السنوار رئيساً: «حماس» تبدّد مفاعيل اغتيال هنية
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
في الوقت الذي اعتقد فيه المستويان السياسي والأمني في إسرائيل أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، سيساهم في إعادة هندسة الصفّ القيادي للحركة، على اعتبار أن الراحل تماهى مع قائدها في غزة، ومن خلفه قيادة «كتائب القسام»، اللذين يقدر العدو أنهما هما مَن خطّطا لعملية «طوفان الأقصى»، بمعزل عن موافقة التيار المنافس في الحركة، والمتمثّل، وفق الفهم الإسرائيلي، في خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وقادة آخرين، رفعت «حماس» مستوى التحدّي، أو أنها نفّذت أول ردودها على اغتيال هنية، من خلال تعيين يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي.
وبناءً عليه، بدا واضحاً أن حركة «حماس» أرادت من خلال انتخاب السنوار أن تبعث بجملة من الرسائل:
– تبديد الفهم الإسرائيلي لطبيعة الصف القيادي للحركة، والذي شكّل الدافع لعملية اغتيال هنية. وبحسب مصادر «حمساوية»، تحدّثت إلى «الأخبار»، فقد تم اختيار السنوار بالإجماع، ومن دون الحاجة إلى انتخابات حتى، أي إن البدائل التي كان الاحتلال يَعتقد أنها ستكون أقلّ جذرية وأكثر ليناً، من مِثل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق، اتّحدت وأجمعت على المنحى السياسي والعسكري والتفاوضي الذي يمثّله القائد المنتخب.
«اغتالت إسرائيل هنية، لأنها رأت فيه سنواراً آخر، يرفض الاستسلام، ولا يرضخ للضغوط والتهديدات والابتزاز»
– يشكّل منصب رئاسة المكتب السياسي في حركة «حماس»، المنصب الموازي لرئاسة الوزراء في كيان الاحتلال. وحينما تختار «حماس» السنوار، فهي تعبّر في واحدة من رسائلها، عن أبلغ مستويات الرغبة في التحدّي ورفض الاستسلام والتراجع، وتقلّص أيضاً من هوامش تأثير عواصم الاحتضان والتأثير في قرار الحركة، على اعتبار أن مربط الفرس يمسكه السنوار من داخل أحد أزقة غزة أو أنفاقها.
– على الصعيد الإقليمي، يتزامن انتخاب السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة، مع دخول الحرب مرحلة الاستحقاقات الكبرى، حيث تحسم «حماس» تموضعها في وسط محور المقاومة من دون أيّ مواربة.
– وعلى صعيد المسار التفاوضي الذي هو ترجمة لوقائع الميدان، يحمل اختيار السنوار رسالة واضحة بقدرة «كتائب القسام» على مواصلة القتال إلى أمد بعيد، حيث تريد حركة «حماس» أن تقول إنها قادرة على القتال، وإن استمرت الحرب لأربع سنوات أخرى، هي ولاية رئيس المكتب السياسي الجديد.
بالنتيجة، تقوّض حركة «حماس» المفاعيل الاستراتيجية لعملية الاغتيال. وإلى جانب التأثير العملاني لمنصب السنوار الجديد، فإن انتخابه شكّل صدمة معنوية كبرى؛ إذ تَقلّد عدو إسرائيل الأول أعلى مناصب الحركة، بعد 10 أشهر من حربٍ ظنَّ الاحتلال أنه استطاع فيها تهشيم الصورة المعنوية للرجل، ليس في الشارع الغزاوي فحسب، إنما في داخل القواعد الحزبية للحركة التي دفعت ثمناً باهظاً في خلال الحرب.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
عاجل- محمد الضيف يظهر لأول مرة ليعلن عن عملية "طوفان الأقصى" وإطلاق آلاف الصواريخ نحو إسرائيل
في حلقة استثنائية من برنامج "ما خفي أعظم"، الذي عرض الليلة في العاشرة مساءً على قناة الجزيرة، كشف التحقيق تحت عنوان "الطوفان" عن تفاصيل جديدة ومثيرة لعملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023.
وعرضت الحلقة مشاهد حصرية للقائدين الراحلين يحيى السنوار ومحمد الضيف، بالإضافة إلى مقابلات مع قادة من المجلس العسكري العام لكتائب القسام، والتي توضح خفايا العملية وأسرارها التي لم تُكشف من قبل.
"ما خفي أعظم" يكشف أسرار عملية طوفان الأقصى
تناولت الحلقة تفاصيل عملية "طوفان الأقصى"، التي تُعد من أبرز العمليات العسكرية التي نفذتها كتائب القسام ضد مستوطنات غلاف غزة وعرضت مشاهد نادرة تُكشف لأول مرة توثق استعدادات مقاتلي القسام من داخل الأنفاق لحظات نصب العبوات الناسفة، وتفجير الآليات العسكرية الإسرائيلية.
لقطات حصرية للقائدين يحيى السنوار ومحمد الضيف
وتمكن فريق برنامج "ما خفي أعظم" من الحصول على لقطات حصرية للقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، بالإضافة إلى مشاهد نادرة للراحل يحيى السنوار، الذي يُعتبر العقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى".
وأشارت الحلقة إلى تفاصيل عن السنوار، الذي أُعلن اغتياله في 17 أكتوبر 2023 بعملية إسرائيلية في رفح جنوبي قطاع غزة.
توثيق أحداث عملية طوفان الأقصى بالصوت والصورة
وثقت الحلقة مشاهد استثنائية تُظهر مقاتلي النخبة من كتائب القسام داخل ناقلة الجند الإسرائيلية "النمر"، بالإضافة إلى مقابلات مع قادة عسكريين في القسام، الذين كشفوا عن تفاصيل العملية وتبعاتها.
وتختتم الحلقة بلقطات تحمل طابع السرية التامة، مع الإشارة إلى القائد العام محمد الضيف، ودوره المحوري في هذه العملية.
عملية طوفان الأقصى
أوقعت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب القسام في أكتوبر 2023، أكثر من ألف قتيل بين الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، وأحدثت صدمة واسعة داخل إسرائيل. وتعد هذه العملية من أعقد العمليات التي خطط لها السنوار والضيف، مما جعلها علامة فارقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.