سرايا - بعد أن كانت بورصة الأسماء المعروضة لتولي منصب رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس محسورة بين أسماء بعينها، بل ومالت في الساعات الأخيرة نحو اسم محدد وتوقع الجميع بأن يكون هو الأقرب لخلافة الشهيد إسماعيل هنية في إدارة الحركة، إلا أن ما جرى كان مفاجئًا للجميع.



حركة حماس وبعد فتح باب التشاور داخل مؤسساتها الشورية والقيادية، لم تختار أحد من المرشحين “ذات الوزن الكبير” من بينهم “خالد مشعل وخليل الحية، وموسى أبو مرزوق”، والتي كانت الكفة تميل بكل ثقلها نحو مشعل لتولي منصب رئاسة الحركة خلفًا لهنية الذي تم اغتياله قبل أيام في العاصمة الإيرانية طهران، فقررت أن يكون رئيسها هو قائدها الحركة بغزة.




يحيى السنوار، بات رسميًا هو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وتعيينه خلق حالة من البلبلة والغموض وأسئلة كثيرة باتت تبحث عن إجابات، حول الأسباب والدوافع والرسائل من هذا القرار خاصة في ظل الحرب الطاحنة على غزة المستمرة منذ أكثر من 300 يومًا، وقدرة هذا القيادي على حمل الحركة وهمومها في الداخل والخارج خاصة تصدرها بمشهدي الحرب ومفاوضات وقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي.


وليلة أمس، أعلنت حركة حماس، اختيار زعيمها في غزة يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية، وقالت في بيان: “تعلن حركة حماس عن اختيار القائد السنوار (61 عاما) رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للقائد الشهيد إسماعيل هنية”.

– بعثرة الأوراق

ولم تذكر “حماس” أي تفاصيل أخرى بالخصوص، لكنها أعلنت في بيان السبت الماضي أن قيادتها باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة خلفا لهنية الذي جرى اغتياله في طهران فجر الأربعاء الماضي، إثر هجوم نُسب لـ (إسرائيل).


ووفق النظام الداخلي لحماس، تُختار الشخصيات في المناصب القيادية عبر انتخابات داخلية تجريها الحركة كل أربع سنوات، ويشارك فيها أعضاؤها في قطاع غزة وفي سجون الاحتلال الإسرائيلي.


ويختار أعضاء مجلس الشورى الشخصيات المرشحة لمنصب معين، ومن ثم تُطرَح الأسماء للتصويت عليها، والفائز بأعلى أصوات يحوز المنصب، وقبل اختياره لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، انتخب السنوار رئيسا للحركة في القطاع عام 2017، ومرة أخرى عام 2021.


وأصبح السنوار، الذي قضى نصف حياته تقريبا في السجون الإسرائيلية، أقوى قيادي في حركة حماس بعد اغتيال هنية، وهو ما يجعل المنطقة على شفا صراع أوسع نطاقا بعد أن توعدت إيران بالانتقام.


وتعتبر (إسرائيل) السنوار مهندس عملية “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته أحد أهداف حربها الحالية على غزة التي أسمتها “السيوف الحديدية”.

 


وبعد ساعات من إعلان الحركة، دعا وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس الى “تصفية سريعة” ليحيى السنوار، وكتب كاتس على منصة اكس أن “تعيين الارهابي يحيى السنوار على رأس حماس خلفا لاسماعيل هنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعا ومحو هذه المنظمة الحقيرة من الخارطة”.

 


واعتبرت هيئة البث العبرية (رسمية)، تعيين السنوار رئيسا للمكتب السياسي لـحماس يمثل مفاجأة ورسالة لـ (إسرائيل) بأنه حي وأن “قيادة الحركة لا تزال قوية”، وقال روعي كايس محرر الشؤون العربية بقناة “كان”، التابعة لهيئة البث، في برنامج “أخبار المساء”: “في الحقيقة مثّل هذا (اختيار السنوار) يمثل مفاجأة بعد أسبوع من اغتيال هنية”.


– المهمة الصعبة


وتابع أن “السنوار، زعيم حماس في غزة، هو أحد مهندسي هجوم (طوفان الأقصى) 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)”.
ورأى كايس أن تعيين السنوار يحمل “رسالة من حماس مفادها أنه حي رغم المطاردة الإسرائيلية له، وأن قيادة حماس بغزة لا تزال موجودة وقوية وتعتزم البقاء في السلطة”.

وفي دلالة على اتحاد الحركة حول اختيار السنوار، قال خالد مشعل، الزعيم السابق الذي كان يُنظر إليه على أنه خليفة محتمل لهنية، من مصادر رفيعة المستوى في الحركة، إنه دعم السنوار “وفاء لغزة وشعبها التي تخوض معركة طوفان الأقصى، والتي قدمت قوافل الشهداء، ولازالت تخوض معركة الأمة”.

وبالنسبة لـ (إسرائيل)، يؤكد هذا الاختيار أن حماس هي العدو الذي يهدف إلى تدميرها، وقد يشد هذا من عزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن تواصل (إسرائيل) حملتها في غزة حتى النهاية.

وقال دبلوماسي بالمنطقة مطلع على محادثات تتوسط فيها مصر وقطر بهدف وقف القتال في غزة واستعادة 115 “رهينة” إسرائيلية وأجنبية مازالوا محتجزين في القطاع إن اختيار السنوار “يعني أنه يتعين على (إسرائيل) مواجهة السنوار في التوصل إلى حل لحرب غزة”، وفق رويترز.

وأضاف “إنها رسالة صلابة ولا هوادة فيها”.

وقال المسؤول في “حماس”، أسامة حمدان للجزيرة إن الحركة ما زالت ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق وإن الفريق الذي تولى المفاوضات تحت قيادة هنية سيستمر تحت قيادة السنوار الذي قال إنه يتابع المحادثات عن كثب.

وأكد كذلك هاني المصري المحلل السياسي في رام الله، أن اختيار السنوار لرئاسة “حماس” هو “أبلغ رد على اغتيال هنية وتحدي لـ (إسرائيل) ورسالة على تمسك حماس بالنهج المتشدد والمقاوم”، مضيفًا “السنوار كما يدير المفاوضات سيدير الحركة وبالتأكيد سيكون هناك قيادات في الحركة يمثلها في الخارج”.

كما قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، إنه “لا شك أن اختيار السنوار لهذا المنصب هو تحدي للاحتلال الإسرائيلي، ودليل على أن الرجل ما زال بفعالية وقوة ومسيطر على الميدان” في غزة رغم الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو 10 أشهر.

وأضاف المدهون، للأناضول، أن اختيار السنوار للمنصب الجديد “جاء بالسياق الطبيعي داخليا؛ لأنه كان بمثابة نائب هنية كونه رئيس حماس في غزة”، وتابع: “السنوار رجل قوي قادر على إدارة الأمور، ومن الطبيعي اختياره لخلافة هنية”، لافتا إلى أنه “كان أحد أبرز المرشحين لهذا المنصب إلى جانب رئيس حركة حماس بالخارج خالد مشعل”.
وأوضح المدهون أنه “من المتوقع أن يصدر عن السنوار قريبا حديث، ولو كتابي، يُعلن فيه عن حضوره كرئيس للمكتب السياسي لحماس، وهذا أمر طبيعي”.

كما قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، إن حركة حماس اختارت رئيسا لها من قلب المعركة، ومن قلب الميدان، من قبل قطاع غزة التي تقود المعركة ومن قلب النفق، موضحًا أنه يجري عليه ما يجري على المقاتل في الميدان وعلى الفلسطيني في قطاع غزة.

وأكد عرابي، أن اختيار السنوار من قلب المعركة رسالة على المستوى المعنوي والتعبوي والمستوى السياسي، أن حركة حماس تختار لها قائدًا موجود في قلب المعركة وقلب الميدان، موضحًا أن اختيار السنوار رسالة لكل من يشوه حركة حماس بهذه المعركة ولكل الذين شوهوا الأخ إسماعيل هنية فترة طويلة وهم يتحدثون عنه وعن أمواله وعن فنادقه في الخارج، وقد دفع أبناءه وأحفاده ونفسه شهيدًا، ها هو رئيس حماس الجديد موجود في قلب المعركة وسط الدمار والقصف.

وبين عرابي أن السنوار لا يقود معركة فقط بل قاد حركة حماس في قطاع غزة وتدرج في السلم التنظيمي، مشيرًا إلى أنه كان له دورًا مهمًا في تطوير العمل المقاوم في قطاع غزةـ، ولفت إلى أن القائد السنوار كان أحد رواد صناعة الوحدة الوطنية في المشهد الفلسطيني، مؤكدًا أنه كان يقف خلف قرار الوحدة وإنهاء الانقسام مع حركة فتح، مشددًا أن اختيار السنوار رسالة تعبوية مضادة للكيان الإسرائيلي، موضحًا أن الاحتلال ظن باغتيال هنية أنه سيخلق فوضى داخل حماس، لكن اختيار السنوار شكل ضربة له.

ويبقى التساؤل أمام هذه المفاجئة..

هل سينجح السنوار بقيادة “حماس”؟ وإلى أين؟ وهل تعيينه رئيسًا للحركة هو بداية عهد جديد؟ 

إقرأ أيضاً : فرنسا تطالب بإدانة قوية لوزير المالية الإسرائيليإقرأ أيضاً : مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصىإقرأ أيضاً : كندا تعتزم سحب أبناء دبلوماسييها من "إسرائيل"

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الجميع باب رئيس غزة غزة رئيس غزة الاحتلال مجلس القطاع المنطقة إيران غزة قيادة رئيس الوزراء غزة مصر غزة القطاع قيادة قيادة غزة رئيس رئيس قلب قلب غزة قلب قلب قلب رئيس قلب غزة العمل الاحتلال العالم قيادة مصر فرنسا إيران المنطقة مجلس الله العمل غزة الاحتلال باب قلب الجميع رئيس الوزراء القطاع أن اختیار السنوار قلب المعرکة فی قطاع غزة حرکة حماس من قلب فی غزة

إقرأ أيضاً:

ميناء دمياط يكشف تفاصيل حركة الصادر والوارد من البضائع العامة

أصدر المركز الإعلامي لهيئة ميناء دمياط بياناً إعلاميا جاء فيه أن الميناء استقبل خلال الـ24 ساعة الماضية 12 سفينة، بينما غادرت 11 سفينة، كما وصل إجمالي عدد السفن الموجودة بالميناء إلى 34 سفينة، منها السفينة (ANDERMATT) والتي ترفع علم ليبريا ويبلغ طولها 225 مترا وعرضها 32 مترا القادمة من أوكرانيا وعلى متنها حمولة تقدر بـ63 ألف طن من القمح لصالح هيئة السلع التموينية.

يأتي ذلك ضمن جهود الدولة و تأكيداً على جاهزية مرافق ميناء دمياط لاستقبال ناقلات القمح لضمان توافر السلع الاستراتيجية و تلبية احتياجاتها من القمح.

حركة الصادر من البضائع العامة

وبلغت حركة الصادر من البضائع العامة 23191 طنا تشمل: 10704 أطنان يوريا و841 طن كلينكر و5419 طن رمل صب و927 طن ملح صب و5300 طن بضائع متنوعة.

حركة الوارد من البضائع العامة

كما بلغت حركة الوارد من البضائع العامة 17277 طنا تشمل: 8823 طن قمح و2000 طن عدس و2220 طن حديد و2524 طن أبلاكاش و750 طن بضائع متنوعة و3000 راس ماشية (عجول تسمين) بإجمالي وزن 980 طن.

بينما بلغت حركة الصادر من الحاويات 2130 حاوية مكافئة وعدد الحاويات الوارد 750 حاوية مكافئة، في حين بلغ عدد الحاويات الترانزيت 3146 حاوية مكافئة.

ووصل رصيد صومعة الحبوب والغلال للقطاع العام بالميناء من القمح 128346 طنًا، بينما بلغ رصيده في مخازن القطاع الخاص 199530 طنًا.

كما غادر قطاران بحمولة إجمالية 2423 طن قمح متجهان إلى صوامع شبرا والقليوبية، وقطار بعد تفريغ 25 حاوية 40 قدما قادم من الإسكندرية، و9 وحدات نهرية (بارج) بعد ان فرغوا شحنة تقدر بحوالي 4572 طن أسمنت معبأ قادمة من محافظة المنيا، وتحميل شحنة تبلغ 4839 طنا من القمح متجهه إلى المنيا وإمبابة، بينما بلغت حركة الشاحنات دخولًا وخروجًا 4700 حركة.

مقالات مشابهة

  • ميناء دمياط يكشف تفاصيل حركة الصادر والوارد من البضائع العامة
  • بعد توقف الأمطار.. تفاصيل حركة المرور بـ وسط القاهرة وكوبري قصر النيل
  • لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
  • لمعاينة مواقع المستوطنات - تفاصيل دخول زعيمة حركة استيطانية إلى غزة
  • فتوح: مواصلة إسرائيل لجرائمها بحق شعبنا هو تحد لقرار الجنائية
  • حركة حماس: مجازر الاحتلال في غزة استخفاف مهين بالإنسانية والأعراف والقوانين الدولية
  • لماذا كثفت إسرائيل هجماتها على لبنان بعد زيارة هوكشتاين؟
  • الإمارات: آثار خطيرة لقرار إسرائيل حظر عمل «الأونروا»
  • لماذا تركز إسرائيل جهدها الحربي على قضاء صور بجنوب لبنان؟
  • حماس تُعقّب على المعارضة الأميركية لقرار الجنائية الدولية الأخير