لم تكد خمسة أيام تمرّ على قرار "التيار الوطني الحر" فصل النائب آلان عون، حتى تقدّم نائب جبيل سيمون أبي رميا باستقالته من التيار أمس، ليكون الأول بين رفاقه الذي يغادر بقرار شخصي، والثالث الذي يغادر التيار (بعد عون والنائب الياس بو صعب، مع ترجيحات بقرب خروج رئيس لجنة المال والموازنة أيضاً)

وكتبت " الشرق الاوسط": خروج أبي رميا ليس الأول، ولن يكون الأخير؛ إذ سبقه العشرات ممن حملوا شعارات الجنرال عون ثم افترقوا عنه، حيث عبّر نائب رئيس الحكومة الأسبق اللواء عصام أبو جمرة، أحد مؤسسي «التيار الوطني الحرّ»، عن أسفه «للحالة التي وصل إليها التيار جرّاء السياسة التي انتهجها مَن تولَّوا قيادته طيلة السنوات العشرين السابقة».

وقال أبو جمرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «منذ أن غادرت صفوف التيار الوطني الحرّ، وقبل وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، كنت على يقين بأنه سيصل إلى الحال التي هو عليها الآن، والآخذة بالتفاقم»، لافتاً إلى أن «سياستهم أفقدت التيار القِيَم التي تأسس عليها، والتي ناضلنا وضحَّينا جميعاً من أجلها».
وتوقّعت مصادر مطلعة على تفاصيل الخلافات التي تعصف بين باسيل وأعضاء في تكتّله، أن تكون استقالة أبي رميا «مقدمة لاستقالات عدة من التكتل، بما يؤثر على ثقله في البرلمان النيابي». وأكّدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاستقالات المتوقَّعة ستترك تداعيات سلبية كبيرة على وحدة التكتل، وعلى البنية الحزبية للتيار»، مشيرة إلى أنه «بعد فصل (نائب رئيس مجلس النواب) إلياس أبو صعب وآلان عون، وخروج النائب محمد يحيى منه، واستقالة أبي رميا، يخسر التيار 4 من أعضائه، ليرسو العدد الآن عند 16 نائباً».ولا تستبعد المصادر أن «يلجأ نوّاب آخرون إلى هذه الخطوة".».
ويُفترض أن تترك استقالة أبي رميا تداعيات على جمهور التيار البرتقالي، وأوضحت المصادر أن «خروج النواب الذين جرت إقالتهم، أو الذين وُضعوا أمام خيار الاستقالة القسرية، سيخلق مشكلة لدى التيار، الذي سيعاني من القدرة على ترشيح آخرين مكانهم، وتأمين فوزهم بالانتخابات المقبلة».
وقالت المصادر: «خطأ جبران باسيل أنه اصطدم مع النواب الذين لديهم قاعدة واسعة وتمثيل شعبي وازِن في دوائرهم الانتخابية، مثل إلياس بوصعب في المتن، وسيمون أبي رميا في جبيل، وآلان عون في قضاء بعبدا، والنائب السابق ماريو عون في بعبدا والنائب السابق زياد أسود في جزين».

وكتبت " الاخبار": السؤال الرئيسي المطروح هو عن مستقبل الحياة السياسية للمفصولين من الحزب والخارجين منه أو من هم على «لائحة الانتظار»، وما إذا كان هؤلاء سيشكلون مع رموز حزبية أُخرجت أو خرجت سابقاً، كتلة يكون لها وزنها السياسي، وتتسبب في إرباك باسيل. وفي هذا السياق، تقول مصادر مطّلعة إن الأمر يتوقف على مستقبل علاقة رئيس التيار بحزب الله وما إذا كان سيتحالف معه في الانتخابات المقبلة أم لا. أضف إلى ذلك، أن لكل من الخارجين حيثية مختلفة عن الآخر. ووفق المصادر، فإن التكهّنات، مثلاً، حول احتمال تحالف عون مع الثنائي الشيعي في الانتخابات المقبلة، ما لم يتم الاتفاق مع باسيل، فذلك لا يؤمّن له بالضرورة فوزاً مضموناً، إذ إن مجموع أصوات الثنائي في انتخابات 2022 لم يصل إلى حاصلين انتخابيين، في ظل اهتمام الثنائي أولاً بضمان مقعديه الشيعيين قبل ضمان مقعد ماروني لحليفهما، علماً أن عون نال في الاستحقاق الماضي 8457 صوتاً، وهذه الأصوات ستنخفض إلى النصف أو أكثر بعد خروجه من التيار.
في المقابل، سيواجه باسيل مشكلة افتقاد شخصية عونية تملك كاريزما تخلف نائب بعبدا الذي يحظى بتعاطف قسم كبير من العونيين معه. أما في جبيل، فيبدو الوضع مختلفاً تماماً لناحية وجود مرشحين منافسين كثر لأبي رميا، من بينهم المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران الذي بدأ منذ مدة يستقطب بعض المحسوبين على أبي رميا، وعضو المجلس السياسي في التيار وديع عقل الذي يحظى بشعبية بين الحزبيين لإمساكه بملفات الفساد، ومسؤول العلاقات الدولية في التيار طارق صادق، ونائب رئيس التيار للشؤون الخارجية ناجي حايك (يُتوقع أن يترشح في بيروت رغم تحدّره من جبيل). لذلك يبدو التيار أكثر ارتياحاً في هذا القضاء منه في بعبدا.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أبی رمیا

إقرأ أيضاً:

لم يترشّح أحد على الرئاسة.. باسيل: النواب الأربعة طلبوا مني عدم إجراء انتخابات داخلية

أعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، اليوم الإثنين، أنّه "إذا لم نوضح الأمور أكون مقصراً بواجباتي تجاه "التيار" خاصة بعد كل ما كُتب".   أضاف باسيل خلال لقاء خاص على قناة الـ "أو تي في": "لم أميّز بين الناس في التيار وفي اختيار النواب واعتمدت مصلحة التيار ولم يترشّح أحد على رئاسة "التيار"  في العام ٢٠١٩ ولأي أحد الحق بالترشح وكذلك حصل في العام ٢٠٢٣ وكنت دائماً أجري استطلاعات رأي".   تابع:" إذا كان لأحد مشكلة في نظام التيار يمكنه العمل على تغييره ولا يمكن أن نقفِل فرصة الترشح على أحد وهناك ناس لم يترشحوا وأعطوا صورة جميلة عن التيار كشامل موزايا وناجي غاريوس وحكمت ديب وروجيه عازار وأنطوان بانو".    وعن النواب الأربعة الذين خرجوا من التيار، قال باسيل: "النواب الأربعة طلبوا مني في العام ٢٠٢٤ عدم إجراء انتخابات داخلية واستبدلناها باستطلاع رأي داخلي". مشيرًا إلى أنّ "في المجلس النيابي أخذوا المناصب الرئيسية وليس بالضرورة أن كل أحد أن يكون وزيراً والعديد من المناضلين على الرغم من أنهم مستحقون لم يخرجوا من "التيار" ونحن فعلياً في التيار كل شيء يتم بالمشورة والقرارات لا تخرج إلا بتوافق كامل وتأتي في شكل طبيعينحن فعلياً في التيار كل شيء يتم بالمشورة والقرارات لا تخرج إلا بتوافق كامل وتأتي في شكل طبيعي".      وعن رئاسة التيار، كشف باسيل: "قلت لهم في ملف الرئاسة إنني سأشارككم وتشاورنا والقرار خرج بالتوافق، و"لم يقصروا" بالحكي أمام سفراء لكنّني تعاليت على هذا الموضوع واعتبرت أن من واجباتي أن أصبر انطلاقاً من تحملي مسؤولية التيار الى أن وصلت الأمور إلى المسّ بوحدة التيّار وهيبته"، مضيفًا: "تخيل أن سفيراً او مطراناً أو أجهزة امنية يقولون لي كم صوت ستكونون".   وإعتبر باسيل أنّ "الأمور بدأت تتخذ شكل تنظيم مجموعة بعد انتخابات ٢٠٢٢ حين لم يلتزموا بالموجبات الإنتخابية وأطلقوا على هذه المجموعة إسماً". مشيراً إلى أنّ "في بعبدا لم يكن هناك من خطر على آلان عون (في انتخابات ٢٠٢٢) ولم نطلِق توجيهاً في المتن لدعم إدي معلوف ولا في أيّ قضاء لكن في "١٧ تشرين" هناك من لم يدافع عن الرئيس في حين أن هناك من أخذ الأمور بصدره".   وأكدّ: "قلت لهم في انتخابات كسروان ٢٠١٨ بتوزيع الأصوات بين شامل وروجيه عازار لكي يفوزا معاً لكن شامل "زعل" لأنه لم يكن الأول". موضحاً أنّ "في جزين وفي انتخابات ٢٠١٨ الرئيس عون لاحظت حركة انتخابيةً لجان عزيز فقلت له امام الرئيس أنا مسؤول عن تطبيق النظام في التيار وهناك اثنان هما زياد أسود وأمل بو زيد ولا يمكن أن تسبقهما،  وفي ٢٠٢٢ لم أقبل بالتخلي عن زياد أسود  نزولاً عند رغبة أفرقاء آخرين وكي لا يُسجَل عليّ أنني كنت مجحفاً بحق أحد ومرة سألته عن تعيين منسق لقضاء جزين فقال "ما في حدا!".

مقالات مشابهة

  • لم يترشّح أحد على الرئاسة.. باسيل: النواب الأربعة طلبوا مني عدم إجراء انتخابات داخلية
  • “يديعوت أحرونوت”: الجيش الإسرائيلي يحذر من “انتفاضة ثالثة”.. ويخشى موجة استقالات
  • زوبعة استقالات وتعيينات بأوكرانيا للتغيير أم محاربة الفساد؟
  • رئيس الكتلة البرلمانية لحزب (قوة يهودية) الذي يتزعمه بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
  • الأمن النيابية: قضية التجسس مبالغ بها وبعض القوى استخدمتها للتشويش
  • الأمن النيابية: قضية التجسس مبالغ بها وبعض القوى استخدمتها للتشويش - عاجل
  • بعثة لبنان بالأمم المتحدة تطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كامل أراضيها
  • مقتل مدني رميا بالرصاص ومصرع امرأة دهساً بحادثين في بغداد
  • كيف أتت ردود الفعل على إجتماع الرياض؟
  • باسيل: توقيف سلامة انتصار للبنانيين