رغم بشاعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فإنها أحيت مفاهيم إنسانية في نفوس كثير من شعوب العالم وأنتجت أساليب متعددة للتعاطف والتضامن مع الفلسطينيين.

بعض هذه الأساليب يعود إلى بدايات الحصار الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني منذ 17 عاما كما هو حال الجمعية العربية لحماية الطبيعة في الأردن.

وتعتبر الجمعية ما تقوم به تجاه غزة "مقاومة خضراء"، إذ تستخدم البذور الزراعية والشتلات في إعادة وتأهيل مزارع القطاع بهدف إدامة المحاصيل الأساسية وزيادة تشبث الفلسطينيين بأرضهم.

ولا يقتصر دور الجمعية على غزة، إذ ساهمت في زراعة 3 ملايين شجرة منذ عام 2001 في عموم أراضي فلسطين بديلا لما اقتلعه جيش الاحتلال الإسرائيلي وجرفه خلال اعتداءاته المتكررة.

وبالنظر إلى ما خلّفته الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة وجدت الجمعية من خلال شركائها في الداخل الفلسطيني ضرورة إحياء مزارع القطاع.

وفي مارس/آذار الماضي أطلقت الجمعية مرحلة أولى من جهودها تستهدف نحو 400 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) في غزة.

سيادة غذائية

ونقلت وكالة الأناضول عن رئيسة الجمعية رزان زعيتر قولها "الفكرة التي نعمل عليها تتعلق بتحقيق السيادة الغذائية، إلى جانب أننا ندعم المزارع الفلسطيني ونساعده على التمسك بأرضه، نسمي أنفسنا المقاومة الخضراء، فتحقيق السيادة لا يتحقق إلا بإدامة مواردنا، ونتمنى أن يكون العالم العربي بسيادة غذائية حتى يستقل سياسيا".

وشددت زعيتر على أن "السيطرة على الغذاء تعني السيطرة على الشعوب، فالاحتلال يقوم بذلك بشكل صارخ ووقح تجاه شعب غزة، ويستخدم التجويع سلاحا".

وأجبرت الحرب الإسرائيلية نحو مليوني مواطن قطاع غزة البالغ عددهم قرابة 2.2 مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.

الزراعة في غزة ملجأ السكان من سياسة التجويع الإسرائيلية (غيتي) طابع سياسي

وتقول زعيتر "منذ مارس/آذار الماضي نعمل على مشروع يهدف إلى إحياء أراضي غزة، ووصلنا إلى 162 مزارعا هناك، ويغطي عملهم نحو 400 دونم جرى إعادة تأهيلها وهي منتجة حاليا، مهمتنا الأساسية تزويد أولئك المزارعين بالبذور والأسمدة والمبيدات وأجهزة الري، وكان ذلك الدور قبل الحرب متاحا نوعا ما".

واستدركت "لكن في ظل الحصار الخانق حاليا أصبح الأمر صعبا، لكنه مستمر عبر شركائنا بالداخل"، دون أن تحدد وسائل ذلك.

وأضافت زعيتر أن الجمعية العربية لحماية الطبيعة تسعى في مشاريعها ذات الطابع السياسي لأن تحقق تأثيرا ملموسا على السياسات العالمية، فالزراعة هنا تحاول أن تنوب عن أدوار سياسية عجزت دول العالم عن القيام بها، وفق قولها.

واستدلت على صعوبة ظروف أهالي غزة بـ"دراسة إسرائيلية عام 2007 هدفت إلى قياس السعرات الحرارية من حجم ما يدخل من غذاء إلى القطاع، بحيث تكون دون حد الشبع وإبقائهم أحياء بأسلوب تسعى من ورائه إلى الموت البطيء لهم".

3 ملايين شجرة

وتأكيدا لمبدأ الاستقلالية، قالت زعيتر "عملنا قائم على التبرعات من الأفراد وجهات عربية وإسلامية، ونرفض أي تمويل أجنبي من أي منظمة كانت، وقيمة التبرع فقط 5 دنانير أردنية (7 دولارات) وهو ثمن الشتلة، ويتم تسجيل اسم صاحبها بنشراتنا".

أما عن مناطق عملهم في غزة فقالت رزان زعيتر "البداية كانت بزراعة أشتال الخضروات في أرض تابعة للبلدية، ثم بـ500 ألف شتلة خضار متنوعة من البندورة (الطماطم) والخيار والباذنجان وغيرها من الأنواع الأخرى بمساحة 200 دونم في المنطقة الوسطى للقطاع، وأعدنا زراعة 170 دونما شمال القطاع بأنواع مختلفة".

وأكملت زعيتر أن عمل الجمعية في فلسطين يعود إلى 23 عاما، وتعد غزة جزءا من مشروع "يقلعون شجرة نزرع 10" عام 2001.

وتم من خلال هذا المشروع "المساهمة في زراعة 3 ملايين شجرة على كامل الأراضي الفلسطينية بديلا لما اقتلعه وجرفه الاحتلال"، كما ختمت زعيتر.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي حربا على غزة خلّفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتواصل إسرائيل الحرب على غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

وبالتزامن مع حربه على غزة صعّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة -بما فيها القدس الشرقية- فقتل 619 فلسطينيا وأصاب 5400 واعتقل نحو 10 آلاف، كما دمر البنية التحتية وممتلكات مواطنين، بينها مساحات زراعية، وفق جهات رسمية فلسطينية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مصادر إسرائيلية: حماس لا تزال قادرة على حكم قطاع غزة

#سواليف

نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن #مصادر_أمنية و #مسؤولين قولهم إن عدم الخوض في تفاصيل اليوم التالي في قطاع #غزة سيعيد #إسرائيل إلى وضع ما قبل عملية #طوفان_الأقصى، وأشارت إلى أن حركة #المقاومة_الإسلامية ( #حماس ) لا تزال قادرة على حكم القطاع.

وأشارت الصحيفة إلى أن المصادر أكدت دعمها التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار جزئي أو كامل بشكل فوري، وحذروا من أن عدم اتخاذ قرارات بشأن غزة “سيقوض إنجازات الحرب ولا يسقط حماس”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المصادر التي تحدث إليها أكدت أن مفاوضات وقف إطلاق النار و #صفقة_تبادل_الأسرى والمحتجزين مستمرة وبقيت بعض الفجوات، وقالت إن جميع الأطراف تحاول التوصل إلى تفاهمات قبل تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه بعد أسابيع.

مقالات ذات صلة مذكرات تبليغ ومواعيد جلسات محاكمة / أسماء وتفاصيل 2024/12/30

وفيما أكدت المصادر أن فريق المفاوضات متفائل بحذر إزاء الصفقة ويقولون إن هناك تقدما، أشارت إلى أن تقديراتهم تقول إن حماس مستعدة للتوصل إلى صفقة لكن بشروطها.

من جانبها، نقلت إذاعة الجيش عن مصادر قولها “لا يمكن القول إن مفاوضات صفقة التبادل مجمدة لكن لا تطورات جديدة حتى الآن”، وأوضحت أن “الجيش يحاول الضغط عسكريا على حماس لإنجاز صفقة رغم فشل هذه السياسة خلال الأشهر الماضية”.

مرونة حماس

في المقابل، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إن الحركة ذهبت إلى أقصى مرونة بشأن المفاوضات شريطة وقف العدوان والانسحاب الشامل والإغاثة والإعمار دون شروط.

وأكد حمدان في مقابلة مع قناة الأقصى الفضائية أن “العدو ينقلب في كل محطة من محطات التفاوض على ما يتم الاتفاق عليه”، وأشار إلى أن إسرائيل مصرة على أمرين في المفاوضات، وهما عدم “الانسحاب الكامل من القطاع ووقف العدوان”.

وحول ما يعلنه جيش الاحتلال من أنه تمكن من القضاء على قدرات المقاومة وإضعافها، قال القيادي في حماس إن “حديث الاحتلال عن كسر المقاومة أثبت فشله ولا تزال المقاومة تسطّر أروع صور البطولة”، مشيرا إلى أن “المشاهد التي تبثها المقاومة تمثل جزءا يسيرا من البطولات التي يسطرها شعبنا الفلسطيني”.

ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات صفقة تبادل الأسرى -التي تُجرى بوساطة قطرية مصرية أميركية- جراء إصرار نتنياهو على “استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر ومعبر رفح في غزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال محور نتساريم وسط القطاع”.

من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة ووقف تام للحرب بغية القبول بأي اتفاق.

وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، في حين تقدّر وجود 100 محتجز إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات من المحتجزين في غارات عشوائية إسرائيلية.

وترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال: مقتل جندي بنيران صديقة وآخر على يد المقاومة شمال القطاع
  • هكذا سيواجه محور المقاومة الاستراتيجية الإسرائيلية
  • الجمعية المصرية الإفريقية: مبادرة الـ 30 مليار جنيه تدعم القطاع الصناعي وتعزز قدرته التنافسية
  • مصادر إسرائيلية: حماس لا تزال قادرة على حكم قطاع غزة
  • حرب استنزاف يمنية إسرائيلية
  • جرائم الحرب الإسرائيلية.. بين تبرير قتل الفلسطينيين والإفلات من العقاب
  • معطيات الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الآن
  • 2024 .. عام التحولات الدراماتيكية وليس الحسم
  • الرقابة الإسرائيلية: الموساد اغتال هنية بقنبلة وضعت في غرفته
  • المقاومة الفلسطينية تقنص جندياً صهيونياً شمالي غزة وتقصف حشود العدو في جنوبي القطاع