في منطقة الحيمة بمديرية التحيتا، حيث كانت السيول تجرف كل ما يعترض طريقها، سمع عبده محمد يحيى المسعودي، الجندي في اللواء الأول زرانيق المقاومة الوطنية، صراخ طفلين يطلبان النجدة. 

ودون تردد، وبعزم رجل يدرك تمامًا المخاطر المحدقة به، قفز إلى المياه العاتية، مسرعاً لإنقاذ الطفلين اللذين كانا على وشك الموت، فتمكن من انتشالهما من براثن الموت، وحملهما إلى بر الأمان.

لكن في هذه اللحظة الفارقة، غدر به التيار العاتي وجرفه بعيداً، ليلقى حتفه في المياه الغادرة. 

لم يكن موت عبده، مجرد نهاية مأساوية، بل كان بداية لقصة بطولية ستروى للأجيال القادمة، فقد ضحى بحياته من أجل إنقاذ طفلين بريئين، وكتب بأحرف من نور اسمه في سجل الشرف والتضحية.

هذا البطل، لم يمت، بل ولد من جديد في قلوب كل من سمع بقصته، بل هو رمر للشجاعة والتضحية، ونموذج يحتذى به لكل من يؤمن بالقيم النبيلة.

إن اسمه سيظل خالداً في ذاكرة أبناء تهامة، وبطولته ستظل شاهدة على أن هناك من يضحون بأنفسهم من أجل الآخرين، وأن القيم الإنسانية لا تموت مهما كانت الظروف.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

في العيد الـ12 لتجليس البابا تواضروس.. أوراق في دفتر «عطية الله»

هناك أشخاص معدودون تظل سيرتهم أطول من مسيرتهم بمقدار ما قدموه، من ضمن هؤلاء «وجيه صبحى باقى»، الذى صار فيما بعد يُعرف باسم البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، وحمل الرقم 118 فى تاريخ بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ المسيحى، وأحد أركان الدولة المصرية طوال مسيرة تعدت الألفى عام.

كسيده المسيح، وديعاً، محباً، متضعاً، يصنع سلاماً، كان «وجيه» فى طفولته وشبابه. 

ملتصقاً بالكنيسة، مهموماً بمشاكل الأقباط، مشغولاً بالشأن العام والحفاظ على سلامة الوطن واستقراره، عُرف عنه فى مسيرته الكهنوتية منذ أن كان راهباً باسم «ثيؤدور»، مروراً برسامته أسقفاً عاماً باسم «الأنبا تواضروس»، ووصولاً لجلوسه على كرسى مارمرقس الرسول فى 18 نوفمبر 2012 باسم «البابا تواضروس الثانى». 

كان له من اسمه نصيب، فهو «وجيه» فى صباه وشيخوخته، وهو «عطية الله»، كما يرمز اسمه القبطى لـ«الوطن والكنيسة»، نثر الحب يوم أن أراد أهل الشر بمصر سوءاً فى 2013، وزرع السلام بكلماته يوم أن أُريقت الدماء على مذبح الرب فى فورة الإرهاب بعد ثورة الثلاثين من يونيو، وبشّر بالمستقبل حينما بارك مشاريع «الجمهورية الجديدة».

الأحداث الجسام تليق بالرجال، تختبر قوة حكمتهم، والصيدلانى الذى تعلّم أن يصنع من «السم الدواء»، قاد دفة سفينة الكنيسة فى بحر متلاطم بالتحديات طوال اثنى عشر عاماً، ودوّن فى دفتر مسيرته الممتدة العديد من الإنجازات، فأعاد ترتيب البيت الكنسى من الداخل على نظام مؤسسى عصرى يلبى متطلبات الزمان واحتياجات رعيته، وخلّد اسمه فى كتاب التاريخ الحديث من أوسع أبوابه بما حصل الأقباط عليه من منجزات ومكاسب فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى جعل شعار «المواطنة» حقيقة على أرض الواقع. 

فى ذكرى تجليسه، تقلب «الوطن» فى دفتر مسيرة البابا تواضروس الثانى، تلقى الضوء على مسيرة رجل المحبة والصلاة، احتفاءً يليق بقدره ومكانته فى قلوب المصريين.

مقالات مشابهة

  • نائب أردني يثير الجدل بطلبه ذكر لقب المهندس قبل اسمه
  • قصة أغنية خاف العندليب من تقديمها على المسرح.. تسببت في وفاة عبده شريف
  • نائب أردني يثير الجدل بطلبه ذكر لقب المهندس قبل اسمه .. فيديو
  • «التنمية المحلية»: رفع درجة الاستعداد لموسم الشتاء وتطهير مخرات السيول
  • تعالى هنعملك مساج.. نص اعترافات متهم في واقعة خطف وسرقة بقال بدار السلام
  • في العيد الـ12 لتجليس البابا تواضروس.. أوراق في دفتر «عطية الله»
  • ذكرى وفاة عبدالمنعم إبراهيم.. دخل الفن من باب علي الكسار و«بابا عبده»
  • جوميز ينفي صلته بأي حسابات تحمل اسمه على مواقع التواصل الاجتماعي
  • بعد فضيحة نصر الدين عامر وبيان الأوقاف.. البرلماني بصنعاء عبده بشر للجماعة: ”لعب جهال”
  • قانون أميركي يحمل اسمه.. من هو الروسي سيرغي ماغنيتسكي؟