يمانيون:
2024-09-10@01:55:22 GMT

السنوار رئيساً: «حماس» تبدّد مفاعيل اغتيال هنية

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

السنوار رئيساً: «حماس» تبدّد مفاعيل اغتيال هنية

في الوقت الذي اعتقد فيه المستويان السياسي والأمني في إسرائيل أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، سيساهم في إعادة هندسة الصفّ القيادي للحركة، على اعتبار أن الراحل تماهى مع قائدها في غزة، ومن خلفه قيادة «كتائب القسام»، اللذين يقدر العدو أنهما هما مَن خطّطا لعملية «طوفان الأقصى»، بمعزل عن موافقة التيار المنافس في الحركة، والمتمثّل، وفق الفهم الإسرائيلي، في خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وقادة آخرين، رفعت «حماس» مستوى التحدّي، أو أنها نفّذت أول ردودها على اغتيال هنية، من خلال تعيين يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي.

وكان هنية ظلّ، طوال السنوات الماضية، مثالاً للقائد الذي يجيد البقاء في المنتصف، أي بين تيارَي «الصقور» و»الحمائم»، وفقاً للتوصيف الإسرائيلي، وهو شكّل، منذ بداية «طوفان الأقصى»، إحدى أكثر الشخصيات جذرية وعناداً، إذ حافظ على وحدة الموقف تجاه ثوابت التفاوض، والمتمثّلة في الانسحاب من غزة بشكل كّلي، ووقف نهائي لإطلاق النار، وصفقة تبادل مشرّفة، وإعادة الإعمار، ولم يَقبل كل محاولات الالتفاف على أيّ مطلب من تلك المطالب. ووفقاً لمصدر «حمساوي» مطّلع، فقد «اغتالت إسرائيل هنية، لأنها رأت فيه سنواراً آخر، يرفض الاستسلام، ولا يرضخ للضغوط والتهديدات والابتزاز».

وبناءً عليه، بدا واضحاً أن حركة «حماس» أرادت من خلال انتخاب السنوار أن تبعث بجملة من الرسائل:
– تبديد الفهم الإسرائيلي لطبيعة الصف القيادي للحركة، والذي شكّل الدافع لعملية اغتيال هنية. وبحسب مصادر «حمساوية»، تحدّثت إلى «الأخبار»، فقد تم اختيار السنوار بالإجماع، ومن دون الحاجة إلى انتخابات حتى، أي إن البدائل التي كان الاحتلال يَعتقد أنها ستكون أقلّ جذرية وأكثر ليناً، من مِثل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق، اتّحدت وأجمعت على المنحى السياسي والعسكري والتفاوضي الذي يمثّله القائد المنتخب.

«اغتالت إسرائيل هنية، لأنها رأت فيه سنواراً آخر، يرفض الاستسلام، ولا يرضخ للضغوط والتهديدات والابتزاز»

– يشكّل منصب رئاسة المكتب السياسي في حركة «حماس»، المنصب الموازي لرئاسة الوزراء في كيان الاحتلال. وحينما تختار «حماس» السنوار، فهي تعبّر في واحدة من رسائلها، عن أبلغ مستويات الرغبة في التحدّي ورفض الاستسلام والتراجع، وتقلّص أيضاً من هوامش تأثير عواصم الاحتضان والتأثير في قرار الحركة، على اعتبار أن مربط الفرس يمسكه السنوار من داخل أحد أزقة غزة أو أنفاقها.

– على الصعيد الإقليمي، يتزامن انتخاب السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة، مع دخول الحرب مرحلة الاستحقاقات الكبرى، حيث تحسم «حماس» تموضعها في وسط محور المقاومة من دون أيّ مواربة.

– وعلى صعيد المسار التفاوضي الذي هو ترجمة لوقائع الميدان، يحمل اختيار السنوار رسالة واضحة بقدرة «كتائب القسام» على مواصلة القتال إلى أمد بعيد، حيث تريد حركة «حماس» أن تقول إنها قادرة على القتال، وإن استمرت الحرب لأربع سنوات أخرى، هي ولاية رئيس المكتب السياسي الجديد.

بالنتيجة، تقوّض حركة «حماس» المفاعيل الاستراتيجية لعملية الاغتيال. وإلى جانب التأثير العملاني لمنصب السنوار الجديد، فإن انتخابه شكّل صدمة معنوية كبرى؛ إذ تَقلّد عدو إسرائيل الأول أعلى مناصب الحركة، بعد 10 أشهر من حربٍ ظنَّ الاحتلال أنه استطاع فيها تهشيم الصورة المعنوية للرجل، ليس في الشارع الغزاوي فحسب، إنما في داخل القواعد الحزبية للحركة التي دفعت ثمناً باهظاً في خلال الحرب.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

حماس: ما يروجه الاحتلال ومصادر أمريكية عن مطالب جديدة للحركة «كذب وتهرب» من مسؤوليتهم

أفادت حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، اليوم الاثنين، بأن مطالبها بشأن وقف العدوان الإسرائيلي بشكل دائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة واضحة، والمقاومة متمسكون بها.

وأضافت «حماس»: «ما يروجه الاحتلال الإسرائيلي ومصادر أمريكية عن مطالب جديدة للحركة كذب وتهرب من مسؤوليتهم عن تعطيل المفاوضات»، قائلة نحذر من اعتبار شروط نتنياهو الجديدة نقطة للتفاوض وإعادة المقاومة إلى المربع الأول.

وتابعت «حماس»: «إذا لم يتم الضغط على بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال وإلزامه بما تم الاتفاق عليه فلن يرى أسرى الاحتلال الإسرائيلي النور»، متابعة: «الجميع يعلم أن نتنياهو وحكومته النازية هما الطرف المعطل للاتفاق».

اقرأ أيضاً«حماس» عن عملية إطلاق النار في معبر الكرامة: تأكيد على رفض الشعوب العربية جرائم الاحتلال

الخارجية الأمريكية: المفاوضات تتطلب موافقة حماس ومرونة من الجانب الإسرائيلي

حماس: لن نسمح بأي اتفاق ينتقص من حق شعبنا

مقالات مشابهة

  • إيران تتوعد بانتقام "مرير ومختلف هذه المرة" ضد إسرائيل بعد مرور 40 يوما على اغتيال إسماعيل هنية
  • حماس: ادعاءات العدو الصهيوني حول مطالب جديدة للحركة كاذبة وتهدف لعرقلة المفاوضات
  • إسرائيل تنتظر خطأً واحداً من السنوار
  • حماس: ما يروجه الاحتلال ومصادر أمريكية عن مطالب جديدة للحركة «كذب وتهرب» من مسؤوليتهم
  • الاحتلال يحقق في تسريب وثائق عن حماس تهدف لتشكيل الرأي العام في إسرائيل
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل ستتلقى ردًا حاسمًا على اغتيال إسماعيل هنية
  • إسرائيل.. السلطات العسكرية تحقق في ملابسات تسريب وثيقة لحماس
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • ‏نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني: رد ⁧إيران⁩ على اغتيال هنية سيكون في التوقيت المناسب
  • السنوار كابوس إسرائيل المزمن.. رحلة البحث في عقله عبر دوراته الدراسية