محمد صالح العشبى «اليمن» يكتب: للحياة عطاء

إذا نظرنا للسماء نجدها تمطر ولا تطلب أجرًا، والأرض تنبت ولا تبغى ثمنًا، والشمس تشرق بألقها المعطاء ولا تطلب يومًا للراحة أو تعتذر يومًا عن عدم الشروق، لأجل من يحدث كل هذا؟. لأجل من يفجر الوجود طاقاته ويتبارى فى عطاءاته لا تحتاج الإجابة لبعيد نظر، فكل تلك العطاءات التى يفيض بها الوجود هى من أجل الإنسان، فهل يتعلم الإنسان العطاء مما حوله من مظاهر الطبيعة؟، إن الإنسان الذى لا يعطى يصبح خارج منظومة الوجود وعنصرًا شاذًا فى مكوناته، لا شك أن هناك بعض مظاهر العطاء التى ينجبها الإنسان تستحق أن ترسو عندها الإشادة، ها هى الأم تضحى براحتها، بل قد تضحى بحياتها فى سبيل أبنائها ولا تبالى بما تلاقى من تعب وسهاد، بل تستلذ بأن تعطى وكأنها خلقت لتدمن العطاء، مما يدل على أن الإنسان يملك أن يعطى وأن يرفع فى مستوى عطاءاته إلى ذرى بعيدة، وكم أناس ضحوا فى سبيل أفكار ومبادئ وعقائد منحوها اخضرار أرواحهم وظلوا على إصرارهم حتى تفتحت أحلامهم وعطرت جسد التاريخ ومازالت خطاهم قدوة للأجيال القادمة.

أخبار متعلقة

قصور الثقافة تصدر كتاب «طه حسين الإنسان والمشروع» لصبري حافظ

في افتتاح «رأس البر الرابع للكتاب».. انطلاق أمسيات «ثقافتنا فى إجازتنا»

«روائع المصري القديم» في ندوة باتحاد كتاب مصر

ينبغى أن نربى أبناءنا على مبادئ العطاء والإيثار حتى يتحول العطاء إلى عادة لديهم، فكما نربى الأبدان ينبغى أن نربى فيهم الإحسان وأن نعلمهم أنهم عندما يحسنون إلى غيرهم فإنهم يحسنون إلى أنفسهم، فالعطاء هو الحقل الذى يزرع فيه المرء نقاءه الإنسانى، فيقطف البهجة والحب ويرتقى المجتمع فى ذوقه وأخلاقه.

ثقافة محمد صالح العشبى

المصدر: المصري اليوم