لماذا استدار #الأردن نحو #طهران؟ – #ماهر_أبوطير
هل استدار الأردن بشكل مفاجئ نحو طهران، بناء على رغبة الأردن اصلا، مما دفع الايرانيين لدعوة وزير الخارجية، ام ان ايران هي التي استدارت فجأة نحو الأردن لاعتبارات كثيرة.
بالنسبة لي هذه استدارة أردنية في كل الاحوال، لأن الزيارة والتي تمت بدعوة ايرانية لوزير الخارجية، كان يمكن لعمان تجنبها، او جدولتها، او عدم التوقف عندها كليا اذا كان محركها الاساس ايرانيا، ولو افترضنا ان هناك طرفا ثالثا تدخل بين البلدين لتشبيك العلاقة بهذا الشكل المفاجئ، فإن الأردن هنا ماكان ليتجاوب لولا وجود توافقات عربية او اقليمية او دولية على اتمام الزيارة، خصوصا، ان التوقيت لم يكن أردنياً فقط، بل تقف كل المنطقة والعالم، امام ازمة كبرى قد تؤدي الى حرق الاقليم، وجر العالم الى تداعيات صعبة للغاية.
هذا لا يعني ان الأردن مسلوب الارادة، لكن في الحسابات السياسية، تضع العواصم في موازينها كل التفاصيل، والارتدادات قبل الاقدام على اي خطوة من هذا المستوى تحديدا.
مقالات ذات صلةفي كل الاحوال علينا ان نسأل لماذا ذهب الوزير ايضا، خصوصا، ان محاولات تحسين العلاقات الثنائية في سنين سابقة لم تنجح، وبقي الأردن في جهة وايران في جهة ثانية، واحسن الوزير صنعا حين نفى انه يحمل رسالة من اسرائيل، ونفيه يبدو منطقيا جدا، لان اسرائيل ليست بحاجة للأردن لإبراق رسائل التهديد مثلا، التي تجاهر بها اعلاميا ليل نهار، فيما وساطات التهدئة ممكنة عبر بدلاء للأردن اقلها ثلاثة عواصم عربية قادرة على نقل رسائل التهدئة بين اسرائيل وايران، اضافة الى عاصمتين اقليميتين، وهذا يعني ان الأردن هنا ليس وكيلا لاسرائيل في قصة التصادم الايراني الاسرائيلي، ولا مكتب بريد في الاقليم اللعين.
لا يمكن تحليل الزيارة من زاوية نفي التوصيف الوظيفي الاسرائيلي للزيارة فقط، لان المنطق يقول ايضا ان واشنطن طرف اساسي في العالم والمنطقة، وقد تكون هناك رسائل اميركية الى ايران، او رسائل ايرانية الى الولايات المتحدة، عبر الأردن، حتى لاندور حول انفسنا في فك تشفيرات البيان الرسمي لوزارة الخارجية، وهذا امر متوقع، ولا يعقل ان تتم هكذا زيارة بدون توظيفات على مستوى الاقليم، خصوصا، في ظل التهديدات المتواصلة بين كل الاطراف.
للأردن هنا حسبته المباشرة، وتقوم على عدة محاور، اولها وقف حرب غزة، وانهاء هذه المذبحة، لتأثيرها على الشعب الفلسطيني، وعلى الأردن، وصولا الى كل الاقليم.
ثانيها منع نشوب حرب اقليمية، بسبب الضربات المتوقعة، وحجمها وطبيعتها، ومنصاتها، وتأثيراتها، والردود عليها، لأن نشوب الحرب الاقليمية سيدمر منطقة كاملة، وستؤثر على حبة الدواء، ورغيف الخبز، وكيلو واط الكهرباء، ووقود السيارة، وسلع الغذاء، وارواح البشر، وقد تتحول الى حرب عالمية ثالثة في توقيت ما، دون قدرة حتى على حصرها في الاقليم فقط.
وثالثها ان الأردن يريد ان يقول للايرانيين ان عليهم ان يتجنبوا الأردن في حال قصفوا اسرائيل، فلماذا يصبح الأردن ساحة تراشق بين الصواريخ الذاهبة والقادمة، في ظل وضع حساس، وبامكان ايران ان تفعل الامر ذاته عبر سماءات جبهة العراق-سورية، او جبهات بديلة مثل لبنان واليمن، وهنا يدرك الأردن ان ايران تتقصد اطلاق الصواريخ عبر الأردن ادراكا لحساسية موقع الأردن الجيوسياسي، وخواصره المرهقة بكل هذه الملفات.
في كل الاحوال هذه زيارة “اللحظة الاخيرة”، سواء استدارت طهران نحو عمان، او عمان نحو طهران، او تدخل وسطاء آخرون سرا لاطفاء النار، خصوصا، مع تصعيد لهجة التهديدات المتبادلة، وما يمكن قوله استخلاصا ان كل امنيات المنطقة الان تتلخص بأن يكون الرد الايراني منخفض الحدة، حتى لا تدخل اسرائيل في رد فعل اوسع، فيما الكلام عن تراجع ايران عن الرد كليا، يبدو وهماً، مع الاهانة التي تعرضت لها ايران بقتل ضيف في حمايتها، وهذا يعني ان الرد قادم، لكن شكله وحجمه قد لا يتطابق مع المبالغات السائدة اعلاميا وشعبيا.
سننتظر لنعرف حصاد زيارة ” اللحظة الأخيرة”.
الغد
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية: اليزابيث قد تكون نقلت الى ايران والفصيل الخاطف يطالب بـفدية
بغداد اليوم- ترجمة
كشفت شبكة ال إسرائيل نيوز في تقرير نشرته، اليوم الخميس، (13 آذار 2025)، ان مصادر من داخل الحكومة العراقية صرحوا للمسؤولين الأمريكيين، بان الإسرائيلية المختطفة في العراق اليزابيث تساركوف، قد تكون نقلت في وقت سابق الى ايران، مؤكدة ان الخاطفين "لا يستجيبون لأي تواصل رسمي".
وقالت الشبكة بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان المسؤولين العراقيين اكدوا للمبعوث الأمريكي الى الشرق الأوسط لشؤون المختطفين ادم بوهلير، ان اليزابيث قد تكون "نقلت" في وقت سابق الى ايران ولم تعد موجودة على الأراضي العراقية، معللة تصريحات المسؤولين العراقيين بانها "محاولة لتفادي المسؤولية عن اطلاق سراحها امام الحكومة الامريكية التي تصر بشدة على اعادتها".
مسؤولون أمريكيون اكدوا للشبكة الإسرائيلية، ان الحكومة العراقية وعلى الرغم من الجهود التي تقوم بها لتأمين اطلاق سراح اليزابيث، الا ان الفصيل الذي اختطفها "لا يستجب" مع مخاطبات بغداد، موضحين ان "الفصيل طلب فدية مالية مقابل اطلاق سراحها ورفض التواصل او التفاوض حول تأمين خروجها دون دفع الفدية المالية أولا".
وأكدت الشبكة أيضا ان المسؤولين الأمريكيين حملوا الحكومة العراقية مسؤولية سلامة اليزابيث تساركوف، موضحين لها "ان مسؤولية إعادة المختطفة تقع على عاتق بغداد سواء كان الانباء حول نقلها الى ايران صحيحة من عدمها"، مضيفين أيضا ان الحكومة في بغداد "لا تعلم موقعها الحالي" لكنهم رجحوا ان تكون ما تزال داخل البلاد لدى الفصيل الذي اختطفها.
وأشارت الشبكة، الى ان احد المسؤولين العراقيين صرح للامريكيين بان اليزابيث الان في ايران وان مصيرها تقرره الحكومة الإيرانية وحدها وليس للحكومة العراقية القدرة على اعادتها، الامر الذي رفضه الأمريكيون بسحب تأكيدها.
يذكر ان المواطنة الإسرائيلية اليزابيث تساركوف، دخلت العراق بجواز سفر روسي لاجراء دراسة حول الفصائل المسلحة وطريقة عملها داخل العراق، حيث تم اختطافها من مقهى (رضا علوان) في منطقة الكرادة في السادس والعشرين من مارس آذار عام 2023.