خبير عسكري: المقاومة تستثمر قليلا وتربح كثيرا
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إيقاع قوة إسرائيلية في كمين بالمكان نفسه الذي سبق أن تعرضت فيه قوة أخرى لكمين مماثل يعني أن إسرائيل تقاتل بالطريقة ذاتها وتكرر الأخطاء نفسها وأنها ليست قادرة على السيطرة، في حين أن المقاومة أكثر تماسكا وتواصلا.
ونشرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أمس الأربعاء صورا لإيقاع قوة إسرائيلية راجلة في المنطقة التي هجّر الاحتلال أهلها قبل شهور، وقالت إنها تمت بعبوة "سجيل" المصنوعة من مخلفات أسلحة الاحتلال.
وأدت العملية إلى مقتل وإصابة عدد من أفراد القوة، وقامت عربات مدرعة بنقلهم من موقع العملية حسب ما ظهر في الفيديو.
وتضمن الفيديو أيضا صورا تظهر إيقاع قوة إسرائيلية في كمين مماثل بالمنطقة نفسها خلال فبراير/شباط الماضي.
وأضاف حنا -في مقابلة للجزيرة- أن قيام شخص عادي بلباس مدني بزرع عبوة معاد تدويرها ثم يحقق هذه النتائج فإنه يؤكد أن المقاومة تستثمر كثيرا وتكسب كثيرا جدا.
تكرار الأخطاء نفسهاوقال حنا إن إسرائيل لا تفعل شيئا سوى أنها تكرر الأخطاء نفسها، وأنها تدخل المناطق وتشن فيها عمليات تدمير ثم تعود لها مجددا بالطريقة ذاتها لتواجه الخسائر نفسها، مشيرا إلى أن كون المنطقة التي تم فيها الكمين عازلة يعني أنها في صالح قوات الاحتلال وليس العكس.
وأضاف أن "جيش الاحتلال يدخل وينظف وينسحب ثم يعود مجددا -كما هي الحال الآن في بيت حانون التي كان فيها قبل 10 أشهر ثم قرر العودة إليها- وبالتالي هو غير قادر على السيطرة"، مشيرا إلى أن الكمين الأخير "يعكس قدرا كبيرا من التصنيع والتخطيط والاستعلام والتوجيه والتنفيذ من جانب المقاومة".
ولفت إلى أن قوات الاحتلال دخلت منطقة شرقي خان يونس التي وقعت فيها العملية قبل شهور فضلا عن أن المنطقة تمثل جزءا من منطقة عازلة ربما تصل إلى 100 كيلومتر، ومع ذلك فهي تقع في الفخاخ نفسها التي تؤكد مقولة إن الأرض تخدم أولادها، لأن المقاومين يعلّمون بعض البيوت خلال التخطيط للعمليات حتى يتمكن المقاوم من معرفة خط سير عمليته.
وخلص حنا إلى أن هذه العمليات تعكس حقيقة أن المقاومة أعادت بناء قوتها بشكل كبير وأنها ليست مفككة ولا تتعامل كذئاب منفردة كما تزعم إسرائيل، وإنما تتحرك وفق منظومة قيادة وسيطرة محكمة وبطريقة شبحية تجعل من الصعب معرفة من أين ستنقض عليك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف خطط الاحتلال للبقاء في محور نتساريم؟
استخدم الاحتلال الإسرائيلي محور نتساريم، الذي يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب القطاع، كأداة إستراتيجية خلال الحرب على غزة.
وتحول المحور إلى ساحة مواجهة دامية، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من تكبيد جيش الاحتلال خسائر فادحة، مما جعله رمزا للقمع الإسرائيلي والصمود الفلسطيني.
ووفق تقرير أعده مراسل الجزيرة محمد خيري، فإنه ومنذ بداية الحرب، سعت إسرائيل إلى توسيع المحور ليصبح حاجزا منيعا يشتت الفلسطينيين ويقيد حركتهم.
ومع مرور الوقت، تحول المحور إلى منطقة محصنة شهدت انتهاكات جسيمة، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على كل من يقترب، وتركوا الجثث ملقاة في العراء وفق شهادات موثقة لضباط إسرائيليين.
وعمل الاحتلال على تعزيز وجوده في المحور عبر شق الطرق ومد خطوط المياه والكهرباء، إضافة إلى إنشاء نقاط عسكرية دائمة، مما دفع المستوطنين إلى التوافد إليه بأحلام إعادة الاستيطان.
وكانت دانييلا فايس، إحدى قادة المستوطنين، من أبرز الداعمين لهذا المشروع، حيث زارت المحور مرارا بحثا عن مواقع لإعادة بناء المستوطنات.
وقبل انسحاب الاحتلال من غزة عام 2005، كانت نتساريم إحدى المستوطنات الإسرائيلية البارزة، لكن هجمات المقاومة أجبرت إسرائيل على المغادرة.
إعلان
الميدان يبدد طموحات المستوطنين
ومع اندلاع الحرب الأخيرة، تجددت طموحات المستوطنين، وتعاونوا مع ضباط بارزين مثل يهودا فاخ، قائد الفرقة 252، في محاولة لفرض السيطرة الإسرائيلية الدائمة.
غير أن الواقع الميداني كان مختلفا، إذ تحول المحور إلى مصيدة للمحتلين، حيث نفذت المقاومة الفلسطينية عمليات نوعية، شملت تفجير العبوات الناسفة وعمليات قنص، مما جعل الموقع هدفا دائما لهجمات الفصائل المسلحة، وأدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وبعد شهور من القتال العنيف والمجازر والدمار، اضطرت إسرائيل إلى الانسحاب من محور نتساريم مجددا في إطار صفقة مع المقاومة، وباتت المفارقة أن الموقع الذي كان يُنظر إليه داخل حكومة نتنياهو كرمز لعودة الاستيطان والسيطرة، أصبح اليوم عنوانا للهزيمة العسكرية.
واعترف قادة اليمين المتطرف في إسرائيل، مثل إيتمار بن غفير، بفشل المخطط الإسرائيلي في محور نتساريم، الذي تحول إلى شاهد جديد على قدرة المقاومة الفلسطينية على إفشال المشاريع الاحتلالية، رغم محاولات ترسيخ الاستيطان بالقوة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد أنه أكمل سحب قواته من محور نتساريم في قطاع غزة في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك بعد احتلاله لأكثر من عام و3 أشهر.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "قواتنا انسحبت من نتساريم بالكامل"، وذلك بعد صدور أوامر في وقت سابق أمس للقوات الإسرائيلية بالانسحاب من المحور الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.