بوابة الوفد:
2024-09-10@02:18:57 GMT

منطق بلينكن «الأعوج»!

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

إذا كانت السياسة الأمريكية تنحاز بشكل دائم إلى جانب إسرائيل فى صراعها مع الأطراف العربية، بل وغير العربية، فإن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن يمثل الوجه القبيح لهذه السياسة، خاصة تلك المتعلقة بتطورات ما بعد 7 أكتوبر. بالطبع لا يمكن إنكار تأثير يهوديته على مواقفه لكنه وهو على رأس الدبلوماسية الأمريكية يمارس ذلك بشكل بعيد عن كل أشكال الدبلوماسية.

يبدو لك أن الرجل لا يعرف «حمرة الخجل» وليس لديه أى استعداد لأن يعرفها، هو نموذج فج وواضح وفاضح للتأييد الكفيف- الأعمى- لإسرائيل! 

المشكلة أنك لدى محاولة التعامل مع تلك المواقف لتبيانها ستجد أنها كثيرة، فالرجل يملأ الدنيا ضجيحًا بتصريحاته متنقلًا بين عواصم العالم يمنة ويسرة، شرقًا وغربًا، وكلماته تخرج من فيه بكل هدوء وثقة وبرود أعصاب دون إحساس بأنها تصادم العقل والمنطق.

آخر تلك التصريحات التى أدلى بها أمس الأربعاء وراح فيها يؤكد أنه على الرئيس الجديد للمكتب السياسى لحركة حماس يحيى السنوار أن يقرر بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وجه المغالطة أن الرجل يعلم وكل صبى أو طفل يلم بالسياسة فى الولايات المتحدة أن العقبة فى وجه وقف إطلاق النار هو نتنياهو.. حتى أن البيت الأبيض بعد أن فاض به الكيل راح يعلن أن الأخير لو لم يستجب لجهود هذه العملية سيعلن أنه السبب فى عدم التوصل إلى اتفاق. أهالى الأسرى فى إسرائيل يكيلون الاتهامات لنتنياهو بأنه السبب، فريق التفاوض الإسرائيلى على مفاوضات وقف النار اختلف معه بسبب موقفه المتعنت ورغبته فى عرقلة المهمة حتى تحقيق ما يتصوره نصرًا عسكريًا فى غزة. 

حتى فى تلك الدعوة لوقف النار فإن الرجل لا يرى أن تلك الخطوة وسيلة لوقف نزيف الدماء وعمليات الإبادة التى تجرى فى غزة.. لا.. بلينكن لا يرى فيها سوى وسيلة لإطلاق سراح الرهائن، أما ما غير ذلك فليذهب الكل إلى الجحيم! 

أما على صعيد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المرتقبة والتى تنذر بحرب شاملة فى المنطقة، فإن الرجل لا يخالف كتاب القواعد التى وضعها لنفسه ويحدد أسس التعامل مع ما يخص مصلحة إسرائيل، ومنطقه أنه لا ينبغى لأحد تصعيد الصراع فى المنطقة، والكلام موجه لطهران، وهو- بلينكن- يبذل الغالى والرخيص من وقته مع دول المنطقة وغير المنطقة من أجل إرساء هذه القاعدة. هو لا يرى فيما قامت به إسرائيل من اغتيال هنية على أرض إيران اعتداء على سيادة دولة، وعمل يستوجب الرد، ولكنه يرى أنه يجب على القيادة الإيرانية أن تبتلع هذه العملية – الإهانة – بمنطق عفا الله عما سلف حتى نجنب المنطقة مزيدًا من الهجمات. 

ولا يتردد بلينكن فى أن يلقى علينا بعظاته- ليس من الجبل، وإنما من بلاده - فيدعو كل الأطراف فى المنطقة إلى إدراك مخاطر الحسابات الخاطئة.. دون أن يعطينا الفرصة لنسأله ما إذا كانت عملية الاغتيال على أرض إيرانية تدخل فى تلك المخاطر أم لا؟ وإذا كانت فهل لها من حساب أو وقفة؟ ولماذا لا ترد إيران مثلًا على العملية ثم نبدأ من جديد مرحلة أخرى من محاولة إدراك مخاطر الحسابات الخاطئة التى يدعونا إليها بلينكن؟ 

المشكلة أن بلينكن يعمد إلى استخدام سياسة العصا والجزرة، فبينما ينطق فمه بكلمات التهدئة تمسك يده آلة التهديد باستمرار بلاده فى الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات تشنها الجماعات الإرهابية. وليكون السؤال: ماذا لو ألجمنا ردود أى فعل لمثل تلك الجماعات واقتصرت الهجمات على الانطلاق من إيران وحدها.. فهل تتخلى واشنطن عن الدفاع عن إسرائيل؟ 

كلام بلينكن لا يحترمنا ولا يرانا من الأصل.. للأسف!!

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبدالرازق وغير العربية

إقرأ أيضاً:

نصر سالم: وجود إسرائيل في محور فيلادليفيا يصب الزيت على النار

كشف اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، عن الرسائل التي تحملها زيارة الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، المفاجئة لتفقد الأوضاع الأمنية على الحدود مع غزة.

وفي لقاء مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسئوليتي» عبر قناة «صدى البلد»، أشار اللواء نصر سالم إلى أن زيارة الفريق أحمد خليفة إلى الشريط الحدودي مع غزة حملت رسائل قوية للردع، وقد أدرك الجيش الإسرائيلي دلالات هذه الزيارة بعد جولة الفريق.

وأضاف نصر سالم أن الفريق أحمد خليفة تناول الطعام مع الجنود على بعد مسافة صفر من الحدود، مشدداً على أهمية الصبر والتحمل من قبل الجنود في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون في الجهة المقابلة.

وتابع نصر سالم بأن مصر تحترم كافة المواثيق والاتفاقيات طالما أن الأطراف الأخرى تلتزم بها، مشيراً إلى أن مركز القيادة المصري يراقب الوضع على الشريط الحدودي مع غزة بشكل دائم.

كما أكد نصر سالم أن وجود إسرائيل في محور فيلادليفيا يشبه "وضع الزيت على النار" ويزيد من تعقيد الموقف، موضحًا أن أي اختراق لاتفاقية السلام لا يعني بالضرورة اندلاع حرب مباشرة، حيث توجد بنود في الاتفاقية يمكن الرجوع إليها عند حدوث أي انتهاكات.

وشدد نصر سالم على ضرورة الحفاظ على ضبط النفس، رغم إمكانية حدوث استفزازات قد تؤدي إلى عمليات فردية من إطلاق النار بسبب الأوضاع الراهنة.


 

مقالات مشابهة

  • أردوغان يدعو لحلف تركي مصري سوري بمواجهة إسرائيل.. ما إمكانية تنفيذه؟
  • إسرائيل وامريكا يعملان على ردع تهديدات إيران
  • إسرائيل تزعزع أمن المنطقة
  • الرئاسة الفلسطينية: المنطقة تدفع ثمن سياسات إسرائيل
  • لا شاحنات ولا مسافرين.. إسرائيل تغلق المعابر مع الأردن
  • لن تقف عند حدود غزة ورام الله.. أردوغان يحذر من مخططات إسرائيل في المنطقة
  • مدير الـ CIA: قرار وقف إطلاق النار يحتاج إرادة سياسية من إسرائيل
  • نصر سالم: وجود إسرائيل في محور فيلادليفيا يصب الزيت على النار
  • ميقاتي: إسرائيل تشعل نار جرائمها ضد لبنان
  • بلينكن: اتفاق وقف الحرب على غزة جاهز بنسبة 90%