سودانايل:
2025-03-18@13:11:55 GMT

جنيف: البطة العرجاء

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

جنيف: البطة العرجاء

الحكومة الأمريكية اعتدت متكأ بمدينة جنيف فى سويسرا لحليفاتها فى المنطقة واتت كل واحدة منهن سكينا وقالت للسودان أخرج عليهن ولما رأينه أكبرنه ولم يقطعن ايديهن بل قطعن أوصاله فهو التقسيم إذا . سقت هذه المقدمة الموحية من القران الكريم فى سورة يوسف الاية ٣١:(﴿ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ).


اى حرب تنتهى إلى مفاوضات تفضى إلى سلام او على الأقل وقف الأعمال العسكرية. لكن جنيف ذات السمعة السيئة فى استضافة المفاوضات بين الدول او الأطراف المتصارعة لن تكون استثناء هذه المرة فالغرض منها هو الوصول إلى تفاهمات تفضى إلى إبقاء الوضع على ماهو عليه. ولذلك كان ملاحظا تسارع وتيرة الانتشار الجغرافي وتمدد قوات مليشيا الجنجويد فى مساحات واسعة خاصة خلال الأشهر الأخيرة من عمر الحرب. وبعيدا عن تفاصيل أخرى كثيرة على أهميتها فان الانتقال إلى جنيف يشير بوضوح إلى ضعف دور حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية الإقليميين فى احتواء حالة الحرب فى السودان إلى درجة تدخلها مباشرة فى الدعوة إلى المفاوضات. بتاريخ ٢٠٢٤/٧/٢٤ نقلت وكالات الأنباء : (قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة دعت طرفي الحرب في السودان، وهما الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع (8شبه العسكرية، للمشاركة في محادثات لوقف إطلاق النار بوساطة أميركية تبدأ في 14 أغسطس/ آب المقبل في سويسرا.وأضاف، في بيان، أن الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة سيشاركون في المحادثات بصفة مراقب. وقال بلينكن إن السعودية ستشارك في استضافة المناقشات. وأضاف أن "حجم الموت والمعاناة والدمار في السودان مدمر. يجب أن ينتهي هذا الصراع العبثي"، داعياً القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لحضور المحادثات والتعامل معها تعاملاً بناء.) انتهى
الخطوة جاءت متأخرة جدا ليس لطرفى النزاع -وهذة عبارة مفخخة وماكرة إلى أقصى درجة - بل للإدارة الأمريكية نفسها بما فيها وزير الخارجية والمبعوث الامريكى الخاص بالسودان والتى ستتغير بالكامل بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى شهر نوفمبر المقبل. وهناك تعبير فى اليسياسة الغربية والأمريكية على وجه الخصوص لتوصيف قرارات او توجهات اللحظات الأخيرة بانها مثل البطة العرجاء Lame Duck فالبطة العرجاء يسهل اصطيادها ودعوة وزارة الخارجية الأمريكية جاءت هشة ومهتزة. الإرض اولاً ومن بعدها المفاوضات.

حسين التهامي

husselto@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

التحديات الإيرانية في المفاوضات النووية مع أمريكا

 

 

أمينة سليماني **

عاد في الآونة الأخيرة، موضوع المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة إلى الواجهة من جديد؛ حيث تتنوع الآراء بشأنه داخل إيران. بدايةً، نجد أنَّ تصريحات قائد الثورة الإسلامية، آية الله خامنئي، قد حددت موقفًا حازمًا من هذه المفاوضات. فأكّد أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يحل أي مشكلة لإيران؛ بل هو جزء من مخطط لخداع الرأي العام وعزل إيران على الصعيد الدولي.

في هذا السياق، يرى خامنئي أن الأمريكيين يسعون منذ انتصار الثورة الإسلامية إلى تدميرها، وبالتالي فإنَّ التفاوض تحت هذه الظروف يعني قبول سياسة الهيمنة والقوة.

من جانبه، شدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة ليست أمرًا جديدًا، إذ قد جرت عدة مرات في التاريخ بين دول كانت ترفض التحدث بشكل مباشر مع بعضها البعض. وفي هذا الصدد، قال عراقجي: "إذا كانت هناك إرادة للتفاوض، يُمكن إجراء مفاوضات غير مباشرة دون مشكلة كبيرة".

ولكن، لا تقتصر الآراء حول المفاوضات على المسؤولين الرسميين فقط. فقد عبّر محسني ايجه اي رئيس السلطة القضائية في إيران عن استيائه من فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الوعود الأمريكية كاذبة ومزيفة، وأن التفاوض مع أمريكا يتناقض مع العقل السليم. وأكد على أنَّ أمريكا ليست شريكًا موثوقًا في المفاوضات، وأن الحديث مع حكومة متغطرسة لا يُمكن أن يكون مفيدًا.

وفي المقابل، توجد آراء أخرى أكثر تفاؤلًا، مثل تلك التي عبر عنها الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني؛ ففي تصريحاته الأخيرة، أكد روحاني أن قائد الثورة الإسلامية لا يعارض المفاوضات من حيث المبدأ؛ بل هو معارض للمفاوضات في الظروف الحالية التي يتم فيها فرض شروط غير متساوية. من وجهة نظره، يمكن لإيران أن تفتح أبواب المفاوضات في حال كانت الظروف ملائمة، ولكن بشرط أن تكون تلك المفاوضات قائمة على الاحترام المتبادل وعدم فرض الشروط المسبقة.

في هذا السياق، يرى بعض المراقبين السياسيين أن المفاوضات مع الولايات المتحدة في هذه اللحظة قد تؤدي إلى نتائج سلبية، لا سيما إذا كانت تقتصر على تبادل التصريحات دون أن تتمكن من تحقيق أي تغيير جوهري. وفي تحليل مثير، يعتقد أحد المصادر الأمنية البارزة في إيران أن المفاوضات مع أمريكا، في حال استمرت على نفس المنوال، قد تفضي إلى تكرار الأخطاء التاريخية التي ارتكبها قادة مثل معمر القذافي وصدام حسين، اللذين كانت محاولاتهما للمصالحة مع الغرب سببًا في نهايتهما المأساوية. هذه التجارب، كما يراها بعض المحللين، تبرز خطورة الانسياق وراء الوعود الأمريكية، التي قد تؤدي إلى تقويض القوة الإقليمية الإيرانية.

ويضيف المصدر أن إيران ستظل حذرة في تعاطيها مع أي مفاوضات قد تشمل الولايات المتحدة، خاصة وأن بعض المحللين الأمريكيين والإقليميين يرون أن الوضع الحالي، بعد استشهاد حسن نصرالله وعدد من قادة المقاومة في المنطقة، هو وقت مُناسب لتوجيه ضغوط أكبر على إيران بهدف إضعافها واستسلامها.

ومع ذلك، يرى البعض أن المفاوضات مع الولايات المتحدة قد تكون خطوة ضرورية إذا كانت الشروط متساوية وإذا كانت إيران قادرة على حماية مصالحها الاستراتيجية، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها. في هذا الصدد، يرى هؤلاء أن سياسة "تقليل التكاليف" التي تحدث عنها عباس عراقجي قد تكون بمثابة فرصة لتقليص التوترات، ولكن بشرط أن تكون المفاوضات غير مرتبطة بشروط مُسبقة تضر بسيادة إيران ومواقفها السياسية.

يبدو أن المفاوضات مع الولايات المتحدة ستكون مسألة معقدة للغاية بالنسبة لإيران، خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية. ولكن من الواضح أن القيادة الإيرانية تظل ثابتة على موقفها الرافض لأي نوع من المساومة على مبادئها، وعلى ضرورة الحفاظ على المقاومة كجزء من استراتيجية الأمن القومي الإيراني.

** باحثة إيرانية، يُنشر بالتعاون مع مركز الدراسات الآسيوية والصينية في لبنان

مقالات مشابهة

  • اتهام الجيش السوداني باستخدام الأسلحة الكيماوية.. ومسؤول ملف حقوق الإنسان في جنيف يرد
  • تفاصيل المفاوضات المرتقبة بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا
  • مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية: ترامب متفائل بنجاح المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ظل مقيما في السودان خلال فترة الحرب.. وزير الخارجية يستقبل سفير جمهورية زيمبابوي لدى السودان
  • التحديات الإيرانية في المفاوضات النووية مع أمريكا
  • وزير خارجية تركيا يشارك بمباحثات أزمة قبرص في جنيف
  • مفاوضات خارج النص
  • عودة الحرب "على مراحل".. خيار إسرائيل البديل إن فشلت المفاوضات
  • بعد سنوات من التعثر.. هل تحل محادثات جنيف قضية قبرص؟
  • وزير الخارجية: (…) هذه خطتنا لما بعد الحرب.. واتصالات مع 3 دول لتمويل الإعمار