صحيفة الاتحاد:
2025-04-23@13:57:12 GMT

تناغم العمارة والطبيعة

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

يبدو لنا جلياً، في الصورة أعلاه، ذلك الميل المسكون بالتناغم بين العمارة والطبيعة، في محمية «مركز واسط للأراضي الرطبة»، بمدينة الشارقة، في دولة الإمارات.
ونكاد نجزم بأن حسّ الاكتمال في مشهدية الانسجام بين تلك المفاهيم البصرية للهندسة المعمارية في المساحات العفوية للطبيعية، تعود بشكلٍ أكيد إلى قدرتنا عبر التجربة الثقافية من بناء سردية مجتمعية داخل البيئة الطبيعية، بل وأن نعتبرها فضاءً إبداعياً بمقدوره أن يبني حواراً ذا علاقة حيّه مع الإبداع الإنساني، فلا يمكن مثلاً تجاوز «انطباعية» الفنان الفرنسي كلود مونيه في لوحة «انطباع، شروق الشمس» ولا «واقعية» الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس عبر رمزية الأشجار المحلية، دون تأصيل للالتقاء الجوهري لمعنى «الأنثروبولوجيا البصرية» والبحث في الثقافات والحضارات البشرية، التي لطالما اتحدت في مشترك رئيس وهو الذهاب لسلوك العالم الطبيعي المحيط بنا، متضمناً الكائنات الحيّه والمواد غير الحيّه، أيّ محاكاة واعية للسمة الطبيعية في الأشياء، ومنه يحقق الإنسان إدراكاً جديداً لإمكاناته، وبه تستمر الملاءمة والتكيّف بين الإنسان والطبيعية، في كونها تشكل رغبة أصيلة، تدفعها حاجتنا للتواصل، ومن ثم إِنْفاذ التطور المعرفي والثقافي بناءً على تجليات محيط البيئة الطبيعية.

أخبار ذات صلة فلسفة العمارة الروحانيّة «الأرشيف والمكتبة الوطنية» يحتفي بجهود الشيخ زايد في تأسيس دولة الحضارة والإنسانية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كلود مونيه الشارقة الإمارات الأنثروبولوجيا مركز واسط الطبيعة العمارة الهندسة المعمارية الفن المعماري التراث المعماري

إقرأ أيضاً:

باحثون: العمارة التراثية تجسيد للهوية في الإمارات والمغرب

الرباط (الاتحاد)
أكد باحثون ومختصون أن العمارة التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية لا تقتصر على الجانب الجمالي، بل تجسد الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب، وتعكس خصوصيات البيئات المحلية وتاريخ التحولات المجتمعية عبر العصور.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «جماليات العمارة التراثية الإماراتية والمغربية»، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، بمشاركة الدكتور حمد بن صراي من دولة الإمارات، والدكتورة زهور كرام من المملكة المغربية، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.
استعرض الدكتور حمد بن صراي ملامح العمارة التراثية في دولة الإمارات، موضحاً أن فهم مواطن الجمال للعمارة يتطلب المقارنة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأشار إلى أن العمارة الإماراتية ارتبطت بالبحر في كثير من عناصرها، حيث وظف الإنسان الإماراتي التراث العمراني للتعبير عن هويته واحتياجاته البيئية.
وأوضح ابن صراي أن أماكن استيطان الإنسان الإماراتي توزعت بين المناطق الصحراوية والجبلية والساحلية، فكانت العمارة تتكيف مع الظروف المناخية ومتطلبات الحياة اليومية.
كما تناول أنظمة التهوية التقليدية، كالأسطح المستوية المناسبة لقلة الأمطار، والبراجيل المستخدمة لتهوية المنازل، والنوافذ التي روعيت فيها اعتبارات الخصوصية الاجتماعية.
واستعرض الباحث الإماراتي المواد التقليدية المستخدمة، مثل الجبص، والنخيل، وأخشاب المانغروف المستوردة من الساحل الشرقي لأفريقيا، إلى جانب الأحجار والمرجان والطين والقصب (البامبو)، مشيراً إلى الزخارف الدقيقة التي تزين الأبواب والأقواس والأسقف.
كما توقف عند العناصر الجمالية كالشمسيات المعمارية والأقواس المدببة التي تظهر في بعض المساجد التاريخية مثل مسجد البدية.
من جانبها، أوضحت الدكتورة زهور كرام أن العمارة التراثية المغربية تتسم بتوافق عميق بين الشكل والجوهر، حيث امتد تأثيرها إلى العمارة المعاصرة، معبرة عن روح الشخصية المغربية واستمرارية تقاليدها الاجتماعية والثقافية.
وأشارت كرام إلى وجود تشابهات بارزة بين العمارة المغربية والإماراتية، أبرزها انتماؤهما إلى روح العمارة الإسلامية التي تقوم على الزخارف الهندسية والأشكال الرمزية، بعيداً عن تصوير الكائنات الحية.
وأكدت أن العمارتين تعكسان الهوية المجتمعية لكل من المغرب والإمارات، وتعبران عن الخصوصيات البيئية لكل مجتمع، حيث تظهر العمارة كاستجابة مباشرة لظروف المناخ والبيئة المحلية.
واستعرضت كرام خصوصية الزليج المغربي (البلاط المزخرف)، باعتباره نموذجاً على دقة الحرفة الفنية في المغرب، موضحة أن الاستعمار الفرنسي سعى إلى إضعاف هذه الحرف لما تحمله من رمزية وطنية وثقافية عميقة. 

أخبار ذات صلة تلاقي الإبداعات الإماراتية والمغربية في أمسية شعرية انطلاق المرحلة التمهيدية لـ«الشارقة للمسرح المدرسي»

مقالات مشابهة

  • عاجل | مصادر للجزيرة: قوات من وحدات المستعربين الخاصة تقتحم الحي الشرقي في مدينة جنين
  • في يوم الأرض.. الإمارات ترسخ ريادتها عالمياً في حماية البيئة
  • أولم وكنيستها الأطول عالميا.. تحفة العمارة القوطية في ألمانيا
  • باحثون: العمارة التراثية تجسيد للهوية في الإمارات والمغرب
  • وزيرة البيئة ترفع درجة الاستعداد بالمحميات الطبيعية
  • البيئة ترفع درجة الاستعداد بالمحميات الطبيعية استعدادًا لأعياد الربيع
  • أمير الباحة يستقبل رئيس اتحاد الغرف السعودية ورئيس غرفة الباحة ويدشن الهوية البصرية الجديدة للغرفة
  • باحثون: العمارة التراثية تجسيد للهوية في الإمارات والمغرب وتحمل رسائل اجتماعية وثقافية
  • الحي العتيق في هانوي.. ألف حكاية وحكاية
  • معركة بالرصاص الحي جنوبي العراق