جروح الحرب الآتية لن تداوى بـ قطنة
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
من الآن وحتى تردّ إيران على الاعتداء الإسرائيلي على اغتيال إسماعيل هنية في عقر دارها، ومن الآن وحتى يردّ "حزب الله" على اغتيال إسرائيل القائد في "المقاومة الإسلامية" فؤاد شكر، سيبقى الإسرائيليون، ليس في الشمال فحسب، بل وفي كل شبر من الأراضي الفلسطينية المحتلة، في الملاجئ وفي المخابئ، لا يعرفون متى ستنقض الصواريخ على رؤوسهم.
وسبق أن أشرت في مقالة سابقة إلى مدى تأثير الحرب النفسية على المعنويات، وهي جزء أساسي ومهم في الحروب. ومن يحسن استخدامها يكون كمن يسجل نقطة تقدّم على الآخر حتى قبل احتدام المعارك، التي سيكون فيها بالتأكيد رابح وخاسر. وهذه هو منطق الحروب، التي غالبًا ما تؤدي إلى انصياع المهزوم لإرادة المنتصر عبر تسويات لا تكون عادة لمصلحة الفريق غير المنتصر. ولكن، وفي المقابل فإن للانتظار المقلق، الذي تحدّث عنه الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وجهًا آخر غير الخوف والقلق، اللذين يعيشهما الإسرائيليون في الجنوب والوسط والشمال، وهو أن اللبنانيين، بمن فيهم البيئة الحاضنة لـ "المقاومة الإسلامية"، وبالأخص أهالي القرى الجنوبية وأهالي الضاحية الجنوبية لبيروت، يعيشون القلق والخوف ذاتهما، وقد يكون بقدر أعلى، لأن الردّ الإسرائيلي، كما هو متوقع، على ردّي إيران و"حزب الله" الحتميين والمنتظرين، سيكون مزدوجًا، أي بمعنى أن إسرائيل سـ" تفش خلقها" باللبنانيين لأنها عمليًا يتعذّر عليها الردّ في العمق الإيراني، فتكتفي في هذه الحال بقصف لبنان من جنوبه حتى سهله وشماله، وبالأخص في المناطق الحاضنة لـ "حزب الله". إلاّ إذا كانت تل أبيب تريد هدم كل الجسور فتذهب بطائراتها المدمرة إلى الأجواء الإيرانية وتستهدف منشآت المفاعل النووية في الأراضي الإيرانية مستبقة أي ضربة متوقعة لإيران. (سيناريو محتمل). وهذا ما كان قد حذّرت منه أغلبية اللبنانيين، الذين عارضوا فكرة "الحرب البديلة" عن طريق تمرير فكرة "توحيد الساحات" إسنادًا لأهالي غزة المنكوبين والمتروكين لقدرهم ومصيرهم، أي بمعنى أن "حزب الله" أراد أن يفتح جبهة الجنوب اللبناني خدمة للمشروع الإيراني في المنطقة. هذا ما يقوله الذين لا يتوافقون مع السياسات التي يتبعها "حزب الله" حتى قبل إقدامه على فتح "جبهة على حسابه"، على حدّ تعبيرهم، وهو الذي يقاتل نيابة عن إيران بسلاحها الوفير، لأن "بطبيعة المعركة وتصور محور المقاومة وجبهة المقاومة للقتال، ليس مطلوباً من إيران أن تدخل قتالا دائمًا" على حدّ تعبير نصرالله في خطابه الأخير، وهي التي "تذبح بالقطنة". قبل أن يطّل السيد نصرالله على جمهوره، وهي الاطلالة الثانية له بعد اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية، خرق العدو الإسرائيلي جدار الصوت لأكثر من مرّة مما أحدث رعبًا ليس فقط في ضاحية بيروت الجنوبية، بل في مختلف المناطق اللبنانية حتى تلك البعيدة عن العاصمة. وهذا ما دفع "سيد المقاومة" إلى الحديث عن هذا الأمر عندما قال "اليوم (أمس الأول) لما طلعت المسيرات ذاهبة باتجاه عكار، كل الشمال توتر، الآن هو يأتي لعندنا ويقوم بجدار صوت. كان السيد فؤاد رحمة الله عليه يُناقش معي ويقول لي أنا عندي فكرة لنعمل جدار صوت عندهم، طبعًا كان عنده فكرة لن أقولها الآن نتركها ليوم آخر، كنت أقول له أجلها يا سيد، نحن أصلًا عاملين أهم جدار صوت عند الإسرائيليين، وهو عندما نطلق مُسيرة أو صاروخ تبدأ صفارات الإنذار بكل المستعمرات، وتعرفون هؤلاء جبناء ويخافون وليس عندهم معنويات وينهارون والباقي معلوم ماذا يحدث لهم، هذا أهم جدار صوت نحن نقوم به بالنسبة للإسرائيلي".
ويقول الذين يعارضون سياسة "حزب الله": لم يكن اللبناني مضطّرًا ليتحمّل لا "جدار الصوت" ولا ما قد يأتي بعد "جدار الصوت"، لأنه لا يريد الحرب في الأساس، على رغم إقراره بالحقّ الفلسطيني المقدس، ولكنه ليس ملزماً أن يقاتل نيابة عن إيران مثلًا، ولم يكن مضطرًّا لكل هذه المعاناة فيما الآخرون يكتفون باستخدام "القطنة".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله جدار صوت
إقرأ أيضاً:
الحقيقة التي لا نشاهدها
هل نعرف وندرك ونؤمن أن هناك عيوناً قد تؤذينا عن قصد أو بدون قصد نعرفها أولا نعرفها وقد لا نشاهدها طوال حياتنا بل كانت عيناً موجهة عن قرب أو بعد، أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك أنها الحقيقة المرة القاسية والتي يجب نتحصن بذي العزة والجبروت ونعتصم برب الملكوت ونتوكل علي الحي الباقي الدائم الذي لا يموت وبسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء نتحصَّن ، وما شاء الله تبارك الرحمن على عيون السعادة العيون الفاتنات الناعسات بألوانها وتركيباتها وعدساتها وأحجامها والتي تسير بصاحبها إلى الطريق الصحيح، من غير لف ولا دوران ولا غمز ولمز، ورمش ورموش. وأعوذ بالله وقدرته وبكلماته التامات من العيون الكهرومغناطيسية، العيون الحمراء، العيون المجرمة القاتلة الخبيثة، عين الحاسد الحاقد العاين الزعوور، الذي ينظر ويعجب ولا يبارك على ما شاهد من فضل الله وبركته.
أنها حقيقة مرة بطعم العلقم نؤمن بها وندرك ونشاهد ونسمع ونقرأ ما تفعله العيون. فهي العدو المجرم القاتل الصامت الذي يعيش بيننا ويجب الحذر منه بالتحصين والأذكار، فالعين حق وحقيقة وواقع كما أخبر بذلك الرسول، صلى الله عليه وسلم، ووضح لأمته طرق الوقاية والتحصين والحفظ من شرها. و على الإنسان أن يلتزم بما أخبر به رسولنا، صلى الله عليه وسلم، بقوله :(إذا رأى أحدكم من أخيه ومن نفسه وماله ما يعجبه فليباركه، فإن العين حق).
وعين العاين تختلف من شخص لآخر، فبعضهم معروفون للعامة، وعيونهم قوية لا تخطئ، وبعضهم غير معروفين، وبعضهم يجاهر ويتحكم بها، ويختار المكان الذي يضعها فيه.
وبعض العيون تصيب بسهام عفوية، تقع نتيجة الإعجاب، وقد لاتتكرر كثيراً في دقة إصابتها الهدف، فربما تكون رمية من غير قصد، لكنها سهام العين خرجت فأصابت، وهذه غالبا تكون إصابتها بسيطة وغير قاتلة.
وأخيرا، من أصابته العين، عليه أن يذهب إلي العاين إذا عرفه، ويطلب منه أن يتوضأ، كما في حديث رسولنا، صلى الله عليه وسلم (العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا).
وإذا لم يعرف العاين فعليه بالإكثار من ذكر الله، والتضرع إلى الله بالشفاء ، فالعين حق وفتنة، فعلى الإنسان وواجبه أن يحافظ على الأذكار، ويتق الله في عينه وحركتها ورمشها وسهامها، فكم من طريح الفراش، ومريض ومجنون، بسبب سهام عين.
وقانا الله والمسلمين والقراءالكرام من كل عين حاسد، وما شاء الله تبارك الله والحمد لله على نعمه التي تترى ، وأعوذ برب الفلق من كل عين إنس وجان.
وقفة:
قالوا في الأمثال:
عضة أسد ولانظرة حاسد.
Leafed@