لاشك أن استفهام  لماذا أمر الرسول بالاستغفار في آخر ساعة قبل الفجر يعد أحد أسرار الاستغفار التي قد لا يعرفها الكثيرون ، فيضيع عليهم فضل عظيم بعمل يسير، وهو ما يجعل الخسارة أكبر، والتي تتضاعف عندما تتعلق بوقت الفجر المبارك وهو من أحرى الساعات لاستجابة الدعاء، والتي حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تحريها واغتنامها بأحب الأعمال الصالحة إلى الله تعالى، وحيث إن معرفة السبب تزيد الحرص والاغتنام، من ثم فإن معرفة لماذا أمر الرسول بالاستغفار في آخر ساعة قبل الفجر ؟ يعد ضرورة، خاصة وأنه من المعروف أن الاستغفار هو بوابة الخيرات وطريقة تحقيق حلم وأمنية واحتياج، ففضلًا عن أن الاستغفار في آخر ساعة قبل الفجر من الوصايا النبوية الشريفة وإحدى السُنن المستحبة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه كذلك طوق النجاة والسبيل لتحقيق الأمنيات وقضاء الحوائج، حيث يمكن القول بأنه أحرى للفوز بالمغفرة وتكفير كل الذنوب وهو ما يطرح السؤال عن لماذا أمر الرسول بالاستغفار في آخر ساعة قبل الفجر ؟.

  

لماذا أمر الرسول بالاستغفار قبل الفجر

ورد في إجابة لماذا أمر الرسول بالاستغفار في آخر ساعة قبل الفجر ؟ أنه تعد آخر ساعة قبل الفجر من الأزمنة المبارك ، التي تمتلئ بالنفحات والعطايا الربانية ، حيث إنها في الثلث الأخير من الليل الذي ينزل فيه الله تعالى إلى سماء الدنيا وينادي هل من مستغفر فأغفر له، لذا ينبغي اغتنامها، وبحسب ما ورد في نصوص الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، فإن ترديد الاستغفار فيها من أفضل الأذكار، حيث إنه ورد في فضل الاستغفار في آخر ساعة قبل الفجر ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوصى بتريدي دعاء من خمسة وثلاثون كلمة  يغفر الذنوب  إذا ما رددها المُسلم وهو موقن بها، فمات من يومه، دخل الجنة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِى وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِى، اغْفِرْ لِى، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِىَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ، فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » .

 الاستغفار في آخر ساعة قبل الفجر

ورد أن الاستغفار في آخر ساعة قبل الفجر له فضل عظيم ، فقالت دار الإفتاء المصرية ، إن كل إنسان يشعر بالضيق ولديه مشاكل ويُعاني من الكرب والفقر أو وقع في المعصية وضيقت عليه ذنوبه، عليه أن يُداوم على الاستغفار، مشيرة إلى أن هناك ستة أمور يفوز بها المستغفرون، وهي : «الاستغفار سعادة للمحزونين، وبه يطهر قلبك ، ويزال همك، ويجعل الله لك من كل ضيق مخرجًا، وغفران للمذنبين، وفرج للمكروبين، وبه يرزقك الله تعالى من حيث لا تحتسب، وهو مفتاح الخير، أمان من وقوع العذاب، يريح القلب».

وأضافت أنه ينبغي أن تكن من المستغفرين يطهر قلبك ويزال همك، حيث إن المستغفر يجعل الله له من كل ضيق مخرجًا، و من كل هم فرجًا ، ويكفر ذنوبه، ويرزقه من حيث لا يحتسب، فهو مفتاح الخير، كما أن الإيمان وتقوى الله عز وجل في السر والعلن؛ تفتح أبواب الرزق، كذلك، مستشهدة بقوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» الآية 96 من سورة الأعراف، وقال رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ».

كما أنه بالاستغفار يرفع البلاء ، فقد ورد أن من أسباب رفع البلاء كثرةُ الاستغفار؛ حيث قال الله تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»، فكان الاستغفار أمانًا من وقوع العذاب حتى بعد انعقاد أسبابه.

وجعل الله تعالى الاستغفار  من صفات المتقين، كما أخبر سبحانه فى قوله جل وعلا: «وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» آل عمران: 133 إلى 135.

فضل الاستغفار 

الاستغفار  له فضائل كثيرة، نذكر منها 13 فائدة، فهو طاعة لله -عز وجل-، ويكون سببًا لمغفرة الذنوب: كما قال تعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» [نوح:10]، ويكون أيضًا سببًا في نزول الأمطار، كما قال تعالى: «يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا» [نوح:11].

الاستغفار يكون سببًا بالإمداد بالأموال والبنين، كما قال تعالى: «وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ» [نوح:12]، وأيضًا يكون سببًا في دخول الجنات، كما قال تعالى: «وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ» [نوح:12]، ومن فوائد الاستغفار أيضًا أنه يزيد من قوة الإنسان، كما قال تعالى: «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ» [هود:52].

يكون الاستغفار  سبب المتاع الحسن، كما في قول الله تعالى: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ» [هود:3]، مضيفة: والاستفغار يدفع البلاء، كما في قوله تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» [الأنفال:33].

الاستغفار  يكون سببًا لإيتاء كل ذي فضل فضله، كما في قول الله تعالى: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ». [هود:3].

والعباد أحوج ما يكونون إلى  الاستغفار ، لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فإذا استغفروا الله غفر لهم، والاستغفار يكون سببًا لنزول الرحمة، كما قال تعالى: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» [النمل:45 /46].

ويعد الاستغفار  بمثابة كفارة للمجلس، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.

الاستغفار  تأسٍ بسُنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فكان -عليه الصلاة والسلام- يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة، فعَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» رواه مسلم، وقَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لاَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» رواه البخاري.

 

 

 

 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

حكى «رؤيا» عن الرسول ورحل.. قصة مؤثرة لطبيب يلحق بصديقه في المنيا

منذ عدة أشهر، استيقظ مبتسمًا في الصباح، ومكث بضعة ثوان حتى استرجع ما رآه في منامه، ووضعه داخل ذاكرته بعيدة المدى، ولم يعرف أحدًا عن رؤياه، إلا قبل ساعات قليلة من وفاته، عندما قرر الدكتور محمد يحيى، طبيب العظام، أن يحكيها عبر صفحته الشخصية بموقع التوصل الاجتماعي فيسبوك، كأنه شعر باقتراب أجله.

تفاصيل الرؤية التي نشرها الطبيب الراحل، كانت رفقة صديق عمره الدكتورعلاء إبراهيم، الذي رحل عن عالمنا منذ فترة قليلة، إذ كتب أول أمس: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. رأيت فيما يري النائم، أنني وصديق عمري الدكتور علاء إبراهيم الذي توفي منذ فترة بسيطة، ألف رحمة ونور تنزل عليه، رأيتني مانكجه من ذراعه، وماشيين تحت الأرض، ازاي تحت الأرض.. الله أعلم».

وأكمل الطبيب الراحل رؤيته: «ولقيت مجموعة من الناس واقفين، ولما شافونا سألونا كنتو فين يا جدع أنت وهو، ده النبي عليه الصلاة والسلام كان ماشي من هنا، ووزع علينا بإيده كبايات مياه نشربها، لقيت علاء وشه اتغير، قلت له ولا يهمك تعالى نروح هناك ربنا سبحانه وتعالى بيوزع مياه نروح نشرب منه، وسقاهم ربهم شرابا طهورا.. علاء سبقني إلى دار الحق وإنا إن شاء الله بهم لاحقون، هذه الرؤية منذ عدة أشهر، وأذكرها بحذافيرها، الله يرحمك يا علاء ويجعلها رؤية صادقة، أسعد الله أيامكم وأمدكم بالصحة والسعادة».

معاناة الدكتور محمد يحيى الصحية

أحد أقارب الدكتور محمد يحيى، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أكد في حديثه لـ«الوطن»، أن حالته الصحية ساءت خلال الفترة الماضية بسبب مشكلات في العظام، بالإضافة إلى تعرضه لغيوبة سكر منذ فترة، ما أدى إلى وفاته أمس الاثنين.

وسرعان ما انتشرت كلمات الدكتور محمد يحيى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن لحق الطبيب بصديقه المقرب؛ تحقيقًا للرؤيا التي كتبها.

سبب كتابة الرؤيا في ذلك الوقت

ومن جانبه، قال الدكتور محمد أبو السعود، من دار الإفتاء المصرية، لـ«الوطن»، إن ما حدث مع الطبيب الراحل محمد يحيى، كان تذكيرًا من الله سبحانه وتعالى باقتراب أجله، فلم يحكيه طوال الفترة الماضية، وإنما قبل وفاته بساعات قليلة، موضحا: «كل شيء بقدر، وعندنا في حاجة اسمها بشرى المؤمن، لو راجل كويس ومقدر يموت بيحس باقتراب أجله، وأراد الله أن يذكره بالرؤيا حتى يلقى الله وهو محسن الظن به».

مقالات مشابهة

  • موعد أذان المغرب لصائمي الأيام البيض من شعبان.. ودعاء الرسول عند الإفطار
  • حكى «رؤيا» عن الرسول ورحل.. قصة مؤثرة لطبيب يلحق بصديقه في المنيا
  • فاتتني صلاة الفجر عدة مرات ولا أعلم عددها فكيف أقضيها؟.. الإفتاء توضح
  • لماذا حث النبي بناته على قراءة سورة الواقعة قبل الفجر؟.. لـ10 أسباب
  • لماذا خلقني الله يتيمة وهل ذلك يجعلني محبوبة إليه؟ طفلة تسأل وشيخ الأزهر يجيب
  • لماذا تعد ليلة النصف من شعبان من أعظم الليالي؟ فضائل وأسرار قد لا تعرفها
  • دار الإفتاء: مشروعية إحياء ليلة النصف من شعبان ثابتة بالأدلة
  • موعد أول يوم رمضان 2025 السبت أم الأحد؟ دار الإفتاء تحدد التوقيت الصحيح
  • ليلة النصف من شعبان.. فضلها وحكم إحياؤها فرادى أو جماعات
  • كيفية الاستعداد لشهر رمضان.. هكذا كان يفعل الصحابة؟