بعد أسبوع من اغتيال هنية.. إسرائيل تتخبط أمنيًا
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
بعد أسبوع من اغتيال رئيس المكتب السياسي بحركة حماس، إسماعيل هنية، بدت دولة الاحتلال الإسرائيلي «متخبطة» أمنيًا، في ظل تصريحات متعارضة من قِبل المسئولين، وسط شبه توقف لمطار بن جوريون أكبر مطارات إسرائيل.
احتياطات أمنية موسعةوأشارت القناة 14 الإسرائيلية، إلى أن هناك تغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، حيث مُنعت النشاطات في المناطق المفتوحة بمنطقة «ميرون»، في الوقت الذي كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي (كان)، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلية فككت خيمة نصبتها عائلات المحتجزين تحت مبنى وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي في القدس المحتلة، مع رفع حالة التأهب، ونصب 17 غرفة محصنة في منطقةٍ واحدة شمال فلسطين المحتلة.
وأشارت القناة الـ 11 العبرية، إلى أن إسرائيل تعيش مخاوفًا من انقطاع الكهرباء بفعل الحرب ما يدفعها للبحث عن بدائل عاجلة لتخزين الفحم والسولار، وخارجيا ذكرت القناة الـ 12 العبرية، أن منع منتخب إسرائيل للعبة الصحن الطائر من المشاركة في بطولة أوروبا التي ستقام في بلجيكا الفترة المقبلة سابقة خطيرة من نوعها.
إيران تمنع الطيران فوقهاعلى الجانب الأخر، ذكر مصدر بالطيران المدني لفضائية «إكسترا نيوز»، أنه بناءً على بلاغ من السلطات الإيرانية لكل شركات الطيران المدني في العالم جرى تجنب التحليق فوق الأجواء الإيرانية، مبينا أن البلاغ من السلطات الإيرانية بتجنب التحليق في الأجواء بسبب تدريبات عسكرية.
وقد أدى الرد الإيراني المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إلى توقف حركة المسافرين في مطار بن جوريون بعد إلغاء معظم شركات الطيران العالمية رحلاتها من وإلى الأراضي المحتلة بسبب التصعيد الأخير.
وأظهر فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مطار بن جوريون في تل أبيب وهو خاليا من حركة المسافرين وحتى من العاملين في المطار.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل غزة قطاع غزة إيران
إقرأ أيضاً:
عملية حيفا تثبت أن الدروز لن يكونوا “عملاء” لـ”إسرائيل”
في حادث طعن وقع صباح الاثنين 3 مارس في حيفا، قتل مستوطن صهيوني وجرح خمسة آخرون قبل أن تقوم الشرطة الصهيونية بقتل الفدائي الذي نفذ العملية. ولقد كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لسلطات الاحتلال هي هوية منفذ العملية الذي تبين أنه شاب درزي يدعى يثرو شاهين ويبلغ من العمر 20 عامًا ويحمل الجنسيتين “الإسرائيلية” والألمانية، وهو من سكان بلدة شفا عمرو ذات الغالبية الدرزية في منطقة الجليل وقد عاد إلى فلسطين المحتلة الأسبوع الماضي بعدما قضى عدة أشهر في ألمانيا.
ولقد جاء الحادث في مرحلة حساسة بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية، ليس فقط في فلسطين المحتلة، بل في سوريا ولبنان أيضاً، وليثبت للسلطات الصهيونية أنه على الرغم من ثمانية عقود من محاولاتها استيعاب دروز فلسطين المحتلة في النسيج الصهيوني، إلا أن أبناء هذه الطائفة لا يزالون يشعرون بانتمائهم لهويتهم العربية. وما يزيد من أهمية الحدث هو أن منفذ العملية شاب في العشرين من عمره، ما يعني أن العقود الطويلة التي قضتها سلطات الاحتلال في “تحييد” دروز فلسطين لم تنفع معها، وأن الشباب الدرزي لا يزل يتمرد على بعض قياداته في فلسطين المحتلة ويتمسك بهويته العربية.
كذلك، فقد جاء الحادث في وقت يحاول فيه رئيس وزراء الكيان الصهيوني إطلاق مشروعه للسيطرة على سوريا بذريعة حماية الدروز فيها، والذين يتعرضون حالياً لهجمة من سلطات دمشق الجديدة التي يحكمها توجه طائفي متشدد يميز ضد المجموعات الدينية غير السنية في سوريا. ويسعى نتنياهو من خلال مشروعه هذا إلى التمدد باتجاه جبل العرب وتحويل الدروز إلى درع واقٍ للكيان الصهيوني في مواجهة العمقين السني والشيعي في سوريا ولبنان والعراق، والاتصال بالمنطقة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية” في شرق سوريا بدعم من قوات الاحتلال الأمريكية. هذا يفسر الفتنة التي كادت تقع والخطاب الطائفي الذي تطلقه بعض المجموعات المدعومة من “إسرائيل” في جبل العرب، والتي قابلتها غالبية الدروز بالرفض والعض على الجرح ولقاء الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع درءًا للفتنة ومشاريع التقسيم “الإسرائيلية”.
إضافة إلى ذلك، فإن عملية حيفا جاءت في وقت تطرح فيه “إسرائيل” مشروع مد المنطقة الدرزية العازلة إلى لبنان حتى يكون لها منفذ على البحر. وفي هذا الإطار جاءت معارضة هذا المشروع من قبل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يخشى من أن يضع هذا المشروع الفتنوي دروز لبنان في مواجهة مع الشيعة والسنة على حد سواء، علماً أن من شأن كيان درزي تسعى “إسرائيل” لإقامته أن يهمش الزعامات الدرزية السوريا واللبنانية المعروفة بانتمائها العربي، لصالح زعامة موفق طريف في فلسطين المحتلة المعروف بعلاقاته بالقيادات “الإسرائيلية”.
قد لا تؤدي عملية حيفا إلى فرملة الاندفاعة “الإسرائيلية” لتنفيذ مشاريعها الفتنوية، إلا أن دلالاتها تشير في المحصلة إلى أن الرهان الصهيوني على تحويل الدروز في فلسطين وسوريا ولبنان إلى مطية لمشاريعها لن يكتب له النجاح وأن معظم الدروز سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا يتمسكون بانتمائهم العربي.
أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية