الثورة نت:
2024-11-26@20:20:55 GMT

العلاقات العربية -الإيرانية وتداعياتها..!

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

أتذكر حين قامت الثورة الإيرانية عام 1979م بقيادة الإمام الخميني أن (الناصريين) في اليمن كانوا أول من أصدروا بيانا رحبوا فيه بقيام الثورة الإيرانية التي أسقطت أحد أعظم طغاة المنطقة المتمثل بنظام (الشاه) حليف الصهاينة وشرطي أمريكا في الخليج والوطن العربي، وأتذكر أن (البيان الناصري) أكد في سطوره أن الناصريين في اليمن يرحبون بالثورة الإيرانية ويباركون للشعب الإيراني هذا الإنجاز الثوري العظيم وأنهم مع (إيران الثورة) 4وليس مع (إيران الدولة) التي تحتاج لتطبيعها حوارا عربيا -إيرانيا معمقا، يشمل كل القضايا الخلافية بين العرب وجارتهم إيران، وهذا الحوار يتطلب انخراط كل الأطراف العربية وليس انخراط نظام عربي بذاته، بل دعا البيان جامعة الدول العربية -حينها – إلى أن تتبنى هذا الحوار الذي من شأنه أن يحدد مسار العلاقات العربية -الإيرانية على قاعدة حسن الجوار والشراكة الجغرافية وحماية مصالح الطرفين وحل الخلافات وتصفية النفوس، إيمانا بحقائق التاريخ والجغرافية والعقيدة والشراكة الحضارية، وهو ما لم يتحقق حينها ولم يتحقق حتى اليوم والسبب غياب الإرادة العربية الواحدة، لأن الأنظمة العربية اختلفت في كل شيء يجمعها، من وحدة العقيدة والهوية والجغرافية والمصير المشترك، ولم تتفق هذه الأنظمة على شيء إلا في ارتهانها للقوي الاستعمارية وتبعيتها المطلق لأمريكا وبريطانيا ورغبتها في (الاستسلام والتطبيع مع العدو الصهيوني) وتخليها عن فكرة الصراع مع هذا العدو، إضافة لهذا الاتفاق الذي اجتمعوا عليه، اجتمعوا أيضا على خيانة بعضهم والتآمر على بعضهم ومنافسة بعضهم في تقديم التنازلات لأعداء الأمة والارتهان لهم والتبعية المطلقة والمخلصة لهؤلاء الأعداء، والدليل تعاملهم الراهن مع أحداث فلسطين والجرائم الصهيونية المرتكبة في قطاع غزة.

.!
منذ الغزو الصهيوني لبيروت عام 1982م الذي جاء بعد اتفاقية (كامب ديفيد) تخلى النظام العربي عن فلسطين –رسميا- بمعزل عن التصريحات الزائفة التي يطلقها النظام العربي هنا وهناك وفي المؤتمرات وأمام وسائل الإعلام، وهي تصريحات كاذبة وزائفة، خاصة وأن هذه الأنظمة قد تبنت رؤية وموقف أمريكا والصهاينة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحولت الأنظمة العربية التي كان ملوكها وشيوخها وقادتها وزعماؤها يخطبون ود (ملك الملوك شاه إيران المخلوع)، تحولوا تلقائيا بعد قيام الثورة إلى أعداء للثورة وقادتها تماشيا مع الرغبة الأمريكية -الصهيونية..!
كانت أولى مؤشرات استهداف العلاقة العربية –الإيرانية، تتمثل بتطبيق استراتيجية الاحتوي المزدوج بين العراق وايران وهي استراتيجية ابتكرها مستشار الأمن القومي الأمريكي (بريجينيسكي) والتي تعني دفع العراق وايران لتدمير قدراتهما لتوفير أمن الكيان الصهيوني، لأن قدرات البلدين تشكل خطرا حقيقيا على أمن ومستقبل هذا الكيان..!
الأمر الآخر وخشية من تأثير الثورة الإيرانية على شعوب المنطقة وخاصة دول الخليج -حلفاء أمريكا- حيث (الكنز) الذي تسيطر عليه أمريكا وبريطانيا والغرب الاستعماري، ابتكرت أمريكا واتباعها فكرة (الصراع الشيعي -السني) والخطر الشيعي وسخرت لهذه الفكرة ماكنتها الإعلامية الجبارة ونخباً فكرية وسياسية وكتاباً وصحفيين ودعاة وفقهاء ومفتين وأجهزة استخبارية، أضف لكل هذا أن أمريكا راحت تخوف قادة بعض الأنظمة العربية بخطورة الثورة الإيرانية التي تهدد عروشهم وأنظمتهم وأنه لا حل أمامهم إلا الارتهان المطلق لها والتفاهم مع الكيان الصهيوني وتشكيل تحالف يواجه أخطار ومخاطر الثورة الإيرانية..!
عام 2000م وبطلب من أمريكا، رفع النظام العربي يده عن فلسطين قضية ومقاومة ورفض فكرة المقاومة وأجبر الرئيس الشهيد ياسر عرفات على قبول (المبادرة العربية للسلام) التي قدمتها السعودية لقمة المغرب عام 1982م باسم ولي العهد عبدالله بن عبدالعزيز، وكتب المبادرة الصحفي الأمريكي (توماس فريدمان) المقرب من البنتاجون..!
وجدت حركة المقاومة الفلسطينية نفسها معزولة بدون راع وبدون داعم من العرب الذين اعتبروها مقاومة (إرهابية)، مع أنهم يدركون أن هذا العدو لم يعترف بسلام ياسر عرفات ولم يعترف بالاتفاقيات التي أبرمت معه برعاية أمريكية وعربية ودولية، وتعرض أعضاء حركتي حماس والجهاد للاعتقالات والمطاردات والقتل في أكثر من بلد عربي وخاصة دول الخليج والأردن والمغرب ومصر لاحقا بعد خلافها مع جماعة الإخوان ..!
فاتجهت المقاومة إلى الجمهورية الإسلامية التي أبدت استعدادها تقديم كل أشكال الدعم والإسناد لها، مع العلم أن الجمهورية الإسلامية كانت قد بدأت سابقا بتقديم المساعدات المادية والعسكرية واللوجستية (لحركة فتح) بقيادة الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي تلقى (تسع شحنات من الأسلحة عبر سفن نقلتها إلى غزة)، وتلقى دعما معنويا وسياسيا وماديا ولوجستيا من الجمهورية الإسلامية، قبل أن تلتقي حركتا حماس والجهاد مع إيران وتقيمان علاقة معها، وكأن هذا الموقف الإيراني أتى تجسيدا لمقولة وعهد الإمام الخميني الذي قال خلال لقائه بالرئيس ياسر عرفات عام 1979م بعد قيام الثورة الإيرانية (سأقف خلف المدفع الفلسطيني ولو تخلى عنه ياسر عرفات)..!

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الجمهوریة الإسلامیة الثورة الإیرانیة یاسر عرفات

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط: الجامعة العربية تحرص على الالتزام الثابت بالسلام والمبادئ الحقوقية والإنسانية التي تغذيها جروح التاريخ

 أكد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية أن المنطقة العربية التي احتضنت دورتين من منتديات تحالف الحضارات في كل من دولة قطر في 2011 وبالمملكة المغربية في 2022، تحرص تمشيا مع أحكام ميثاق الجامعة العربية على الالتزام الثابت بالسلام والمبادئ الحقوقية والإنسانية، ونبذ العنف والنزاعات المسلحة التي تغذيها جروح التاريخ ومشاعر الظلم واليأس والإحباط وخاصة في الشرق الأوسط.

 وأضاف في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الاعلام والاتصال بالجامعة خلال فاعليات المنتدى العالمي العاشر للأمم المتحدة لتحالف الحضارات انه انطلاقا من التوجهات الاستراتيجية لجامعة الدول العربية التأكيد على إرادتنا الراسخة لتكريس الانخراط في خدمة ثقافة السلام، وبناء مقومات الثقة، ومد جسور الحوار، باتساق مع الأهداف الكبرى الذي يسعى المنتدى العالمي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات إلى تحقيقها لاحتواء نزعات العنف ومواجهة السرديات المحرضة على التعصب والكراهية وازدراء الأديان والتطاول على حرمة رموزها.

لافتا الي الوضع الإنساني الكارثي في غزة مع استمرار القصف والنزوح المتكرر، وعرقلة المساعدات الإغاثية، وحظر أنشطة "الأونروا “، واستهداف الدور السكنية والمنشآت العامة بما فيها المؤسسات التعليمية والمعالم الثقافية والأثرية وأماكن العبادة .

وقال أبو الغيط إن استقرار هذا الفضاء الجيو سياسي الحساس يمر حتما عبر الحلول السلمية بعيدا عن منطق القوة ودوامة العنف والدمار بما يضمن، بعد عقود طويلة وقاسية، كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية في إرساء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ورؤية حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية.
 

 وأشار أبو الغيط الي أن الجامعة العربية سباقة للانضمام إلى "مجموعة أصدقاء التحالف " منذ 2005، وإطلاق تعاون مؤسساتي طموح بالتوقيع على مذكرة تفاهم في يناير 2008.وعملت، بانفتاح على التجارب الوطنية للدول الأعضاء، على إعداد الخطة الاستراتيجية الموحدة لتحالف الحضارات التي اعتمدت في 2016 والتي يجري العمل على تحديثها برسم سنوات 2025-2029 وإثرائها بقضايا حيوية كالهجرة والتعليم والاعلام والشباب والتي ستعمّم على نقاط الاتصال العربية لدى التحالف لاستيفاء دراستها بشكل متكامل.

وقال أبو الغيط ان الجامعة العربية سباقة للانضمام إلى "مجموعة أصدقاء التحالف " منذ 2005، مؤكدا على أن المدخل القويم لإضفاء مزيد من النجاعة على هذا المسار الواعد يتمثل في الدعم المستمر لكافة الشركاء حكومات وبرلمانات وفاعلين محليين ومنظمات ومجتمع مدني ونخب فكرية وإعلامية وفنية ورياضية تؤمن برسالة حماية السلام، وقدسية الكرامة البشرية في نطاق مقاربة تشاركية ترتكز على التعاون وتضافر الجهود على مختلف المستويات الوطنية والاقليمية والكونية.

مقالات مشابهة

  • من هي الدولة العربية التي يُريد لبنان مشاركتها في مراقبة “أي اتّفاق”
  • من هو العلامة السعودي الذي وثّق جغرافية الجزيرة العربية؟
  • تفاصيل جديدة حول المباحثات السعودية الإيرانية في الرياض
  • أبو الغيط: الجامعة العربية تحرص على الالتزام الثابت بالسلام والمبادئ الحقوقية والإنسانية التي تغذيها جروح التاريخ
  • حروب وأزمات.. حصاد 45 عاما من التدخل الإيراني في الشؤون العربية
  • الحرب تلو الأخرى.. حصاد 45 عاما من التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية
  • العالم إلى أين؟.. أمريكا تكشف لأول مرة نوع الصواريخ التي سمحت لأوكرانيا استخدامها لضرب العمق الروسي
  • رئيس لجنة شؤون الأسرى لـ “الثورة نت”: مستعدون لتنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها برعاية الامم المتحدة دون قيد أو شرط
  • تعزيز العلاقات الجزائرية الإيرانية والتأكيد على تفعيل الدبلوماسية الإقتصادية
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟