بوابة الوفد:
2025-02-01@07:59:03 GMT

منطق بلينكن «الأعوج»!

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

إذا كانت السياسة الأمريكية تنحاز بشكل دائم إلى جانب إسرائيل فى صراعها مع الأطراف العربية، بل وغير العربية، فإن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن يمثل الوجه القبيح لهذه السياسة، خاصة تلك المتعلقة بتطورات ما بعد 7 أكتوبر. بالطبع لا يمكن إنكار تأثير يهوديته على مواقفه لكنه وهو على رأس الدبلوماسية الأمريكية يمارس ذلك بشكل بعيد عن كل أشكال الدبلوماسية.

يبدو لك أن الرجل لا يعرف «حمرة الخجل» وليس لديه أى استعداد لأن يعرفها، هو نموذج فج وواضح وفاضح للتأييد الكفيف- الأعمى- لإسرائيل! 

المشكلة أنك لدى محاولة التعامل مع تلك المواقف لتبيانها ستجد أنها كثيرة، فالرجل يملأ الدنيا ضجيحًا بتصريحاته متنقلًا بين عواصم العالم يمنة ويسرة، شرقًا وغربًا، وكلماته تخرج من فيه بكل هدوء وثقة وبرود أعصاب دون إحساس بأنها تصادم العقل والمنطق.

آخر تلك التصريحات التى أدلى بها أمس الأربعاء وراح فيها يؤكد أنه على الرئيس الجديد للمكتب السياسى لحركة حماس يحيى السنوار أن يقرر بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وجه المغالطة أن الرجل يعلم وكل صبى أو طفل يلم بالسياسة فى الولايات المتحدة أن العقبة فى وجه وقف إطلاق النار هو نتنياهو.. حتى أن البيت الأبيض بعد أن فاض به الكيل راح يعلن أن الأخير لو لم يستجب لجهود هذه العملية سيعلن أنه السبب فى عدم التوصل إلى اتفاق. أهالى الأسرى فى إسرائيل يكيلون الاتهامات لنتنياهو بأنه السبب، فريق التفاوض الإسرائيلى على مفاوضات وقف النار اختلف معه بسبب موقفه المتعنت ورغبته فى عرقلة المهمة حتى تحقيق ما يتصوره نصرًا عسكريًا فى غزة. 

حتى فى تلك الدعوة لوقف النار فإن الرجل لا يرى أن تلك الخطوة وسيلة لوقف نزيف الدماء وعمليات الإبادة التى تجرى فى غزة.. لا.. بلينكن لا يرى فيها سوى وسيلة لإطلاق سراح الرهائن، أما ما غير ذلك فليذهب الكل إلى الجحيم! 

أما على صعيد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المرتقبة والتى تنذر بحرب شاملة فى المنطقة، فإن الرجل لا يخالف كتاب القواعد التى وضعها لنفسه ويحدد أسس التعامل مع ما يخص مصلحة إسرائيل، ومنطقه أنه لا ينبغى لأحد تصعيد الصراع فى المنطقة، والكلام موجه لطهران، وهو- بلينكن- يبذل الغالى والرخيص من وقته مع دول المنطقة وغير المنطقة من أجل إرساء هذه القاعدة. هو لا يرى فيما قامت به إسرائيل من اغتيال هنية على أرض إيران اعتداء على سيادة دولة، وعمل يستوجب الرد، ولكنه يرى أنه يجب على القيادة الإيرانية أن تبتلع هذه العملية – الإهانة – بمنطق عفا الله عما سلف حتى نجنب المنطقة مزيدًا من الهجمات. 

ولا يتردد بلينكن فى أن يلقى علينا بعظاته- ليس من الجبل، وإنما من بلاده - فيدعو كل الأطراف فى المنطقة إلى إدراك مخاطر الحسابات الخاطئة.. دون أن يعطينا الفرصة لنسأله ما إذا كانت عملية الاغتيال على أرض إيرانية تدخل فى تلك المخاطر أم لا؟ وإذا كانت فهل لها من حساب أو وقفة؟ ولماذا لا ترد إيران مثلًا على العملية ثم نبدأ من جديد مرحلة أخرى من محاولة إدراك مخاطر الحسابات الخاطئة التى يدعونا إليها بلينكن؟ 

المشكلة أن بلينكن يعمد إلى استخدام سياسة العصا والجزرة، فبينما ينطق فمه بكلمات التهدئة تمسك يده آلة التهديد باستمرار بلاده فى الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات تشنها الجماعات الإرهابية. وليكون السؤال: ماذا لو ألجمنا ردود أى فعل لمثل تلك الجماعات واقتصرت الهجمات على الانطلاق من إيران وحدها.. فهل تتخلى واشنطن عن الدفاع عن إسرائيل؟ 

كلام بلينكن لا يحترمنا ولا يرانا من الأصل.. للأسف!!

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبدالرازق وغير العربية

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعتزم الإفراج عن 183 فلسطينيًا

أفاد نادي الأسير الفلسطيني، الجمعة، بأنّ إسرائيل ستطلق سراح 183 معتقلًا، مقابل الإفراج عن 3 رهائن محتجزين في غزة، وذلك في إطار عملية تبادل ستكون الرابعة منذ بدء سريان الهدنة.

وكانت أماني سراحنة المتحدثة باسم نادي الأسير الفلسطيني قالت في بادئ الأمر إنّ إسرائيل "ستحرّر تسعين أسيرًا"، لتعلن لاحقًا ارتفاع العدد إلى 183.
ومن المقرر أن تنفّذ إسرائيل وحماس عملية تبادل جديدة، السبت، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 19 يناير بين إسرائيل وحماس.

وبدأت الفصائل الفلسطينية في غزة بإطلاق سراح الرهائن منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
وحتى الآن سلّمت الفصائل الفلسطينية 15 رهينة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مقابل إطلاق إسرائيل سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تؤكد ضرورة إسراع إسرائيل في إنهاء احتلالها بسوريا
  • إسرائيل تعتزم الإفراج عن 183 فلسطينيًا
  • رد قوي على مطالبة مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة أمريكا مراقبة مصر عسكريا.. فيديو
  • بيان من إسرائيل بشأن الضربات في شرق لبنان
  • استمرار العقوبات على سوريا والمنطق الأعوج
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • إسرائيل تعترف باستهداف فلسطينيين في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • البنتاجون: إسرائيل حليف نموذجي في المنطقة
  • باحث: ترامب يتحالف مع متطرفي إسرائيل ويصب الزيت على النار في المنطقة
  • ‏قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل: حزب الله هُزم وإذا حاول الرد فسنقضي عليه وعلى قيادته