على رأس ثلاثمئة يوم من معركة طوفان الأقصى، أعلنت قيادات محور الجهاد والمقاومة دخول “مرحلة جديدة” من المواجهة مع العدو الإسرائيلي، بعد “التصعيد الخطير” والحماقات الغبية التي أقدم عليها السفاح نتنياهو ومن خلفه بايدن، عبر اغتيال القامة السياسية الفلسطينية المهمة، إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وهو “ضيف عزيز” في العاصمة الإيرانية طهران، بعد ساعات من المشاركة في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
هذه الحماقات الأمريكية الإسرائيلية تضع المنطقة برمتها على فوهة بركان، وتدفع في اتجاه توسيع المعركة، وربما حرب إقليمية، على عكس ما تدعيه واشنطن من “الحرص على عدم توسيع المعركة”، بدليل أن هذه الجرائم جاءت بعد عودة نتنياهو من واشنطن، وبعد حفلة التصفيق الحمقاء داخل أروقة الكونغرس الأمريكي. ولو كانت حريصة على خفض التصعيد لما منحت المجرم نتنياهو الضوء الأخضر بالاغتيال والعدوان والعربدة في أكثر من بلد عربي وإسلامي، ولما قدمت إلى المجرمين الصهاينة دعماً عسكريا واستخباريا وغطاءً سياسياً في تنفيذ هذه الحماقات وما سبقها من جرائم إبادة على مدى عشرة أشهر في غزة والضفة، وآخرها تصفية الصحافيين.
استحقاقات الرد الحتمي
منذ الساعات الأولى لجريمة اغتيال القائد الفلسطيني المقاوم إسماعيل هنية في طهران، توعدت إيران، على لسان قائدها الأعلى السيد علي خامنئي، بـ”رد قاسٍ” وتدفيع العدو ثمناً باهظاً ثأراً لضيفها العزيز. وبينما أكدت المقاومة الفلسطينية أنها سترد على الجريمة، أعلن اليمن، في بيان للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، استعدادها للمساندة على الانتقام للشهداء.
وأكد في كلمته خلال اليوم التالي أن “الرد العسكري لا بد منه”، مشدداً على تجاهل المساعي الأوروبية لمحاولة احتواء موقف الرد لإنقاذ العدو الإسرائيلي، بعد أن فعل فعلته. وهذا الموقف تقاطع مع موقف الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أكد فيه أن “الرد آتٍ، حتمي ومدروس”، ولا يقبل النقاش، وأن “الأمر في يد الميدان، وظروفه وفرصه”، مخاطباً الإسرائيليين بأنهم سيبكون كثيراً.
ماذا عن دور اليمن وحساباته؟
خلال معركة طوفان الأقصى، التي تطوي يومها الثلاثمائة، قدم اليمن دوراً متميزاً وموقفاً متقدماً في معركة الإسناد لغزة منذ الأسابيع الأولى، في المستويات كافة: عسكرياً، وشعبياً، وسياسياً، وفي كل الصعد، وعلى نحو فاجأ ولايزال يفاجئ الجميع، من “غلاكسي ليدر” إلى “يافا”، مروراً بإذلال حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور”، وفرض حصار شبه كامل على سفن العدو الإسرائيلي، والدول والشركات المساندة له، وتعطيل ميناء “إيلات” وشلّه، وكل ذلك لم يكن بهدف “التسويق السياسي” أو “خطف الأضواء”، كما يتوهم البعض، بل كان نابعاً من خلفية أخلاقية، إنسانية، ودينية.
خلال معركة طوفان الأقصى، أدار اليمن عملياته الإسنادية لغزة، بحكمة وجدارة وقوة واقتدار وتأثير في الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني. واستطاع، عبر مراكمة الخبرة خلال تسعة أعوام من الحرب، أن يهزم “تحالف الازدهار”، وأن يهشم “الردع الأمريكي”، ويُسقط هيبته، ويجبر حاملات الطائرات الأمريكية على المغادرة، ويحول مهمتها من الهجوم إلى الفرار والفشل فيما جاءت من أجله، وهو فتح الطريق أمام السفن الإسرائيلية والحد من العمليات اليمنية.
وفي المحصلة، تصاعدت العمليات وتوسعت، ونفذ اليمن أكثر من 170 عملية استهداف لسفن إسرائيلية وأمريكية وبريطانية ويونانية، وأخرى مرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وفرقاطات، والقائمة تطول. وكان اليمن يفاجئ العدو في كل مرحلة من المراحل الخمس، بتوسيع مسرح العمليات من المتوسط إلى الهندي، مروراً بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب، وخليج عدن وبحر العرب.
وكان اليمن، ولا يزال، يُدخل أسلحة جديدة على خط العمليات عبر تطوير وتصنيع محليَّين، كانت باكورتها صاروخ فلسطين، وقوارب طوفان المدمرة، وصاروخ حاطم 2 فرط الصوتي، وصولاً إلى طائرة “يافا” التي أسقطت منظومات الكشف والحماية الإسرائيلية والأمريكية والعربية، وضربت قلب الكيان، وقلب “تل أبيب”.
حتى إن بعض الصهاينة وصف العمليات بطوفان الأقصى 2. ومن أجل محاولة ترميم هيبة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، أقدم العدو على استهداف ميناء الحديدة أواخر الشهر الماضي، متسبباً بتدمير منشآت اقتصادية مدنية، وقتل وجرح عدد من المدنيين. وأعلن السيد عبد الملك أن العدو لن يستطيع أن يردع اليمن، وأن القوات المسلحة مستمرة في عمليات الإسناد، عبر البحر وفي عمق الكيان. والأهم من ذلك أن الرد آتٍ.
وفي الحسابات والعقيدة اليمنية، فإن من الخطأ قبول تجزئة المعركة، والاستفراد بكل جبهة وحدها، وأن العمل والجهاد المشترك والمنسق والمدروس والمؤلم والرادع ضرورة وواجب شرعي، وأن الكيان المقت مهما عربد فهو إلى زوال، وأن الصراع معه صراع وجود وليس صراع حدود، بدليل أن اليمن دخل المعركة على رغم بعده عن فلسطين المحتلة جغرافياً، وهو أمر لم يكن في حسابات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفق تصريح لرئيس اللجنة الاقتصادية في الكنيست، على هامش النقاش بشأن كيفية إبقاء ميناء “إيلات” حياً بعد أن أدخلته العمليات اليمنية، على مدى تسعة أشهر، في حالة شلل تام، فلم يستقبل سوى سفينة واحدة، باعتراف اليهود أنفسهم.
ما نريد الوصول إليه أن اليمن الحاضر والمؤثر والفاعل، خلال 300 من طوفان الأقصى، يرى أمامه استحقاقات مهمة للرد، أولها مواصلة عمليات الإسناد، براً وبحراً وجواً، للشعب الفلسطيني، ورداً على جرائم العدو الإسرائيلي بحقهم وحصاره لهم. هذا أولاً.
ثانياً: الرد على العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة المدني، واستشهاد وإصابة عدد من المدنيين.
ثالثاً: الجاهزية، بالتنسيق والتعاون مع محور الجهاد والمقاومة، للثأر والانتقام للشهيدين القائدين (هنية وشكر) وكل الشهداء. والموقف واضح ومعلن، وهو أن الرد العسكري أمر لا بد منه.
ختاماً، ليس معلوماً كيف ستكون ملامح المرحلة الجديدة، ولا كيف ستكون طبيعة الرد. ما يمكن التكهن به أن نتنياهو وكيانه سيعيشان أياماً سوداء وليالي حمراء قاسية جداً، وهذا ما يخشاه العدو ويخافه، ولا يستطيع تصور كيف سيكون؟ ومتى؟ وبأي حجم؟ وبأي تأثير؟ وهل سيكون مشتركا (رداً موحداً)، أم متفرقاً (ردوداً متوالية).
لربما كان نتنياهو وحاشيته في حالة سكر حينما اتخذا قرار الإقدام على هذه الحماقات التي ستفتح عليهما أبواب جهنم، أو ربما يريدان عمداً الهروب من فشلهما إلى الأمام عبر الدفع نحو حرب كبرى. وأياً تكن الدوافع والأهداف، فإن العواقب ستكون وخيمة على الإسرائيلي ومن معه.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
ثباتُ اليمن الاستراتيجي في مواجهة العدوّ.. ثمارُ الإسناد والصمود
يمانيون – متابعات
يتعاظَمُ القلقُ الصهيوني في “إسرائيلَ” كما هو لدى المتصهينين العرب من القدرة والتأثير اليمني على كيان العدوّ في المدى القريب والمتوسط، بحضور تقنية تصنيع عسكري لم تعد حكرًا على دولة بعينها، في ظل تعاون عسكري وتمايز للمحاور والقوى الدولية.
في تقرير “إسرائيلي” بعنوان “هل ستبقى الفوضى الحوثية على الممر الهندي –المتوسطي قائمة؟” تحدث الموقعُ الإسرائيلي “تايمز أوف إسرائيل” كالتالي: (إنه بعد وقت قصير من فوز دونالد ترامب في الانتخابات عام 2024، قام مؤثر إماراتي بتداول تغريدة استفزازية تشير إلى أن “الحوثيين” أعلنوا وقف إطلاق النار؛ خوفًا من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وقد انتشر الخبر بسرعة كبيرة، وخَاصَّة بين مؤيدي ترامب، ولكن سرعان ما تم فضحه؛ باعتبَارها معلومات كاذبة من قبل منصة التواصل الاجتماعي (إكس)، حَيثُ تم تحديد المصدر، وهو حساب مؤيد للسعوديّة معروف بمحتوى مناهض للحوثيين، يروج لرواية ملفقة مفادها أن الحوثيين يخشون الإدارة الأمريكية القادمة).
في الواقع أن مواقف اليمن في ظل النظام الثوري السياسي بصنعاء، قدمت صورة واضحة عن طبيعة وطريقة التعاطي اليمني مع الأحداث.. تجلى هذا بشكل أكبر منذ بدء حرب غزة، وبات جليًّا أن اليمن لا تتأثر بالمتغيرات الأمريكية وصعود الإدارات الحاكمة جمهورية كانت أم ديمقراطية، كما لا تتغير بتصعيد الضغوط أَو حتى بالتحَرّكات الغربية –العربية الموالية لواشنطن على كُـلّ حال.
إلى جانب هذا الثبات في الموقف هناك خط موازٍ يتعلق بالفعل والتحَرّك الفاعل المتنامي، حَيثُ يمكن النظر إليه ضمن مخطّط ورسم بياني أنه يسير في منحنى تصاعدي منذ بداية حرب غزة وحتى اليوم.
فمع تصعيد مستوى الإبادة الجماعية في غزة وحضور المشاريع الصهيونية وانكشاف الأغطية عن مشاريع الترحيل القسري لسكان قطاع غزة والضفة العربية والتطاول على مدينة القدس الشرقية بأعمال الهدم والمصادرة، وقصف لبنان والإعلان الصريح عن مشاريع العدوّ الإسرائيلي في المنطقة لضرب المقاومة الإسلامية وأية حركات ممانعة، مع هذا التصعيد تطور الفعل اليمني في الرد على كيان العدوّ وتحالف الأمريكان المساند له، والمدهش أن يبلغ الموقف والرد اليمني مستوىً متقدمًا من التأثير، حَيثُ طال في بُعدَين عسكري وأمني “استخباراتي” العدوَّ في نقاط حساسة، تجعل التحليل السياسي يقف مدهوشًا من هذا المستوى الجريء من الفعل غير المسبوق في تاريخ المنطقة، وتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وتاريخ الهيمنة الأمريكية على المنطقة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وبالنظر إلى معطيات الواقع اليمني الذي يعيش ظرفَي العدوان والحصار معًا، يمكن فهم حجم التحدي اليمني في مواجهة الهيمنة والاستكبار الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية وفي ظل التدخل الأمريكي المباشر في اليمن والعدوان المعلن عنه منذ يناير 2024م، ضمن تحالف “الازدهار” البحري الذي أضيف كفشل أمريكي جديد بتفاصيل مزعجة لواشنطن وما حمله من مؤشرات على ضعف وتضعضع أمريكي في مسار الصراع الأمريكي –الصيني –الروسي –الإسلامي، وتراجع الهيمنة الأمريكية على المنطقة بما فيها المسطحات المائية والممرات والمضائق التابعة لدول بعينها.
تراكم الرد اليمني:
وبمراجعة سريعة لثبات الموقف اليمني من حرب غزة وإسناد محور المقاومة، في مقابل تصاعد الرد القائم في الأَسَاس على تخطيط وهدف استراتيجي، حَيثُ يمكن فهم جرأة اليمنيين في استهداف ما كان من المستحيل التطاول عليه أَو استهدافه، فاليمن إلى جانب الثبات في الموقف قدَّمَ صورة لتطور الفعل المقاوم بدءًا من تحَرّكه العسكري الجريء في أُكتوبر 2023م بضربة مدينة أم الرشراش “إيلات” المحتلّة، وُصُـولًا إلى استهداف حاملات الطائرات الأمريكية، وما ترتب على هذا الموقف والفعل المساند لفلسطين من ردود أفعال صهيونية أمريكية غربية، بالعدوان على البلاد، رغم أن واقع أمريكا بعد حربين طويلتين في العراق وأفغانستان، يؤكّـد بحسب ديفيد أوتاي -الباحث في مركز والسن الأمريكي، أنها تمر بمرحلة من الانكفاء عن التدخل العسكري “المباشر”، والاتكال على حلفائها في تنفيذ هذه التدخلات كما حصل مع اليمن في عدوان مارس2015م، والتلويح بالعقوبات وتصنيف القائمة السوداء واللجوء لضغوط اقتصادية وإنسانية ومحاولة إثارة الفوضى عبر أدوات الداخل اليمني.
فيما بقي الموقف اليمني ثابتاُ، معبرًا عن نهج أصيل يستند إلى مرجعية دينية حاكمة، ولا يتغير بتغير أنماط ومستويات التأثير وقوة الفعل الخارجي.
والأكيد أن حسابات السياسة وما يرتبط بها في جوانب اقتصادية وعسكرية، لا وجودَ لها فيما يتعلق بالموقف اليمني من حرب غزة والمسألة الفلسطينية؛ الأمر الذي سهّل فَهمَ تصاعد الفعل اليمني ضد التحالف الأمريكي –الصهيوني؛ فهذا الموقف لا يأخذ بمحاذير التساؤل عن ماذا لو صعدت اليمن من الفعل المساند لفلسطين ولبنان، وأية التداعيات التي سيخلفها هذا التحَرّك غير المألوف عربيًّا على مستوى الأنظمة، حَيثُ إن تحليلات ومآخذَ السياسة قادت بلدانًا وأنظمة فاعلة ومؤثرة عربية وإسلامية نحو مواقف سلبية من قضايا الأُمَّــة ويمكن النظر إلى الحالة التركية والمصرية كمثال واضح، على عكس موقف وتحَرّكات اليمن واسعة النطاق في وجه المشروع الصهيوني الجديد.
توالي الأحداث المرتبطة بحرب عزة وتراكم الرد اليمني بقوة وكثافة ضد تحَرّكات أمريكا والغرب و”إسرائيل” سواءً في البحار أَو في الداخل الفلسطيني ثم اللبناني، رسخ لدى الأمريكان صورة غنية بعناصرٍ حيوية عن اليمنيين وعن سلوك اليمن ضمن قصة الصراع وتفاصيل المواجهات البحرية على مدار عام ونيف وتصورات واحتمالات إمْكَانات الرد مع كُـلّ حدث أَو موقف يرتبط بالأحداث الجارية، مع ما تناوله الإعلام الأجنبي والعربي من تحليلات رسخت صورة اليمن كبلد معقد بتفاصيله وتنوعه الحيوي الغامض بأسراره غير القابلة للتداول، والتي تضعه في وضع القوة الجغرافية المتقدمة.
كما رسخت صورة المقاتل القوي، العنيد، والشجاع، والفعل المصاحب للعمليات الذكية، القوية، الكثيفة، السريعة، المفاجئة، والمميتة، ثم الموقف الثابت، الراسخ والمتحدي والذي صنع من أزماته فُرَصًا للتقدم على سُلَّمِ النهوض في سنوات معدودة ضمن خط استراتيجي محدّد، واضح المعالم، حمل في كُـلّ عام من أعوام الحصار جديدًا نحو تغيير واقع الحصار والعدوان وجديدًا نحو النهوض بالبلد الحضاري.
الشعار أصبح حقيقة:
هذه الصورة التي رسخها ثباتُ وشجاعة الموقف اليمني، ما فسّر الحذر الأمريكي الغربي الواضح في التعامل مع قوة صنعاء الجغرافية والعسكرية والشعبيّة وقوة القيادة، حَيثُ قادت سلسلة عمليات ومواجهات البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وحتى المحيط الهندي رغم اتساعه وصعوبة رصد سفن العدوّ فيه، إلى تجنب سفن تحالف الأمريكي -الإسرائيلي –الغربي المرور في مناطق محتملة للرد الناري للقوات اليمنية، والملفت أن تأثير الردع اليمني ضمن فهم الصورة كان حاضراً حتى ما قبل تشكيل واشنطن لتحالف “الازدهار”، فكان لذلك الردع دور كبير في نأي دول كثيرة بنفسها عن ذلك التحالف، للحد الذي ظهرت فيه أمريكا هزيلة كحال تحالفها الذي لم يصمد طويلاً وسرعان ما غاب ذكرُه وأعلَنَ فشلَه في كسر حصار اليمن البحري ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي.
في 31 أُكتوبر، وبعد إطلاق “صنعاء” صواريخ باليستية على “إسرائيل”، وتعهدوا بمواصلة ذلك حتى توقف العدوان الإسرائيلي في ذلك الأسبوع، بحسب جيسون لاو من موقع سوث24، ونشره أواخر أُكتوبر، ارتفعت عمليات البحث على مِنصة “جوجل” عن “الحوثيين” و”من هم الحوثيون” إلى أعلى مستوى لها منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، وقبل أُكتوبر، كانت عمليات البحث الشهرية عن “الحوثيين تتراوح بين 10000-100000 في أرجاء الدول الغربية، لكنها زادت الآن إلى عشرة أضعاف ذلك المعدَّل.
وبحسب مجلة “فورين بوليسي” فَــإنَّ شعارَ “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” وقد استُهينَ به من قبل الخصوم، حَيثُ كانوا يعتبرونه “غريبًا وكوميديًّا في الوقت نفسه”، ليتبينَ لاحقًا أن ذلك الشعار أصبح حقيقةً، واسعَ الحضور خارج البلاد مع ثبات الموقف اليمني وجراءة وقوة الفعل في محاربة الأمريكيين والإسرائيليين على وجه الخصوص.
فيما أصبحت العملياتُ اليمنية موضعَ فخر واستلهام لدى كثير من الشعوب الحيّة والحرّة، وُصُـولًا إلى أن دولًا مضطهدةً تسعى لاستنساخ تجربة اليمن المساند لغزة والمقاوم للهيمنة الأمريكية الغربية، على أمل الخَلاصِ من هيمنة قوى الاستعمار خَاصَّة بإفريقيا.
———————————-
إبراهيم العنسي