في الأيام الاخيرة، تفاقمت التوترات الإقليمية  اثرت بشكل قوى على الاقتصاد العالمي ، وهناك مخاوف شعبية من توسع الصراع في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التصريحات المتبادلة بين القيادات الإسرائيلية والإيرانية، والدعوات الانتقامية من كلا الجانبين.
التقي الوفد بخبراء لتحليل الوضع الراهن ووضع سيناريوهات لما سيحدث في الشرق الأوسط في ظل الصراع والحروب الدائرة ، وتاثير ذلك على الاقتصاد المصري .


على الجانب الدبلوماسي تلعب جامعة الدول العربية برئاسة  أحمد أبو الغيط الأمين العام، دورًا حيويًا في محاولة تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق السلام. من خلال الجهود الدبلوماسية المكثفة ومشاريع التنمية المشتركة، تسعى الجامعة إلى تحقيق استقرار دائم في المنطقة.
الدبلوماسية العربية
وعقد "أبو الغيط" سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين الأجانب والعرب لتعزيز التعاون الدولي والضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، والتي كان آخرها مساء الأحد الماضي مع بهاكان فيدان وزير خارجية تركيا، وذلك لمناقشة الأوضاع الإقليمية في ضوء المخاطر  التي ينطوي عليها التصعيد الاسرائيلي الحالي، وتناول اللقاء سبل الارتقاء بالعلاقات بين جامعة الدول العربية وتركيا في المجالات السياسية والاقتصادية  خلال المرحلة المقبلة.
 و شدد "أبو الغيط" خلال اللقاء على ضرورة توفير المجتمع الدولي الحماية للشعب الفلسطيني خاصة سكان قطاع غزة الذين يتعرضون لمجزرة متواصلة من قبل القوات الاسرائيلية، مؤكدا الحاجة الى تحقيق وقف فوري لاطلاق النار وادخال للمساعدات بشكل عاجل وإطلاق مسار موثوق يفضي الى تنفيذ حل الدولتين.كما ناقش أبو الغيط مع الأمين العام للأمم المتحدة أهمية التعاون بين الجامعة والأمم المتحدة لحل الأزمات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبصورة مستمرة يعقد  أبو الغيط عدة اجتماعات مع وزراء خارجية الدول العربية محذرا من من انجرار دول المنطقة الى دوامة التصعيد، و لتنسيق المواقف وتعزيز الجهود المشتركة لوقف التصعيد وتحقيق السلام، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية في المنطقة كوسيلة لتحقيق الاستقرار و التنمية المستدامة، لذلك تسعى الجامعة لتعزيز التعاون مع المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي لدعم مشاريع التنمية في المنطقة .
تراجع التصعيد 


وعلى الجانب الآخر حول السيناريوهات المطروحة بين إسرائيل وإيران، قال دكتور أحمد عبد المجيد خبير السياسية الدولية في تصريحاته لـ" الوفد" أن إيران تعاني من عمليات تقييد واختراق أمنى كبيرة من حيث استهداف الشخصيات الهامة فى العمق الايرانى و استباحة التوغل فى كسر حاجز الأمن الداخلى ،  مما يضع القيادة العامة جميعها فى إيران في حرج شديد لضرورة الرد ، وذلك لحفظ ماء الوجه  واستعادة السيطرة الاقليمية .
واستبعد عبد المجيد أن تقوم إيران نفسها بأى عملية ضخمة ضد إسرائيل أو الدخول فى أى تصعيد إقليمي يضر بمصالحها و يحملها تبعات هذا الضرر الاقليمى الذى قد ينجم عن ذلك، موضحًا ان  ايران سوف تستفيد من قدرات شركائها أو أذرعها فى المنطقة مثل حزب الله و الحوثيين فى توجيه بعض الضربات  ضد وحدات أو أهداف حيوية ويتم تصويرها إعلاميا بشكل ضخم ، مما قد يرد لها بعض من حقها الذى تريد أن تقوم بتصديره للعالم. 
وأوضح خبير السياسة الدولية أن إيران لا تريد الدخول الآن فى مواجهه مباشرة مع إسرائيل وذلك لعدم التأثير عليها دوليًا فى موقف برنامجها النووى الذى يعانى من صعوبات العقوبات والحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة عليها، لافتا إن إيران تعتمد على الصبر ، أملا فى الوصول مع الإدارة الأمريكية الجديدة المنتخبة لاتفاق نووى سلمى يضمن أمن وسلامة المنطقة ، وذلك بمشاركة المملكة العربية السعودية فى التوصل لصيغة مناسبة فى هذا الاتجاه .


اللوبي الصهيوني في أمريكا


وعن التدخلات الأمريكية في الصراع الدائر بالمنطقة ، قال خبير السياسة الدولية إن الولايات المتحدة لا تريد أى تصعيد الآن و تحاول كبح جماح حكومة نتنياهو ، و الذي أصبح يعمل ضد سياسات الولايات المتحدة ، مضيفا أن نتنياهو  يعتمد على الضغط بواسطة اللوبى الصهيونى فى الداخل الأمريكى مما يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الداخلي لديهم و قد يتم التأثير على البورصة أو الشركات العاملة خارج الحدود ، مما يزيد من ضعف الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من الانكماش و ارتفاع التضخم والأسعار و يحتاج إلى طفرة أو محاولة كبح جماح الصراعات الخارجية الامريكية، موضحًا إن الإنتخابات الأمريكية غير مسبوقة ولم تحدث بنفس الوتيرة من قبل  و لذلك ترغب الادارة الأمريكية بمحاولة الخروج من المشهد بصورة الحامى الدولى لأى عملية سلام

وأشار عبد المجيد ان إسرائيل اليوم أمام اختبار صعب  حول قدرتها على الدفاع عن نفسها ،  خاصة بعد أن أنهكتها الحرب فى غزةعلى كافة المستويات عسكريًا و اقتصاديا و الأصعب هو المستوى الشعبي الغاضب من عدم حصوله على الأمان نهائيا ، لافتا أن  الشعب الاسرائيلي اليوم يدفع ثمن كبير لتهور حكومته و عدم كفاءتها أو عدم قيام حكومة نتنياهو تحقيق أى نتائج سوى مزيد من الدمار لشعبه و لتهديدات الجوار لإسرائيل
وأكد  خبير السياسية الدولية  أن إسرائيل تعاني من أصعب مواجهة فى الصراع على الجبهة الشمالية المباشرة مع حزب الله ، لذا قامت إسرائيل باستغلال العملية المفبركة التى تمت فى مجدل شمس للتعتيم على فشلها ومحاولة جر حزب الله لصراع او ما شابه ، قائلا: "ان اسرائيل التي كانت تستفيد دائما من عنصر المفاجأة ،  أصبحت اليوم ضعيفة و تعمل على رد الفعل، و هو ما يفقدها جزء من قوتها فى الردع ، و تحولت قوتهم  إلى تصريحات رنانة ، و هو ما يتسبب فى انخفاض مستوى قدرتها الإقليمية على تحقيق القوة الاستراتيجية المطلوبة والتى أصبحت شبه مفقودة بعد ما استغاثت بالولايات المتحدة لتقديم الحماية لها "
وتوقع عبد المجيد ان تستفيد الولايات المتحدة من هذا الموقف لإعادة ترتيب أوضاع صفقات السلاح القادمة لإسرائيل وآليات استخدامها و البعد عن الخطط العشوائية التى أصبحت تستخدمها اسرائيل و قد تجر المنطقة لصراع لا تريدة القوى الدولية أو الاقليمية. وتابع " أننا أمام مفترق طرق صعب  تغلب عليه الصراعات الدولية فى صورة صراعات أشخاص ، يدفع ثمنها الأبرياء و المدنيين فى كل مكان و تتأثر به التجارة الدولية والاقتصاد والاستقرار "

الاقتصاد المصري يقاوم 
وعن تاثير الصراع الإقليمي على الاقتصاد المصري ، قال الباحث الاقتصادي سمير رؤوف خبير اسواق المال أن الوضع الاقتصادي في مصر بدأ في الاستقرار بعد صفقة رأس الحكمة، وعودة  النشاط الاقتصادي مع تدفقات الأموال الأجنبية دخولها في الإقتصاد المصري، لافتا ان الازمات الاقليمية اثرت بالسلب على مصر خاصة ضربات الحوثيون في البحر الاحمر الامر الذي اثر بشكل كبير على قناة السويس 
وأوضح رؤوف في تصريحاته لـ" الوفد" أن الاقتصاد الأمريكي  سيدخل في مرحلة ركود خاصة مع الخسائر التي شهدتها البورصة الأمريكية، وسينعكس ذلك بالسلب علي تدفقات الاستثمارات الأجنبية لمصر، كما سيخرج جزء من " hot money" ، رغم ذلك اعتبر أن الاقتصاد المصري مستقر بنسبة كبيرة مقارنة بالفترة السابقة ، حيث يشهد عملية هدوء في سعر الصرف، وانحصار المشاكل التي كان يواجهها مسبقا .
وعن كيفية تحسين الاقتصاد المحلي ، قال خبير أسواق المال أن ذلك يحدث بادخال القيمة المضافة من خلال عمليات التصنيع  ، والتي ستحقق عملية تطوير وتوفير العديد من الوظائف ، وزيادة نسبة التصدير إلى اسواق أوروبا،  لافتا ان مصر في وقت جائحة كورونا صدرت الى 160 دولة في قطاع الغذائي، كما انها متفوقة في قطاع الأسمدة في أفريقيا بشكل كبير وتصدره ايضا إلي البرازيل، و الأرجنتين، مشيرا الي توافر الصناعات المرتبطة بالبتروكيماويات في مصر والتي يمكن استغلالها لجذب الشركات الكبري بأوروبا للاستمار في هذا القطاع ،وبالتالي ستكون مصر مصدر اساسي للتوزيع إلى آسيا وأفريقيا، وسيحقق ذلك نموا كبيرا للاقتصاد المصري .
واختتم قائلا :"  ان مصر اذا توسعت في مجال  الصناعة والزراعة  سيتحرك الاقتصاد المصري نحو النمو بشكل كبير وسيكون له شأن آخر وأكثر استقرارا "

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد المصري الجامعة العربية أبو الغيط احمد عبد المجيد الصراعات الإقليمية

إقرأ أيضاً:

موقف مصر من إدارة قطاع غزة بين التحديات والمخططات الإسرائيلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 في الآونة الأخيرة، طرح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد اقتراحًا مثيرًا للجدل ‏يتمثل في تولي مصر إدارة قطاع غزة لفترة مؤقتة، وذلك ضمن خطة إسرائيلية ‏للتعامل مع مرحلة ما بعد الحرب في غزة. وبحسب الاقتراح، فإن الإدارة المصرية ‏للقطاع ستستمر لمدة تتراوح بين 7 إلى 15 عامًا، مع تقديم تمويل دولي لدعم إعادة ‏الإعمار، يشمل مساهمات أمريكية وأوروبية، فضلًا عن إقامة ‏حكومة فلسطينية معتدلة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.‏

  لكن مصر، التي لطالما حافظت على سيادتها واستقلالها السياسي، رفضت هذا ‏الاقتراح بشكل قاطع. إذ اعتبرت أن هذا الطرح يُعد تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية ‏الفلسطينية والإقليمية. مصر لا ترغب في أن تكون جزءًا من إدارة قطاع غزة أو في ‏اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى تغيير الوضع السياسي والإنساني في القطاع، خصوصًا ‏أن ذلك قد يُعتبر تحولًا جذريًا في علاقتها التاريخية بفلسطين. رفض مصر لهذا ‏الاقتراح جاء نتيجة فهم عميق لتداعياته المحتملة على أمنها القومي وعلى الاستقرار ‏في المنطقة.‏

  من المعروف أن قضية غزة هي جزء من صراع أوسع يرتبط بالتاريخ الحديث ‏للمنطقة، ويعود إلى وعد بلفور الذي يشير إلى إنشاء دولة إسرائيل. تأسيس هذه ‏الدولة كان بمثابة خطوة استراتيجية لتوسيع النفوذ الغربي في الشرق الأوسط، وهو ما ‏جعل المنطقة محط أنظار القوى الكبرى التي سعت إلى تنفيذ مخطط "الشرق الأوسط ‏الجديد"، الذي يهدف إلى تقوية إسرائيل وتقسيم دول المنطقة الكبرى مثل مصر ‏والعراق وسوريا. في هذا السياق، جاء مخطط تحويل غزة إلى نقطة انطلاق لأجندات ‏إسرائيلية، في محاولة لزعزعة استقرار مصر ومنطقة الشرق الأوسط ككل.‏

  مصر، التي لطالما كانت في قلب هذا الصراع، لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه ‏المخططات. بل عملت على تحصين نفسها سياسيًا واقتصاديًا، وتمكنت من الحفاظ ‏على استقلالها رغم الضغوط والتحديات التي مرت بها. على الرغم من محاولات ‏القوى الغربية للإغراء والضغط على مصر لتحجيم دورها الإقليمي والاقتصادي، إلا ‏أن القاهرة نجحت في الحفاظ على قوتها وحرصها على ضمان موقعها الاستراتيجي.‏

  في السنوات الأخيرة، نجحت مصر، على المستوى السياسي، في توثيق علاقاتها مع قوى عالمية جديدة، مثل ‏انضمامها إلى مجموعة "بريكس" وارتباطها بمبادرة "طريق الحرير" الصينية، مما ‏يعكس تحركاتها الاستراتيجية نحو تعزيز مكانتها في النظام العالمي الجديد. كما قامت ‏مصر بتحقيق تقدم كبير في مشروعاتها الاقتصادية الداخلية، خاصة في مجالات النقل ‏واللوجستيات، حيث أنشأت شبكة ضخمة من المشروعات الكبرى التي تهدف إلى ‏تعزيز موقعها كمركز إقليمي رئيسي يربط بين قارات العالم.‏

  هذه التحركات تمثل جزءًا من الاستراتيجية المصرية لتعزيز قوتها الاقتصادية ‏والجيوسياسية، والحفاظ على مكانتها الإقليمية. إذ أن مصر تسعى من خلال تلك ‏المشروعات إلى توفير بدائل اقتصادية وسياسية تمنع محاولات تحجيم دورها ‏الإقليمي، وتمنع فرض أي مشاريع قد تهدد استقرارها.‏

  في هذا السياق، يأتي رفض مصر لمقترح إسرائيل بشأن إدارة قطاع غزة ليكون ‏جزءًا من استراتيجيتها المستمرة لحماية سيادتها الوطنية وتعزيز قوتها الإقليمية. إذا ‏كانت إسرائيل تأمل في أن تتحول غزة إلى نقطة انطلاق لزعزعة استقرار مصر، ‏فإن القاهرة بدورها تؤكد قدرتها على تحجيم هذه المحاولات، وتُظهر استعدادها التام ‏لمواجهة أي مخططات تهدف إلى إضعاف مكانتها في المنطقة.‏

  من المتوقع أن يتبلور الموقف المصري بشكل أكبر في القمة العربية المقررة في 4 ‏مارس المقبل، والتي ستعقد في القاهرة. القمة ستكون فرصة هامة لمصر لعرض ‏رؤيتها تجاه الأوضاع في غزة، وتأكيد موقفها الرافض لأي تدخلات خارجية في ‏الشؤون الفلسطينية. كما أن القمة ستشهد نقاشًا حول الأزمات الإقليمية المتزايدة، ‏وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تظل في صلب اهتمامات السياسة المصرية.‏

   إن الموقف المصري من إدارة قطاع غزة يتجاوز مجرد رفض عرض سياسي ‏إسرائيلي، ليعكس رؤية أوسع تقوم على الحفاظ على سيادة مصر ومكانتها الإقليمية. ‏وفي ظل التحديات المتزايدة في المنطقة، فإن مصر تظل لاعبًا ‏رئيسيًا في تحديد مسار الأحداث في الشرق الأوسط، مع تأكيدها على ضرورة ‏تحصين أمنها القومي ضد أي محاولات لزعزعة استقرارها.‏

 

مقالات مشابهة

  • قطر تقدم مذكرة لمحكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل
  • عمرو فهمي: المتحدة أعادت الريادة للفن المصري وتلعب دوراً محوريًا في تشكيل الوعي
  • الاتحاد الأوروبي: مصر تلعب دورا محوريا في ضمان السلم والأمان الدائم في المنطقة
  • المؤتمر: مصر تلعب دور حيوي وفعال لإعادة إعمار غزة وإقامة دولة فلسطين المستقلة
  • برلماني: المتحف المصري الكبير إنجاز تاريخي يدعم السياحة والاقتصاد الوطني
  • فلسطين تسلم مرافعتها للعدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل
  • موقف مصر من إدارة قطاع غزة بين التحديات والمخططات الإسرائيلية
  • قطر تطلب من العدل الدولية رأيا استشاريا بشأن التزام إسرائيل بأنشطة الأمم المتحدة
  • مسلسلات رمضان 2025 استثنائية.. نواب: ترتقى بالوعى الفكرى للمشاهد..والمتحدة تلعب دورًا محوريًا في دعم صناعة الدراما
  • عاجل| محكمة العدل الدولية تستقبل مذكرة قطر ضد إسرائيل «تفاصيل»