"نوافذ بارك".. مبادرة تسويقية لدعم رواد الأعمال في "خريف ظفار"
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
صلالة- العُمانية
يُعد موقع "نوافذ بارك" في سهل إتين بولاية صلالة إحدى المبادرات التسويقية التي تنفذها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالشراكة مع بلدية ظفار عن طريق تخصيص مساحة متكاملة لرواد الأعمال لعرض منتجاتهم وتستمر إلى منتصف سبتمبر المقبل.
ويقول عبدالحكيم بن عامر الحضري مدير إدارة مساعد لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة ظفار: إنّ تنظيم المبادرة التسويقية "نوافذ بارك" في نسختها الثالثة جاءت بهدف دعم مشروعات رواد الأعمال من مختلف محافظات سلطنة عُمان والترويج لمنتجاتهم وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة ضمن فعاليات موسم خريف ظفار 2024.
وأوضح أن الموقع يضم 38 مشروعًا لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الأنشطة المختلفة للعربات المتنقلة التي تقدّم مختلف أنواع الأغذية والمشروبات بالإضافة إلى وجود فعاليات ترفيهية مصاحبة ومرافق عامة لخدمة زوار الموقع.
وأشار إلى أن موقع "نوافذ بارك" تم تجهيزه وتهيئته وتوفير المتطلبات التشغيلية من قبل بلدية ظفار بالتعاون مع إدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمحافظة لإتاحة الفرصة أمام أصحاب وصاحبات الأعمال المسجلين في الهيئة لعرض وتسويق منتجاتهم وتعزيز النشاط الاقتصادي المحلي خلال موسم الخريف السياحي.
وضمن جهود إشراك رواد الأعمال في فعاليات موسم خريف ظفار لهذا العام، أشار الحضري إلى مشاركة عدد كبير من رواد الأعمال في 18 موقعًا في ولايتي صلالة وطاقة من بينها المواقع الرئيسة لفعاليات خريف ظفار 2024، وموقع وادي دربات إلى جانب الفعاليات الترفيهية والسياحية المتنوعة في سهل أتين وشاطئ ريسوت فضلا عن المعارض التخصصية بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة.
وحول مشاركة رواد الأعمال في موقع نوافذ بارك، قال محمد بن بخيت الهلالي صاحب مشروع عربة متنقلة إنّ مشاركته في الموقع هي الأولى من خلال توفير عربة مختصة ببيع المشروبات الساخنة كالشاي بعدة نكهات والحليب الطازج الذي يقدّم بطريقة تقليدية يُطلق عليه محليًا (معذيب)، مشيرًا إلى تطلعه لتطوير مشروعه من خلال تعزيز مشاركته في مختلف المواسم السياحية مثل موسمي الخريف والصرب.
وأضاف أن الطريقة التقليدية لتقديم الحليب الطازج (المعذيب) "تتم عبر تحمية (تسخين) نوع خاص من الحصى النظيف على موقد من الحطب المعد لهذا الغرض ومن ثم تغمس الحصى الساخنة في إناء الحليب الطازج فتثير رغوة على سطح الإناء وتضفي نكهة مدخنة على الحليب".
من جانبه، قال عبدالله بن أحمد البلوشي، صاحب مشروع مقهى، إن مشاركته في هذا الموقع هي الثالثة على التوالي خلال موسم خريف ظفار، مبينًا أن "نوافذ بارك" يُعد أحد المواقع السياحية الداعمة لمشروعات الشباب في منطقة سهل أتين التي تعج بالزوار والسياح ما يوفر فرصة لدعم وتسويق منتجات رواد الأعمال.
وأوضح أن مشروعه عبارة عن مقهى متنقل لتقديم القهوة والمشروبات بأنواعها المختلفة ويتميز ببيع منتج جوز الهند (النارجيل) بطريقة مبتكرة باستخدام آلات يدوية خاصة لفتح ثمرة النارجيل مرورًا بإعادة تعبئة الشراب بعد إضافة مكونات خاصة، وصولًا إلى طباعة العلامة التجارية على الثمرة بطابع مبتكر.
وتسعى هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال مختلف مبادرتها وبرامجها إلى دعم وتمكين المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة من النمو والتوسع ورفع قدراتها التنافسية؛ بهدف تنمية الفرد والمجتمع وتنويع مصادر الدخل ورفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اكتشاف ثوري.. جسيمات نانوية لتنظيم نقل الضوء والحرارة عبر نوافذ ذكية
تُعد النوافذ الذكية من أبرز الحلول الواعدة التي ظهرت في السنوات الأخيرة في مجال تحسين كفاءة الطاقة من خلال تصاميم تساعد في تنظيم نقل الضوء والحرارة لتحسين إدارة الطاقة في المباني والمركبات وغيرها.
وتناولت دراسة رائدة نُشرت في مجلة «جورنال أف فوتونيك انرجي Journal of Photonics for Energy» نهجاً جديداً للنوافذ الذكية من خلال دمج الجسيمات الدقيقة النانوية في سائل، مما أدى إلى إنشاء أسطح متكيفة وفعّالة من حيث استهلاك الطاقة. لا يعمل هذا التصميم المبتكر على تقليل استهلاك الطاقة فحسب، بل يُحسن أيضاً من الراحة والاستدامة في مختلف التطبيقات.
تهدف النوافذ الذكية إلى معالجة مشكلة شائعة تتمثل في أن الزجاج التقليدي يسمح بدخول الضوء الطبيعي لتفتيح المساحات، ولكنه غالباً ما يتيح نقل الحرارة غير المرغوب فيها أو فقدان الدفء خلال المواسم الباردة. تُقدم الدراسة تقنية ديناميكية جديدة تُعدل من شفافية وخصائص النوافذ الحرارية في الوقت الفعلي. من خلال دمج الجسيمات الدقيقة النانوية في وسط سائل، يمكن لهذه النوافذ تنظيم كمية الضوء والحرارة التي تمر عبرها بناءً على الظروف البيئية، مما يوفر حلاً أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
كيف تعمل التقنية؟
تعتمد التقنية وراء هذه النوافذ الذكية على الخصائص الفريدة للجسيمات الدقيقة النانوية. تم تصميم هذه الجسيمات بمسام مجهرية تمكنها من التلاعب بالضوء والحرارة من خلال عمليات التبعثر والامتصاص.
عندما تزداد شدة ضوء الشمس، تقوم الجسيمات بتبعثر المزيد من الضوء، مما يقلل من الشفافية ويمنع دخول الحرارة الزائدة إلى المبنى. في الأيام الباردة، تسمح الجسيمات بمرور المزيد من الضوء والدفء، مما يحافظ على بيئة داخلية مريحة. يساعد الوسط السائل الذي تُعلق فيه الجسيمات على تنظيم الخصائص الحرارية، مما يجعل النافذة قابلة للتكيف مع الظروف المتغيرة.
توفر هذه الوظيفة الديناميكية فائدة كبيرة في تقليل الاعتماد على أنظمة التدفئة والتبريد والإضاءة الاصطناعية. من خلال التكيف التلقائي مع الظروف الخارجية، تقدم النوافذ الذكية وفورات كبيرة في الطاقة مع الحفاظ على مستوى الراحة المطلوب.
تطبيقات عبر الصناعات
تمتد إمكانيات النوافذ الذكية عبر العديد من القطاعات. ففي المباني، يمكنها تحسين الإضاءة الطبيعية ودرجة الحرارة، مما يقلل بشكل كبير من استهلاك الطاقة والتكاليف. وفي المركبات، يمكن أن تقلل من الوهج والحرارة، مما يُحسن من راحة الركاب مع تقليل الحاجة إلى التكييف. كما يمكن أن تستخدم البيوت الزجاجية هذه التقنية لخلق بيئات مضبوطة لنمو النباتات، مما يُعزز الإنتاجية الزراعية.
تتميز الدراسة بالجمع بين التكلفة المعقولة والوظائف المتقدمة. على عكس الأساليب السابقة التي تعتمد على الطلاءات أو الأفلام الثابتة، توفر هذه التقنية تحكماً ديناميكياً يتكيف في الوقت الفعلي. كما تم تصميم المواد المستخدمة وعملية التصنيع لتكون قابلة للتوسع، ما يجعل التقنية أكثر إمكانية للتطبيق على نطاق واسع. يُعزز دمج السائل والجسيمات النانوية أيضاً من متانة النوافذ، مما يضمن أداءً ثابتاً على مر الزمن.
التحديات والتطوير المستقبلي
رغم الوعد الكبير الذي تحمله هذه التقنية، تظل هناك تحديات أمام تطبيقها على نطاق واسع. يحتاج الباحثون إلى معالجة قضايا المتانة لضمان الحفاظ على خصائص السائل والجسيمات تحت التعرض الطويل لأشعة الشمس وتقلبات درجات الحرارة. كما أن توسيع عملية التصنيع لتطبيقات واسعة النطاق وضمان توافق النوافذ الذكية مع التصاميم المعمارية الحالية تُعد خطوات حاسمة في تنفيذها.
تمثل المباني جزءاً كبيراً من استهلاك الطاقة العالمي، حيث تُعد التدفئة والتبريد والإضاءة من بين أبرز المساهمين. تُوفر النوافذ الذكية حلاً عملياً لتقليل هذا الاستهلاك دون التضحية بالراحة أو الجماليات. من خلال تقليل استخدام الطاقة وخفض البصمة الكربونية، تتماشى هذه النوافذ مع الأهداف العالمية للاستدامة وتمهد الطريق لبيئات حضرية أكثر خضرة.
أهمية النوافذ الذكية
تُظهر الدراسة فاعلية دمج الجسيمات الدقيقة النانوية في سائل لإنشاء نوافذ ذكية تتكيف ديناميكياً مع التغيرات البيئية. لا تعزز هذه التقنية من كفاءة الطاقة فحسب، بل تفتح أيضاً أبواباً لمجموعة من الإمكانيات المستقبلية. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي التقنية في المستقبل إلى أسطح ذاتية التنظيف أو شاشات عرض معززة للواقع أو حتى نوافذ تولد الطاقة الشمسية.
وتُبرز التطورات التي تم تسليط الضوء عليها في هذا البحث كيف يمكن للعلوم والابتكار أن تتكاتف لمعالجة التحديات العالمية الملحة. من خلال إعادة تصور كيفية تفاعل النوافذ مع الضوء والحرارة، تُقدم هذه النوافذ الذكية لمحة عن مستقبل مستدام حيث تتعايش كفاءة الطاقة والراحة بسلاسة. فمع المزيد من التطوير والتحسين، يمكن أن تصبح هذه التقنية ميزة قياسية في الجيل القادم من التصاميم الموفرة للطاقة.