على الطفلة سلمى في إحدى الحضانات الخاصة بمحافظة الغربية، معبرة عن استنكارها الشديد لهذه الحادثة المؤلمة.

خلال برنامجها "خلاصة الكلام" على قناة النهار، قالت بدر: "لا فائدة، والموضوع تجاوز كل الحدود، هناك أشخاص نزع الله من قلوبهم الرحمة.

أضافت: "المدرس الذي يعتدي على طفل ضعيف بلا رحمة لا يمكن أن يُعتبر إنسانًا، بل هو يمارس عقده النفسية ضد طفلة لا تتجاوز الأربع سنوات"

من جانبها، أكدت المحامية التي تقدمت ببلاغ ضد الحضانة أن المعلمة "متمرسة في تعذيب الأطفال"، مشيرة إلى أن العصا لا تفارق يديها طوال الوقت.

وأشارت إلى أنها تقدمت ببلاغ للنائب العام للتحقيق مع المعلمة، واصفة المشهد بأنه "عبثي"، مؤكدة أنها لن تتوانى عن المطالبة بحق الطفلة سلمى، مشددة على ضرورة حماية الأطفال من أي شكل من أشكال العنف والإساءة في المؤسسات التعليمية، وتأكيد الحاجة إلى محاسبة المتسببين في مثل هذه الأفعال.

اقرأ أيضًا:

رئيس الوزراء يفتتح معرض الوادي الجديد الزراعي

وزير الشئون النيابية يلتقي رئيس البرلمان العربي

أميرة بدر الاعتداء على الطفلة حضانة الغربية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة إعلامية شهيرة تنهار من البكاء على الهواء- فيديو أخبار مشادة حادة بين أميرة بدر وصاحبة تريند "دودو يا قمر": ألفاظي في الفيديو أخبار خبير اقتصادي: أؤيد مبادرة ساويرس لتأسيس بنك خاص باستثمارات رأس المال أخبار أخبار مصر "يومين على وش الدنيا وتحت ربنا يقبلني".. الرئيس السيسي ردًا على نصيحة منذ 41 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر بالفيديو| الرئيس السيسي: المنطقة مضطربة للغاية.. ومصر عنصر الاستقرار منذ 54 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر الرئيس السيسى خلال اجتماعه مع رجال القوات المسلحة: أنتم خط الدفاع منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر أستاذ اقتصاد: الإشادة الدولية بنهج مصر الاقتصادي تعزز الثقة لدى المستثمرين منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر خالد الجندي: القرآن والسنة وضعتا أسسًا واضحة في التعامل مع العقود منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر عنبة يوجه رسالة غامضة.."أنا لا أنحني إلا لله" منذ 1 ساعة قراءة المزيد

إعلان

إعلان

أخبار

أميرة بدر عن الاعتداء على الطفلة سلمى في حضانة الغربية: "الموضوع تجاوز كل الحدود"

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك البنك المركزي يبقي على سعر الفائدة دون تغيير لخامس مرة على التوالي أمريكا ليست بينها.. 124 دولة ملزمة باعتقال نتنياهو وجالانت بأمر الجنائية (قائمة) قفص الجنائية الدولية.. غزة تحاصر إسرائيل– تغطية خاصة 28

القاهرة - مصر

28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • العدوان على غزة يدخل يومه 412 والمقاومة تكبد الاحتلال الخسائر
  • زيلينسكي: حرب روسيا مع أوكرانيا تنتهي العام المقبل
  • زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترحات ترامب
  • زيلينسكي: حرب أوكرانيا يمكن أن تنتهي في 2025
  • "إعلان ترويجي" يضع زيدان في مرمى الاتهامات
  • الشهيد العفيف
  • مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومة في بلدة الخيام جنوب لبنان
  • غضب واسع في باكستان بعد مقتل عشرات الشيعة بهجوم على قافلة حافلات (شاهد)
  • فيديو.. اتصال يقاطع مؤتمر زاخاروفا: لا تعلقي على هذا الموضوع
  • أميرة بدر عن الاعتداء على الطفلة سلمى في حضانة الغربية: الموضوع تجاوز كل الحدود