بوابة الوفد:
2024-11-25@16:07:36 GMT

نحو خطة مُستدامة لمواجهة التضخم

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

قبل أيام قررت الحكومة تطبيق زيادة كبيرة على أسعار الوقود، تبعتها بزيادة فى أسعار وسائل النقل التقليدية مثل مترو الأنفاق والقطارات بنسب تراوحت بين 22 و35 فى المئة، قبل أن تقرر زيادة سعر رغيف الخبز المدعوم بنسبة 20 فى المئة. 

وما دامت القرارات قد صدرت، وطبقت فعلياً، فإنه لا مجال لمناقشتها الآن، خاصة أننا جميعا ندرك أن الضغوط التضخمية للأسعار العالمية قد تمثل دوافع قوية لتحريك الأسعار المحلية لكثير من السلع والخدمات ذات التكلفة المتزايدة.

غير أننا نرى أيضا أن ما جرى من زيادات فى أسعار الخدمات والوقود، يستلزم ضرورة تقديم حزم جديدة من تدابير الحماية الاجتماعية للأسر والأفراد الأولى بالرعاية لتمكينهم من استيعاب موجات الغلاء غير المسبوقة، خاصة أن الحكومة ومسئوليها يكررون فى كل مناسبة أن محدودى الدخل كانوا وما زالوا على رأس أولوياتها.

وعلى الرغم من تراجع معدل التضخم خلال الأشهر الأخيرة من 28.1 فى المئة إلى 27.5 فى المئة، إلا أن ذلك المعدل ما زال كبيرا جدا، ولا يمكن تحمله لعدة سنوات متتاليات، خاصة أن الإشارات الدولية تشير إلى ارتفاع معدل الفقر فى مصر إلى أكثر من 32 فى المئة، وهو مؤشر مقلق للغاية.

لقد كان الفقر هو السبب الأهم لتصاعد ظاهرة الإرهاب فى مصر خلال الثمانينيات والتسعينيات، كما كان سببا مباشرا فى تدهور منظومة التعليم، وتراجع مستوى الخدمات الصحية، وهو أصل كل داء فى بلادنا، ومعه، وفى ظله لا يمكن بناء دولة جديدة لها مكانة بين الدول.

ولا شك أن هناك أفكاراً عديدة حول موازنة آثار التضخم المرتفع والمتواصل منها مثلاً تقديم علاوات استثنائية لبعض الفئات ذات الدخول المنخفضة، وقد جربت من قبل، وكانت لها آثار محدودة. ومنها أيضا التوسع فى برامج تكافل وكرامة بما يضيف فئات وطبقات أخرى لم تكن مستفيدة من البرنامج فيما مضى.

لكن هناك أيضا ضرورة لازمة للبحث عن أدوات جديدة تتجاوز فكرة تقديم المساعدة المؤقتة، وتمتد إلى تأسيس شبكات حماية اجتماعية مستدامة. وفى هذا الصدد فإن هناك أفكارا وأطروحات بشأن تحويل جانب من الاستثمارات العامة إلى استثمارات اجتماعية تركز على توفير الرعاية الصحية الشاملة لبعض الفئات، مع توفير برامج تدريب وتأهيل وتوظيف موسعة ضمن برنامج حياة كريمة.

ولا شك أن مسئولية مواجهة التضخم المتزايد هى مسئولية جماعية تستلزم دورا مهما وتعاونا واسعا من القطاع الخاص، وهو ما يؤكد ما سبق وطرحته كما طرحه كثير من رجال الاقتصاد والمستثمرين من رأى مفاده أن افساح المجال للقطاع الخاص لتولى مسئوليته فى قيادة التنمية الاقتصادية صار أمراً إلزامياً لكل من يتطلع لتنمية حقيقية.

لذا، فإننا ننظر باهتمام وترقب لمشاركة واسعة وقوية من القطاع الخاص فى الاستثمار فى مختلف المجالات دون شروط أو توجيه، وهو ما يعنى إزالة كافة العوائق التى تواجه الاستثمار والتى استعرضنا كثيراً منها فى مقالات سابقة. 

وسلامٌ على الأمة المصرية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قررت الحكومة مترو الانفاق الضغوط التضخمية فى المئة

إقرأ أيضاً:

ملخص الأسواق.. العوامل الرئيسية المؤثرة على الأسواق المالية

شهدت الأسواق المالية خلال الأيام الماضية تقلبات حادة نتيجة مزيج من تقارير أرباح الشركات والبيانات الاقتصادية والتطورات السياسية. يوم الجمعة، الموافق 15 نوفمبر 2024، سجلت الأسواق الأمريكية أكبر انخفاض لها منذ يوم الانتخابات. تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 2.2%، في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.3%، وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.7%. قادت أسهم التكنولوجيا هذا التراجع، حيث قام المستثمرون بإعادة تقييم مراكزهم وسط ارتفاع عوائد السندات ومخاوف من تغييرات تنظيمية محتملة.

في سوق السندات، ارتفعت عوائد السندات الأمريكية، حيث صعد العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى حوالي 4.45%. يعكس هذا الارتفاع استمرار المخاوف بشأن التضخم وتوقعات بتشديد السياسة النقدية، مما ألقى بثقله على الأسهم ذات النمو المرتفع، وخاصة في قطاع التكنولوجيا.

على الصعيد الاقتصادي، كانت البيانات مختلطة. أظهرت مبيعات التجزئة لشهر سبتمبر مراجعات إيجابية، مما يشير إلى استمرار قوة إنفاق المستهلكين، وهو ما يُعتبر مؤشرًا إيجابيًا. ومع ذلك، يظل الاحتياطي الفيدرالي أمام تحدٍّ في إدارة التضخم دون التأثير على النمو. سجل مؤشر إمباير ستيت للصناعات التحويلية نموًا غير متوقع، مما يبرز التفاوتات الإقليمية في النشاط الاقتصادي. أما التضخم، فقد جاءت أرقام مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر متماشية مع التوقعات، لكن الضغوط التضخمية المستمرة لا تزال مصدر قلق رئيسي بالنسبة للمستثمرين وصناع السياسة.

شهدت أرباح الشركات خلال الأسبوع أداءً متفاوتًا. تأثرت أسهم التكنولوجيا بشكل خاص مع تسجيل شركات مثل ميتا بلاتفورمز وأريستا نيتووركس خسائر كبيرة. أدت المخاوف من ارتفاع العوائد وتقييمات الأسهم إلى إعادة تقييم المستثمرين لهذا القطاع. في المقابل، شهدت القطاعات الدفاعية مثل المرافق والعقارات مكاسب، حيث لجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة وسط حالة عدم اليقين. ويترقب المستثمرون بشدة تقرير أرباح إنفيديا هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن تسجل الشركة زيادة بنسبة 82% في الإيرادات على أساس سنوي، مدفوعة بالطلب الكبير على رقائق الذكاء الاصطناعي، وخاصة رقاقة Blackwell AI الجديدة. يتوقع المحللون أيضًا أن يرتفع صافي دخل الشركة بنسبة 89% ليصل إلى 17.4 مليار دولار، مما يجعلها مؤشرًا رئيسيًا لأداء قطاع التكنولوجيا.

على الصعيد السياسي، أثارت التعيينات الأخيرة للرئيس المنتخب دونالد ترامب ردود فعل متباينة في الأسواق. اختيار روبرت ف. كينيدي الابن لإدارة الصحة والخدمات الإنسانية، وإيلون ماسك لإدارة جديدة تركز على كفاءة الحكومة، أثار توقعات بإمكانية حدوث تغييرات كبيرة في قطاعات مثل الرعاية الصحية والطاقة، فضلًا عن القطاعات التي تعتمد على العقود الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، تستمر السياسات التجارية والمالية للإدارة القادمة في تشكيل توقعات المستثمرين، حيث تقدم هذه السياسات مزيجًا من الفرص والمخاطر.

مع دخول الأسبوع الجديد، يتطلع المستثمرون إلى عدة عوامل رئيسية ستؤثر على الأسواق. تظل تقارير الأرباح في مقدمة اهتمامات المستثمرين، حيث من المتوقع أن تحدد نتائج إنفيديا النغمة لقطاع التكنولوجيا بأكمله. إلى جانب ذلك، ستحظى البيانات الاقتصادية الإضافية، مثل ثقة المستهلك وسوق الإسكان، بتركيز كبير لتقييم صحة الاقتصاد.

وستكون قرارات الاحتياطي الفيدرالي وتعليقاته حول التضخم ذات أهمية قصوى، حيث ستؤثر بشكل كبير على أسواق السندات والأسهم. أخيرًا، ستظل التطورات السياسية قيد المتابعة، مع التركيز على السياسات الجديدة التي قد تؤثر على القطاعات الحيوية.

تستمر الأسواق في مرحلة دقيقة وحساسة. تقدم البيانات الاقتصادية المختلطة، وتقلبات أرباح الشركات، والتطورات السياسية تحديات وفرصًا للمستثمرين. في مثل هذه الأوقات، يُنصح بالمحافظة على تنويع المحفظة الاستثمارية والتحلّي بالمرونة في اتخاذ القرارات. وفي ظل هذه البيئة المتقلبة، يظل التركيز على الأساسيات طويلة الأجل هو المفتاح لتحقيق النجاح، حتى مع استمرار التقلبات قصيرة الأجل في التأثير على الأسواق.

مقالات مشابهة

  • خوارزميّات توظيف لا ترى النّساء
  • الحكومة العراقية تكشف عن عدد سكان البلاد
  • الشتاء قادم في أوروبا.. وتقلب أسعار الطاقة آت أيضا
  • كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
  • كيف ينظر الأميركيون لترشيحات ترامب لإدارته المقبلة؟
  • ترسيم الحدود البريّة هدفٌ للوساطة الأميركية أيضاً: فماذا عن الملفّ؟
  • ارتفاع جديد.. بتكوين تقترب من 100 ألف دولار
  • حزب «المصريين»: تثبيت سعر الفائدة يستهدف خفض التضخم وجذب الاستثمارات
  • ملخص الأسواق.. العوامل الرئيسية المؤثرة على الأسواق المالية
  • مندوبية التخطيط: معدل التضخم يستقر في 0.7 في المائة