بوابة الوفد:
2025-02-17@03:55:38 GMT

بحثًا عن العنقاء

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

تغامر الولايات المتحدة الأمريكية بما يتبقى لها من مصداقية فى المنطقة، عندما يخبر وزير دفاعها وزير الدفاع الاسرائيلى أن واشنطن تقف مع تل أبيب بكل قوتها ضد أى هجوم يستهدفها. 

هذا الكلام قاله لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكى، وهو يهاتف نظيره الإسرائيلى يواف جالانت، الذى يتحسب فى مواجهة ضربة ايرانية قد توجهها حكومة المرشد فى طهران إلى اسرائيل، ردًا على اغتيال اسماعيل هنية فى العاصمة الإيرانية يوم ٣١ يوليو.

. وقد مضى زمن كانت فيه ادارات أمريكية تنتصر لعدالة القضية فى فلسطين، ولم تكن تنتصر للدولة العبرية ظالمة ومظلومة على حد سواء كما تفعل ادارة بايدن. 

لقد عرفنا ادارات أمريكية لديها الحد الأدنى من الإنصاف، وكانت ادارة الرئيس جيمى كارتر مثالًا من بين أمثلة، وكان ذلك عندما حشدت كل ما تستطيع لعقد اتفاقية سلام بين القاهرة وتل أبيب عادت بمقتضاها سيناء كاملة إلى وطنها الأم. 

وكانت المفاوضات كلما تعثرت بين الجانبين، تدخل الرئيس كارتر ليدفعها من جديد، وكان جادًا فيما يسعى ويفعل، وأكاد أقول أنه لولا رعاية ادارته للمفاوضات فى كامب ديفيد ما كان اتفاقية السلام التى جرى توقيعها فى مارس ١٩٧٩ سوف ترى النور. 

ورغم تشدد حكومة مناحم بيجين وقتها فى اسرائيل وتعنتها، إلا أن الرئيس الأمريكى كان يمتلك من العزيمة الجادة ما يجعله يتغلب على التشدد والتعنت معًا. 

وفى مرحلة تالية كان الرئيس بيل كلينتون يمارس عمله فى البيت الأبيض مدفوعًا بروح أقرب إلى الروح التى كان كارتر يتحلى بها.. وقد اقترب كلينتون من اللحظة التى كان فيها يوشك أن يوقّع اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينىين، لولا أنهم قد اختلفوا فيما بينهم فى اللحظة الأخيرة فضاعت فرصة لن تتكرر فى الغالب. 

وكان كلينتون آخر الرؤساء الأمريكيين الذى رغبوا فى تقديم حل عادل للقضية فى فلسطين، فمن بعده تعاقبت ادارات لا تقدم للقضية إلا الكلام، ولا تبذل فى سبيلها إلا الوعود التى نكتشف فى كل مرة أنها لا رصيد لها على الأرض. 

تبحث القضية عن رئيس أمريكى من نوعية كارتر أو كلينتون، فتبدو فى كل المرات وكأنها تبحث عن الغول أو العنقاء أو الخل الوفى! 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة الولايات المتحدة الأمريكية الدفاع الإسرائيلي ف جالانت

إقرأ أيضاً:

محمد عبدالجواد يكتب: سفينة نوح.. وبرميل البارود!

وسط أمواج بحار السياسة المتلاطمة وبين جبال الخلافات والمناوشات والمكائد التى تموج بها الساحة العربية والإقليمية والدولية، ومع تسعر نيران الحقد والكراهية التى يضمرها الكارهون لكل ما هو مصرى تبقى مصر هى واحة الأمان لكل حائر وجزيرة الراحة لكل من أرهقته سياط الحياة وسفينة نوح لكل الغارقين والخائفين والتائهين.

الأحداث السياسية المتلاحقة ومشاهد الخيال العلمى التى يعيشها العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص خلال الأسابيع الأخيرة تفرض على الجميع وأولهم العرب أن يتركوا أماكنهم وحصونهم وقلاعهم وأبراجهم والتشبث بحبال مصر إذا أرادوا النجاة من طوفان الغرق الذى يداهم الجميع، لأنها أصبحت هى سفينة نوح وطوق النجاة الوحيد فى المنطقة مع تعالى حالة المد السياسى والعسكرى فيها بشكل لم يسبق له مثيل يصاحبه جزر شديد فى القومية والعروبة بعد الضربات المتلاحقة التى وجهت للعرب على مدار العشرين عاماً الأخيرة.

وكان من أبرز نتائجها تفكيك الجيش العراقى وحل الجيش السورى، أهم ضلعين فى مثلث قوة العرب مع الجيش المصرى الذى بقى صامداً ومتماسكاً وعصياً على الاختراق، ويبرز أنيابه للجميع كأسد شرس يتهيأ لالتهام كل من تسول له نفسه الاقتراب من مصر أو محاولة تهديدها.

الأطماع والجموح والجنون السياسى غير المسبوق الذى يتغنى به عناصر اليمين المتطرف فى إسرائيل والخاص بضرورة تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن بحجة إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية المتعطشة للدماء بدعم وتمويل أمريكى منقطع النظير تلقى صفعة قوية برد مصرى مزلزل برفض القاهرة القاطع لمخطط التهجير، سواء كان طوعياً أو قسرياً لأنهم أصحاب الأرض، ويجب دعمهم للحياة فيها، وليس إخراجهم منها عنوة لتوسيع نفوذ إسرائيل، وعلى خطى مصر سارت الأردن ورفضت المقترح.

وطلبت الدولتان تسوية سياسية عاجلة على أساس حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

المقترح واجه معارضة عالمية شديدة من إسبانيا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والبرازيل ودول كثيرة حول العالم، لأنه سيزيد التوتر والقلق والاشتعال فى منطقة الشرق الأوسط، وسيحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة وبرميل بارود قابل للاشتعال فى أى لحظة، وهو أدى إلى الرجوع خطوة للخلف وتغيير لهجة الخطابات العنترية أملاً فى أن تلين مواقف البعض مع مرور الوقت.

حتى الأبواق الإخوانية التي لم تتوقف عن الهجوم مدفوع الأجر ضد مصر ولم تذكر حسنة وحيدة لدولة لحم أكتافهم من خيرها بعضهم غير بوصلتها وأشاد بموقف مصر والرئيس السيسي الرافض لتهجير الفلسطينيين، وأبرزهم محمد ناصر الذى أعلن دعمه لموقف مصر القوى.

خلاصة القول: الوضع الحالي فى المنطقة العربية يحتاج إلى قراء جيدين للألغاز السياسية المتلاحقة التي تحول الحليم حيران، وعلى العرب أن يدركوا جيداً أن قوتهم فى وحدتهم والتشرذم سيقودهم إلى الهلاك لا محالة، وأن يتوقفوا عن المواقف المايعة ويكون لهم موقف موحد، وأن يكون باطنهم مثل ظاهرهم حتى لا يتحولوا إلى فريسة طرية ..!!

مقالات مشابهة

  • حسن الرداد كسر المألوف في «عُقبال عندكوا»
  • النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. وموقفه التاريخي من القضية الفلسطينية
  • وحدة الأوزون: مصر حصلت على منح من الصندوق متعدد الأطراف
  • مكي «الجريء» (بروفايل)
  • سعد الحريري يعلن عودته للعمل السياسي في لبنان
  • القانون يحدد مواصفات الأطعمة التي يتناولها الطفل.. تفاصيل
  • خبير أثرى يشرح قصص الحب عند الفراعنة بمناسبة عيد الحب
  • محمد عبدالجواد يكتب: سفينة نوح.. وبرميل البارود!
  • الحديث عن على قاقارين لاينتهى
  • وزير الخارجية والهجرة ينقل تحيات السيد رئيس الجمهورية إلى الرئيس الفرنسى "ماكرون"