الحساب الإيراني لتفويت الفرصة على نتنياهو
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
كتبت روزانا بو منصف في" النهار": لم يبخل المسؤولون الإيرانيون خلال أسبوع بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران بمواقف تهديدية متلاحقة عالية السقف، ما لبثت أن أُرفقت بالإعلان عن عدم الرغبة في الذهاب إلى حرب إقليمية. ولكن الخطاب الذي ألقاه الأمين العام ل" حزب الله " السيد حسن نصرالله في ذكرى مرور أسبوع على مقتل قائده العسكري الأول فؤاد شكر في قصف إسرائيلي استهدفه في الضاحية الجنوبية، شكّل مؤشّراً أقوى، من حيث رغبته في تحييد إيران "وعدم اضطرارها إلى خوض قتال دائم" كما قال، على تقويم مختلف لدى إيران قد لا يتأخر في الظهور رغم أن التراجع عن طرف الهاوية لم يثبت بعد ولا يزال الخطر كبيراً ولم يحصل تبريد كلّي للرؤوس الحامية.
لكن التقارير الأخيرة عن الانخراط الديبلوماسي المباشر بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين من خلال رسائل أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يؤمل أن تكون أتت مفاعيلها لجهة أن أي انزلاق في اتجاه الحرب لن يكون في مصلحة إيران بعدما أبدت واشنطن استعداداتها لردع أي حرب على إسرائيل بالتزامن مع توجيه الرسائل إلى أنها لم تبلغ بأيّ من اغتيال هنية أو شكر وهي تضغط على إسرائيل للذهاب إلى اتفاق لوقف النار.
عودة ترامب المحتملة تراهن عليها إسرائيل أو نتنياهو بالذات رغم أن الإدارات الأميركية لا تختلف كثيراً في التعاطي مع إسرائيل ولكنها أظهرت اختلافاً في التعاطي مع طهران. وثمة واجب للحذر مع الكشف عن متورّطين تردّد أن إيران استخدمتهم للقيام باغتيالات في أميركا.
الحسابات الأخرى تتّصل بطبيعة الاعتداءات الإسرائيلية التي وصلت إلى قلب طهران بعدما كانت قد أوجعت "حزب الله" بقوة وكذلك الحوثيين في اليمن، بمعنى أن ليس وكلاؤها وحدهم من يمكن أن يعاني في هذه الحرب، بل هي نفسها على غير ما تجنبته وتتجنبه في أي مواجهة فعلية وجدية مع إسرائيل، علماً بأن المخاطرة كبيرة جداً بإهدار قدرات الحزب في لبنان ونفوذه في أي حرب تضطره إلى استخدامها في هذه المرحلة في الوقت الذي لم تتضح بعد حسابات إيران الجديدة لوكلائها مع الصورة المختلفة التي تحاول أن ترسمها لنفسها أو تعتزم الإطالة بها على المجتمع الدولي.
فمع وصول رئيس جديد في إيران أراد المرشد الإيراني توجيه رسائل متعددة من خلاله وفقاً لخطاب مسعود بزشكيان في تسلّمه الرئاسة، فإن الانزلاق إلى حرب موسعة قد يعرّض مراكز حيوية إيرانية للخطر وكذلك الأوراق التي تمسك بها إيران في تعزيز موقعها إزاء العرب كذلك. وهذا يصب في مصلحة إسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو بالذات من حيث تعطيل المسار الإيراني المقبل وحساباته الاستراتيجية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بعد مزاعم أمريكية أوروبية.. إيران ترد على اتهامات نقل أسلحة إلى روسيا
على الرغم من تأكيد الاتحاد الأوروبي، امتلاكه معلومات استخباراتية تؤكد نقل إيران أسلحة لروسيا، نفت إيران تلك الاتهامات بالكامل، بحسب ما أعلنته قناة «القاهرة الإخبارية».
ونفى القيادي في الحرس الثوري الإيراني، فضل الله نوذري، نقل أسلحة إلى روسيا، واصفًا تلك التقارير بأنها مجرد حرب نفسية، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن مزاعم نقل أسلحة إلى روسيا لا أساس لها، مضيفًا: «إيران لم تكن في أي وقت من الأوقات جزءا من النزاع الروسي الأوكراني»، بحسب وكالة رويترز.
معلومات استخباراتية تؤكد نقل طهران أسلحة لموسكوالاتهامات ضد إيران بنقل أسلحة إلى روسيا كان آخرها صباح اليوم الاثنين، إذ كشف الاتحاد الأوروبي أن لديه معلومات استخباراتية تؤكد أن طهران تزود موسكو بصواريخ باليستية، وهدد بفرض عقوبات ضد طهران في حال تأكد نقل الأسلحة.
الكرملين: إيران شريكة لروسياوردت روسيا على تلك المزاعم أيضًا، حيث قال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، إنه اطلع على التقرير لكن ليست جميعها صحيحة، مضيفًا أن إيران شريكة لروسيا وأن البلدين يطوران الحوار في جميع المجالات، وفقًا لـ«رويترز».
وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إن أي محاولة لنقل صواريخ من طهران إلى موسكو سيمثل تصعيدًا خطيرًا في الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، بحسب وكالة «رويترز».