سلّط تقريرٌ جديد لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية الضوء على الخطاب الأخير لأمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله والذي ألقاه أمس الثلاثاء في ذكرى مرور أسبوع على اغتيال القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر. ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن نصرالله ألمح إلى أنّ محور المقاومة لا يمكن أن يسمح لحركة "حماس" في غزة بأن تخسر في القطاع الفلسطيني تحت أي سيناريو.
وهنا، يشير التقرير إلى أنه من وجهة نظر نصرالله، فإنَّ إسرائيل ليست فقط قادرة على الدفاع عن نفسها بمفردها، بل تمّ إنشاء معادلة متوازنة بين الثمن الذي يدفعه المحور الإيراني والثمن الذي تدفعه إسرائيل. واعتبر التقرير أنَّ الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، حاول تحقيق توازن استراتيجي مع إسرائيل خلال فترة حكمه، فيما كانت الأسلحة الكيماوية التي أنتجتها سوريا وصواريخ أرض – أرض بمثابة جزء من هذا التوازن، وأضاف: "يبدو أن هذا التفكير يقود نصرالله إلى إدراك أنه من الصحيح استخدام التوازن الاستراتيجي نفسه للتأكد من أن إسرائيل لن تكون قادرة على إخضاع المقاومة الفلسطينية". ورأى التقرير أيضاً أنه لا يمكن تقويض العلاقة بين "حزب الله" و "حماس"، معتبراً أن الحزب سيكون مُستعداً لمواصلة المواجهة مع إسرائيل حتى توافق على اتفاق وقف إطلاق
النار في غزة، وهو ما سيُنقذ حماس عملياً". وأكمل: "حتى لو غيرت إسرائيل نمط تصرفاتها، فطالما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة، فإن إطلاق النار في الشمال، أي عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، سيستمر. وفي ضوء ذلك، يقدم نصرالله لإسرائيل خيارين: وقف إطلاق النار في غزة ما سيسمح لحماس بالبقاء عسكرياً وسياسياً، أو استمرار الحملة في الشمال التي لن تسمح للمواطنين الإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم فحسب. لكن من المرجح جداً أن يؤدي ذلك إلى حملة واسعة في الشمال في ظل تصاعد ردود أفعال حزب
الله في الأشهر الأخيرة، والتي تشمل توسيع نطاق نيران التنظيم في شمال إسرائيل.. هذا، بالطبع، إذا لم يصل الطرفان إلى قتال في ما بينهما في أعقاب رد المنظمة على اغتيال فؤاد شكر، والذي سيكون من الواضح مختلفاً تماماً عن أي نشاط قام به حزب الله حتى الآن ضد إسرائيل - سواء من حيث النطاق وربما حتى في نوع السلاح". وذكر التقرير أنّ "نصرالله جدّد التزامه بهذا النوع من الرد حفاظاً على ردع التنظيم، وفي ظل ضرورة أن تضع إسرائيل خطاً أحمر عندما يتعلق الأمر بالمساس بكبار مسؤولي التنظيم، لا سيما عبر ضرب معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت". وتابع: "سيأتي الرد العنيف مهما كانت الضغوط التي يتعرض لها التنظيم داخلياً في لبنان أو خارجياً من مختلف الدول. خلاصة القول، إن الطرفين على حافة تصعيد كبير، ولكن حتى لو تم منع ذلك، فمن الواضح أنه بدون وقف إطلاق النار في غزة، فإن حزب الله ليس لديه أي نية لوقف إطلاق النار في الشمال، بغض النظر عما تفعله إسرائيل، وهذه الحقيقة تضمن التصعيد في أي سيناريو تقريباً". وأردف: "نصرالله متأكد من أن إسرائيل ليست فقط غير معنية بالحرب، بل إن قدرات المنظمة كبيرة لدرجة أن إسرائيل ستفكر مرتين في سياق توسيع الحملة، وإذا فرضت عليهم - فإن المحور سيتمكن من إسرائيل. وحتى بعد خطاب نصر الله، هناك شك كبير في ما إذا كانت المنظمة تريد حرباً واسعة مع إسرائيل، لكنه على استعداد للمخاطرة بمثل هذه الحرب لمنع إسرائيل من تحقيق الهدف النهائي المتمثل في تدمير حماس". المصدر: ترجمة "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
وقف إطلاق النار فی
إطلاق النار فی غزة
فی الشمال
حزب الله
إقرأ أيضاً:
قتيل ومصاب في قصف لمسيّرة إسرائيلية شمالي قطاع غزة
قتل فلسطيني وأصيب آخر، إثر قصف نفذته مسيّرة إسرائيلية شمالي قطاع غزة، الأحد.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن الهجوم استهدف مجموعة من الفلسطينيين في منطقة البورة شرقي بلدة بيت حانون.
والسبت انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسط حالة من الغموض تكتنف استئناف الاتفاق، حيث تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى بينما تطالب حركة حماس ببدء المرحلة الثانية مباشرة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت مبكر من الأحد، إن إسرائيل وافقت على مقترح المبعوث الأميركي بخصوص وقف إطلاق نار مؤقت في غزة، خلال شهر رمضان وعيد الفصح.
لكن حماس سرعان ما ردت على بيان مكتب نتنياهو بالرفض.
وطالبت الحركة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار مع إسرائيل، معتبرة مقترح المبعوث الأميركي "تأكيدا واضحا أن الاحتلال يتنصل من الاتفاقات التي وقع عليها".
وقال القيادي في حماس محمود مرداوي في بيان، إن "الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى هو استكمال تنفيذ الاتفاق، بدءا من تنفيذ المرحلة الثانية التي تضمن المفاوضات على وقف اطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل وإعادة الإعمار ومن ثم إطلاق سراح الأسرى في إطار صفقة متفق عليها. هذا ما نصر عليه ولن نتراجع عنه".