أعلنت إدارة مهرجان فينسيا السينمائى عرض فيلم «Horizon: An American Saga - Chapter 2» أو «الأفق: ملحمة أمريكية ــ الفصل الثانى» للمخرج كيفن كوستنر لأول مرة عالميًا خلال فعاليات النسخة 81 المقرر إقامتها فى الفترة من 28 أغسطس إلى 7 سبتمبر المقبل، ولذلك تم إلغاء عرضه فى الولايات المتحدة الأمريكية، منذ أيام، ليضاف الفيلم لسلسلة الأفلام الكثيرة التى يعرضها مهرجان فينيسيا.

بذلك، يوفر المهرجان الإيطالى فرصة لكوستنر لكى يعرض الفيلم الذى يعتبر أعلى إنتاج قام به كوستنر، وتكلف أكثر من 48 مليون دولار، ومن أجله باع بعض ممتلكاته الشخصية (رهن منازله الأربعة) لكى يدعم تمويل الفيلم الذى قامت شركة نيو لاين سينما بتوزيعه.

وسيعرض الفيلم الذى أخرجه كيفن كوستنر وشارك فى بطولته إلى جانب سينا ميلر، سام ورذينجتن، جينا مالون على مسرح ليدو فى فينسيا خارج المسابقة يوم 7 سبتمبر المقبل.

وقال كيفن كوستنر مخرج وبطل العمل ومؤلفه: «كنت أحلم دائمًا بعرض الجزء الثانى من الفيلم فى مهرجان فينسيا، والمفاجأة بالنسبة لى هو عرض الجزء الأول منه خلال فعاليات المهرجان أيضًا فى اليوم الذى يسبق العرض العالمى الأول للفصل الثانى، وبالتالى أوجه الشكر للناقد الإيطالى ألبرتو باربيرا مدير المهرجان لشجاعته والتزامه بعرض هذه الرحلة السينمائية».

وأضاف ألبرتو باربيرا مدير المهرجان: «أتشرف باستضافة العرض الأول العالمى للجزء الثانى من فيلم «أفق..ملحمة أمريكية»، إلى جانب عرض الجزء الأول منه، فهذه الإضافة الأخيرة إلى قائمة أفلام مهرجان فينسيا السينمائى تشكل تحية صادقة ومحترمة لممثل ومخرج عظيم مثل كيفن كوستنر، الذى قام بإعادة بناء ملحمة السنوات الحاسمة لتأسيس البلاد، بحثًا منه عن الأصالة لاستعادة جزء من التاريخ».

كوستنرمنذ بداياته الفنية، قرر أن يوثق لوطنه، فقدم العديد من الأعمال الفنية التى تناقش سنوات تأسيس الغرب الأمريكى واعتبره مشروع العمر، وقال أقدم فناً يعرّف أولادى التاريخ الصحيح لأمريكا.

الجزء الأول من فيلم «الأفق.. ملحمة أمريكية» أحدث ردود فعل متباينة، وقت عرضه، فكان عرضه الأول بمهرجان كان، والذى حقق نجاحًا كبيرًا من الحضور الذى صفق 7 دقائق بعد انتهاء العرض، ولكن بعرضه تجاريًا لم يحقق النجاح المطلوب وجمع إيرادات 35 مليون دولار وهو نفس تكلفته، رغم أنه على المستوى الفنى وضع الأساس على خريطة مكانية لأكثر من حدث وشخصية بأسلوب فنى أكثر من رائع، ويواصل الجزء الثانى سرد حكايات بعض الشخصيات التى صاغها الجزء الأول. وهو جزء صُوّر مباشرة بعد الجزء الأول.

الجزء الثالث هو أيضاً قيد التنفيذ، لكنه لم يتّخذ بعد الصيغة النهائية بانتظار معرفة ما سيؤول إليه، أما الجزء الرابع فهو مجمّد حالياً تبعاً للأسس نفسها.

من خلال سلسلة الأفلام تلك، استهدف كوستنر تقديم ملحمة عن الغرب الأمريكى ولم يكن من الممكن له تحقيقها فى 8 ساعات من العرض المتواصل، كان عليه أن يختار بين فيلم من ساعتين أو ثلاث أو تقسيم المشروع إلى أربعة أجزاء لكى يستوعب عبرها جميعاً تلك النظرة البانورامية التى يرغب فى إلقائها على نشوء الغرب الأمريكى فى معالجة واقعية ونبرة تأملية.

يتأمل كوستنر من خلال الفيلم «غربه الأمريكي» من خلال نازحين بيض يبغون بناء مستقبلهم فوق أرض ليست لهم من دون أن يخترقوا قوانين ما، إنها أرض مفتوحة لمن يستطيع أن يبنى فوقها بيته، لا عقود ولا ضرائب ولا عمليات تسجيل فورية، فوق الهضبة يوجد محاربو إحدى القبائل يتابعون ما يقوم به الأب وابنه مدركين ما يعنيه كل ذلك. 

كوستنر يجسد دور رجل بلا أصدقاء تصاحبه فتاة (آبى لي) كانت تعمل فى بيت عاهرات لتكسب قوتها، وحين يحاول أحدهم الاعتداء عليها يقتله، ومن ثَمّ يحاول وإياها تحاشى مطاردة شقيق القتيل، هذا الوضع يواكب وضعاً آخر لقافلة من المهاجرين الذين بدأوا يتوافدون على ذلك الغرب المفتوح ككتاب. قائد القافلة (لوك ويلسون) يحاول تثبيت النظام وردع بعض المرتحلين عن التحرش بامرأة بريطانية متزوّجة من رجل أضعف من أن يصد تحرشاتهم.

كوستنر نجم من العيار الثقيل بدأ حياته الفنية بدور رجل «منتحر» فى الفيلم الدرامى The Big Chill عام 1983 بطولة النجمة جلين كلوز، واعتقد «كوستنر» أن ذلك الدور سيكون بمثابة انطلاقته فى عالم هوليوود حتى فوجئ بقطع كل مشاهده تقريبًا فى غرفة المونتاج، وعن هذه الواقعة تحدث كوستنر لاحقًا: «لقد تدربت لمدة شهر مع طاقم الممثلين بالكامل وصوّرت كل مشاهدى فى أسبوع تقريبًا، لكننى شعرت أثناء التصوير أنه لو تم حذف أى مشاهد من هذا الفيلم فستكون مشاهدى».

وعلى الرغم من صدق تخوفات كوستنر وحذف مشاهده بالفعل، فإن مخرج الفيلم لورانس كازدان تذكر كوستنر وأسند له دورًا فى فيلمه التالى دراما الغرب الأمريكى Silveradoعام 1985. نجح الفيلم وكان نقطة انطلاق كوستنر لفرص أخرى فى هوليوود.

فى عام 1987، بدأت فعليًا مسيرة كوستنر المهنية مع فيلمين ناجحين حينما لعب دور البطولة مع شون يونج فى فيلم الإثارة الشهير No Way Out، بالإضافة إلى اشتراكه فى فيلم الدراما والجريمة The Untouchables مع شون كونرى وروبرت دى نيرو للمخرج الكبير براين دى بالما الذى أشاد بموهبة كوستنر وعمله فى الفيلم.

وتوالت نجاحات كوستنر فى السينما السنوات اللاحقة، إذ لعب دور البطولة فى الكوميديا الرومانسية Bull Durham 1988 أمام النجمة سوزان ساراندون وتيم روبينز، ثم فيلم Field of Dreams عام 1989، وحقق الفيلم الخيالى والصادق نجاحًا جيدًا على الصعيدين النقدى والتجارى.

بحلول عام 1990 أصبح كوستنر نجمًا لشباك التذاكر، وهو الأمر الذى منحه الضوء الأخضر والشجاعة للعمل على أول أفلامه كمخرج، الفيلم الملحمى DanceswithWolvesأو «الرقص مع الذئاب» الذى امتد تصويره لأكثر من 18 شهرًا، خمسة منها كانت فى ساوث داكوتا، وتدور أحداث الفيلم أثناء الحرب الأهلية عن جندى يُصادق قبيلة من هنود السيو، وحقق الفيلم نجاحًا مُبهرًا على الصعيدين النقدى والتجارى كما فاز بسبع جوائز أوسكار من بينها جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل مخرج لكيفين كوستنر.

 

وواصل «كوستنر» الاستمتاع بنجاحه فى شباك التذاكر مع فيلم المغامرة RobinHood: Prince of Thieves عام 1991، ثم فيلم الدراما الرومانسية TheBodyguardعام 1992 الذى قام ببطولته أمام المطربة الراحلة ويتنى هيوستن.

سرعان ما واجه «كوستنر» سلسلة من خيبات الأمل، فعلى الرغم من إشادة النقاد بفيلم PerfectWorldمع النجم كلينت إيستوود عام 1993 إلا أن الفيلم فشل على المستوى الجماهيرى، بينما حصل دوره فى فيلم الغرب الأمريكى Wyatt Earp على آراء نقدية متباينة وحقق نجاحًا متواضعًا جدًا فى شباك التذاكر.

واجه «كوستنر» خلال عمله كمنتج قدرًا هائلًا من التحديات، خاصة مع تجربة فيلم «ما بعد نهاية العالم» Waterworld عام 1995 الذى صُوّر فى المحيط، ووصلت تكلفته الى 21 مليون دولار.

لم ييأس كوستنر، وتصدى بشجاعة للعمل مُنتجًا ومُخرجًا لفيلم ملحمى آخر هو The Postman عام 1997، الذى لعب فيه شخصية ساعى بريد فى أمريكا ما بعد نهاية العالم الذى تمزق بسبب الحرب النووية. 

وقدم فى 1999 الفيلم الاسطورى، message in apottle  تدور أحداث القصة حول امرأة تُدعى (تريزا) تعمل مراسلة، تجد زجاجة بها رسالة حب مأساوية على الشاطئ، تصر (تريزا) على تعقب كاتبها، وتجده بعد معاناة البحث عنه، ويدعى (جارت)، ويعيش ذلك الرجل مأساة موت زوجته حتى يلتقى تريزا، وهو من إﺧﺮاﺝ: لويس ماندوكى، وأثبت خلاله أنه قادر على تقديم اداء مثير للاعجاب وأكمله بفيلم Thirteen Days عام 2000، وهو دراما حقيقية عن أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

خلال الألفية قدم كوستنر مجموعة متنوعة من الأدوار غلب على معظمها الطابع الكوميدى منها 3000 Miles to Graceland عام 2001، وأفلام الكوميديا الرومانسية The Upside of Anger، وRumorHasItعام 2005 ثم الفيلم الدرامى The Company Men مع كريس كوبر وبن أفليك وتومى لى جونز عام 2010.

فى عام 2012 فاز كوستنر بجائزة آيمى كأفضل ممثل فى مسلسل قصير عن دوره فى مسلسل Hatfields & McCoys، وبدءًا من عام 2018 حقق كوستنر مزيدًا من النجاح على الشاشة الصغيرة من خلال بطولته للمسلسل الدرامى Yellowstone الممتد لخمسة مواسم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان فينسيا السينمائي کیفن کوستنر الجزء الأول من خلال فى فیلم نجاح ا

إقرأ أيضاً:

دستور جديد

قانون الإجراءات الجنائية الجديد، يتصدر المشهد السياسى فى الآونة الأخيرة بلا منازع، كونه المعنى بتنظيم الإجراءات التى يجب اتباعها فى التحقيق والمحاكمة والفصل فى القضايا الجنائية، لذا يعتبر بمثابة حماية لحقوق وحريات المواطنين.

خلال الأسابيع الماضية، لاحظنا مدى حرص مجلس النواب على إعداد قانون يحظى بتوافق مجتمعى، ما استدعى تشكيل لجنة فرعية لإعداد مسودة أولية تضم فى عضويتها ممثلين من اللجان الدستورية والتشريعية والدفاع والأمن القومى وحقوق الإنسان بمجلس النواب، بالإضافة إلى خبراء متخصصين من مجلس الشيوخ وممثلين عن الجهات القضائية ووزارات الدفاع والعدل والداخلية ونقابة المحامين والمجلس القومى لحقوق الإنسان وأساتذة كليات الحقوق.

إن أهمية تعديل قانون الإجراءات الجنائية يكمن فى عدة أسباب، أبرزها أن القانون الحالى جرى إصداره منذ 74 عامًا، مما يتطلب إدخال تعديلات جديدة تتماشى مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والظروف الحالية، إضافة إلى التوصيات الصادرة فى المحور الأول للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان مما يستلزم ضرورة إعداد تشريع جديد للإجراءات الجنائية بما يضمن تنفيذ هذه التوصيات ولا يضر بالأمن القومى المصرى.

نستطيع القول إننا نعيش بالفعل فى الجمهورية الجديدة، جمهورية العدالة والبناء والاستقرار، وهو ما بدا واضحًا فيما يتضمنه مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، الذى نعتبره بحق عبورًا جديدًا فى ملف حقوق الإنسان.

هذا القانون الجديد، يعد بمثابة ثورة تشريعية ونقلة حضارية كجزء من جهود الدولة فى تفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، كما أنه يعكس رغبة القيادة السياسية فى علاج ملفات شديدة الحساسية مثل الحبس الاحتياطى، إضافة إلى توفير ضمانات عادلة للمتهمين، الأمر الذى يعكس توجه الدولة نحو تطبيق العدالة الناجزة، من خلال نظام قضائى نزيه وشفاف.

ربما هى المرة الأولى منذ سنوات، نشهد فيها هذا الحراك الكبير للأحزاب والقانونيين والسياسيين وأساتذة الجامعات والنقابات المهنية والمجتمع المدنى، خصوصًا أن مشروع قانون الإجراءات الجنائية يستهدف الوصول إلى صياغات محكمة، قبل إعداد التقرير النهائى الذى سيعرض على مجلس النواب فى جلساته خلال دور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعى الثانى، الذى يبدأ فى أكتوبر المقبل.

لقد لاحظنا خلال الفترة الماضية الحرص على تحقيق التوافق والمطالب المقدمة من النقابات والنواب، للوصول إلى صياغات توافقية بشأن القانون الجديد، ولعل أبرز الاستحقاقات التى سيشملها القانون هو إقرار حالات التعويض عن الحبس الاحتياطى لما يمثله من نقلة كبيرة فى مجال حقوق الإنسان، وكذلك إلغاء المادة الخاصة بالإكراه البدنى والإلزام بالعمل للمنفعة العامة.

ونود بهذه المناسبة أن نثمن جهود لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، واللجنة الفرعية التى جرى تشكيلها لمراجعة قانون الإجراءات الجنائية بقرار من رئيس مجلس النواب، حيث قدمت جهدًا كبيرًا على مدار اجتماعات مطولة، بهدف مراجعة هذا القانون المهم، الذى يمثل دستورًا جديدًا للحقوق والحريات فى مصر.

 

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • مغامرة غير مدروسة..محمد سامي يحسم الأمر لا لـ"جعفر العمدة 2"
  • دستور جديد
  • في فيلم بيتلجوس بيتلجوس.. بيرتون يعيد دمج الكوميديا السوداء مع المرعب
  • بيع ولاية الجزيرة – تفسيرات لمن يفهم (الجزء الأول)
  • خاص| مخرج مسلسل العتاولة: الجزء الثاني هيكون أحلى من الأول.. ومشاهد فيفي عبده هتعجب الجمهور
  • كيفن كوستنر: "لست حزيناً لتأجيل الجزء الثاني من "الملحمة"
  • قبل عرضه..خلافات واقعية بين الأهالى والأبناء فى مسلسل " تيتا زوزو"
  • ياسر جلال يُنافس السقا.. مُسلسلات الجزء الثاني في رمضان 2025
  • حرب غزة.. 11 شهراً من الموت والدمار دون نهاية في الأفق
  • فريتز يقدم «ملحمة» في «فلاشينج ميدوز»