بوابة الوفد:
2024-11-26@02:09:32 GMT

منطق بلينكن «الأعوج»!

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

إذا كانت السياسة الأمريكية تنحاز بشكل دائم إلى جانب إسرائيل فى صراعها مع الأطراف العربية، بل وغير العربية، فإن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن يمثل الوجه القبيح لهذه السياسة، خاصة تلك المتعلقة بتطورات ما بعد 7 أكتوبر. بالطبع لا يمكن إنكار تأثير يهوديته على مواقفه لكنه وهو على رأس الدبلوماسية الأمريكية يمارس ذلك بشكل بعيد عن كل أشكال الدبلوماسية.

يبدو لك أن الرجل لا يعرف «حمرة الخجل» وليس لديه أى استعداد لأن يعرفها، هو نموذج فج وواضح وفاضح للتأييد الكفيف- الأعمى- لإسرائيل! 

المشكلة أنك لدى محاولة التعامل مع تلك المواقف لتبيانها ستجد أنها كثيرة، فالرجل يملأ الدنيا ضجيحًا بتصريحاته متنقلًا بين عواصم العالم يمنة ويسرة، شرقًا وغربًا، وكلماته تخرج من فيه بكل هدوء وثقة وبرود أعصاب دون إحساس بأنها تصادم العقل والمنطق.

آخر تلك التصريحات التى أدلى بها أمس الأربعاء وراح فيها يؤكد أنه على الرئيس الجديد للمكتب السياسى لحركة حماس يحيى السنوار أن يقرر بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وجه المغالطة أن الرجل يعلم وكل صبى أو طفل يلم بالسياسة فى الولايات المتحدة أن العقبة فى وجه وقف إطلاق النار هو نتنياهو.. حتى أن البيت الأبيض بعد أن فاض به الكيل راح يعلن أن الأخير لو لم يستجب لجهود هذه العملية سيعلن أنه السبب فى عدم التوصل إلى اتفاق. أهالى الأسرى فى إسرائيل يكيلون الاتهامات لنتنياهو بأنه السبب، فريق التفاوض الإسرائيلى على مفاوضات وقف النار اختلف معه بسبب موقفه المتعنت ورغبته فى عرقلة المهمة حتى تحقيق ما يتصوره نصرًا عسكريًا فى غزة. 

حتى فى تلك الدعوة لوقف النار فإن الرجل لا يرى أن تلك الخطوة وسيلة لوقف نزيف الدماء وعمليات الإبادة التى تجرى فى غزة.. لا.. بلينكن لا يرى فيها سوى وسيلة لإطلاق سراح الرهائن، أما ما غير ذلك فليذهب الكل إلى الجحيم! 

أما على صعيد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المرتقبة والتى تنذر بحرب شاملة فى المنطقة، فإن الرجل لا يخالف كتاب القواعد التى وضعها لنفسه ويحدد أسس التعامل مع ما يخص مصلحة إسرائيل، ومنطقه أنه لا ينبغى لأحد تصعيد الصراع فى المنطقة، والكلام موجه لطهران، وهو- بلينكن- يبذل الغالى والرخيص من وقته مع دول المنطقة وغير المنطقة من أجل إرساء هذه القاعدة. هو لا يرى فيما قامت به إسرائيل من اغتيال هنية على أرض إيران اعتداء على سيادة دولة، وعمل يستوجب الرد، ولكنه يرى أنه يجب على القيادة الإيرانية أن تبتلع هذه العملية – الإهانة – بمنطق عفا الله عما سلف حتى نجنب المنطقة مزيدًا من الهجمات. 

ولا يتردد بلينكن فى أن يلقى علينا بعظاته- ليس من الجبل، وإنما من بلاده - فيدعو كل الأطراف فى المنطقة إلى إدراك مخاطر الحسابات الخاطئة.. دون أن يعطينا الفرصة لنسأله ما إذا كانت عملية الاغتيال على أرض إيرانية تدخل فى تلك المخاطر أم لا؟ وإذا كانت فهل لها من حساب أو وقفة؟ ولماذا لا ترد إيران مثلًا على العملية ثم نبدأ من جديد مرحلة أخرى من محاولة إدراك مخاطر الحسابات الخاطئة التى يدعونا إليها بلينكن؟ 

المشكلة أن بلينكن يعمد إلى استخدام سياسة العصا والجزرة، فبينما ينطق فمه بكلمات التهدئة تمسك يده آلة التهديد باستمرار بلاده فى الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات تشنها الجماعات الإرهابية. وليكون السؤال: ماذا لو ألجمنا ردود أى فعل لمثل تلك الجماعات واقتصرت الهجمات على الانطلاق من إيران وحدها.. فهل تتخلى واشنطن عن الدفاع عن إسرائيل؟ 

كلام بلينكن لا يحترمنا ولا يرانا من الأصل.. للأسف!!

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبدالرازق وغير العربية

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تبعث رسائل الى العراق: ضربة مرتقبة ولا خيارات للردع

بغداد اليوم -  بغداد

كشف الخبير في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، اليوم السبت (23 تشرين الثاني 2024)، ارسال إسرائيل رسائل الى العراق بشأن ضربة مرتقبة عبر اطراف دولية، فيما اكد ان بغداد لا تملك خيارات للردع .

وقال الحكيم، لـ"بغداد اليوم"، إن "العراق يتحرك سريعاً نحو المجتمع الدولي من خلال ارسال رسائل عديدة خشية من وجود ضربة إسرائيلية حتمية ومرتقبة على العراق خلال المرحلة المقبلة، وهذا الامر وصل بشكل رسمي للجهات الحكومية العراقية عبر اطراف دولية مؤثرة في المنطقة والعالم".

وأضاف ان "العراق لا يملك خيارات ردع عسكرية لمنع أي عدوان إسرائيلي عليه خلال المرحلة المقبلة، ولهذا هو تحرك سياسيا ودبلوماسيا نحو المجتمع الدولي، للحصول على دعم دولي وتحشيد دولي يمكن ان يمنع إسرائيل من شن أي ضربات عدوانية على العراق، خاصة وان هناك خشية من تكون ضربات الكيان الصهيوني ضد منشأت حيوية واقتصادية مهمة داخل العراق".

هذا وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم السبت (23 تشرين الثاني 2024)، أنها وجّهت رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، رداً على تهديدات الكيان الإسرائيلي بالاعتداء على العراق.

وأكدت الوزارة في رسائلها وفقا لبيان لها تلقته "بغداد اليوم"، أن" العراق يُعدّ ركيزة للاستقرار في محيطه الإقليمي والدولي، ومن بين الدول الأكثر التزاماً بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة". 

وأشارت الرسائل العراقية إلى أن" رسالة الكيان الإسرائيلي إلى مجلس الأمن تمثل جزءاً من سياسة ممنهجة لخلق مزاعم وذرائع بهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة".

وشددت الوزارة على أن" لجوء العراق إلى مجلس الأمن يأتي انطلاقاً من حرصه على أداء المجلس لدوره في حفظ السلم والامن الدوليين، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان، وإلزام الكيان الإسرائيلي بوقف العنف المستمر في المنطقة والكف عن إطلاق التهديدات".

وأوضحت، أن" العراق كان حريصاً على ضبط النفس فيما يتعلق باستخدام أجوائه لاستهداف إحدى دول الجوار، مؤكدةً أهمية تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية، التي تشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي".

وأكدت الرسائل أيضا أن" العراق يدعو إلى تضافر الجهود الدولية لإيقاف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة وضمان احترام القوانين والمواثيق الدولية، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".

وحسب بيان وزارة الخارجية" فقد طلب العراق تعميم الرسالة على الدول الأعضاء وايداعها كوثيقة رسمية لدى المنظمات المعنية.

مقالات مشابهة

  • في اتصال مع نظيره الإماراتي.. بلينكن يدين مقتل الحاخام تسيفي كوغان
  • واشنطن تطالب إسرائيل بكبح عنف المستوطنين بالضفة الغربية
  • إسرائيل تعلن شروطها لوقف إطلاق النار في لبنان
  • بلينكن يبحث أزمة أوكرانيا والشرق الأوسط في أوروبا
  • بلينكن عبر عن قلقه البالغ.. واشنطن تبحث مع مسقط قضية موظفي المنظمات المحتجزين لدى الحوثيين
  • ملامح اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل
  • العراق يوجه رسائل إلى المجتمع الدولي بشأن تهديدات إسرائيل
  • العراق يطالب مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بوقف العدوان على غزة ولبنان
  • إسرائيل تبعث رسائل الى العراق: ضربة مرتقبة ولا خيارات للردع
  • العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تسعى لتوسعة الصراع