بعد رفع الأسعار.. هل تنتهي أزمة نقص الأدوية في مصر؟
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
بعد أسابيع من زيادات أسعار البنزين والسولار وتذاكر المترو والقطارات، يتكرر الأمر مع الأدوية في مصر، بعد إعلان شركة "العاشر من رمضان" للصناعات الدوائية "راميدا"، الأربعاء، حصولها على موافقة من الهيئة المصرية للأدوية لزيادة أسعار "جميع منتجاتها الأساسية" بين 40% و50%.
وقرار رفع الأسعار أثار تساؤلات بشأن إمكانية إنهاء الأزمة التي يعاني منها قطاع الأدوية في مصر منذ مارس الماضي بعد شكاوى الكثيرين من نقص أنواع مهمة من أدوية أمراض مزمنة عدة، سواء للمستورد أو لبديله المحلي.
وقالت الطبيبة الصيدلية، سالي راشد، مديرة سلاسل صيدليات راشد في مصر، لموقع "الحرة" إن "أصل أزمة الدواء في مصر ينبع من كونه سلعة تخضع لما يُعرف بالتسعيرة الجبرية التي تضعها الحكومة، باعتبارها سلعة استراتيجية مهمة، لا يجوز التخلي عنها، أو تركها لقوى العرض والطلب".
وأضافت أنه "طالما أن هذه التسعيرة بالجنيه المصري الذي يعاني من أزمة كبيرة أمام الدولار والذي بدوره كان يعتبر غير متوافر في البنوك المصرية لمدة زادت عن السنتين، فإنه ليس متوقعا حل مشكلة توفر المواد الخام وارتفاع سعر الأدوية بالشكل المطلوب".
وترى أنه "من الطبيعي أن يشهد السوق نقصًا في الأدوية بين فترة وأخرى، لكن ما ليس طبيعيًا هو تفاقم الوضع ليتحول إلى اختفاء تام لعدد من أدوية الأمراض المزمنة بنسبة تصل إلى 70٪ لمدة تصل إلى 4 أشهر، مثل السكر والضغط والقلب، بالإضافة إلى بعض أنواع المضادات الحيوية وأدوية الغدة، والنفسية والعصبية، والأمراض المناعية، والهرمونات، وبعض أنواع الأنسولين، وبعض أدوية الأورام، ".
وقالت إن "هناك طوابير في وسط القاهرة أمام صيدلية الإسعاف الشهيرة، التي يأتي لها أشخاص من محافظات بعيدة مثل أسوان والإسكندرية.. الناس تتكدس منذ ساعات الفجر أمام الصيدلية للحصول على الدواء.. نحن أمام مرحلة خطيرة".
وأضافت أن "الدواء يعد من المنتجات التي تسعر جبريًا في مصر، إذ تحدد هيئة للدواء المصرية، أسعار الأدوية المنتجة محليا، قبل طرحها في الصيدليات، ولا تزيد الشركات أسعار أدويتها دون موافقة الهيئة".
وتحدثت عن أسباب الأزمة الحالية، قائلة إن "أزمة نقص الأدوية تعود إلى إحجام العديد من الشركات عن تصنيع عدد من أصناف الدواء الاستراتيجية في السوق، تجنبًا للخسائر المالية، بسبب بُطء آلية زيادة أسعار الأدوية التي أقرتها الحكومة في مايو 2024".
واتهمت راشد التحريك الأخير في سعر الجنيه مقابل الدولار بأنه السبب الرئيسي في توقف الشركات عن الإنتاج، قائلة إن "الشركات وجدت نفسها مجبرة على التوقف عن شراء خامات بسعر دولار يقارب 48 جنيه، وحاليا وصل إلى 50 جنيه بعدما كانت تكلفته في السابق حوالي 31 جنيه".
وأوضحت أن "سعر الخامات زادت في الفترة الأخيرة بنسبة تقارب 55%، ولذلك فإن الزيادة التي تم الإعلان عنها اليوم لا يمكن قراءتها باعتبارها ستصب في أرباح شركات الأدوية، بل هي ستعوض فرق الخسارة فقط".
سبب آخر للأزمة تطرقت إليه راشد، قائلة إن عادة ما تلجأ شركات الأدوية إلى الشحن البحري باعتباره أقل تكلفة من الطيران، لكن الاضطرابات في مضيق باب المندب وهجوم الحوثيين على بعض السفن ضمن تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، جعل سفن الشحن التابعة للهند والصين، اللتين تستورد مصر منهما مواد خام لصناعة الدواء، تلجأن إلى طريق رأس الرجاء الصالح؛ فأصبحت رحلة وصولها للموانئ المصرية تستغرق نحو ثلاثة أشهر وبتكلفة أعلى من الشحن الجوي الذي أصبح الحل الوحيد المتاح أمام الشركات، لكونه أسرع في زمن الوصول، وهي مضطرة لتحمل تكلفته العالية، والتي ستنعكس بدورها على أسعار الدواء".
وسبق واعترفت الحكومة بوجود نقص في بعض الأدوية في السوق المصري، إذ قال رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحفي يوم 17 يوليو الماضي، إن الحكومة تعمل على حل أزمة نقص الأدوية خلال 3 شهور، مضيفا أن احتياجات مصر من الدواء والمستلزمات الطبية بالعملة الصعبة تبلغ 250 مليون دولار شهريًا، وقد تزيد في بعض الشهور.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تم الاتفاق مع مصنعي الدواء على زيادة أسعار الأدوية المزمنة بشكل معقول وتعويض جزء من الخسارة عبر أدوية أخرى تُعتبر مكملات غذائية ليكون هناك توازن.
وقال مدبولي إن "هيئة الدواء اتفقت مع كل شركات الأدوية وأصبح هناك خطة موضوعة لتحريك سعري محسوب ومعروف لبعض المجموعات الدوائية حتى نهاية السنة، وذلك مع كل الشركات عشان (من أجل) نضمن ترجع تاني للسوق، وميبقاش في أي نقص في الأدوية خلال الفترة المقبلة".
وصرح وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار، في العديد من المناسبات، أن أزمة نواقص الأدوية في السوق المصري خلال الفترة الأخيرة سببها المباشر أزمة شح النقد الأجنبي في 2023، إلى جانب ارتفاع سعر الصرف.
والنقص الكبير في الأدوية، وصل صداه إلى مجلس النوّاب، وأكد النائب أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، في تصريحات صحفية، يناير الماضي، نقص 40% من الأدوية في السوق، كما أشار رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، على عوف، إلى نقص نحو 1000 نوع دواء من المضادات الحيوية والسكر والضغط.
وزادت مطالب شركات الأدوية في مصر برفع أسعار منتجاتها على أساس ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج المستوردة التي تمثل 90% من مدخلات الأدوية المصنعة محليا بعد تحرير سعر الصرف في وقت سابق من مارس الماضي، ما أثار جدلًا بشأن السعر العادل للمستهلك وسط ارتفاع التضخم لمستويات قياسية.
وكان السعر الرسمي للجنيه مقابل الدولار قبل تحريره في السادس من مارس بنحو 31 جنيها، لكن بعد ساعات من قرار البنك المركزي المصري، وصل السعر إلى 50 جنيها تقريبًا بالتزامن مع توقيع مصر اتفاقات مختلفة مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
وطبقا لقرار وزير الصحة عام 2012، لا يوجد سقف للزيادات التي يتحملها المرضى، مع الارتفاعات المستمرة في سعر العملة.
ومنذ 2012، يخضع تسعير الدواء لقاعدة "المرجعية الخارجية" أي الاسترشاد بسعر الدواء في مجموعة من البلدان الأخرى التي يتم تسويقه فيها. وتبعا لهذه القاعدة إذا كان الدواء مستحضرا أصليًّا يحتوي على مادة فعالة جديدة أو ابتكار جديد، يتعين على الشركة المصرية الساعية إلى تسجيله أن تقدم مسحا لسعره في 36 دولة أخرى، ثم يتم اعتماد أقل سعر للتداول في السوق المصرية.
أما الأدوية التي تحتوي على نفس المادة الفعالة للمستحضر الأصلي وتستوردها الشركة كاملة الصنع، أو يتم تصنيعها محليًّا فيتم تسعيرها بما يقل عن سعر المستحضر الأصلي في الدول الأخرى بنسبة تتراوح ما بين 35 و40 في المئة.
وجرى تحريك سعر الأدوية بنسبة 20 في المئة في 2016 قبل تعويم الجنيه. ثم رفعت الحكومة الأسعار مرة أخرى بداية 2017 لتعكس التغير في سعر الصرف. ويجري النظر بشكل دائم في طلبات شركات الأدوية لإعادة التسعير، ليرتفع سعر أصناف كثيرة مع الانخفاض المستمر في قيمة الجنية.
أسعار الأدوية في مصر تثير جدلًا. توطين صناعة الدواءوبشأن ما كان يتردد على لسان الحكومة المصرية حول توطين صناعة الدواء وخطط تصديره، قال أستاذ الصيدلة بجامعة جون هوبكينز والذي يعمل بين الولايات المتحدة ومصر، محمد درويش، لموقع "الحرة" إن "مصر بنت بالفعل مدينة لمصانع الأدوية باعتبار أنها تريد أن تصبح مركزا مهما في الشرق الأوسط في صناعة وتصدير الأدوية، لكن هذه الخطط لم تنجح لعدة أسباب، أولها أن مصر تنتج محليًا 94% من الدواء المطروح في الأسواق، في حين تستورد 6% فقط، لكن في الوقت نفسه، تعتمد مصانع إنتاج الأدوية المصرية على استيراد 95% من الخامات الدوائية من الخارج، بحسب شعبة الأدوية في اتحاد الغرف التجارية".
وأكد أن "مصر ليست لديها استراتيجية واضحة لتصنيع المواد الخام محليا، إذ تأتي 85% من مدخلاتها من الخارج، بدءًا من المواد الفعالة ومرورًا بالورق والكرتون والأحبار والألمونيوم، كما أن العديد من الجهات التي تستفيد من بقاء الوضع كما هو عليه لمصلحتها الخاصة".
وأضاف أن "عدد مصانع الأدوية المرخصة في مصر ارتفعت من 130 مصنعًا بإجمالي 500 خط إنتاج في عام 2014 إلى 191 مصنعًا تمتلك 799 خط إنتاج في الفترة الحالية، بنسبة نمو 37% في عدد المصانع، و60% بخطوط الإنتاج، حسب هيئة الدواء المصرية، وهذا لا يكفي حتى لتغطية السوق المحلي، والأزمة الموجودة على الأرض هي أكبر دليل".
وقال إن "قيمة الواردات المصرية من الأدوية والمستحضرات الصيدلية بلغت خلال الربع الأول من 2024 نحو 751 مليون دولار، في حين بلغت قيمة الواردات نحو 3.6 مليار دولار في 2023، بحسب بيانات نشرة التجارة الخارجية". لكنه أشار إلى أن تطورات الوضع لا يتم شرحها للمواطن بشفافية، إذ تردد الحكومة أنها نجحت في تقليل حجم الواردات من الأدوية، في حين أن الحقيقة أن هذا الأمر حدث نتيجة شح الدولار وليس لتعدم احتياج السوق المحلي.
وتحدث الأستاذ الصيدلي عن سبب آخر للأزمة في مصر "وهي سيطرة عدد محدود من الشركات الخاصة على قطاع الأدوية بدعم من الحكومة"، وقال إن "هذا الأمر لا يحدث فقط بدعوى تنظيم السوق لصالح المواطن والسيطرة على التلاعب كما تتدعي، لكن لصالح الشركات التي تعتبر محتكرة لقطاع الأدوية في مصر، من استيراد وإنتاج".
وأضاف أن "مصر تعد من أكبر مستهلكي الأدوية في المنطقة، مع وصول عدد سكانها إلى 106 ملايين مواطن، فيما تستحوذ شركات القطاع الخاص على نصيب الأسد من إجمالي إنتاج الأدوية المصرية، مع تراجع دور القطاع الحكومي، إذ تستحوذ 10 شركات على ما يفوق 85% من إجمالي حجم المبيعات، تتصدرها شركة نوفارتس التي تستحوذ على أكثر من 7% من الحصة السوقية".
وطالب درويش بتوطين صناعة المواد الخام للمستحضرات الطبية "حتى لا يظل سعر الدواء عرضة لتقلبات سعر الصرف واضطراب سلاسل الإمداد". وقال: "ليست هناك خامات محلية، كل الخامات من المادة الفعالة والبودرة تستورد من الخارج والمصنع المحلي يجمع بين عدد من المكونات ليضعهم في قرص واحد ويعبئها".
ويضيف أن "مصر تستورد معظم المواد الخام من أرخص الأماكن في العالم في الصين والهند، وهي شركات تنتج بكميات مهولة، وإذا حاولنا منافستها فستكون تكلفة الإنتاج لدينا أكبر من تكلفة استيرادها، ولذلك فإن قرار رفع الأسعار وحده لن ينهي الأزمة في مصر خاصة في ظل تأرجح الجنيه أمام الدولار".
أزمة اقتصادية لا تتعلق بالدواءوقال الخبير الاقتصادي، سليم عزالدين، لموقع "الحرة" إن "الأزمة الحالية اقتصادية ونقدية وللا تتعلق بصناعة دواء"، مشيرا إلى أن "صناع الدواء ناشدوا الحكومة في الشهور الأخيرة، توفير الدولار، لاستلام الأدوية المحتجزة في الموانئ، ولذلك فإن عدم توفر سيولة دولارية جعل الأزمة أخطر مع استنزاف البدائل المتوافرة في السوق".
وأضاف أن سياسة تسعير الدواء "مجحفة للمستهلك وصغار المنتجين كونها ترتبط بالسعر في دول أخرى دون الأخذ في الاعتبار اختلاف مستويات الدخول للأفراد والأوضاع الاقتصادية بشكل عام".
وتابع أنه "بينما تتبنى دولة مثل تركيا نفس النظام للتسعير، فإن أسعار الدواء لديها في متناول المواطنين كونها تدعم تكلفة الأدوية الأساسية أو تغطيها بالكامل لفئات معينة من المرضى".
وقال "تسهم سياسة الحكومة التركية الداعمة في تطوير صناعة الأدوية وزيادة شبكة الإنتاج في تخفيض أسعار الدواء. وانخفاض قيمة الليرة التركية بالنسبة إلى عملات الدول التي يتم مقارنة الأسعار معها جعل أسعار الأدوية فيها أرخص".
ويقترح عزالدين اتجاهين يمكن أن تسلكهما الدولة "من خلال إعادة تسعير كل الأدوية بناء على تكلفة المواد الخام بعد تحرير سعر الصرف أو إطلاق تداول سعر الدواء وعمل الدولة على التأمين الصحي".
ويوضح أن "الدولة تملك مجموعة من المصانع يمتلكها القطاع العام والجيش مثل شركات القاهرة والنيل وممفيس مصر للأدوية، الحكومة يمكنها أن تدعم المريض من خلال إلزامه بالحصول على دوائه في التأمين الصحي من خلال هذه الشركات بالدواء المدعوم لكن من لا يمتلك تأمينا صحيا يدفع السعر الحقيقي للدواء".
ويشير إلى أن الحل الثاني هو "إطلاق حرية تداول سعر الدواء مثل أي سلعة في الدولة، هذا سيجعل المصانع في مصر تتنافس وسيجعل بعض الأدوية يقل سعرها وبعضها سيرتفع، وبدلا من شركتين أو ثلاثة تنتج دواء معينا ويمكن أن يتفقوا على سعر معين، سيجعل التنافس أكبر من خلال شركات أخرى يمكن أن تنتج نفس الدواء ويخفضوا في الأسعار للبيع".
ويطالب عزالدين بـ"تفعيل نظام التأمين الصحي الشامل لخفض نسبة الإنفاق الشخصي على الدواء، والسماح للشركات الوطنية بالدخول في مناقصات لتوريد الدواء لمنظومة التأمين بشكل يضمن لها تحقيق ربحية حقيقية وتسعير عادل".
ويشير إلى أن المصريين ينفقون 35 في المئة على الدواء من إجمال ما ينفقونه على الرعاية الصحية والتي تبلغ نحو 10 في المئة من الراتب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأدویة فی مصر أسعار الأدویة شرکات الأدویة المواد الخام سعر الدواء سعر الصرف فی السوق فی المئة من خلال السوق ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
عبدالمنعم سعيد يكشف أبرز التحديات التي تواجه الحكومة.. وهذه حقيقة مشروع التوريث - (حوار)
كتب- عمرو صالح:
كشف الدكتور عبدالمنعم سعيد المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، عن أبرز التحديات التي تواجه الحكومة في بناء الجمهورية الجديدة ورفع المستوى المعيشي للمواطن البسيط وإحداث نقلة إيجابية برحلة حياته اليومية.
وقال "سعيد"، خلال حواره لمصراوي، إن التحدي الأكبر للحكومة خلال مرحلة بناء الجمهورية الجديدة، هو زيادة ورفع معدلات النمو لكافة قطاعات الدولة المنتجة وتحقيق حالة توازن ما بين الصادرات والواردات الأمر الذي سينعكس بتوفير العملة الصعبة وتحسين المستوى المعيشي للمواطن.
وأشار "سعيد"، إلى أن ذلك يتطلب مشاركة القطاع الخاص بنسبة كبيرة بخارطة الاقتصاد القومي والعمل على إزالة أي تحديات تقف أمامه.
وإلى نص الحوار:
ما هي أبرز التحديات التي تواجه الجمهورية الجديدة؟التحدي الأكبر الذي يواجه الجمهورية الجديدة هو تعزيز التنمية المستدامة وزيادة معدلات النمو بكافة القطاعات وتحقيق أرقام وقياسات تتناسب مع الزيادة السكانية وذلك يمكن أن يتم من خلال اتباع استراتيجيات الاقتصاد المتبعة بدول القارة الآسيوية والتي بموجبها يتحقق الانفتاح بالأسواق وتسهل إجراءات الاستثمار الخارجي خاصة أن مصر تتمتع بمساحة جغرافية كبيرة، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على الناتج المحلي ويرفع المستوى المعيشي للمواطنين.
كيف ترى تأثير صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم على منطقة الشرق الأوسط؟بكل تأكيد سيكون تأثير صعود ترامب لحكم الولايات المتحدة الأمريكية، سيء للغاية على العالم بأكمله وذلك كونه من يتمتع بصفات قادة أمريكا القدامى اللذين حكموا الولايات المتحدة قبل الحرب العالمية الأولى، خاصة مع فرض رسوم جمركية على المنتجات التي تروج بالأسواق الأمريكية وهذا ما يقوم به ترامب حاليا "وده هيسبب لأمريكا مشكلات مع أوروبا ودول حلف الناتو".
لكن هناك وجه اختلاف بينهم وبين ترامب وهو أن ترامب سيعزل أمريكا عن مشكلات الشرق الأوسط لكن سيكون له وكلاء وهم "إسرائيل والمملكة العربية السعودية"، مشيرًا إلى أن ترامب معجب بعمليات إسرائيل العسكرية التي نفذتها خلال الفترة الماضية ضد حزب الله اللبناني وإيران وغزة.
كما أنه يحتاج لرفع الحصيلة المالية للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك سيتم من خلال وقف مشروعات الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الأحفورية والطاقة الشمسية التي بدأتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، والعودة للعمل بالبترول الصخري الذي سبق إنتاجه في ولاية ترامب السابقة وأوقفته إدارة بايدن باعتباره مكلفًا ضار بالبيئة.
وسيكون الاعتماد على النفط السعودي كبديل لمشروعات الطاقة النظيفة التي سيوقفها وظهر ذلك من خلال مطالبته للملكة العربية برفع استثماراتها بالولايات المتحدة الأمريكية من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار.
كيف ترى الموقف المصري تجاه حرب غزة؟لا يوجد شك بأن الدولة المصرية، على مر العصور كانت سندًا للقضية الفلسطينية منذ نكبة 1948 التي أعلن فيها إقامة دولة الكيان الصهيوني، ومع إندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 لعبت الدبلوماسية أدوار كبيرة حتى توصلت لوقف إطلاق النار خلال الأيام الماضية.
وسطر مشهد عودة الفلسطينيين تاريخًا جديدًا للنضال والكفاح من أجل أرضهم وإنهيار مخطط التهجير لدول الجوار وتصفية القضية الفلسطينية لكن يبقى أن يكون للفلسطينيين موقفًا سياسيا مع منظمة حماس باعتبارها المسؤول الأول عن الدمار الذي حل بقطاع غزة خلال العام الماضي حيث أنهم نفذوا عملياتهم في 7 أكتوبر ولم يضعوا أي تصورا للرد الصهيوني في 8 أكتوبر والذي كان قد أدى لدمار قطاع غزة وتهجير السكان من الشمال للجنوب ومعاناة المدنيين لأكثر من عام في وضع إنساني مأساوي.
كيف أثرت حرب غزة على مصر؟الاقتصاد القومي المصري تأثر بشكل سلبي بسبب حرب غزة، وظهر ذلك من خلال أزمة البحر الأحمر التي أفقد قناة السويس خسائر فادحة تقدر بمليارات الدولارات فضلا عن تراجع أعداد السائحين 2 مليون الأمر الذي يشكل أمر سلبي على الناتج القومي من السياحة لكن تبقى القضية الفلسطينية في قلب القاهرة.
ما هي وجهة نظرك تجاه حل الدولتين؟حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية لن يتم بوجود منظمة حماس كونها تصدر تهديدًا لأمن إسرائيل، ففي حالة عدم وجودها يمكن التفاوض مع إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية من خلال طرح فكرة التطبيع مع السعودية من جديد كورقة إغراء للحكومة الإسرائيلية وذلك بإعتبار أن السعودية دولة تتمتع بوفرة في الموارد ومساحتها كبيرة.
كيف تابعت ظهور أحزاب جديدة على الساحة؟الساحة السياسية متعطشة لأحزاب جديدة ولكن بشرط أن تحتوي على برامج جديدة وغير منسوخة أو متداولة ومن شأنها أن تعالج المشكلات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية التي تواجه الحكومة بالإضافة إلى امتلاكها لأجندة تتعلق بالسياسات الخارجية و فنون الدبلوماسية في التعامل مع الأزمة السودانية والليبية والسورية وكافة الأزمات المحيطة وطرح أفكار جديدة بشأن تطوير سيناء وإعمارها.
ذكرت إعمار سيناء.. حدثنا عن رؤيتك تجاه تلك الخطوة؟سيناء تتمتع بمقومات جغرافية جيدة للغاية ولديها معالم سياحية دينية يمكن استغلالها في زيادة الدخل القومي من السياحة لكن إعمارها يتطلب خطة وإستراتيجية شاملة من الحكومة تتضمن دخول القطاع الخاص بكافة مراحل الإعمار بدعم حكومي وتحويلها من صحراء جرداء لمدن سياحية مثل ما حدث في جنوب سيناء.
خاصة أن الحكومة نجحت خلال الفترة الماضية بإحداث حركة تنموية بالمنطقة بتنفيذ مشروعات قومية مثل سحارات سرابيوم ومشروعات زراعية وغيرها من المشروعات التي كنا نتصور أنها تحتاج لمعجزة لكن يتبقى طرق الاستفادة من وجعل المواطن السيناوي يجني ثمارها وذلك يتطلب مشاركة القطاع الخاص في مراحل التنفيذ.
- دعنا ننتقل لمحور آخر وهو الأحداث السورية الأخيرة وتأثيرها على مصر؟الأحداث الداخلية في سوريا لن تؤثر على الشأن المصري على الإطلاق لكنها تعد انتصارا لجماعة الإخوان ويتطلب توخي الحذر خلال الفترة المقبلة نظرًا للقرب الجغرافي السوري لمصر.
- بمناسبة ذكرك لجماعة الإخوان.. حدثنا عن خديعتهم لسرقة ثورة 25 يناير؟ثورة 25 يناير أحدث فراغ سياسي كبير أتاح لجماعة الإخوان سرقة الثورة بسهولة حيث أن شباب الثورة الحقيقيون خرجوا بنوايا صافية مطالبين بالتغيير والإصلاح وإيقاف ما يسمى بمشروع توريث الحكم لجمال مبارك نجل رئيس الجمهورية في ذلك الحين "حسني مبارك"، ومع تخلي مبارك عن الحكم دعا نائب رئيس الجمهورية إن ذآك اللواء عمر سليمان شباب الثورة للحوار والتعرف على مطالبهم ولم يجد منهم أي مطلب محدد وأتضح بعد ذلك أنهم كانوا يطالبون برحيل مبارك عن الحكم فقط دون امتلاكهم أي برامج تنموية من شأنها أن تدفع عجلة تقدم البلاد للأمام.
الأمر الذي أعطى الفرصة للإخوان للانقضاض على الثورة واستغلالهم للعاطفة الدينية لدى المصريين وطرحهم برامج سياسية تحت عباءة الدين فضلا عن تأجيرهم للشقق المحيطة بميدان التحرير وإقامة مداخل وحواجز خرسانية للسيطرة على الميدان ذلك بتمويلات خارجية وتحريك الرأي لصالحهم.
وانتهت الأحداث بصعود محمد مرسي للحكم في انتخابات مزورة حيث كان الفائز فيها هو الفريق أحمد شفيق لكن الضغوط الخارجية والتهديدات بحرق مصر من قبل جماعة الإخوان في الداخل دفعت لصعود مرسي للحكم ..:والحمد لله ربنا سترها في 30 يونيو وإسقاط حكمهم".
- هل كان هناك مشروع لتوريث جمال مبارك للحكم؟لم يكن هناك أي خطة لجمال مبارك للوصول لحكم مصر بل هي بدعة أخترعت بسبب تولي مبارك مناصب قيادية بالحزب الوطني الأمر الذي أعتبره من وجهة نظري أمر إيجابي لأنه كان همزة وصل جيدة بين رئاسة الجمهورية والقوى السياسية واستطاع أن يحقق بعض الإصلاحات السياسية منها تعديل مواد الدستور المتعلقة بالحكم حيث كان قبل 2005 يتبع نظام الاستفتاء وبعدها أصبح نظام الإنتخابات الرئاسية الذي يتيح التعددية فضلا عن الإصلاحات الإقتصادية إذ كان القطاع الخاص يمثل نسبة 70% من الاقتصاد القومي مما مكن مصر في ظل الأزمة الإقتصادية العالمية 2010 أن تحقق معدلات نمو 6.5 %.
وزارة التربية والتعليم تعتزم إضافة درجات التربية الدينية للمجموع الكلي.. ما رأيك؟أعتبر أنه قرار عبثي حيث أن الدولة المدنية لا يدخل فيها الدين في الحكم أو السياسة، كما أنها تتيح الفرصة لعناصر الإخوان ببث سموم التطرف للتلاميذ من خلال معتقدات بعض أعضاء هيئة التدريس بالإضافة إلى أنها ستحدث نوع من أنواع الفرقة في الناتج الكلي وتتيح للبعض إدعاء المظلومية في درجاتهم بالإدعاء للعنصرية.
كما أن المجتمع المصري مجتمع متدين بطبعه ونحن من الدول التي لا تفتقر للدين في حياتها فالأغلبية يصوم رمضان ويصلي الجمعة، إذا كنا نريد التوسع في نشر الثقافة الدينية فيجب أن يتم ذلك من خلال وزارة الأوقاف حيث أنها تملك زيادة الدروس بالمساجد في فترات ما بين الصلوات وغيرها وكذلك بالنسبة للمسيحيين في الكنيسة.
اقرأ أيضا:
الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا هاتفيا من الرئيس الأمريكي ترامب
دعوة وتهئنة.. تفاصيل ما دار في الاتصال بين السيسي وترامب
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
عبد المنعم سعيد تحديات الحكومة المصرية القطاع الخاص الاقتصاد القوميتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة الجيزة: تعيين أكثر من 4 آلاف بالقطاع الخاص بينهم 207 من ذوي الهمم أخبار وزير التموين يبحث التعاون مع شركة "طلبات مارت" في إطار الشراكة مع القطاع أخبار وزير المالية الأسبق: استثمار الحكومة في العقارات "رأس مال ميت" أخبار