اتفق محللون سياسيون على أن اختيار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي يحمل دلالات وأولويات واضحة، ويضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام معضلة.

ويقول الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد إن اختيار السنوار يعني إجماعا متجددا على معركة "طوفان الأقصى" كأعظم معارك الشعب الفلسطيني، كما أن البوصلة لا تزال نحو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.

وأضاف زياد خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" أن السنوار يبدي بأسا أكثر، ولديه قدرة على اجتراح مسارات إستراتيجية، "لذلك كان القرار أن يكون رئيس حماس من داخل قطاع غزة".

وبشأن معضلة إقامة السنوار في غزة، أشار المتحدث إلى أن رئيس المكتب السياسي السابق لحماس الشهيد إسماعيل هنية بقي سنتين في القطاع قبل إقامته في الخارج، مشددا على أن الأولوية لإدارة المعركة من قلب غزة ثم ترتيب بقية الأوراق واختيار نائب للسنوار.

ونبه إلى أن هنية كان في قلب العملية التفاوضية لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل أسرى، وكان يحظى باحترام عالٍ ويمثل اغتياله صفعة لكل الإقليم، في حين وصف السنوار بأنه شخصية سياسية أكثر منها عسكرية.

ومن المبكر -وفق زياد- الحديث عن عودة المسار التفاوضي وقد يبقى مجمدا، إذ يشعر الفلسطينيون بجرح غائر بعد اغتيال هنية والرمزية التي يمثلها، مؤكدا أن الرد قادم من حماس وحزب الله والحوثيين وإيران لإعادة ميزان الردع بعد القصف الإسرائيلي في ميناء الحديدة باليمن والاغتيالات في بيروت وطهران.

بين السنوار ونتنياهو

بدوره، تطرق الكاتب المتخصص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إلى نتنياهو الذي تباهى بعد عملية الاغتيالات الأخيرة ليتفاجأ بأنه جاء بـ"الصوت الأكثر تطرفا من وجهة نظر إسرائيلية لقيادة حماس"، مضيفا أن الحرب باتت ندية بين السنوار ونتنياهو.

واستحضر جبارين ما سماها "لعنة السنوار بالنسبة لنتنياهو"، إذ دائما يشار إلى الأخير بأنه المذنب في إطلاق سراح السنوار عندما أبرم صفقة تبادل أسرى لاستعادة الجندي جلعاد شاليط عام 2011.

وأشار إلى أن إسرائيل تقترب من مرحلة مفصلية مع قرب الذكرى السنوية الأولى لـ7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين يتمسك نتنياهو بسياسة الاغتيالات كأداة في سبيل الحرب لا الهدنة.

وأضاف أن نتنياهو يأخذ إسرائيل إلى حرب إقليمية شاملة، وقد يتذرع بوجود السنوار لعدم إبرام صفقة تبادل أسرى رغم أن المجتمع الإسرائيلي يعرف تماما من يرفضها.

لا سلام قبل رحيل نتنياهو

من جانبه، استبعد أستاذ الأمن الدولي في جامعة جورج واشنطن الدكتور بنجامين فريدمان وجود أي حظوظ للسلام في غزة قبل تغيير الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وأشار فريدمان إلى الموقف الأميركي الذي يطالب إسرائيل وحماس بضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.

وبشأن وصف منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي السنوار بأنه "مجرد إرهابي يداه ملطختان بدماء أبرياء، بعضهم أميركيون"، قال الأكاديمي الأميركي إن هذه التصريحات للاستهلاك المحلي والسياسي في الداخل الأميركي.

وأضاف أنها تأتي في سياق مخاطبة اليمين بالداخل الأميركي وبعض الديمقراطيين، منبها إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحاول الابتعاد عن أي سلوك مناصر للفلسطينيين، لكنه أقر بوجود تعنت إسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما خيارات حماس للتعامل مع إجراءات نتنياهو ضد غزة؟

غزةـ يتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قطع إمدادات الغذاء والوقود عن قطاع غزة ورقة ضغط على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بهدف دفعها للاستجابة لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المزيد من الأسرى، والتهرب من التزامه بتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق وصولا لوقف إطلاق النار بشكل دائم.

وفي الوقت الذي لاقت إجراءات نتنياهو رفضا من قبل حركة حماس التي دعت الوسطاء للضغط عليه لتنفيذ مراحل الاتفاق بكل تفاصيله، إلا أن ذلك يفتح التساؤل حول خياراتها للتعامل مع تهديدات الحكومة الإسرائيلية لفرض المزيد من العقوبات ضد غزة.

سحب الذرائع

ومع تواتر الأخبار التي يتداولها الإعلام العبري عن أن إسرائيل تبحث إمكانية وقف إمداد غزة بالمياه كجزء من إجراءات إضافية ضد القطاع، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن حركته وقعت اتفاقا واضحا من 3 مراحل.

وأضاف أن الحركة التزمت بتنفيذ جميع بنود المرحلة الأولى، في الوقت الذي تهربت فيه حكومة الاحتلال من الالتزام بالبروتوكول الإنساني، وأخلّت بمواعيد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ولم تسمح بتوفير الاحتياجات الأساسية لتيسير الحياة في قطاع غزة.

إعلان

وأوضح مرداوي، في حديث خاص للجزيرة نت، أن حماس ملتزمة بتطبيق الاتفاق الذي رعاه الوسطاء بكل مراحله والذي يقوم على وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة الإعمار، وإطلاق سراح الأسرى.

وطالب الوسطاءَ الضامنين للاتفاق بالضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، ووضع حدا لتهديدات الاحتلال، لأنه من حق الشعب الفلسطيني الوصول لمرحلة من الاستقرار.

وشدد مرداوي على أن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح أيٍّ من أسرى الاحتلال لديها.. إلا من خلال المفاوضات، وكل الشواهد تدلل على أن جميع وسائل القتل التي استخدمتها إسرائيل لن تمكنها من الحصول عليهم دون اتفاق.

اتفاق شامل

وأضاف القيادي في حماس: "لن يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا وفق اتفاق شامل، تتم بموجبه صفقة تبادل أسرى ويحقق الاستقرار ويعيد بناء قطاع غزة".

وجدد مرداوي تأكيده على أن الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتا على موقفه، ولن يبرر للعدو الإسرائيلي العودة للحرب كونها لن تحقق له شيئا.

وفي السياق ذاته، قال القيادي في حركة حماس مشير المصري إن حركته استجابت بمسؤولية لكل المبادرات التي طرحت بشأن تحمل الكل الفلسطيني مسؤولية إدارة غزة وإعادة الحياة للقطاع الذي دمرته قوات الاحتلال من جديد.

وأوضح المصري، في حديث خاص للجزيرة نت، أن حماس خاضت حوارات مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية بهذا الشأن، وقبلت بالطرح المصري لتشكيل لجنة إسناد مجتمعي وذلك من منطلق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.

المصري يؤكد حرص حماس على نزع أي مبرر لتعطيل أيٍّ من مراحل الإغاثة والإيواء (الجزيرة)

وكشف المصري عن حرص حماس على نزع أي مبرر يتخذه البعض لتعطيل أيٍّ من مراحل الإغاثة والإيواء وصولا إلى إعادة إعمار قطاع غزة.

وأشار القيادي في حركة حماس إلى أنهم معنيون بالتعامل وتعزيز الشراكة مع كل القوى العربية والدولية باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة جمعاء.

إعلان

أما على صعيد التحدي العسكري فقال المصري "واثقون أن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس التي بنت نفسها من الصفر ووجّهت ضربة مؤلمة وقاتلة لأقوى قوة في المنطقة، قادرة على أن تستعيد قدراتها وكفاءتها العسكرية والأمنية".

ويعتقد المصري أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يأتي في إطار محاولته البحث عن نصر مزعوم، والهروب من فشله في قطاع غزة، لافتا إلى أن الضفة قادرة كما كل مرة على الخروج من القبضة الأمنية، وإيلام المحتل.

ضغط سياسي وميداني

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن حماس تدرك جيدا أن نتنياهو يناور سياسيا ويحاول كسب المزيد من الوقت لتحقيق مكاسب داخلية، ولا سيما في ظل الضغوط الداخلية التي يواجهها، وبالتالي قد تعتمد الحركة على نهج متعدد الأبعاد يجمع بين التلويح بالتصعيد الميداني، والضغط السياسي، والمناورة التفاوضية لإجبار الاحتلال على العودة إلى الطاولة بشروط أكثر توازنا.

ويعتقد عفيفة، في حديث خاص للجزيرة نت، أن خيارات حماس تكمن بتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية لزيادة الضغط الدولي على الاحتلال، واستثمار ذلك في معركة الرأي العام، بالإضافة إلى تكثيف الدور القطري والمصري لكسر الجمود الحالي.

وذهب عفيفة إلى احتمالية أن تلجأ حماس للتهديد بوقف التفاوض تماما حال استمر التعنت الإسرائيلي، مما قد يشكل ضغطا داخليا على حكومة الاحتلال، خاصة مع تزايد الضغوط عليها من عائلات الأسرى الإسرائيليين.

ورجح الكاتب والمحلل السياسي أن تستغل حماس الانقسامات الإسرائيلية حول استمرار الحرب وملف الأسرى، وتمارس ضغطا على عائلات الأسرى الإسرائيليين للتأثير على القرار السياسي، لأن خيار العودة إلى الحرب الذي يلوّح به الاحتلال لن يحقق أهدافا جديدة رغم خطورته.

إعلان

مقالات مشابهة

  • قمة القاهرة تتبنى خطة إعمار غزة وترفض مشروع التهجير الإسرائيلي-الأميركي
  • الإسباني ألونسو مدرب باير ليفركوزن كابوس بايرن ميونخ
  • رئيس الأركان الإسرائيلي السابق يطالب بالتحقيق مع نتنياهو
  • محللون إسرائيليون: 7 أكتوبر كشف الفشل المتجذر بالمؤسسة العسكرية
  • إغلاق نظام الذكاء الاصطناعيّ التابع لوزارة التعليم الإسرائيليّ بسبب رفضه اعتبار الشهيد يحيى السنوار إرهابيًا .. تفاصيل
  • محللون: جلسة الكنيست كشفت حدة أزمة نتنياهو واتساع هوة الخلاف الداخلي
  • أحمد موسى: الكنيست الإسرائيلي شهد خناقة واشتباكات بسبب نتنياهو
  • محللون إسرائيليون: نتنياهو يماطل حفاظا على حكومته والعودة للحرب ليست خيارا
  • ما خيارات حماس للتعامل مع إجراءات نتنياهو ضد غزة؟
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت: يجب طرد نتنياهو