لقاء الديمان ... قد يتكرّر عندما تدعو الحاجة!
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": مصادر سياسية مطّلعة أكّدت أنّ البطريرك الراعي يُشجّع على الحوار، والتلاقي ومدّ الجسور، وهو مع عقد أي لقاء يهدف الى الحوار والى تقريب وجهات النظر، وقد كان من أوّل الداعين اليه في فترة سابقة. كما أنّ المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، سبق وأن طلب من غبطته إدارة الحوار أو الدعوة اليه، غير أنّه لم يفعل بسبب التجارب السابقة غير المشجّعة في هذا الإطار.
فالبطريرك الراعي، على ما أوضحت، يريد أن تتواصل المكوّنات السياسية فيما بينها لتتخذ القرارات بنفسها، ولا يتمّ فرض أي أمر عليها من قبل دول الخارج. أمّا اللقاء التشاوري الذي حصل، فلا يهدف أبداً الى تشريع جلسات مجلس الوزراء التي يُعارضها غبطته ولم يبدّل موقفه في هذا الإطار، خلافاً لما يعتقد البعض، وهو يطالب في عظاته النارية دائماً بأن يقوم المسؤولون بمسؤولياتهم وينتخبوا رئيس الجمهورية، ليُصار بعد ذلك الى تشكيل الحكومة الجديدة، و إنهاء الخلاف القائم حول صلاحيات الحكومة الحالية.
وعن إمكان تكرار مثل هذا اللقاء التشاوري الوزراي، اعتبرت أنّ كلّ شيء في أوانه، إذ لم تجرِ الدعوة الى لقاء آخر عند انتهائه. أمّا إذا تقرّر عقد لقاء آخر، فقد يتمّ اللجوء الى دعوة الوزراء لكي تتمّ تلبيتها من قبل الجميع. الأمر الذي يُعطي انطباعاً أفضل بالنسبة للداخل قبل الخارج. أمّا أن يكون ميقاتي قد حصل على الغطاء المسيحي من خلال عقد اللقاء في الديمان، فأوضحت المصادر عينها، أنّ هذا الأمر ليس صحيحاً، لأنّ اللقاء كان يُفترض أن يشمل جميع الوزراء بمن فيهم وزراء "التيّار الوطني الحرّ"، إلّا أنّهم فضّلوا عدم المشاركة فيه، والراعي يحترم موقفهم وأسبابه.
وتجد المصادر نفسها أنّ اللقاء كان بنّاء وقد ضمّ عناوين عديدة تتعلّق بالشعب اللبناني بما فيها أزمة النزوح السوري وتداعياته على الوضع في لبنان، والنظام المصرفي وحقوق المودعين، فضلاً عن قضايا تربوية، وصولاً الى أحداث مخيّم عين الحلوة. وهذا يعني أنّ التشاور تطرّق الى مسائل وطنية تهمّ الشعب اللبناني ككلّ، سيما أنّه دعا في بيانه الختامي "جميع السلطات والمؤسسات التربوية والإعلامية وقوى المجتمع والشعب اللبناني بانتماءاته كافة الى التشبّث بالهوية الوطنية وآدابها العامّة وأخلاقياتها المتوارثة جيلاً بعد جيل".
ورأت أنّ لقاء للتحاور لا يمكن أن يضرب "اتفاق الطائف"، على ما يعتقد البعض، سيما أنّه يخصّ الجميع، ويمكن للأحزاب كافة التي تتشكّل منها الحكومة المشاركة فيه. كما أنّ اللقاء لا يمكن أن يحلّ مكان مجلس الوزراء، إذ لا نصاب ولا جدول أعمال له، رغم أنّ البعض قد فَهِم كلام ميقاتي خطأ ربما، كما أنّه ليس انقلاباً على الطائف، ولا على أحد، ولا يهدف الى نقل مجلس الوزراء الى الديمان، لأنّ جلسات مجلس الوزراء شيء، ولقاء الديمان شيء آخر. وقد أكّد البيان الصادر عنه على هذا الأمر إذ "دعا القوى السياسية كافة الى التشبّث باتفاق الطائف وبميثاق العيش المشترك والتخلّي عن كلّ ما قد يؤدّي الى المساس بالصيغة اللبنانية الفريدة".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجلس الوزراء
إقرأ أيضاً:
تواصل فعاليات منتدى الأمن العالمي بالدوحة وقطر تؤكد دعمها مبدأ الحوار
تتواصل أعمال الدورة السابعة من منتدى الأمن العالمي 2025، الذي بدأ أمس الاثنين تحت عنوان "تأثير الجهات الفاعلة غير الحكومية على الأمن العالمي"، في العاصمة القطرية الدوحة.
وقد سلّط رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أثناء افتتاحه أعمال المنتدى أمس الاثنين، الضوء على الأزمات الممتدة من أوكرانيا إلى غزة، مؤكدا أن النزاعات لم تعد أحداثا عابرة".
وبيّن أن هذه الأزمات "تحولت إلى ظواهر مترابطة تتطلب إرادة سياسية جماعية وإستراتيجيات شاملة لإعادة البناء ليس على المستوى المادي فقط بل الاجتماعي والنفسي أيضا".
ولفت رئيس مجلس الوزراء في المنتدى، الذي يحمل عنوان "تأثير الجهات الفاعلة غير الحكومية على الأمن العالمي"، إلى الأهمية الاستثنائية لمنتدى الأمن العالمي، الذي يعقد في لحظة يحتاج فيها العالم إلى حوار عميق وصادق، وإلى شراكات مبتكرة قادرة على مواجهة تحديات العالم المضطرب.
في عالم يزداد اضطرابًا وتعقيدًا، يشكّل منتدى الأمن العالمي منصة لحوار صادق وشراكات مبتكرة، بعيدًا عن العجز والتراخي، وجسرًا نحو استعادة المعايير السليمة. نجدد التزام قطر بالحوار كطريق للسلام، ونتطلع أن يكون المنتدى خطوة نحو حوكمة أكثر شمولًا وشراكات أوثق بين الحكومات والمجتمعات. pic.twitter.com/4tULkfEMic
— محمد بن عبدالرحمن (@MBA_AlThani_) April 28, 2025
تحولات جذريةوقال "يشهد نظامنا الدولي اليوم تحولات جذرية تفرض علينا إعادة تقييم مفاهيمنا حول الأمن والاستقرار. ولم تعد الصراعات أحداثا عابرة يمكن احتواؤها، بل تحولت إلى ظواهر ممتدة تتوالد وتتداخل، فارضة على العالم أزمات متشابكة يغذي بعضها بعضا، من أوكرانيا إلى غزة، مرورا بالأزمات المتعددة في منطقتنا".
إعلانوجدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التأكيد على أن دولة قطر ملتزمة بمبدأ الحوار كوسيلة أساسية لحل النزاعات وبناء السلام.
وتابع قائلا "من خلال تجاربنا المتعددة في الوساطة وحل النزاعات، أدركنا أن بناء السلام الحقيقي يتطلب فتح قنوات حوار مع جميع الأطراف المؤثرة، واحترام خصوصيات كل مجتمع، والاعتراف بالمظالم التاريخية، والعمل على معالجتها بروح من العدالة والمصالحة".
يشار إلى أن منتدى الأمن العالمي هو ملتقى دولي سنوي نجح خلال السنوات الماضية في استقطاب شبكة واسعة من أبرز المسؤولين والخبراء رفيعي المستوى على الصعيد الدولي، بمن فيهم الوزراء ورؤساء الوكالات الأمنية والخبراء البارزون والأكاديميون والصحفيون بحضور الآلاف من المهتمين، للتباحث حول أبرز التحديات الأمنية التي تواجه المجتمع الدولي لإيجاد الحلول الفعالة.