لبنان ٢٤:
2025-04-07@19:22:05 GMT

كومندوس.. متى سيدخل حزب الله إلى إسرائيل؟

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

كومندوس.. متى سيدخل حزب الله إلى إسرائيل؟

الترقب الذي يسيطرُ على أجواء جبهة جنوب لبنان يفتحُ الباب أمام توقعات واحتمالات كثيرة لمسار أي معركة قد تُلقي بأثقالها على المشهد القائم في أيّ لحظة، وذلك إثر رد الحزب على اغتيال القيادي الكبير في صفوفه فؤاد شكر، الثلاثاء الماضي.
أبرز السيناريوهات المُحتملة خلال الحرب التي تهدّد بها إسرائيل لبنان، هو أن ينفذ "حزب الله"، انطلاقاً من جنوب لبنان، عمليّة بريّة إسوة بأيّ خطوة مماثلة قد تُبادر إسرائيل إلى تنفيذها باتجاه الحدود ونحو العمق، وفق ما تزعمه التهديدات المتزايدة والمُتكرّرة.


السؤال الأكثر أهمية هنا يتمحورُ حول وجود مسرحٍ أساسيّ يُمكن أن يشهد على تلك الأحداث خصوصاً تلك المرتبطة بالهجمات البرية. لهذا، وانطلاقاً من ذلك، تسود توقعاتٌ بأن يركّز "حزب الله" توغله البري باتجاه مواقع إسرائيلية انطلاقاً من مزارع شبعا، وهي الأرض المحتلة التي يحق للبنان التحرك باتجاهها استناداً للأمر المذكور.   هنا، قد يُرسخ "حزب الله" أحقية قرار اعتماد الهجوم باتجاه إسرائيل انطلاقاً من تلك المزارع، على اعتبار أن القتال فيها "مشروع" بصفتها أرضاً مُحتلة، وهو ما يُذكر ببدايات معركة جنوب لبنان خلال شهر تشرين الأول الماضي حينما بادر الحزب إلى بدء هجماته بدءاً من تلك المنطقة التي لا تُعتبر مشمولة بالخط الأزرق الذي رُسم عند الحدود بإشراف أممي.
السؤال الأبرز على هذا الصعيد هو التالي: ماذا يعني مهاجمة الحزب لمزراع شبعا؟ وكيف من الممكن وصف هذه الخطوة على صعيد توسع الجبهة؟   الخبير العسكريّ والإستراتيجيّ هشام جابر يقولُ لـ"لبنان24" إنّ إستهداف المزارع سيكون ترسيخاً لأهمية هذه الأرض ضمن المعادلة القائمة، مشيراً إلى أنَّ "حزب الله" قد لا يُنفذ هجمات برية بالمعنى المباشر، فالسيناريو الأكثر طرحاً هنا هو أن يُبادر إلى تنفيذ عمليات برية "كومندوس" أو تسلل باتجاه المزارع وتلال كفرشوبا.
جابر أشار أيضاً إلى أنَّ "حزب الله" لن يدفع بقوات "الرضوان" التابعة له إلى تنفيذ أي عمليّة برية عبر اقتحام مستوطنات إسرائيلية إلا إذا وقعت الحرب الشاملة، وأضاف: "عدا عن ذلك، فإن الحزب لن يستخدم هذه القوّة خلال ردّه على اعتبار أن حصول ذلك سيكون بمثابة إعلان حرب، وحزب الله لا يريدُ ذلك".
في غضون ذلك، تعتبر مصادر مقرّبة من "الثنائي الشيعي" أنَّ تنفيذ عمليات عسكرية برية ضمن المزارع سيبقى ضمن الإطار الذي يمكن أن يستوعبه الأميركيون حين اندلاع أي معركة بين حزب الله وإسرائيل، باعتبار أنّ المنطقة هناك لا تتضمن سوى مواقع عسكرية ومرافق سياحية بالدّرجة الأولى.
كل هذا يمكن أن يقود الأمور لتبقى "مضبوطة" نوعاً ما من الناحيتين العسكرية والإستراتيجية، علماً أنَّ "حزب الله" نفذَ سابقاً عملية اقتحامٍ فعلية يوم 7 تشرين الأول عام 2000 لمزارع شبعا عقب التحرير مباشرة، وتمكّن خلالها من اخطاف 3 جنود إسرائيليين هم إبراهام بنيامين وإدي أفيتان وعمر سعاد. لهذا، فإن مسألة الاقتحام وغيرها في تلك المنطقة ليست بعيدة عن التكرار، بينما من الممكن أن تكون مسرحاً لضرباتٍ وهجمات قد تُغير قليلاً في نمط المعادلة القائمة.   وتوضيحاً أكثر، فإن "حزب الله"، وفي حال نفذ أي "كومندوس" ضمن مزارع شبعا، عندها سيكون ذلك بمثابة أول تغيّر على صعيد جبهة المساندة والمشاغلة والتي لم تشهد على مثل هذه العمليات حتى الآن. هنا، تقول المصادر المقرَّبة من "الثنائي" إنَّ "حزب الله" سيكون عبر تلك العملية، قد أطلق رسائل أساسية في أكثر من اتجاه، وهي:
- التأكيد على قدرة الحزب على الوصول إلى العمق الإسرائيليّ بسهولة رغم التحصينات الإسرائيلية
- إثبات تزعزع القدرات الإستخباراتية الإسرائيلية على كافة القطاع المذكور
- إعادة سيناريو 7 تشرين الأول 2023 إلى الواجهة حينما تمكت قوات "حماس" من تنفيذ هجومٍ كبير ضدّ إسرائل بأدوات لا تعتبر متطورة مقارنة بالسلاح الإسرائيلي.
لهذا السبب وغيره، فإن مسألة تركّز المعارك في مزارع شبعا هو أمرٌ وارد، لكن الأساس هو أنه "لا حرب شاملة"، لأن أوراق المنطقة بأكملها سوف تختلط تماماً المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله حاضر دائمًا في الميدان

 

منذ بداية الصراع في المنطقة، كان حزب الله الرقم الصعب في معادلة المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ولاعبًا رئيسيًا في قلب موازين القوى، واليوم، مع استمرار العدوان على غزة وتوسع دائرة المواجهات، يتوهم البعض أن حزب الله قد ضعف أو تراجع. لكن الواقع مختلف تمامًا، فالحزب لم يتعب، بل يراقب، يدرس، ويمنح الفرصة لمن يدّعون أن الجيش قادر وحده على حماية الدولة ليبرهنوا ذلك عمليًا.
لقد أثبت التاريخ أن حزب الله لا يخوض معاركه اعتباطًا، ولا يستنزف قدراته في معارك غير محسوبة، وهو اليوم يقف موقف المتأمل، واضعًا الدولة أمام مسؤولياتها، واضعًا القوى السياسية والعسكرية أمام امتحان القدرة والإرادة، فمن يزعم أن الدولة قادرة على حماية حدودها واستعادة أراضيها، عليه أن يثبت ذلك، ولكن حين تحين لحظة الحسم، وحين تكتب المرحلة القادمة سطورها الأخيرة، سيكون حزب الله فارس الميدان الذي يقلب الطاولة على العدو.
هذا الموقف ليس ضعفًا، بل حكمة، وهو انعكاس للقدرة على ضبط النفس، والاحتفاظ بورقة القوة للحظة المناسبة، ومن يظن أن الحزب قد انتهى أو تراجع، فهو بحاجة إلى مراجعة رؤيته وفهم طبيعة هذه الحرب المركبة، حزب الله، الذي خاض حرب تموز 2006م وانتصر، وأدار معاركه في سوريا ولبنان بحنكة، لن يتخلى عن دوره في أي حرب تحرير قادمة، بل سيكون في طليعة المواجهة، حيث يحسم الأبطال المعركة، وحيث يولد النصر من الصبر والتخطيط.
المعادلة واضحة: هناك من يراهن على وهن حزب الله، وهناك من ينتظر خطوته التالية، لكن الحقيقة المؤكدة أن هذا الحزب لا يخوض معركة إلا ليحسمها، ولا يدخل المواجهة إلا ليحقق النصر، وهو الفارس الذي سيحمل راية التحرير حين تدق ساعة الصفر.
كاتبة لبنانية

مقالات مشابهة

  • برلمانية: إسرائيل مدانة بجرائم حرب.. و لا للتهجير ونعم للقضية الفلسطينية
  • في الهري.. إطلاق نار باتجاه أحد المواطنين وفرار الفاعلين
  • حزب الله حاضر دائمًا في الميدان
  • قتلى بغارة إسرائيلية في لبنان.. والقوّات الإسرائيلية تواصل التوغّل بالجنوب
  • من محور بركة النقار إلى الغرب من بلدة شبعا.. هذا ما فعلته جرافة إسرائيلية
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تستهزئ بالدور الأوروبي.. وماكرون طالب نتيناهو باحترام الاتفاقيات مع لبنان
  • إطلاق صاروخين باليستيين من الحوثيين باتجاه إسرائيل
  • إطلاق نار باتجاه مقهى في القبة ـ طرابلس.. إليكم السبب
  • نقزة لبنانية قبيل وصول اورتاغوس وسلاح الحزب البند الاصعب
  • هل تحقق إسرائيل ما تريد عبر سياسة الاغتيالات في لبنان؟