الثورة نت:
2025-01-03@03:28:32 GMT

العلاقات العربية -الإيرانية وتداعياتها..!

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

أتذكر حين قامت الثورة الإيرانية عام 1979م بقيادة الإمام الخميني أن (الناصريين) في اليمن كانوا أول من أصدروا بيانا رحبوا فيه بقيام الثورة الإيرانية التي أسقطت أحد أعظم طغاة المنطقة المتمثل بنظام (الشاه) حليف الصهاينة وشرطي أمريكا في الخليج والوطن العربي، وأتذكر أن (البيان الناصري) أكد في سطوره أن الناصريين في اليمن يرحبون بالثورة الإيرانية ويباركون للشعب الإيراني هذا الإنجاز الثوري العظيم وأنهم مع (إيران الثورة) 4وليس مع (إيران الدولة) التي تحتاج لتطبيعها حوارا عربيا -إيرانيا معمقا، يشمل كل القضايا الخلافية بين العرب وجارتهم إيران، وهذا الحوار يتطلب انخراط كل الأطراف العربية وليس انخراط نظام عربي بذاته، بل دعا البيان جامعة الدول العربية -حينها – إلى أن تتبنى هذا الحوار الذي من شأنه أن يحدد مسار العلاقات العربية -الإيرانية على قاعدة حسن الجوار والشراكة الجغرافية وحماية مصالح الطرفين وحل الخلافات وتصفية النفوس، إيمانا بحقائق التاريخ والجغرافية والعقيدة والشراكة الحضارية، وهو ما لم يتحقق حينها ولم يتحقق حتى اليوم والسبب غياب الإرادة العربية الواحدة، لأن الأنظمة العربية اختلفت في كل شيء يجمعها، من وحدة العقيدة والهوية والجغرافية والمصير المشترك، ولم تتفق هذه الأنظمة على شيء إلا في ارتهانها للقوي الاستعمارية وتبعيتها المطلق لأمريكا وبريطانيا ورغبتها في (الاستسلام والتطبيع مع العدو الصهيوني) وتخليها عن فكرة الصراع مع هذا العدو، إضافة لهذا الاتفاق الذي اجتمعوا عليه، اجتمعوا أيضا على خيانة بعضهم والتآمر على بعضهم ومنافسة بعضهم في تقديم التنازلات لأعداء الأمة والارتهان لهم والتبعية المطلقة والمخلصة لهؤلاء الأعداء، والدليل تعاملهم الراهن مع أحداث فلسطين والجرائم الصهيونية المرتكبة في قطاع غزة.

.!
منذ الغزو الصهيوني لبيروت عام 1982م الذي جاء بعد اتفاقية (كامب ديفيد) تخلى النظام العربي عن فلسطين –رسميا- بمعزل عن التصريحات الزائفة التي يطلقها النظام العربي هنا وهناك وفي المؤتمرات وأمام وسائل الإعلام، وهي تصريحات كاذبة وزائفة، خاصة وأن هذه الأنظمة قد تبنت رؤية وموقف أمريكا والصهاينة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحولت الأنظمة العربية التي كان ملوكها وشيوخها وقادتها وزعماؤها يخطبون ود (ملك الملوك شاه إيران المخلوع)، تحولوا تلقائيا بعد قيام الثورة إلى أعداء للثورة وقادتها تماشيا مع الرغبة الأمريكية -الصهيونية..!
كانت أولى مؤشرات استهداف العلاقة العربية –الإيرانية، تتمثل بتطبيق استراتيجية الاحتوي المزدوج بين العراق وايران وهي استراتيجية ابتكرها مستشار الأمن القومي الأمريكي (بريجينيسكي) والتي تعني دفع العراق وايران لتدمير قدراتهما لتوفير أمن الكيان الصهيوني، لأن قدرات البلدين تشكل خطرا حقيقيا على أمن ومستقبل هذا الكيان..!
الأمر الآخر وخشية من تأثير الثورة الإيرانية على شعوب المنطقة وخاصة دول الخليج -حلفاء أمريكا- حيث (الكنز) الذي تسيطر عليه أمريكا وبريطانيا والغرب الاستعماري، ابتكرت أمريكا واتباعها فكرة (الصراع الشيعي -السني) والخطر الشيعي وسخرت لهذه الفكرة ماكنتها الإعلامية الجبارة ونخباً فكرية وسياسية وكتاباً وصحفيين ودعاة وفقهاء ومفتين وأجهزة استخبارية، أضف لكل هذا أن أمريكا راحت تخوف قادة بعض الأنظمة العربية بخطورة الثورة الإيرانية التي تهدد عروشهم وأنظمتهم وأنه لا حل أمامهم إلا الارتهان المطلق لها والتفاهم مع الكيان الصهيوني وتشكيل تحالف يواجه أخطار ومخاطر الثورة الإيرانية..!
عام 2000م وبطلب من أمريكا، رفع النظام العربي يده عن فلسطين قضية ومقاومة ورفض فكرة المقاومة وأجبر الرئيس الشهيد ياسر عرفات على قبول (المبادرة العربية للسلام) التي قدمتها السعودية لقمة المغرب عام 1982م باسم ولي العهد عبدالله بن عبدالعزيز، وكتب المبادرة الصحفي الأمريكي (توماس فريدمان) المقرب من البنتاجون..!
وجدت حركة المقاومة الفلسطينية نفسها معزولة بدون راع وبدون داعم من العرب الذين اعتبروها مقاومة (إرهابية)، مع أنهم يدركون أن هذا العدو لم يعترف بسلام ياسر عرفات ولم يعترف بالاتفاقيات التي أبرمت معه برعاية أمريكية وعربية ودولية، وتعرض أعضاء حركتي حماس والجهاد للاعتقالات والمطاردات والقتل في أكثر من بلد عربي وخاصة دول الخليج والأردن والمغرب ومصر لاحقا بعد خلافها مع جماعة الإخوان ..!
فاتجهت المقاومة إلى الجمهورية الإسلامية التي أبدت استعدادها تقديم كل أشكال الدعم والإسناد لها، مع العلم أن الجمهورية الإسلامية كانت قد بدأت سابقا بتقديم المساعدات المادية والعسكرية واللوجستية (لحركة فتح) بقيادة الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي تلقى (تسع شحنات من الأسلحة عبر سفن نقلتها إلى غزة)، وتلقى دعما معنويا وسياسيا وماديا ولوجستيا من الجمهورية الإسلامية، قبل أن تلتقي حركتا حماس والجهاد مع إيران وتقيمان علاقة معها، وكأن هذا الموقف الإيراني أتى تجسيدا لمقولة وعهد الإمام الخميني الذي قال خلال لقائه بالرئيس ياسر عرفات عام 1979م بعد قيام الثورة الإيرانية (سأقف خلف المدفع الفلسطيني ولو تخلى عنه ياسر عرفات)..!

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الجمهوریة الإسلامیة الثورة الإیرانیة یاسر عرفات

إقرأ أيضاً:

ثورة سورية وتداعياتها الإستراتيجية على الأردن

#ثورة_سورية وتداعياتها الإستراتيجية على #الأردن د. #منذر_الحوارات

مرّ على سورية ثمانية أنظمة سياسية وخمسة انقلابات، وحالة متجددة من عدم الاستقرار، بينما تمكنت الملكية في الأردن من استيعاب التحولات في الداخل الأردني والإقليم وعلى الصعيد العالمي، واستطاعت دائماً استيعاب مجرى الأحداث والتكيف وفق معطيات كل مرحلة. مكنها من ذلك تضامنات داخلية راسخة مع الانفتاح قدر الإمكان على الأطراف المعارضة ومحاولة احتوائها عندما تقتضي الحاجة دون المساس بشكل جوهري بالثوابت التي بُنيت عليها الدولة، وهو عكس ما كان في سورية، إذ كان الاستحواذ على السلطة عموديًا يقتصر على مجموعة محددة من نفس الطينة، وهذا هو سبب البلاء في سورية.

كان للأردن إشكالات كثيرة مع نظام حكم الأسد المنهار، لم تبتدئ مع موجات اللاجئين وعدم الاستقرار على الحدود بوجود المليشيات المختلفة وتزايد النشاط الإرهابي، ولا بعدم التعاون وتسهيل مهمة إقامة علاقات حسنة بين البلدين، بل بوجود مشروع إيراني يعتبر الأردن واحدًا من أهدافه المستقبلية في تخادم غير معلن مع الطموحات الإسرائيلية بدخول الأردن في حالة من عدم الاستقرار تسهّل مهمة الطرفين الإسرائيلي والإيراني. ومع انهيار النظام واستلام نظام جديد بقيادة أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام، أُزيح عن كاهل الأردن همّ هذا المشروع الإيراني الذي كان له مع الأردن حكاية في المستقبل القريب فيما لو استمرّ نظام بشار الأسد. بعد ذلك يمكن تعداد الكثير من المكاسب والمخاطر من تغيير النظام، والتي هي بدون شك دون هذا العبء الإستراتيجي والجيوسياسي الكبير. ومن الثابت أن يكون للأردن مكاسب كبيرة من زوال النظام السابق، تبتدئ من السيطرة على أمن الحدود وضبط تهريب السلاح والمخدرات، إضافة إلى أن الباب أصبح مفتوحًا أمام الأردن للإسهام في مشاريع إعادة الإعمار التي ستسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

لكن في ظل حسابات المكاسب والمخاطر، ستبقى عودة سورية مستقرة هي المكسب الجيوسياسي الأهم للأردن، والذي ينبغي على الدولة الأردنية وضعه نصب عينيها، وألا يثنيها الخوف من صعود الإسلام السياسي على الاستقرار السياسي والاجتماعي في الأردن. ولأن الحالة في سورية ليست سوى ردة فعل على نظام طائفي ذي طبيعة منغلقة، فمن الطبيعي أن يكون البديل من جنس العمل، وهو هنا نظام ذو طبيعة سنية كرد فعل على ما تعرضت له هذه الأغلبية من اضطهاد وظلم. وهذه المرحلة في عمر الثورات الكبيرة مرحلية، سرعان ما تعدّل نفسها تبعاً لاحتياجات الشعوب ومصالحها. لذلك نجد هذه اللغة المنفتحة لقادة الثورة.

مقالات ذات صلة *الامتحانيون الجدد٢ 2025/01/02

لكن جُل ما يجب أن يخشاه الأردن كدولة هو نشوب الصراع بين فلول النظام القديم والنظام الجديد، وكذلك هيمنة قوى إقليمية جديدة على الحكم في سورية تشغل مكان إيران وروسيا، وهو ما قد يشعل فتيل حرب أهلية جديدة تؤدي إلى حالة من الفوضى في سورية. بل على الأردن والدول العربية أن ينخرطوا بسرعة في عملية إعادة بناء مؤسسات الدولة السورية على أسس بيروقراطية محضة، والمساعدة في إقامة نظام سياسي مستقر ومقبول، وهذه ليست بالمهمة السهلة.

كل ذلك يُحتم على الأردن ألا ينأى بنفسه عما يحصل في سورية خشية الغرق في الأمواج المتلاطمة هناك، لأن انعكاسات دخول البلد في حالة من الفوضى تعتبر كارثية على الأردن أكثر من مخاوف وهواجس وقتية هنا أو هناك. بل بالعكس تمامًا، انغماس الأردن في إيجاد حل منفتح ومنطقي في سورية تقبله جميع مكونات الشعب السوري سينعكس إيجابياً على علاقة الأردن مع عموم السوريين.

لذلك فإن التغيير الأخير في سورية قد يمثل فرصة إستراتيجية للأردن، وإن حمل في طياته مخاطر كبيرة. وهو بحاجة إلى حذاقة وحذر في التخطيط، وتتجسد مكاسب الأردن من هذا التحول في الشجاعة والمرونة في التعامل مع هذا التغيير وحامليه.

ويجب أن يضع الجميع نصب أعينهم أن استقرار سورية هو أساس لا مناص منه لاستقرار المنطقة برمتها، ولا أعتقد أن إستراتيجية الدولة الأردنية تبتعد عن هذا الهدف أبداً.

عموماً، هناك وضع جديد في سورية، أحببناه أم كرهناه لا يهم، لكن في كل الأحوال ينبغي علينا التعامل معه سواء كانت نتائجه سلبية أم إيجابية. ففي كلتا الحالتين يجب تخفيف وطأته أو تعظيم فوائده على الأردن وسورية معاً.

الغد

مقالات مشابهة

  • العلاقات العراقية الإيرانية بعد زلزال سوريا
  • عاجل .. أمريكا تدرس خيار ضرب المنشآت النووية الإيرانية
  • ثورة سورية وتداعياتها الإستراتيجية على الأردن
  • قائد الثورة: من المؤسف أن تصنف دول عربية المقاومة الفلسطينية بالإرهاب وتتجاهل العدو الإسرائيلي وإجرامه الذي لا مثيل له
  • الخارجية الإيرانية تستدعي السفير السعودي لدى طهران
  • قيادي ألماني: تصريحات ماسك تشكل عبئاً على العلاقات مع أمريكا
  • مصطفى الفقي: ما حدث في 2024 انقلاب ضخم بتاريخ العلاقات العربية الإسرائيلية
  • ماذا الذي يحمله العام الجديد للمنطقة العربية؟
  • الكشف عن قيمة الدعم المالي الهائل الذي قدمته أمريكا لـ إسرائيل منذ 7 أكتوبر .. أرقام صادمة وشراكة في الإبادة
  • استشارية نفسية: أمانة السر من أهم الأسس التي تبني الثقة في العلاقات